رواية أمل بين الحياة والموت كاملة جميع الفصول

رواية أمل بين الحياة والموت هي رواية درامية رومانسية بقلم الكاتبة منال كريم، تدور حول رحلة إنسانية تهتز فيها القلوب بين الفقد والخوف، وبين الإصرار على النجاة.تأخذنا الكاتبة إلى عالم تُختبر فيه الروح، حيث يصبح "الأمل" ليس مجرد كلمة، بل خيط حياة يتمسّك به أبطال القصة في مواجهة الألم.

رواية أمل بين الحياة والموت كاملة جميع الفصول

رواية أمل بين الحياة والموت كاملة جميع الفصول

: جوزك اتجوز عليكِ.

= ايه الكلام الفارغ ده.

:زي ما بقولك يا حلوة أخوي فرحه النهاردة على بنت خالتي.

صرخت بصوت عالي و هي بتقول:

_بطلي كدب يا سماح، أنا مش عارفة ليه من يوم ما أتجوزت اخوكي و أنتِ كرهني اوي كده.

ضحكت بشماتة و قالت:

_كذب و حياتك عندي أن فرح حازم على نوار بنت خالتي النهاردة، و قولت أقولك علشان تفرحي معانا.

و كملت بحقد و كراهية و قالت :

_ و أيوة بكرهك اوي كمان، كان وشك نحس على اخوي.

نزلت دموعها و هي تسأل:

_مش مصدقة كلامك، حازم عمره ما يعمل كده و بعدين يعمل كده ليه أنا مش ناقصة حاجة.

ردت بسخرية:

_أنتِ متأكدة أنك مش ناقصة حاجة.

و كملت بغضب شديد:

_بصي لنفسك يا أمولة ،أنتِ مش ست أصلا ، و ناقصة ،ناقصة كتير اوي.

بعد الجملة دي وقع التلفيون من أيدها، و نزلت دموعها و هي ترتعش.

قعدت على الكرسي و قالت:

_عندها حق أنا مش زي اي ست، و أنا ناقصة كتير عن كل الستات.

مسحت دموعها و قامت تلبس علشان تروح الفرح، لبست فستان بسيطة شيك مع حجابها الطويل و اتجهت لمكان الفرح ، بعد ما رنت على سامح تسألها على العنوان.

//////////////////

في الفرح

سماح: أمل جاية، الخطة نجحت.

الام:برافو عليكِ يا سماح، تجي و تشوفه كده، و تطلب الطلاق و نخلص منها.

سماح : تفتكري حازم بعمل ايه لو عرف أننا قولنا ل أمل.

: و هو يعرف من مين كبري دماغك و افرحي.

كان قاعد حازم في المكان المخصص للعروسين و هو دماغه مشغولة و بيفكر في أمل و يسأل نفسه، هل خد القرار الصح أو لا؟

مسكت أيده و هي بتقول بابتسامة و دلع :

_مبروك يا حزومي.

رد عليها بغضب:

_بلاش دلع ماسخ يا نوار، أسمي حازم.

قالت بدلع اكتر:

_ أخس عليك في حد يزعق لعروستها كده يوم فرحها.

زفر بضيق و مردش عليها.

أما هي قالت لنفسها:

_ أنا عارفة أنك بتحب أمل و اتجوزتني علشان ضغط خالتي عليك، بس أنا بحبك اوي و على استعداد أعمل كل حاجه علشانك.

كانت أم نوار تبص عليهم و شايفة معاملة حازم لبنتها.

مشيت عند اختها و قالت بعصبية:

_ ينفع كده يا صباح، هو المحروس إبنك بيكلم بنتي كده ليه.

ردت صباح بهدوء:

_ في ايه بس يا صابرين ماله ابني.

بصيت على حازم و بعدين لصباح و قالت بصوت عالي:

_ إبنك يكلم بنتي بطريقة مش حلوة.

سألت باستغراب:

_ و أنتِ سمعتي طريقة أبني في الكلام ازاي من الدوشة دي.

خبطة كف بكف و قالت:

ـ بصي على وش المحروس و أنتِ تعرفي، إبنك شكله مغصوب على الجواز، و أنا و أنتِ عارفين أن هو اللي خبط على بابنا و طلب أيد نوار ،و أنا وافقت علشان خاطر أنتِ أختي و قبلت أنه متجوزة لكن يعامل بنتي كده من أول ليلة كده مش حلو.

طبطت على كتفها و قالت بهدوء:

_ اهدي يا صابرين مفيش داعي لكلامك ده، و متخافيش على نوار و هي مع حازم.

قالت كلامها و راحت عند حازم ، سلمت على نوار بحب و ابتسامة و خدت حازم بعيد شوية و قالت بغضب مكبوت:

_ فك وشك شوية ،أنت ناسي أنك عريس ده منظر عريس، قاعد زي اللي في العزاء، أضحك مع مراتك و خدها و ارقصوا بدل ما أنت منكد عليها ،البت أول مرة تتجوز مش زيك.

شد أيده منها و قال بعصبية:

_ أنا ظلمت نفسي و أمل و نوار لما سمعت كلامك ،مش عارف عقلي كان فين لما عملت كده.

أبتسمت بسخرية و قالت:

_ و تعيش طول عمرك مع واحدة زي أمل.

بص لها بغضب من غير رد، و كملت هي بأمر:

_ اللي حصل حصل دلوقتي نوار مراتك زي أمل، يلا يا حبيبي خد مراتك و ارقصوا شوية.

ندهت على سماح و طلبت منها تقول لمشغل الاغاني يشغل اغنية رومانسية و بالصدفة كانت نفس الاغنية اللي رقص حازم مع أمل عليها في فرحهم.....

خدت حازم و رحت عند نوار و قالت بحماس:

_ يلا يا حبيبت خالتك قومي ارقصي مع حازم.

ابتسمت بخجل و مدت ايدها لحازم و بدوا يرقصوا سلو.

لكن هو مش شايفة غير أمل قدمه......

قالت سماح و هي تبص على حازم و نوار:

_شكل ابنك مش هيعرف ينسي أمل.

ابتسمت بخبث و قالت:

_ مش مهم ينسي ،المهم هي تبعد عنها.

: يمكن تقبل بالوضع.

= مين أمل لا يمكن تقبل بكده.

كانت أمل وصلت قدم القاعة، و اتجمدت مكانها مش عارفه تدخل أو تمشي ،فضلت شوية لحد ما خدت قرار تدخل تبص عليه و هو مع واحدة تانية.

اخدت نفس عميق و مشيت أول خطوة، و كل خطوة كانت بمثابة طعنة في قلبها، وافقت مكانها لما ظهر الصوت و كان صوت الأغنية اللي رقصوا عليها.

نزلت دموعها و قالت بحزن:

_ نفس الاغنية يا حازم.

كملت طريقها لحد ما وصلت للقاعة.

كانت تبص حواليها ،تدور عليه ،لحد ما ظهر قدمها و هو يرقص و في حضنه واحدة تانية.

مشيت بخطوات بطيئة و متعبة جداً ،و هي بتجمع في الكلام، كانت تايهة مش عارفة تبدأ منين، لحد ما قطعت طريقها و هي بتقول بشماتة:

_ اهلا يا مرات أبني، هي دي بنت الاصول اللي تفرح لفرح جوزها، بنت اصول من يومك يا أمولة.

حطت أيدها على قلبها و قالت بابتسامة باردة:
_ دلوقتي قلبي ارتاح لما شوفت أبني و مع مراته الاولى و التانية، كده اطمأنت على أبني.

كانت تبص ليها من غير اي ردة فعل ، مش مستغربة الشماتة اللي في عينها هي عارفة من أول يوم إنها مش عايزة الجوازة دي، و حازم اللي غصب عليها تقبل بيها، لكن هي مقبلتش بيها حتي بعد سنين.

كملت صباح و هي قاصدة توجع قلبها:

_ أنا عارفة انك زعلانة، بس لو فكرتي صح تعرفي ده في مصلحتك قبل مصلحة حازم، و اللي مش عارفه تعملي نوار تعملوا.

: هو أنتِ ليه بتكرهني كده؟

كان سؤال أمل و هي تبص في عينها، بصت صباح في عينها و قالت ببرود :

_اخس عليكِ أنا مش بحب غيرك يا قلبي.

ضعفت و نزلت دموعها و سألت:

ـ لو بنتك كانت مكاني.

قاطعة كلامها و هي تصرخ:

_بعد الشر علي بنتي، أن شاء الله اللي يكره، ايه يا أمل تتمني الشر لغيرك.

: اللي حصلي مش شر ده خير و أنا راضية، و أنتِ متأكدة عمري ما اتمني الشر لاي حد حتي هو لو كان الشر نفسه.

= قصدك مين بكلامك.

: قصدي اقولك مبروك.

و مشيت من قدمها.

كانت نوار تموت من الفرحة مش مصدقة أن أخيرا حب السنين من أيام ما كانت في الثانوية العامة و هي بتحبه و لحد ما خلصت الجامعة فضلت تحبه و رفضت كل العرسان لأن قلبها ملكِ حازم..

كانت صدمتها لما حازم خطب و اتجوز غيرها، لكن ربنا جبر بخاطرها و بقا جوزها حتي لو في واحدة تانية.....

أما هو كان مغمض عينه و بيفكر في أمل مش شايف غيرها قدمه.

كانت وصلت لعندهم و شايفهم و هما مش حساسين بللي حواليهم و كأنهم في دنيا تانية....

بصت عليه لقت ابتسامة جميلة و هادية، هي عارفة الابتسامة دي لما يفكر فيها ، ديما كان يسرح بخياله مع ذكرياتها حتي و هي جنبه.

قالت بدموع ممزوجة بابتسامة مكسورة:

_ بتحبني يا حازم صح.

في الاول افتكر أن صوتها خيال ، لكن فتح عينه لما حس بلمسة أيدها المميزة و هي تقول بنبرة حنونة:

_ أنا هنا، أفتح عينيك يا حبيبي.

فتح عيونه و بعد عن نوار بصدمة و بص لها و بعدين بص للأرض بخجل.

بصت نوار على أمل و اتحركت من قدمهم من غير كلام أو ردة فعل.

وافقت الموسيقى و الكل متابع اللي يحصل.

وقفت قدمها و سألت:

_ ليه يا حازم ، ليه يا حبيبي كنت قولي ،ليه تعمل في كده.

كان ببص في الأرض مش قادر يبص في عينها.

أما هي كأنها مسكت نفسها لحد ما تكون قدمه و بعدين تنهار ، حست أن في دوشة كتير حواليها ، رغم الصمت الطاغي على المكان.

حست أن الدنيا ضلمة ،و مفيش نور.

مسكت أيده و قالت:

_ حازم.

و كانت أخر جملة قبل أن تغيب عن الوعي.

صرخ باسمها و هو ياخدها في حضنها :

_ أمل ،أمل، حقك عليا ،أنا آسف

حملها و خرج بيها برة القاعة

صرخت صباح:

_ رايحة فين و سايب عروستك.

مردش على حد و هو شيل قلب مكسور و سايب وراءه قلب محطم...

لما غاب عن عينها مع حبيته و مراته ، بصت على الناس اللي يتكلموا عليها و أن عريسها ماشي من غيرها يوم فرحها.

هي كمان فقدت السيطرة على نفسها وقعت من طولها.

و للحديث بقية
:بنتي الحقوني يا ناس، بنتي بتروح مني..

قالت صابرين كده و هي بتحاول تفوق نوار اللي وقعة في الأرض مغمي عليها.

جريت سماح و صباح عليها، حاولوا معها تفوق لكن مفيش فايدة.

جه عمها شالها و مشيوا على أقرب مستشفى.

في بيت صباح

كان قاعد عماد ( اخو حازم الصغير)في اوضته حزين و الدنيا ضلمة و هو يكلم نفسه بحزن:

_ أنا مش متخيل البنت اللي طول عمري أحلم بيها تكون مرات أخوي ،و من حسن حظي أن محدش يعرف حقيقة مشاعري ل نوار ، ليه كده يا أمي ،فاكرة بكدة يكون حازم مبسوط، أنتِ ظلمتي حازم و أمل و نوار ،حتي أنا ظلمتني من غير ما تعرفي.

و غمض عينه بحزن و هو مش عارف ازاي يتحمل كل ده، خصوصا أن نوار تكون في الشقة اللي فوقهم، البنت اللي طول عمره يحلم تكون مراته بقت مرات أخوه، يلؤم نفسه أنه فضل مخبي مشاعره و يرجع يقول الحمد لله أن محدش عارف أني بحب اللي بقت مرات أخوي ...

و سرح مع ذكريات الطفولة اللي جمعت بينه و بين نوار...

اختراع عماد حجة علشان ميروحش الفرح، أنه مش موافق على ظلم أمل علشان كده لا يمكن يشارك في المهزلة دي.

هو فعلا شايف أنها مهزلة و ظلم لثلاث أشخاص
حازم و أمل و نوار، لأن حازم يعشق أمل مش حب عادي.

في المستشفى

كان وصل حازم و دخلت أمل غرفة الكشف.

بعد شوية خرج الدكتور ،جري عليها و سأل بلهفة:

_ طمني بالله عليك.

أبتسم بهدوء و قال:
_ اهدي كده هي كويسة.

: اومال ايه اللي حصل ده

= توتر عصبي، اطمن شوية و تفوق.

و مشي الدكتور و دخل حازم عندها.

مجرد ما قفل الباب ،كان وصل عم نوار و هو شيلها و وراءه صابرين و صباح و سماح..

دخلت اوضة الكشف.

قعدت صابرين على الأرض قدم الاوضة و قالت بدموع:

_ يارب أستر، يارب أستر.

اتكلمت صباح بخوف:

_ يارب اشفي نوار بنت صابرين بحق حبيبك محمد صل الله عليه وسلم.

قال الجميع :

_ عليه افضل الصلاة والسلام.

همست سماح لصباح:

_ بقولك يا ماما ارن على عماد يجي يقف معنا ،لازم يكون حد معنا بدل حازم الي جري وراء السنيورة.

هزت راسها بنعم ورحت قعدت جنب صابرين و قالت بحزن حقيقي:
_ حقك عليا يا قلب أختك، منها لله أمل بوظت الليلة.

بصت لها من غير رد، و هي مكنتش قادرة تلوم صباح أو حازم لأنها رفضت الجوزة دي لكن نوار وافقت و كانت طايرة من الفرح لأن حلمها اتحقق و تكون مرات حازم حتي لو زوجة تانية.

بعدت سماح عنهم و رنت على عماد اللي بعد كام مرة رد بزهق:

_ في ايه يا سماح.

= مصيبة يا عماد.

قام من مكانه بخوف و سأل :

_ اللي حصل.

= أمل جت الفرح و أغمي عليها و حازم خدها و ساب نوار و الفرح و مشي.

: و هي نوار عاملة ايه؟

سأل بخوف عاشق ،ردت هي:

_أغمي عليها و دلوقتي في المستشفى ،قولت اكلم تكون معنا.

سأل و هو يخرج من الشقة :

_ عنوان المستشفى ايه.

عند أمل
كانت لسه مغمي عليها و متعلق لها محاليل و هو قاعد على الأرض و ماسك أيدها و يبص عليها بحزن و ندم، و تنهد ثم قال:

_ حقك عليا يا أمل، حقك عليا ، أنا عارف اني غلطان و مش سهل تسامحني ، غصب عني أمي ضغطت عليا ، سامحني يا أمل.

باس ايدها و هو يبكي زي الطفل الصغير......

حالة نوار كانت نفس حالة أمل بسب التوتر و الضغط العصبي.

كانت مغمي عليها و معلقة محاليل ،الفرق أن نوار رغم أنها غايبة عن الوعي تبكي بصوت عالي.

في مكان تاني.
في شقة سمر أخت أمل الوحيدة

كانت قاعدة و بيان عليها التوتر، جه جوزها من المطبخ و معه كوبيتن شاي و سأل:

_ مالك يا سمورة.

تنهدت بحزن ثم قالت:
_ بحاول ارن على أمل مش بترد.

قاعد جنبه و مد أيده لها بكوبية شاي و قال:

_عادي يا سمر يمكن نائمة.

أخذت كوبية الشاي حطتها على التربيزة و قالت:

_ نائمة ايه دلوقتي لسه بدري يا محمد.

بص في ساعته و قال:
_ الساعة ١٢ بعد نص الليل.

: مش متأخر اوي و بعدين أمل بتسهر.

= و مش بدري يمكن نامت بدري النهاردة، اقولك اكلم حازم

: كلمته مش بيرد.

= يبقي خالص يا حبيبتي يمكن نايمين ،خرجوا مع بعض بلاش تقلقي على الفاضي.

حطت أيدها على قلبها و قالت:
_ قلبي مش مطمن.

حاوط كتفها بحنان و قال:

_ أن شاء الله خير، أنتِ بس بتخافي على أمل زيادة.

نزلت دموعها و قالت:

_ أنت عارف ظروفها.

مسح دموعها و قال:

_ أيوة عارف ،ممكن بلاش عياط صدقني خير

: يارب.

في المستشفى

كان وصل عماد اللي هيموت من الخوف على نوار، كان بيجري اول ما شافهم جري عليهم و سأل:

_ فين نوار؟ هي عاملة ايه ؟

ردت صباح بهدوء: الحمد لله الدكتور قال إنها بخير.

أخذ نفس براحة، و قعد جنب خالته و باس راسها و قال:
_ هتكون بخير أن شاء الله.

بصت صابرين عليه بحزن و هي شايفة حبه و خوفه على نوار، صحيح عمره ما اتكلم مع حد، بس هي فهمت و حست بتصرفاته معها و كانت تتمني يكون هو جواز بنتها مش حازم، و قالت في نفسها:

_ سبيتي اللي بيحبك و رحتي لوحد بيحبك غيرك...

صباح واقفة مع سماح في مكان بعيد عنهم و يتكلموا بصوت واطي:

_ احنا مكنش عايزين كده يا ماما

= أنا كنت فاكرة تجي تطلب الطلاق و تغور في داهية، بس دي خبيثة مثلت أنها تعبانة علشان يجري وراءها زي الاهبل.

: والحل دلوقتي ، نوار لما تفوق نقولها ايه

= بحاول اتصل عليه مش بيرد.

: ياريتني ما سمعت كلامك وبلغت أمل كان زمان الفرح تم على خير.

= كنت فاكرة كده نخلص منها، بس مش وقته نطمن على الغلبانة اللي جوة دي.

: ربنا يستر عليها، و الناس تبطل كلام عليها و علينا.

= سيبك من الناس ملهمش لأزمة المهم خالتك ربنا يهديها لتقول أطلق بنتي منه.

: يارب تعدي على خير..

بعد شوية فاقت نوار و دخلت صابرين و صباح و سماح عندها.

كانت صباح و سماح واقفين قدمها.

و هي في حضن أمها و تبكي و تقول بصرخة:

_ ماما، ماما حازم فين، حازم سبيني في يوم زي ده ليه، أنا معنديش مانع أنه يروح معها، بس كان وصلني بيتنا ،ازاي جاله قلب يعمل فيا كده قدم الناس.


بصت على خالتها اللي تبكي هي و سماح عليها، و قالت:

_ هو فين يا خالتي هو ممكن يطلقني علشان هي عرفت، و هو قالي شرط أنها متعرفش حاجه ، أنا مش عارفة عرفت منين، أنا خائفة يبعد عني و يطلقني، أنا بحبه اوي يا سماح ، كلمي حازم علشان يراجع.

صباح قعدت جنبها من الناحية التانية و قالت:

_ اهدي يا نوار هيراجع ،هيراجع أنتِ مراته زيك زيها.

مسحت صابرين دموعها و قالت بحزن:

_ كفاية يا قلب أمك، كفاية محدش يستاهل دموعك..

كان عماد يسمع كلامها و دموعها و صرخاتها اللي تقطع قلبه من جوة و مش عارف يعمل حاجة ، يتمني لو يغصب على حازم يحبها لأنها تساهل تتحب و تكون ملكة بدون شريكة معها.....

عند حازم اللي لم يخطر على باله يطمن على نوار، أو يرد على التلفيون، و لأنه مخرجش من الاوضة مش عارف انهم في نفس المستشفى.

بدأت أمل تفوق ، فتحت عينها ببطئ ،و بصت حواليها تحاول تفتكر هي فين ، وقعت عينه على اللي حازم ماسك أيدها بتملك و حطط رأسه على السرير و مغمض عينيه.

مدت ايدها التانية على شعره و همست : حازم.

رفع عيونه و هو يبكي ،و نزل عينه للأرض و قال:

_ مش قادر ابص في عينك، أنا ندل و خائن ، مش لقي كلام أقوله غير، سامحني ،حقك عليا، و أنا على استعداد أعمل كل اللي تؤمري بي.

: طلقها، أو طلقني...

و للحديث بقية
:طلقها أو طلقني.

رد بدون تفكير:

_ اطلقها هي طبعا ،أنا بحبك يا أمل بحبك أكتر من نفسي.

: ليه عملت كده طالما بتحبني.

مسك أيدها و قال بندم:

_أمي ضغطت عليا،خلني أقولك اللي حصل.

ردت بحزن:

_مش عايزة أعرف حاجة ،كفاية بقا أنت كسرتني فاهم يعني كسرت قلبي.
ليه عملت كده، طيب كنت قولي، ليه يا حازم ، حرام عليك أنا مليش غيرك، أنت حياتي ، أنت متاكد اني مقدرش أعيش من غيرك، توجع قلبي علشان عارف أنه متعلق بيك.

كان لسه ماسك ايدها بحنان و قال بحزن:

_ بعد الشر على قلبك من الوجع ،قلبك غالي عليا و أنتِ عارفة كده، خلني افهمك علشان خاطر كل لحظة حلوة بينا.

شدت أيدها بغضب و قالت:

_ مش فاكرة اي لحظة غير لحظة مكنت في حضن واحدة تانية و بترقص على نفس اغنية فرحنا، حتي دي سرقتها مني.

: أمل اسمعني

= لو سمحت أنا بجد تعبانة و عايزة أقعد لوحدي.

كان لسه قاعد على الأرض و قال:
_ مش أتكلم أسكت خالص بس خليني جنبك علشان خاطري خليني جنبك.

بصت بعيد عنه من غير رد.

غمضت عينها و هي تفتكر قبل الفرح بشوية، كانت كل حاجة تمام، لكن دي الدنيا يوم حلو و يوم مر......

:أنتِ لازم تروحي تكشفي.

= يا ماما أنا كويسة.

:يارب ديما، بس لازم نطمن.

= أنا زي القردة قدمك اهو.

:بلاش توجعي قلبي يا أمل و اسمعي الكلام.

كانت فاطمة و أمل قاعدين على الأرض و حولهم حاجات كتير من جهاز أمل.

فتحت أمل كرتونة و تحط فيها الحاجات و قالت:

_ ماما أنا شايفة أن الجهاز ده كتير اوي عليا.

بصت لها بغضب و قالت:
بلاش تغيري الموضوع.

ابتسمت و قالت:

_أنا بخير يا ماما.

خرجت سمر من المطبخ و هي تحمل صينية الشاي، و قالت:

_ماما بتكلم صح يا أمل.

زفرت بضيق و قالت:

_يا جماعة التعب ده طبيعي ،الفترة دي مشغولة طول الوقت بسب ترتيبات الفرح و توتر و قلق ،يعني الطبيعي اتعب.

قعدت سمر جنبهم و قالت:

_نطمن يا امولة.

قبل ما تتكلم قالت فاطمة:

_علشان خاطري روحي اكشفي علشان نطمن ،بقالك فترة تعبانة و يغمي عليكِ على طول.

= حاضر يا ماما ،بس لما اخلص ترتيبات الشقة.

سمر: أن شاء الله.

= يلا يا بطة خلينا نخلص.

أخذت كوبية الشاي و قالت:

_أنا مصدعة يا اختي ،أشرب الشاي الاول.

= الشاي أهم مني.

: اه.

فتحت عينها بصدمة و قالت:

_كده يا ماما، تصدقي زعلانة منكِ.

مردتش عليها.

قالت سمر:

_كده مش ناقص حاجة صح.

= لا ناقص أهم حاجة.

سمر: ايه هي.

= فرش سرير الاطفال.

ردت فاطمة باعتراض:

_ يا بنتي خلي الفرش لما يبقي في أطفال.

قالت بابتسامة:

_ أن شاء الله يكون في يا ماما، أنا بحب الاطفال اوي، و عايزة اجيب ولدين و بنتين كده قسمة الحق.

طبطت على كتفها و قالت:

_ ربنا يوفقك و يكرمك في حياتك يارب، و يفرح قلبك بالزوج الصالح و من بعده الذرية الصالحة.

رفعت أيدها و هي و سمر و قالوا:

_أمين يارب العالمين.

و كملت هي: أن شاء الله ناوية أفرح العائلتين،اخلف اول بنت تكون اسمها صباح على اسم حماتي حبيبتي و بعدين لو بنت على أسمك يا بطة و لد محمود على اسم الغالي الله يرحمه بابا.

و بدأت تعد على أصابعها و تقول:
ـ و سمر و سماح و عماد و محمد على اسم المرحوم حماي وفاضل حد تاني.

ضحكت سمر و ردت:

_ لا كفاية كده سمعتي عن حاجة اسمها تنظيم الأسرة.

هزت راسها بالرفض و قالت :

ـ لا.

حضنتها فاطمة و كان حاسة بمشاعر متلخبطة ،خايفة بس بتقول ده طبيعي اي ام كده.
مضايقة من أمل أنها تتكلم في موضوع الاولاد قبل الأوان.

قالت بهدوء:
ـ كفاية كلام يا امولة يلا نكمل اللي ورانا.

قضوا الليلة في توضيب حاجات أمل.

في الصباح

رحت أمل مع سمر و فاطمة شقتها اللي في بيت عيلة حازم ،كانت شقتها في الدور اللي فوق

كانوا كلهم في استقبالهم في شقة صباح .

صباح بابتسامة:

_يا مرحبا منورين.

ردت فاطمة بابتسامة:

_بنورك يا ام مصطفى.

عماد:
_ منورة يا مرات اخوي.

ردت باعتراض:

_ لسه مش مرات أخوك.

بص حازم بغضب من غير رد.

قالت سماح بمزح:

شكل في خناقة جديدة يا امولة.

كمل عماد:

ـ نجيب الفشار و نتفرج بقا.

حازم : بس يا حلو منك ليها.

و بص لي أمل بنفس النظرة

كانت فاطمة مشغولة مع صباح في الكلام عن الفرح.

و سماح قعدت جنب سمر تاخد رأيها في الفستان اللي تلبسها في الفرح

و عماد قام دخل اوضته يفكر في اللي سرقت عقله و قلبه ( نوار)و قرر بعد فرح مصطفى يكلم حازم و أمه..

حازم وامل كانوا قاعدين قصاد بعض و في بينهم مسافة.


بعت أمل رسالة على الواتس : مالك.

بص لرسالة من غير رد.

بعت مرة كمان: و حياتك أمك رد عليا من وقت ما جيت قالب وشك تحب امشي.

بعت رسالة: أحسن برضو

بعت ايموشن كده: 🙄😮

و بعدين: حازم مالك بجد علشان بقفل بسرعة.

بعت لها: رنت عليكِ كام مرة امبارح.

ردت و ظهر على ملامحها العصبية: كتير و أنا قولتلك اني مشغولة و بلاش تتصل بي صح.

: كنت عايز اطمن عليكِ.

=أنا كويسة.

: لما مردتيش عليا كنت اتجنن فكرت أنك تعبتي تأني

بصت له بابتسامة وبعدين كتبت: أعيش و اجننك كمان و كمان .

: قلبي يا امولة.
بس امل لازم نطمن على التعب اللي بيحصل الايام دي.

= أن شاء الله بعد فرش الشقة اروح اكشف لأن ماما وسمر طلبوا مني.

: أن شاء الله مفيش حاجه يا قلبي

ابتسمت بخجل بدون رد.

بعد شوية طلعت الشقة علشان يجهزوا كل حاجة مع امها و. اختها و سماح اللي كانت العلاقة بينهم جميلة جدا.

حتي صباح اللي كانت تعتبر أمل زي سماح و اكتر...

مر أسبوع

و كان باقي على الفرح شهر.

طول الاسبوع اللي فاتت كانت أمل مشغولة في التجهيزات و التعب بيزيد عليها.

لحد ما قررت لازم تكشف.

رحت مع امها و حازم و عملت فحوصات كتيرة.


بعد كام يوم ،رحت تجيب نتيجة التحاليل من المستشفى لوحدها ،كانت متأكدة أنه مجرد تعب عادي بسب التوتر اللي يلزم اي عروسة في الفترة دي،علشان كده لما بلغوها أن النتيجة طلعت رحت من ما تقول لحد .

كانت قاعدة قدم الدكتور اللي مش عارف يقولها الخبر ازاي:

_ بصي يا انسه كلنا عارفين أن كل شيء بأمر الله.

: و نعم بالله صح يا دكتور

= و كل مرض له علاج..

: الحمدلله ، ليه المقدمة الطويلة دي أنا خوفت..

= للاسف تم تشخيص حالتك سرطان الرحم.

: ايه...

الدنيا وقفت هنا مجرد لما سمعت كلمه سرطان مش سامعه حاجه من الدكتور.
بيقول لها المفروض تعمل ايه وايه النصائح اللي تمشي عليها وأن لازم نبدا العلاج فورا عشان نسيطر على المرض هي مش سامعه حاجه،كل تفكيرها أمها هتعمل ايه وأختها سمر وحازم ممكن يتخلى عنها ولا هيعمل ايه...

الفرح اللي بعد كم يوم هيتحول لميتم وعزا، فرحتها اتخطفت.

قامت من مكانها وهي مش حاسه بحاجه ولا شايفه حاجه قدامها، الدكتور يحاول يوقفه لكن هي كملت طريقه.

خرجت من المستشفى كلها.

وهي ماشيه في الشارع حاسه أنها ضايعه تايهه مش عارفه المفروض تعمل ايه ،تحكي ليهم أو لا.

بعد شوية وصلت البيت من حسن الحظ أن محدش موجودة.

دخلت اوضتها و هنا انهارت حصونها.
بكت و صرخت بصوت عالي ،نبرة موجعة و ضايعة.

قعدت على الأرض و قالت بصوت ضعيف من كتر العياط:

_ اللهم اعتراض ،يارب مش اعترض على قدرك.
بس ماما تعمل ايه لما تعرف، دي ملهاش غيري أنا و سمر بعد وفاة بابا الله يرحمه.

وسمر، رغم هي الكبيرة ،بس بحس أني أنا الكبيرة و ديما خايفة عليها.

و تنهدت تنهيدة طويلة ثم قالت:

_ و حازم ممكن يقبل بي و أنا كده، أو يتخلي عني.

و أشارت على نفسها و كملت:

_ و أنا و فرحي اللي بحضر لي، و حلمي أني اكون أم ، كده ممكن الحلم يتبخر ،أنا بحلم يكون عندي اولاد كتير، ممكن احقق حلمي.

فتحت الهاتف على جوجل وبدأت تجمع معلومات عن سرطان الرحم.

في شقة حازم

الدكتور رن عليه بلغه بحالة أمل.

قاعد مكانه من الصدمة مش عارف يتحرك و لو ينطق.

خرجت صباح من المطبخ و تقول:

_ أحضر الأكل يا حازم.

مردش عليها لانه مش سامع حاجة.

مشيت و قعدت جنبه و سألت بقلق:

_ مالك يا حبيبي.

خلصت جملتها و مشيت أيدها على ظهره بحنان.

بص ليها و نزلت دموعه بصمت.

شقهت بخوف و قالت:

_ يالهوي أنت تعيط، في ايه يا حبيبي ،مالك يا ابني.

رمي نفسه في حضنها و بكي بصوت عالي و مش قادر ينطق من صوت شقهاته العالية.

كانت تموت من الخوف و مية سيناريو في دماغها كل الواحد اسوء من التاني.

بتمشي أيدها على رأسها و هي تقرأ قرآن كريم.

بعد وقت طويل هدي شوية و قال بحزن:

_ نتيجة تحاليل أمل ظهرت.

سألت بلهفة و خوف:

_ و ايه النتيجة.

أخذ نفس و قال:

_ سرطان الرحم.

ضربت على صدرها و هي تقول:

_ يالهوي يا حسرة قلبي عليكِ يا بنتي، ربنا معها و يصبرها و يشفيها يارب و الموضوع ده علاجها يتكفل كتير اوي.

: أنا أعمل المستحيل علشانها، و اصرف كل اللي معي علشانها.

اتكلمت بهدوء:

_ و أنت مالك

بص لها باستغراب و قبل ما يسال، اتكلمت هي:

_ كل شيء قسمة ونصيب ،و أنا لا يمكن أقبل تكمل حياتك مع واحدة عندها المرض الوحش، فكر بعقل احتمال أمل متقدرش تخلف طول عمرها.

قام من مكانه بعصبية و قال:

_ ايه الكلام ده ، أنتِ عايزني اتخلي عنها في الظروف دي، و بعدين كل شيء نصيب لو مش مكتوب أن أمل تكون أم أنا كمان مش عايز أكون أب.

قامت بعصبية و صرخت:

_ نعم ياروح أمك، بقا أنا مستنية اليوم اللي تجوز فيه و أشيل عيالك ، و أنت تقول كده، أنا بحب أمل و أنت عارف كده ،بس حبي ليها مش أكتر من حبي ليك.

رد عليها:

_ لو بتحبني فعلا مش هتقولي كده، لأنك متاكده أني بحبها اكتر من نفسي.

قربت منه و قالت بهدوء:

_ اسمع يا ابني بلاش تاخد قرار في لحظة عاطفة ،فكر بعقل و بعدين خد القرار، جوزك من أمل احتمال كبير عمرك ما تكون أب.

: و أنا راضي.

و مشي من قدمها و خرج من البيت.

بصت على طيفه و قالت:

_ و أنا مش راضية.

دخلت لبست علشان تروح بيت أمل.....

كانت أمل نامت و هي ماسكة الموبايل و تشوف معلومات رعبت قلبها اكتر و تأكدت مفيش أمل للشفاء..

رجعت فاطمة و سمر من برة و هما معاهم حاجات كتير علشان أمل.

سمر بابتسامة :
_ أمل تفرح اوي بالحجاب دي.

فاطمة:
_مع أني رافضة نجيب حاجات تخص الاطفال قبل ما يجوا ،بس علشان خاطر أختك تفرح.

: ربنا يسعد قلبها و يفرحها و تجيب دستة عيال.

= يارب، اومال هي لسه برة.

قامت سمر و قالت:

: ادخل اشوفها في الاوضة.

الباب خبط، رحت تفتح ،قالت بابتسامة:

_ اتفضلي يا خالتي منورة.

= بنورك يا سمر.

دخلت صباح و وراءها سمر.

قامت فاطمة و قالت: يادي النور يا أم حازم.

ابتسمت و قعدت و قالت:

_ الف سلامة على أمل.

: الله يسلمك، اعملي شاي يا سمر.

شاورت بايدها و قالت:

_ لا ملوش لازمة ،انا جاي اقول كلمتين و ماشية.

قعدت سمر جنب فاطمة بتوتر، ملامح فاطمة مش مبشرة بالخير.

اتكلمت صباح بهدوء:

_ احنا رضينا بأمر الله، بس الشيلة صعبة على ابني و علينا.

بصيت فاطمة باستغراب و سألت:

_ شيلة ايه مش فاهمة حاجة.

= بلاش لف و دوران يا أم سمر أنا عرفت الموضوع.

: يا خالتي لف و دوران ايه بجد مش فاهمين كلام حضرتك...

كانت صباح فاكرة أنهم عاملين كده عن قصد و عايزين يخبو عليهم.

قالت بعصبية:

_ مرض أمل، أن عندها المرض الوحش.

سألت فاطمة بعدم تصديق:

_مين اللي عندها مرض وحش.

بدون مقدمات أو تزين الكلام قالت:

_ بنتك أمل عندها سرطان الرحم.

صرخة خرجت من فاطمة و سمر مع بعض ،قامت سمر واقفت و سالت بدموع متحجرة:

_ ايه الكلام ده مين قالك كده، الكلام ده كدب ،أمل كويسة.

هنا فهمت صباح أنهم مش عارفين حاجة ،علشان كده حست بالذنب، و قالت بندم:

_ يقطعني مكنتش اعرف انكم مش عارفين.

قامت فاطمة و هي تصرخ بصوت عالي:

_ أمل كويسة ،بنتي بخير

و وقعت من طولها، قعدت سمر جنبها و تصرخ :

_ ماما ،ماما.

قامت من النوم مفزوعة على صوت سمر، لكن فجأة حصل ووووووو

و للحديث بقية
قامت أمل مفزوعة من النوم على صوت سمر و هي تصرخ، و هي نازلة من على السرير، حست بوجع جامد في بطنها ، الوجع ده يحصل معها من فترة مع نزيف لكن مقالتش لحد علشان محدش يقلق عليها و فكرت أن الحاجات دي نتيجة التوتر، و لكن طلعت مريضة بالسرطان.

أتحملت على نفسها و خرجت علشان تشوف ايه اللي يحصل برة.

انصدمت لما لقت أمها واقعة على الأرض و سمر تحاول تفوقها و صباح واقفة و بيان عليها التوتر و القلق.

جريت عليهم و سألت بخوف:

_ ماما في ايه يا سمر هي مالها.

قالت صباح:

_ تعالوا ندخلها الاوضة.

سندوا فاطمة التلاتة لحد اوضتها.

و بعد شويه فاقت فاطمة ،بصت جنبها ،كانت سمر قاعدة من ناحية و أمل من ناحية و فاطمة قاعدة قصادها.

بصت ناحية أمل و هي تبكي و قالت:
_ أمل.

مسكت أيدها و قالت بهدوء:

_ أنا هنا يا ماما، أنتِ كويسة.

عيطت أكتر و سألت:

_ أنتِ اللي كويسة يا حبيبتي.

مكنتش فاهمة حاجة، ردت بابتسامة:

_ الحمد لله بخير.

حطت أيدها على خدها و قالت:

_ بلاش تخبي عليا أنا عرفت كل حاجة.

بلعت ريقها بتوتر و سألت:

_ قصدك ايه يا ماما.

اتكلمت سمر اللي كانت منهارة لدرجة مش عارفة تجمع الكلمات.

و أمل كانت فاكرة بسبب خوفها على أمها:

_ بطلي كذب أحنا عارفين أن عندك سرطان.

ياه الكلمة صعبة جداً، صعبة لدرجة محدش يتخيلها غير اللي مجرب، تنزل على القلب زي السكينة اللي تقطعه حتة صغيرة.

رغم وجعها حاولت تتكلم بهدوء:

ـ و ايه يا عني عندي.

مقدرتش تنطق الكلمة، بلعت ريقها و قالت:

_ ده مرض زي اي مرض و له علاج و عايز عزيمة و صبر و إرادة و محتاجة داعمكم معايا.

قامت صباح و قالت :

_ طيب الف سلامة عليكِ يا أم سمر و ربنا يرزق أمل بابن الحلال.

قالت الجملة بسهولة، مش فارق معها وجع أمل و أهلها.

فتحت عينها بصدمة من الجملة، معقول يتخلى عنها، يبقي هو عرف من الدكتور و طلب من أمه تجي تنهى كل حاجة ، و قالت لماما علشان كده هي تعبت، معقول يا حازم و عدتني تكون معي في الحلو و المر، طيب كنت صبرت،صدقني أنا بنفسي كنت اقولك سوف حياتك ،بس أنت مستعجل على الفراق ...

ردت بقوة رغم ضعفها، الابتسامة على وجهها رغم قلبها اللي ينزف الدموع:

_ نورتي و ابقي ابعتي سماح بكرة تاخد حاجتكم و احنا نبعت حد ياخد حاجتي اللي في الشقة، و ربنا يرزق ابنك بالزوجة الصالحة.

مشيت صباح من غير رد على كلام أمل.

سمر:
ليه كده يا أمل.

: ليه كده ايه، هو أنا عملت حاجه مش هي اللي جاي تنهي الموضوع.

كانت فاطمة تعيط من غير كلام،بصت أمل لها من غير كلام.

سألت سمر:

_ الدكتور قال ايه .

هزت راسها بمعني مش عارفه.

= ازاي.

: أول ما سمعت الخبر مشيت و أنا تائهة.

قامت سمر من مكانها ،شدت أمل و خدتها في حضنها و الاتنين يبكوا زي الاطفال و فاطمة زيهم و أكتر.

بعد شوية مسحت سمر دموعها و قالت بهدوء:

_ أنتِ قوية و لازم نبدا العلاج على طول.

= أنا مش عايزة اتعالج.

فاطمة بحزن:

_ لو عايزة توجعي قلبي بلاش تتعالجي.

غمضت عيونها بحزن.

قالت بدموع:

_ أنا خائفة من الكيماوي ،مش عايزة شعري يقع، أنا عايزة أكون أم.

محدش قدر يقولها كلام يقويها و يطمنها كانت الدموع مسيطرة عليهم.

في شقة حازم

حكت صباح كل اللي حصل لسماح، اللي قالت:

_ تفتكري حازم يسمع كلامك.

: غصب عنه، أنا عايزة اشوف ولاده.

= عندك حق من قبل الجواز و هي وشها نحس علينا لما تتجوز ايه اللي يحصل.

اللي كانوا يعدوا الايام علشان أمل تكون في بيتهم دلوقتي مش عايزين لمجرد حاجة ملهاش ذنب فيها.

رجع حازم من برة، كان دخل اوضته ، قالت :
_ عايزك يا حازم.

: مش وقته يا ماما.

قالت بلا مبالاة :

_ أنا فسخت خطوبتك من أمل.

بص لها بغضب و قال:

_ نعم بتقولي ايه.

اللي سمعتوا أمل متنفعش ليك ، مرضها يأثر على الحمل و أنا عايزة اشوف عيالك.

: و أنا مش عايز إلا أمل.

سماح بعصبية:

_ أنت اتجننت عايزة تجوز أمل و تحرم نفسك تكون أب.

:احترامي نفسك ،و بطلي تافهة ، أنا بحب أمل و مش عايز غيرها، حتي لو خسرت الدنيا كلها علشانها..

قال كده و خرج

قعدت صباح بغيظ و قالت:

_ تكون البت ساحرة ل اخوكي.

: أنا قولتك حازم يتمسك بيها.

=أنا مش أقبل بكده

: تعملي ايه يا عني.

= اي حاجة بس لا يمكن أمل تكون مرات أبني ..

في منزل أمل

كانت أمل قاعدة في اوضتها و طلبت منهم محدش يتكلم معها دلوقتي لأنها محتاجة تقعد لوحدها و تفكر في كل حاجة حصلت و هتحصل معها.

سمعت جرس الباب, هي مش مهتمة تعرف مين.

انتفضت من مكانها أول ما سمعت صوته ، ظنت أنه جاي ياخد حاجاته ،بدات تلم لي كل حاجة بغضب و حزن..

كانت سمر تبص عليه باحتقار

و سألت بحزن:

_ عايز ايه

قال بهدوء:

_ صدقني يا سمر أمي جت هنا من غير ما أعرف أنا لا يمكن أعمل كده في أمل ، أنا بحبها و لا يمكن اتخلى عنها.

جت هي من جوة و قالت:

_ و أنا مش عايزك، خد حاجتك و امشي من هنا.

كان لسه واقف قدم الباب.

مردش عليها و كأنها مش موجودة ،بص لسمر و قال:

_ أنا كلمت محمد جوزك يا سمر علشان يجي ،ميصحش أدخل و هو مش موجود و محتاج اتكلم مع ماما و معه.

قالت هي:

_ مفيش كلام يتقال كل حاجة انتهت.

للمرة الثانية مردش عليها.

بصت بغيظ و قالت:

_ أنت أخرس بقولك أمشي من هنا.

جه محمد جوز سمر و قال بهدوء:

_ عيب كده يا أمل، اتفضل يا حازم..

دخل محمد و وراءه حازم.

كانوا قاعدين كلهم مستنين كلام حازم.

: ماما أنا آسف و حقك عليا على اللي ماما عملتوا.

ابتسمت من غير رد.

كمل بهدوء:

_لو سمحتي يا ماما أنا قربت معاد كتب الكتاب .

= بس يا ابني كتب الكتاب كان المفروض الاسبوع الجاي.

بص لها و قال بابتسامة:

_عارف يا ماما، جهزوا نفسكم كتب الكتاب بكرة أن شاء الله.

سمر:
_خالتي مش موافقة على الجوزة علشان ظروف أمل.

رد بهدوء:
_كل شيء بأمر الله ،و أنا مش معترض و بحب أمل و الكل عارف كده، أمي غلطت فيكم.
و حقكم عليا ، بس أنا لا يمكن اتخلي عن أمل ،نكتب بكرة و نبدا رحلة العلاج بعد بكرة.

تجمعت الدموع في عينيها و قالت:

_ لو سمحت يا حازم فكر كويس، بلاش جو الشهامة و أنك تكون بطل، الموضوع صعب و الرحلة صعبة اوي عليك ، دي فيها حرمان من أنك تكون أب، لو مشيت دلوقتي أحسن من بعدين، و صدقني محدش يقدر يقول عليك كلمة.

كل كلامها رد هو بجملة بسيطة لكن تأثيرها قوي.

: موافق و بحبك.

= شكلي يتغير و كل حاجة فيا تتغير و الكيماوي مياة نار تحرق في الجسم.

: موافق و بحبك.

= هبقي عصبية و ديما حزينة.

: موافق و بحبك.

= و أنا مش موافقة و مش بحبك.

: مش مهم أنتِ، المهم أنا موافقة و بحبك.

و قام من مكانه وقال:

_ حضروا نفسكم و أنا ابلغ أهل الحارة و أنا نازل كتب الكتاب بكرة.

غمز لها و قال:

_مبروك يا امولة.

دخلت السعادة قلب أمل و اهلها بقرر حازم.

لكن قامت من مكانها و قالت:
_ استنا.

وقف مكانه مشيت ناحيته ،كانوا واقفين قدم الكل بس كلامها بصوت ضعيف:

_ هو أنا أنانية.

: مين الغبي اللي قال كده.

= أنت يا حازم.

أبتسم و قال:

_ أنا غبي ،يارب يكرم اصلك.

= اسمعني من غير هزر، أنا لا يمكن أقبل بكده أنا مش أنانية ،انت انسان كويس تستحق تعيش حياة طبيعية و سعيدة، حاسة أنك تكون أب حنين ،اكيد العلاج ياخد وقت و ممكن أحتاج سنين علشان اقدر أخلف.

بص عليها و قال بهدوء:

_ مبروك يا امولة.

و مشي حازم ، وهي بصت على طيفه بحزن و حيرة.

جت سمر و قالت:
_ افرحي يا امولة حازم راجل و بحبك.

كانت سعيدة بس خايفة من اللي جاي.

أما أهل حازم اللي فاطمة و سماح رافضين الموضوع رفض.

كانت مستني حازم على نار، دخل بهدوء من غير كلام.

زعقت و قالت:

_ كنت فين يا حازم.

: كتب الكتاب بكرة.

صرخت و هي بتقول:
_يا مصيبتي ليه تعمل في نفسك كده.

اتكلم بصوت عالي و قال:

_ علشان بحبها.

قالت بتهديد و فكرت أنه يراجع في كلامه:

_ طالما ناوي تتجوز أنا لا يمكن أسمح لك امل تتدخل بيتي، خدها وعاشوا برة.

: تمام.

اتكلمت بصوت عالي:

هي عملتك سحر بنت فاطمة.

خرج عماد من اوضته و هو يسأل :
_ في ايه يا ماما.


: تعال شوف اخوك عايز يضيع حياته مع واحدة مريضة.

مكنش عماد فاهم حاجة ،سال: في ايه حد يفهمني.

حكت صباح و كان رده: اولا هو حر و ده حياته و بعدين المرض حاجة بايد ربنا.

= قولت اللي عندي امل ملهاش دخول البيت.

: تمام من بكرة ادور على شقة برة.

و بص لها بحزن و قال: و ناوية تجي معي ولا تكون لوحدي من غير أب و ام في يوم زي ده.

و خرج حازم و عماد جري وراءه.

كانت ليلة صعبة علي صباح اللي بين نارين أنها تسمع كلام حازم و تقبل و أنها تفضل على قررها.

و حازم و عماد طول الليل يدور على شقق على النت.

أما امل نسيت أنها مريضة ، كانت طايرة من الفرحة حست انها اختارت صح ، راجل يقف معها في كل الأزمات...

في اليوم التالي

في المساء

بعد ضغط من عماد قررت صباح الحضور.

تم كتب الكتاب في شقة أمل مع وجود لبعض معازيم.

بارك الله عليكما وجمع بينكما في خير.

الكلمة اللي تكون بداية الزوج و الزوجة.

و بعدها رنت اصوات الفرحة في البيت.

في المستشفى

و أمل مغمضة عينها و افتكر يوم كتب كتابها و الزغريط ترن في ودانها ،سمعت صرخات عالية برة.

حازم قام مخضوض يشوف في ايه: و هو يقول: أستر يارب.

حطت أيدها على قلبها و قالت:
_ يارب سلم.

و للحديث بقية
كان يجري وراء النقالة اللي عليها مراته و التانية عليها ابنه و مسك في أيده بنت صغيرة منهارة من العياط، كان يصرخ بجنون:
_ مراتي و أبني حد يلحقهم بيموتوا.

نظر حازم له بحزن و شفق،و قال:

_ ربنا يشفيهم.

و دخل عند أمل، سألت بخوف:
_ في ايه.

: واحد مسكين جاي مع مراته و ابنه شكلهم عاملين حادثة.

= يا ساتر يارب ،ربنا يستر.

و كملت أ: نا عايزة امشي من هنا.

: أروح أسأل الدكتور.

خرج حازم يشوف الدكتور و بعد شوية الدكتور دخل علشان يفحص أمل.

أما نوار كانت تجهز نفسها علشان تخرج ،خلص عماد كل حاجة و قال:
_ يلا يا جماعة

صابرين: بنتي ترجع بيتها.

صباح: بيتها هو بيت جوزها.

ابتسمت بسخرية و قالت:
_ هو فين جوزها.

صباح بعصبية: هيراجع يا صابرين.

= على ما يراجع بنتي في بيتها.

اتكلمت بخجل :
ـ ماما أنا ارجع بيتي.

سكتت شوية علشان توضح تقصد اي بيت و قالت:
_ بيت حازم جوزي.

ابتسمت صباح بسعادة

بينما نظرت لها صابرين بعصبية.

و عماد اللي غمض عيونه بضعف و حزن على حالتها.

صابرين بعصبية:
_ براحتك خليه يذلك اكتر و اكتر.

عماد علشان ينهي المشكلة:

_ يلا يا جماعة و نتكلم في البيت....

كان طارق ماشي ريح جاي و يدعي ربه.

كانت بنته عمرها سبع سنوات قاعدة على الأرض و ترتعش و تقول:

_ أنا اقتلت ماما و اخوي، أنا قتلتهم.

و فضلت تكرر نفس الجملة، في الاول مكنش سامع ، وقف و قدامها يسمع بتقول ايه، كررت:

_ أنا اقتلت ماما و اخوي.

قاعد قدمها على الأرض و سأل:

_ بتقولي ايه يا بسمة.

بصت له و قالت:
_ أنا السبب يا بابا.

: ازاي مش فاهم ايه اللي حصل.

قبل ما تكمل كلامها خرج الدكتور، قام من مكانه بسرعة و قال بخوف :

_ قولي أنهم بخير.

ملامح وجه الدكتور تفضح كلامه ،قال بحزن:

_ للاسف الطفل وصل ميت.

صرخت بسمة ،و هو سند على الحائط،و سأل و خايف من إجابة السؤال:

_ مراتي.

: حالة حرجة.

= عايز اشوف أبني.

: اتفضل.

بص عليها وقال:

_ اوعي تتحركي من هنا.

قامت من مكانها وقالت:

ـ عايزة اشوفه.

= مش هينفع.

و دخل مع الدكتور يشوف جثة ابنه اللي عنده خمس سنوات.

يمشي بخطوات بطيئة ،اول ما وقع عينه على السرير و شاف جثة ابنه متغطية، قرب بسرعة وشال الغطاء ،و هو يقول:

_ مش ابني ،ده مش ابني.

و غطي وشه تاني و قاعد على الأرض و يهز رأسه و يقول:

ـ مش ابني ،ابني كان رايح يجيب تورتة عيد ميلاده، مش ابني ،ابني في البيت، بكرة عبد ميلاده.

رفع الغطاء تأني ، و قال بدموع:
_ أبني ،سيف، سيف أنت سمعني صح، يلا علشان نحتفل، مش انا قولتلك خليكم و أنا اجيب التورتة ، رفضتوا ليه ،ياريت كنت أنا، سيف ،سيف، قوم معي يلا اختي خائفة برة ،و ماما هتقوم يلا يلا.

الدكتور بحزن:

_ ربنا يصبرك كفاية كده.

هز رأسه و قال و هو يبتسم :

هو هيقوم صدقني هيقوم، يلا يا سيف، يلا يا حبيب بابا.

الدكتور: لو سمحت كفاية كده.

قال و هو يبكي:

_ سبيني شوية دي اخر مرة.

قعد جنبه على السرير و نام في حضنه و قال:

_ خدني في حضنك يا سيف الجو برد اوي.

(في اوضة نوار)

سنتدت صباح و سماح نوار لأن صابرين مشيت بعيد عنها ،مسك عماد أيدها و قال:
_ بلاش تزعلي منها.

: زعلانة عليها مش منها.

(في اوضة أمل)

نزلت من على السرير ،جه يمسك ايدها ،شدتها و قالت:

_ أبعد عني ،اوعي تفكر تلمنسي أنت فاهم.

قال بندم و حزن:

_ أنا آسف ،حقك عليا.

مشيت من غير رد، و خرج وراءها.

و هما ماشين شافوا بسمة تعيط بانهيار، كانت أمل عينها عليها لكن مكملة في طريقها.

رجعت خطوة و قالت:
_ أنت كويسة يا حبيبتي.

مردتش بسمة، سألت تاني:

_ في حد معكِ.

مفيش رد من بسمة..

مشيت امل لما لقت البنت ساكتة.

قدم باب المستشفى

كانوا لسه مستنية تاكسي، علشان تجي أمل مع حازم.

كانوا واقفين قريب من بعض ،محدش اتكلم مفيش أسئلة.

كانت النظرات بينهم قات،لة.

صباح و سماح اللي شايفين أن أمل مسيطرة علي حازم ل أقصي درجة.

عماد اللي مسك خالتها و كأنه حاسس انها تنهار حسرة على بنتها.

نوار اللي عيونها على حازم بعتاب و حزن و رجاء ،مشاعر كتير تمني لو يعرف يقرأ كلام عينها.

حازم عيونه على أمل و كأنه بيقولها انه مش بيشوف و ل عايز بشوف غيرها .

أمل اللي رفضت تبص على اي حد و كانت بصة في الأرض.

دقائق صمت، و اللي كسر الصمت ده أمل لما قالت:

_ روح مع مراتك يا حازم.

بص عليها باستغراب و قال: أنتِ مراتي.

ابتسمت بحزن و هي بصة الأرض و قالت:

_ مراتك الجديدة، بلاش تكسرها زي ما كسرتني، أنا اكتر واحدة عارفة كسرت القلب، ارجع معها المنطقة مينفعش ترجع لوحدها الناس تقول ايه.

: أمل اللي حصل ده غلطة و أنا قررت اصلاحها.

رفعت عينها و بصت له و قالت:

_ نصلح بعدين، دلوقتي خلينا نخلص الليلة الطويلة دي، و مش بقول كده علشان تقولوا أني كويسة أو مثالية..

هنا بصت على نوار و شاورت على قلبها و قالت..

_ علشان لما القلب يتكسر صعب يصلح يا نوار و محدش يحس بالكلام ده زي.

و اتحركت أمل، قال عماد:

_ استني اوصلك

ردت و هي ماشية:
_ شكرا.

ساب ايد خالته و مشي مع أمل.

قالت صباح:

_ مش كفاية دراما قدم المستشفى،يلا يا حازم نمشي.

كان عيونه عليها و هي ماشية و مش قادر يصدق ازاي عمل فيها كده

اتكلمت سماح:

_ حازم هنفضل واقفين في الشارع.

اتحرك معهم و هو زي المغيب عن الوقع.

في التاكسي

كانت أمل قاعدة في المقعد الخلفي ،و عماد جنب السائق، عايز يتكلم معها و يهون عليها و مش لقي كلام ينفع في الوقت فضل السكوت و قال لنفسه:

_ اللي جاي صعب على الكل.

كانت سنده رأسها على الشباك ،و مجرد التخيل أن دلوقتي هو مع واحدة تانية ،الفكرة تقتلها من جوة.

رجعت بالذاكرة ليوم كتب الكتاب.

رغم أن سماح و صباح بيان عليهم عدم الرضا ، لكن قررت أمل تنسي و تتجاهل اي حاجه المهم حازم معها.

كانوا واقفين البلكونة

و قال بتوتر:

_ عايز أقولك حاجه.

: خير.

= أنا هشوف شقة في مكان تاني.

ردت بحزن: هي خالتي رفضت أني اعيش في البيت.

مسك أيدها و قال بحنان:

_ مش مهم هي عايزة ايه المهم أنا عايز ايه.

: عايز ايه.

= عايزك يا أمل و بحبك و عمري ما اتخلي عنك.

: بجد.

= بجد.

: تعال معي اوضة الصالون.

=ليه الجو حلو.

: عايزك في حاجة و مش ينفع هنا علشان الناس اللي موجودة.

ضحك و قال:

_ يلا يا مراتي ،تصدقي حلوة كلمة مراتي.

دخلوا اوضة الصالون وقفلت الباب.

واقفة قدمه و قالت بنبرة حاولت تكون ثابتة و هادئة لكن هي مهزوزة:

_ اوريك حاجة.

حاسة بنبرتها الحزينة المهزوة
لكن أبتسم علشان يطمنها و قال:
_ في الانتظار.

مدت ايدها علشان تخلع الحجاب ، تنهد تنهيدة طويلة ، لأنه فهمه هي هتعمل ايه و ليه.

كانت أيدها بترتعش ، قلعت الحجاب و شالت رابطة الشعر لينزل شعرها على كتفها ، مسكت بعض الخصلات و قالت بابتسامة حزينة:

_ شوف شعري حلو ازاي، الحمد لله اسود و طويل و ناعم، حلو صح.

كان بيبص عليها و مش عارفة يرد يقول ايه، في الوقت ده المفروض يمدح في جمالها، لكن هو خايف ينطق اي حرف ، عارف أن مجرد ايام و شعرها مش هيكون موجود ،افضل حل أنه يفضل ساكت.

كانت عارفة أن مع بداية العلاج هينزل شعرها ، حبت تكون في دماغه ذكري جميلة عنها و أنها جميلة ، لأن العلاج يخليها تفقد جمالها.

عد الوقت و الاتنين واقفين قدم بعض بصمت، نفسه يكسر الصمت و يقول اي حاجه ، ذهنه مش مجمع اي كلمات.

كسرت الصمت لما قالت:
_ حازم أنا خايفة.

مد أيده و شدها إلى حضنه و يمشي أيده على شعرها بحنان ، و قال بنبرة حنونة:

_ متخافيش ، أنا معكِ، مرحلة و تعدي ، هي صعبة صحيح بس احنا مع بعض كل يهون، مش عايزة اسمع كلمة خائفة تاني ، احنا عندنا ثقة في الله، يبقي مفيش حاجه اسمها خوف.

كانت تبكي و هي في حضنه،و حست بدموع، بعدت عنه و قالت:
_ أنت بتعيط ليه ، أحنا هنكون أقوي صح.

هز رأسه بنعم، و مسح دموعها و قال:
_ طول ما أنتِ قوية أنا قوي، بلاش تضعفي علشان خاطري حاربي.

هي كمان مسحت دموعه و ابتسمت و قالت:
_ حاضر.

خدها في حضنه و قال:
_ بحبك يا أمل.

: بحبك.

حازم قرر يكتب الكتاب قبل بداية رحلة العلاج و علشان يكون جوزها شرعاً و يكون داعم ليها نفسي و معنوي و مادي، علشان يقدر في أي وقت يأخذها في حضنه علشان تطمئن.

في الصباح

كان حازم مستني تحت البيت مع محمد جوز سمر.

و هما فوق يجهزوا نفسهم لأن الدكتور أمر بحجز أمل في المستشفى لتلقي العلاج لأن الحالة في مرحلة متأخرة.

كانت تبص على كل ركن في البيت ،و خائفة أنها ما ترجعش تاني.

سمر بدموع: هترجعي بالسلامة أن شاء الله.

هزت. رأسها و قالت

_ أن شاء الله يلا.

كانت فاطمة مستنية في الصالة
خرجت أمل و سمر من الاوضة.

قالت : خليكي يا ماما أنتِ و سمر و محمد و حازم معي.

: يلا يا أمل.

قالت سمر: خايفين تتعبي.

قامت من غير رد خرجت من باب الشقة، و نزلت سمر وراءها علشان تسيب أمل لوحدها، من غير ما هي تقول حست انها عايزة تودع المكان.

بقت تعمل باي، لكل ركن في الشقة و كأنها تودع شخص حي، مش مجرد جماد.

و خرجت من البيت و هي مش عارفة ترجع تاني أو لا.

اول ما نزلت كان الكل قاعد في عربية محمد ، و حازم واقف قدم البيت، بصت عليه بصدمة , و سألت:
_ ايه ده.

فاقت من بحر الذكريات على صوت عماد و هو يقول:

_ وصلنا.

نزل فتح لها الباب و قال:
_ اتفضلي.

بصت لها بشكرا و اتحركت من غير كلام، قال بسرعة:
_ مش عايزة حاجة.

و هي ماشية هزت راسها بالرفض.

: ربنا معاكي، الليلة هتكون صعبة عليكي اوي يا أمل.

وصلت الشقة، أو ما فتحت الباب ،قالت:

_ حازم.

دخلت و قفلت الباب ،و قالت:

_حازم أنا عارفة انك مش موجود بس اسمك يطمني.

مسكت الموبايل و رنت على سمر، مع اول رنة ردت لأنها قلقانة عليها و قالت بصوت عالي:

_ ينفع كده يا أمل مش بتردي ليه ،كنت اموت من القلق.

: سمر ممكن تجلي دلوقتي.

من غير ما تسال السبب ردت:

_ مسافة السكة.

عند حازم

صابرين نزلت عند بيتها و هما وصلوا ل البيت.

و صباح سماح عملوا هيصة علشان أهل المنطقة.

وصلوا لشقة صباح، قالت :
_ يلا يا حازم اطلع مع مراتك.

طلع من غير كلام ، و نوار وراءه.

سماح: ابنك مش حاسة بالدنيا.

قالت صباح بغيظ:
_ عقله عند أمل، طول ما أمل مراته هيظلم نوار و ممكن يرفض يقرب منها، علشان كده لازم يطلق أمل،علشان يفضي عقله ل نوار.

سماح: حازم قلبه و عقله عند أمل، علشان كده هو ماشي من غير ما يحس.

وصلوا الشقة دخل و قاعد على اول كرسي، هو مش حاسس أو شايف حد.

افتكر ان الشقة دي كانت بتاعت أمل و بسبب أمه اتحرمت أمل من دخول البيت.

كانت وافقة تفرك في أيدها مش عارفه تعمل ايه، قالت بتعلثم:

_ حازم.

غمض عيونه من غير رد.

وافقت شوية و هي تبص عليه، و بعدين دخلت الاوضة، خدت حمام و لبست فستان جميل مع بعض ادوات التجميل كانت جميلة.

خرجت بتوتر مع بعض الخجل، واقفت قدمه، و قالت بنبرة هادئة:
_ حازم.

بص عليها بغضب و قال:
_ ايه ده.

شعرت بالحزن و الخجل و قالت بتعلثم:
_ أ،ن،ا ،انا.

قام من مكانه بعصبية و قال:

_ اوعي تنسي نفسك أو تفتكري أنك مراتي بجد، أنتِ متأكدة أني بحب أمل، لا بحبها ايه أنا بعشقها مجنون بيها، عديت معها حدود العشق و الجنون، و الكل عارف كده و أنتِ عارفة أني مغصوب ،ومع ذلك قبلتي يبقي اتحملي.

و أتحرك علشان يمشي لكن رجع و قال:

_ مفيش ست تمل قلبي أو عيني غير أمل ،اي حاجة. تانية تبقي زبالة، ملهاش لازمة.

و مشي من الشقة.

كانت تسمع كلامه و دموعها نازلة بصمت ،حست أنها رخي،صة و ملهاش قيمة.

مجرد ما صباح سمعت باب شقة حازم يتقفل خرجت بسرعة و قالت: رايح فين.

بص لها بحقد و غضب و قال:

_ في ستين داهيه ،علشان تكوني مبسوطة دمرتي حياتي، مش مسامحك ، مش مسامحك.

و نزل على السلم ،بقت تصرخ: ليه كل ده علشان عايز اشوف ولادك علشان عايزك تكون أب، حازم ،حازم.

كان خرج من البيت.

و هي طلعت لي نوار، خبطت على الباب ،فتحت نوار.

رمت نفسها في حضن صباح و تصرخ بصوت عالي:
_ اه ،اه.

أما سمر وصلها جوزها عند أمل و رجع البيت.

تخبط الباب و هي مرعوبة مية سيناريو خطر على بالها، فتحت أمل، كانت ملامحها جامدة مش بتعيط.

سمر: في أيه.

دخلت أمل و سمر وراءها.

سألت برعب:

_ في ايه.

بصت لها و قالت:
حازم أتجوز.

انصدمت من الخبر و شافت في عيونها أنها تكتم مشاعرها، قبل ما تسال حاجة لازم تخرج الحزن المكتوم في قلبها.

حطت أيدها على كتفها و بقت تهز فيها و تقول :
عيطي، اصرخي، أبكي يا أمل ،ابكي على حب عمرك، ابكي على حازم.

اول ما سمعت اسمه صرخت صرخة مكتوم، صرخت كتير لحد ما وقعت على الأرض و هي في حضن سمر.

في المستشفى

كانت قاعدة بسمة مع أبوه في انتظار اي خبر.

افتكر كلامها و سأل:
_ بسمة قولي ليه بتقولي الكلام ده.

بصت له بخوف و حزن و قالت:
_ علشان أنا قتلت ماما و اخوي.

: ازاي.

= أنا...

و للحديث بقية
: أمل افتحي الباب.

كانت أمل منهارة في حضن سمر.

قالت سمر: أقوم افتح الباب.

مسكت أيدها و قالت :
_ مش عايزة اشوفه.

مشت أيدها على شعرها بحنان و قالت :
_ حاضر يا حبيبي.

قامت سمر تفتح لحازم اللي يخبط من فترة و مفيش رد.

ظن أن أمل مشيت من البيت أو تعبت تاني.

فتحت سمر، اول ما شافها بص في الأرض بخجل و قال بندم:

_ مفيش مبرر للي عملته أنا عارف ،صدقني كانت لحظة ضعف.

قالت بنبرة حادة و لكن صوت وطي:
_لحظة ضعف، فاكر كلامنا ليك قبل الجواز و أن المشوار طويل و الحمل تقيل، ردت قولت أنا قده، للاسف يا حازم كنت بضرب بيك مثل الراجل المخلص الشهم، كنت شايفك بطل، بس خذلتنا و الاهم خذلت أمل.

: اوعدك اصلح كل حاجة بس عايزة اشوفها.

= أمل منهارة و مش عايزة تشوفك.

: لو سمحتي يا سمر.

= لو سمحت أنت هي تعبانة ممكن تمشي دلوقتي أو أخدها و امشي من هنا.

: لا طبعا ده بيتها أنا اللي امشي.

و أتحرك حازم و هو قلبه يأكله من الندم.

دخلت عند أمل و قالت:

_ حازم شكله تعبان.

: محدش تعبان قدي.

في شقة نوار

كانت نوار منهارة و معها صباح و سماح.

: كفاية بقا يا نوار.

= كفاية ازاي يا خالتي ،بعد ما هو مشي و سبيني في ليلة زي دي و قال كلام يوجع.

_ معلش يا نوار بكرة يراجع.

بصت لسماح بدموع و قالت:

_ مش هيراجع يا سماح هو راح عند أمل.

_ هيراجع بس أنتِ لازم تكوني قوية.

= سماح بتكلم صح.

بصت لهم بأمل و قالت:
_ اعمل ايه علشان يراجع.

= لازم يعرف الفرق اللي بينك وبينه هي مش عايزة مصلحته و أنانية و تفكر في نفسها علشان كده رافضة أنه يتجوز و يجيب حتة عيل.

أما أنتِ متقبلة أمل و فاهمة حزنها و زعلها و عندك استعداد تتحملي قسوة منه اكتر من كده.

كملت سماح:

ـ و هنا يبدأ يقارن بينك و بينها ،رغم اللي عملوا فيكي في ليلة العمر مش زعلانة منه.

: و ده ممكن يجيب نتيجة.

= طبعا.

: و لو فصل عندها.

ابتسمت صباح و قالت:

_ مش لو عرف يدخل البيت الي زي امل دي مش هتقبل تتكلم معه.

:يارب يا خالتي يراجع أنا بحبه اوي.

في شقة صباح

كان عماد سماع عياط نوار و كلام امه و أخته ، اتكلم بحزن:

_ للاسف يا نوار كل أمي و اختي مش هيفرق لأن حازم قلبه ملك أمل، المهم دلوقتي نوار صفحة و اتفقلت من حياتي، مش هينفع افكر فيها هي مرات اخوي، و علشان كده لازم أبعد عن هنا

قرر عماد يطلب نقله من الشركة اللي يشتغل فيها، إلى أي فرع تاني في أي محافظة.

و بكده هو تصرف التصرف السليم، يبعد عنها لأن أي نظرة لها تكون تكون ذنب كبير...

كان حازم قعد قدم العمارة علشان يكون قريبا منها.

كانت هي نائمة في اوضتها و سمر جنبها و تقرا عليها آيات من القرآن الكريم.

و رجعت بذكريات للماضي الجميل.

كانت فاطمة و سمر و محمد قاعدين في العربية و حازم مستني أمل قدم العربية

أول ما نزلت ،كان حازم مسك بوكة ورد شكلها يخطف العين و القلب،و الأيد التانية بوكس صغير.

قربت بابتسامة و قالت:
_ ايه كل ده.

مد أيده بالورد و قال بهدوء:
_الورد لاجمل وردة في الدنيا.

خدت الورود و حضتنه بسعادة كبيرة.

و سألت:
_ و البوكس.

خذ منها الورد و حطها على العربية.

و قال:
_ افتحي.

فتحت الغطاء حطتها على العربية و مدت ايدها، و كان عبارة عن ورق.

و بدأت تفتح الورق:

_ أنتِ قوية، أنتِ جميلة، أنتِ بطلة، متأكد أنك تفوزي بالحرب ، أنا بحبك، بشوفك أجمل ست في الدنيا، ديما اكون جنبك.

كانت تقرأ كل جملة و كأنها تعطيها القوة.

بصت لها بعيون ممتلئة بدموع و قالت:
_ أنا بحبك اوي يا حازم.

: أنا اكتر يا قلب حازم.

و ركبوا في اتجاة المستشفى

و كانت كلها أمل و عزيمة و إرادة أنها تنتصر على المرض.

وصلوا المستشفى

في غرفة الطبيب

كانت أمل قاعدة قدم الدكتور و من جهة سمر و الجهة التانية فاطمة و الاتنين ضمينا ايدها بحنان ودعم.

و محمد جوز سمر وقف وراء فاطمة و مسك أيدها أيضا كنوع من الدعم..

و حازم وراء أمل و أيده الاتنين على كتفها.

بدأ الدكتور بالكلام المعتاد:
_ طبعا عارفين أن كل حاجة بالإرادة و العزيمة و سهل الانتصار على المرض
و ان شاء الله نبدا العلاج الكيماوي بسرعة علشان نلحق نسيطر على الانتشار.

قالت فاطمة: أنا عايزة أقعد مع بنتي

: للاسف يا حاجة ممنوع مرافق أو زيارة لفترة معينة ،القسم ده في تعليمات مشددة لسلامة المرضى.

قالت سمر: يعني تكون أمل لوحدها.

: أيوة.

حازم برجاء:

_ يا دكتور حضرتك عارف أن النفسية اهم شئ ، و لما تكون لوحدها ده يأثر عليها.

: فاهم كلامك لكن للاسف مينفعش.

اتكلمت امل: خالص يا جماعة أنا مش عيلة صغيرة و أن شاء الله خير.

حازم: لو سمحت سوف اي حل.

: طيب مين ممكن يكون مرافق لها.

اتكلمت سمر و فاطمة في نفس الوقت:

_ أنا.

: حضرتك ست كبيرة مينفعش، و أنتِ يا مدام في حمل.

ردت بتوتر: أيوة بس مش مهم الحمل.

: للاسف مينفعش.

= مش مهم الحمل المهم عندي اختي.

: مينفعش يا مدام خطر على الجنين و عليكِ.

قال حازم:
ـ خالص أنا يا دكتور.

بصت امل و قال باعتراض:
_ أنت ازاي.

: ايه أنا جوزك.

= لا احنا كتبنا الكتاب بس.

: ما شاء الله على الذكاء و كتب الكتاب يعني ايه.

= يعني كتب الكتاب.

: شرعاً و قانونا أنا جوزك و طالما مفيش حد يكون معكِ، يبقي أنا.

هزت راسها بالنفي ، كانت فاطمة و سمر يفكروا في الموضوع هو فعلا جوزها ،بس في فرق بين كتب الكتاب و الدخلة

و هو في نفس الوقت محدش يقعد معها غيره.

قال علشان يطلعهم من حيرة:

شروط الزواج كلها كاملة، و احنا مش أطفال و عرفينا الحدود كويس.

وافقت فاطمة لأن مفيش حل تاني.

أما أمل كانت ساكتة بس كل تفكيرها أنه يشوفها في حالة ضعفها و مرضها كانت مكن ترفض بس هي خائفة و عايزة حد معها.

قام الدكتور و قال:

_ يلا يا مدام أمل.

قامت أمل سلمت على فاطمة و سمر و محمد و الدموع كانت مسيطرة علي الموقف.

قالت فاطمة بدموع:

_ ربنا يبارك فيك يا حازم ، شكرا على وجودك معنا.

: عيب كده يا ماما أنا ابنك و أمل مراتي.

كان ماسكة أيدها بقوة و في نفس الوقت بحنية كبيرة و ماشين مع الدكتور ،دخلوا اوضة و قال:
_ دي اوضتك ،اول حاجة يتم التعقيم و كمان نبدا فحوصات و تحاليل على طول.

رد مصطفى:
_ حاضر.

خرج الدكتور ،بص لها كان الخوف بيان عليها، حضن وجهها بين كفوف يده و قال بهدوء:

_ الموضوع صعب و مخيف جدا، أنا مرعوب بس لازم نقوي و نوجه الخوف ،ماشي.

حركت رأسها من غير رد، دخلت الممرضة و من هنا بدأت رحلة علاج أمل و معها حازم.

ارسل حازم رسالة لعماد عرفه أنه مع امل و قفل تليفونه لأنه متاكده انك مش تسكت و فعلا هي أول ما عرفت اتجنتت و رحت على بيت أمل.

خبطت بقوة،وجريت سمر تفتح الباب برعب، بصت عليها و قالت:

_ في ايه يا خالتي خير.

صرخت بصوت عالي:

_ خير و هو أنتوا تعرفوا الخير .

خرج محمد و فاطمة على الصوت.

محمد: من فضلك وطي صوتك بلاش فضايح.

: أنا لسه عملت فضايح ، مش كفاية عملتوا عمل ل أبني علشان يقبل بنتكم المعيوبة، و دلوقتي هو اللي يقعد جنبها في المستشفى علشان تجيب له المرض.

سمر بغضب: المرض ده مش معدي و محدش غصب ابنك على حاجة.

: الاسحار اللي عملته ل أبني هي اللي غصبته.

كان اتجمع الجيران و اقفين يتفرجوا.

و كملت و هي قاصدة تطعن في شرق أمل:

_ حازم قاعد مع أمل في المستشفي باي حق.

محمد بعصبية:

أنا ساكت علشان خاطر حازم كفاية كده و انسي من هنا، واضح انك مش عارفه أن حازم و أمل متجوزين.

: كتبنا الكتاب بس لسه مش جوز و في فرق بين الاتنين.

ردت سمر: هما في مستشفى ، و كمان شرعاً هي مراته أما بالنسبة لازم فرح ده من ضمن العادات و أن شاء الله ربنا يشفي أمل و تعمل احسن فرح .

بدأت الناس تكلم في الموضوع ،انها مراته لكن لسه مش في بيتها و كلام كتير و مهين عن أمل و محدش فكر ان ده بسب الظروف اللي هي فيها.

كانت فاطمة وافقة سنده على الباب مش قادرة تتحرك و لا تنطق.

كملت صباح: ربنا ياخد أمل علشان ابني يرتاح

هنا فاطمة صرخت:
أمل.

و كانت آخر كلمة تقولها فقدت قوتها وقعت على الأرض و تم الوفاة في النفس اللحظة نتيجة جلطة دماغية.

صرخت سمر: ماما ،ماما.

و ماتت فاطمة و سبت أمل في أول الطريق ...

و للحديث بقية
صرخت سمر و هي تقول:
_ ماما ماما

محمد أتصل على دكتور.

كانت صباح تبص عليهم بلا مبالاه وكأنها مش السبب في مو،ت صباح.

جه الدكتور بلغهم بو،فاة فاطمة.

خرجت سمر من الاوضة كانت لسه صباح موجودة،مسكت في رقبتها و هي تصرخ:

_ قت،لتي أمي ،مش اسيبك ،لازم تمو،تي زيها.

زقتها صباح و هي تقول:

_ بطلي جنان أنا كنت عملت حاجه.

بصت لها باستغراب و ردت:

_ امي ما،تت بسببك أنتِ مكانك الس،جن.

و جربت قفلت الباب و بلغت البوليس.

صباح كانت واثقة من نفسها و مفيش شعرها اتهزت على مو،ت فاطمة و أنها السبب، قلبها زي الحجر، قعدت ببرود و قالت:

_ البو،ليس هيتاخر يا سمر.

خرج محمد مع الدكتور من غرفة فاطمة ، و قال:

_ افتحي الباب يا سمر.

هزت راسها بالرفض ، قال محمد :
_ افتحي الباب خلينا نبدا في تجهيز الد،فن.

: مش هفتح علشان صباح هتهرب، البوليس جاي في السكة.

قرب محمد منها ضمها إلى حضنه و قال:

_ اهدي يا حبيبتي و خليها تمشي.

نزلت دموعها و هي بتقول لا.

وصل البوليس و قالت سمر:

_ الست دي قت،لت أمي

سأل الظابط:
_ اي اللي حصل.

حكت سمر اللي حصل.

سأل مرة تانية:
_ هي لمستها أو حاولت الاعتداء عليها.

هزت راسها بالرفض ،قال :
ـ كده مفيش جر،يمة حضرتك

صرخت بجنون:
_ ازاي بسب كلامها امي ما،تت.

: طالما مفيش محاولة اعتد،اء يبقي مفيش جر،يمة.

و أتحرك الظابط بقت تبص عليهم بذهول، ازي مفيش قانون يحاكم صباح.

ابتسمت بخبت و قالت:

_ عايزة حاجة تاني يا سمورة.

وافقت قدمها بقوة و قالت:

لو القانون شايف انك بريئة ،أنا شايفة أنك مذ،نبة و ظالمة و ربنا يعاقب الظالم عقاب كبير.

مش عايزة حقي أمي اللي ماتت بس،ببك و ل حق امل المريضة بالقانون، حقي عندك ربنا و دي صعبة على اللي زيك

في كل ركعة و كل صلاة و كل صوت أذان ادعي ربي أن بنتك يكون مصيرها نفس مصير أمل مع فرق بسيط أن أمل قضا و قدر بس بنتك الشيط،انة تكون بسبب أفعالها، و مصيرك يكون نفسي مصير أمي بس امي ماتت مقهورة من الظلم، بس أنتِ تعيشي بقهرتك و أنتِ شايفة عقابك، حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ، اطلعي برة بيتي.

كل الكلام ده مش فارق معها، و ده حال كتير زيها.

قالت ببرود: براحتك كنت ناوية أقف جنبك بس انتوا عيلة وطية.


مشيت صباح و سمر انهارت في حضن جوزها اللي كان طول الوقت مسك أيدها بدعم و حنان.

بصت له و قالت:
_ أمل.

: مينفعش تعرف حاجه زي دي دلوقتي خالص.

= ازاي يا محمد لازم تعرف أن ماما ماتت.

: لما تعرف حالتها تسوء و مش بعيد ترفض العلاج.

= صعبة عليها لو عرفت متاخر، و هتزعل مني.

: صعبة اوي لو عرفت دلوقتي و هي في أول خطوة في العلاج، أنا كلمت حازم قولت اشوف الجو، قال إن أمل بدأت أول جلسة كيمياوي.

قالت بعصبية:
_ أنا لازم أقول ل أمل ان صباح قتلت أمي، لازم تبعد عن حازم

: مش وقته.

بدوا تجهيز الدفن و العز.

في المستشفى

خضعت أمل لاول جلسة كيمياوي.

حازم فضل معها ورفض الخروج على ما الجلسة تخلص.

يتكلم في أي حاجة ،و عامل ليها بلهون علشان تركز معه و تنسي الم العلاج.

بص لها و سأل:
ـ تعبانة.

: شوية صغيرة.

= أنتِ عارفة أنك قوية صح.

ابتسمت من غير رد.

كمل :
_ و على فكرة بحبك.

برضو مفيش منها رد

: أنتِ اغلي حاجة في حياتي، و أيدي في ايدك و هنعدي المرحلة دي.

نزل من على الكرسي و قعد قصادها على الأرض و مسك أيدها اللي متعلق فيها العلاج و قال:

ـ لو أقدر أخد كل الألم بدلك كنت عملت كده.

مشت أيدها على شعره و قالت:
_ أنا بحبك اوي يا حازم.

باس ايدها و قال:
_ أنا بعشقك يا قلب حازم.

: بقولك تعالي نتكلم على ترتيبات الفرح و مكان شهر العسل.

بصت له بحزن:

_ و قالت تفتكر أخرج من هنا.

مردش على سؤالها و قال:

ـ بقولك نروح الغردقة في شهر العسل.

قررت هي كمان تسافر معه إلى الاحلام و لو مش مكتوبة تبقي حقيقة كفاية تعيشها في الاحلام

= لا شرم الشيخ.

: لا الغردقه.



في البيت رفضت سمر أن يتم الدفن بليل، قاعدة جنب أمها و تبكي بانهيار ، دخل محمد و قال:

كفاية يا سمر امسكي نفسك شوية، و أنا بقولك نستعجل في الدفن.

: هتوحشني اوي.

= ربنا يرحمها ويصبرنا، تأخير الدفن يزود النار في قلوبنا,يلا يا حبيتي

حركت رأسها بالموافقة

في شقة صباح

حكت اللي حصل لسماح اللي شافت الموضوع عادي.

سماح:
_ و المحروس إبنك نوصله ازاي.

= قفل التلفيون عارف أني مش اسكت على كده.

:طيب و هنعمل ايه

= عارفة أنا نفسي في ايه.

: ايه

= سمر تبلغ أمل أن فاطمة ماتت الموضوع ده يفرق في نفسيتها اوي.

: ياريت و نخلص من أمل

= و ابني يرجع لحضني و يتجوز علشان اشوف ولاده.

: ساعات بحس أن موضوع أنك تشوفي ولاد حازم هوس عندك مش طبيعي.

= و ماله متشوقة أشوف ولاد أبني الكبير.

: لو يبعد عن أمل هنرتاح كلنا.

= لازم يبعد عنها غصب عنه.

كانت وافقة في البلكونة و هي شايفة أمها ماشية في النعش و أن خالص مبقتش موجودة في حياتها،وقعت على الأرض و صرخت صرخة وجع.

عند أمل حطت أيدها على قلبها و قالت:
_ اه.

سأل بفزع:

_ مالك تعبانة ،اروح أنده الدكتور.

خرج بسرعة يجيب دكتور

حطت أيدها على قلبها و انفجرت من العياط بدون سبب، مش بتعيط من وجع العلاج، قلبها وجعها.

جاء الدكتور مع حازم، فحصها و قال:

_ كل شيء طبيعي ، أنتِ حاسة بأيه.

: قلبي وجعني.

= ضربات القلب و النبض طبيعي ممكن يكون التعب نفسي، النفسية أهم حاجة في العلاج ،خليكي قوية.

غمضت عينها من غير رد.

قال الدكتور ل الممرضة:

_العلاج خلص ، خليها ترتاح على السرير، و قياس الحرارة كل ساعة.

خرج الدكتور و الممرضة عملت اللي الدكتور قالها عليها و خرجت.

كانت نائمة على السرير و تبص على السقف و الدموع تنزل من عينها من غير سبب.

قعد جنبها و سأل:

أمل أنتِ تعبانة.

: مش عارفه.

= يعني ايه مش عارفه.

مردتش ، قعد جنبها على السرير و رفع رأسها خدها في حضنه و هنا انفجرت بصرخات متتالية ، من غير ما تحس و لا تشعر و لا عارفة بتعمل كده ليه.

دخلت الممرضة بسرعة، وقفت حزينة و هي شايفها كده.

نفس الوقت كانت سمر تصرخ و الجيران يحاولوا يهدوا.

كان حضنها بقوة و يبكي معها و يقرأ عليها آيات من القرآن الكريم ،و الممرضة خرجت.

بعد ساعة كاملة تصرخ و تبكي نامت.

كان ببص عليها بحزن.

في البيت

: شدي حيلك يا سمر علشان أمل محتاجة وجودك معها.

قامت من مكانها بسرعة و قالت:
_ أمل، أنا لازم اروح المستشفى حالا.

: ليه بس.

= أقولها اللي حصل و أخلي حازم يطلقها لا يمكن يكون جوز أختي و أمه قتلت أمي.

مسك أيدها و قال:

_ اقعدي و اسمعني كويس.

قعدت قصاده و اتكلم بهدوء و عقل:

_ اللي حصل من صباح محدش يعرف عنه حاجة لحازم و ل أمل.

بصت له باستغراب كمل:

_ حازم من أول يوم كان راجل و محترم و عمره ما زعل أمل صح.

هزت راسها بنعم ،كمل هو:

_ يبقي ليه ناخد حازم بذنب أمه، دي أول نقطة.

= و تاني نقطة.

: تاني نقطة هي الأهم، تفتكري بعد وفاة ماما فاطمة نفسية أمل هتكون مد،مرة، كمان عايزة نبعد حازم عنها يبقي كده بنقضي عليها.

قالت بدموع:

_ أنا مش عايزة كده ،أنا بس مش أقدر اتعامل طبيعي مع حازم بسبب أمه.

: ملناش دعوه بيها و الحمد لله أن أمل تعيش في بيت بعيد عنها , و حازم اثبت أنه قد المسؤولية.

تفهمت سمر وجهة نظر محمد و قررت مع محمد أن حازم و أمل ميعرفوش حاجة عن اللي حصل من صباح....

عدي يومين وكل ما أمل ترن على فاطمة و سمر محدش يرد.

رمت التلفيون بعصبية و قالت:

_ مش فاهمة محدش بيرد عليا ليه.

مردش حازم مش لقي سبب لكده.

فتح تلفيونه و رن على محمد اللي رد على طول ، سأل حازم:

بقولك يا حمادة أمل ترن على ماما وسمر محدش يرد.

مبقاش عارف يرد يقول ايه، يقول الحقيقه أو يكدب.

شاورت امل لحازم يفتح مكبر الصوت ،نفذ حازم.

قال محمد:

_ماما فاطمة تعيش أنت.

صرخت أمل و التلفيون واقع من حازم ، جري عليها و يقول:
_ اهدي علشان أنتِ تعبانة.

: أنا ليه يحصل معي كده، ليه.

= استغفر الله العظيم بلاش تقولي كده ده القدر.

حست أنها مش قادره تتكلم أو مفيش كلام، بعدت عن حازم و غمضت عيونها.

خرج علشان يبلغ الدكتور.

تمر الأيام و أمل مش بتكلم خالص توقفت عن الحياة مش بترد علي سمر.

كانت الحياة بالنسبة لها انتهت مع رحيل امها.

مش بتصرخ أو تعيط كانت ساكتة بس.

حتي العلاج مبقتش تحس بالمه.

كان حازم يعمل المستحيل و يحاول يخرجها من الحالة دي لكن مفيش فايدة.

ساءت الأمور لما الأعراض الجانبية ظهرت سقوط الشعر و غثيان و تكسير الضوافير ، بقت هزيلة و ضعيفة.

اللي حازم يعمله كان فوق طاقة اي شخص، شايف حبيتها في اسوء حالتها، بس مينفعش يضعف لازم يكون قوي علشانها.

في مكتب الدكتور

: طمني يا دكتور.

= للاسف مفيش تحسن

: ازاي يا دكتور، دي خلصت كل الجرعات من الكيماوي.

= أمر الله الحالة تسوء.

: و الحل.

= حل واحد هو استئصال الرحم.

: حضرتك بتهزر صح، اكيد في حلول تانية يا دكتور الا كده.

= صدقني مفيش حل غير كده او حياتها في خطر.

قال برجاء:
ـ لو سمحت أنا ممكن اسافر برة اعمل ايه حاجه علشان تتعالج بس بلاش الحل ده ، هي ممكن تمو،ت.

= مفيش امل غير ده

قام حازم و مش عارف يبلغ أمل ازاي دي كانت بستعد علشان تخرج من هنا، و تزور قبر أمها.

دخل حازم و راسه في الأرض و قال :

_ أمل.

بصت له و قالت :
ـ الدكتور وافق أننا نخرج صح.

هز رأسه بالنفي.

قعدت على السرير و سألت

ـ ليه.

من غير مقدمات قال:

_ لازم تعملي عملية استئصال الرحم.

: بس أنا يمكن أعمل كده مش موافقة أنا عايزة أخرج من هنا.

= حياتك في خطر.

: مش مهم حياتي لكن لا يمكن أعمل كده.

و فجأة غابت عن الوعي بدون سابق انذار.

و للحديث بقية
رفضت تعمل العملية، أول ما سمعت الخبر اغمى عليها.
جري حازم عليها و هو يصرخ :
_أمل, أمل.

خرج بسرعه لبره يجيب الدكتور.

الدكتور فحص أمل و قال إن الاغماء بسبب الحاله النفسية خرج الدكتور بعد شويه.

و حازم قاعد جنبها و حزين عليها ،اللي يحصل معها في الفترة دي فوق طاقة اي بشر.

بعد وقت فاقت أمل، بصت عليه و قالت بصوت متعب:
_حازم.

: نعم يا حبيبتي.

= عايزة امشي من هنا.

: مينفعش

=عايزة أمشي يا حازم.

: علشان خاطري لو لي خاطر عندك اعملي العملية.

قامت قعدت ،مسك أيدها و ساعدها تقعد، و قال:
_ حاسة بتعب.

نزلت دموعها و قالت:
ـ مقدرش اعمل كده، ازاي أشيل حتة من جسمي، عارف ده معناه ايه، أني لا يمكن أكون أم، قول للدكتور أخد كيمياوي تأني ،حتي لو تعبت بس أحسن من كده،مقدرش أعمل كده.

باس ايدها و قال بهدوء:
_ الدكتور قال ده الحل الوحيد، لازم كده علشان صحتك.

هزت راسها بالرفض و صرخت :

_ بقولك لا عايزة أمشي من هنا، عايزة أمشي من هنا.

: بلاش تعملي في نفسك كده، علشان خاطري.

= علشان خاطري عايزة أمشي.

: لو بتحبني أعملي العملية

= و بعدين

قعد جنبها و مسك و أيدها و بقي يعد على أصابعها:
و بعدين, نخرج من هنا بالسلامة، و نجهز للفرح و نسافر شهر العسل و نعيش في حب و سعادة.

باس ايدها،و حضن وجهها بين كفوف أيده:
_و نقول الحمد لله على كل شيء ، نرضا بأمر الله يا امولة.

قالت من غير مقدمات:
_ طلقني.

بص بصدمة و قال :
_ بتقولي ايه.

= أعمل العملية بس بشرط طلقني.

: بطلي هبل و عبط ده نصيبي و نصيبك.

= لا مش نصيبك ده نصيبي أنا، و بلاش اظلمك معي.

: بطلي يا أمل علشان كلامك يزعل

= أنت من حقك تتجوز و تخلف، أنا قدري الحرمان من الامومة.

باس رأسها و قال بحب:
قدري هو قدرك.

= أنت بتعمل ليه كده.

: علشان بحبك.

ابتسمت و قالت:
_ أنا بحبك اوي يا حازم

: أنا بعشقك يا قلب حازم.

بلغ حازم الدكتور بالموافقة على العملية، و كمان بلغ سمر علشان تكون موجودة

كانت أمل خائفة أنه يبعد عنها، رغم أنها طلبت منه البعد لكن نفسه ترفض البعد، فرحانة أنه متمسك بيها، هو بالنسبة ليها الامان و القوة دلوقتي

ليلة العملية

سمر قاعدة جنب أمل على السرير و حازم قاعد على الكرسي، قالت أمل:
_ وحشتني يا حبيبتي.

: أنتِ أكتر يا أمولة، عاملة ايه؟

= الحمد لله.

: بلاش تزعلي كله خير.

= الحمد لله ،وجودك أنتِ و حازم عندي بالدنيا.

: ربنا يعوضك و يكرمك على صبرك يا قلبي.

أبتسمت بهدوء، و قضوا الليلة هما الثلاثة يتكلموا

و الصبح كانت تستعد أمل للعملية.

بصت للحازم و قالت :
_ لول وجودك معي في المرحلة اللي عدت، كانت تبقي صعبة عليا ، شكرا على وجودك في حياتي.

باس راسها و قال:
ـ شكرا زعلان منك.

: بحبك

= لا زعلان.

كانت تتحرك من قدمه،شدها في حضنه و قال بخوف:
_ بحبك، بحبك،و مستني خروجك أوعي تأخري عليا.

: أن شاء الله.

بعدت عن حازم ورحت عند سمر اللي مش عارفة تسيطر على دموعها, حضنتها و قالت:

أن شاء الله خير ، عندي ثقة في ربنا أني أخرج عايشة.

زعقت بصوت عالي:
_ اسكتي بطلي الكلام ده، أن شاء الله تخرجي و افرح بيكِ.

دخلت أمل اوضة العمليات علشان تشيل جزء منها و معه يضيع كل أحلامها.

كانوا برة على أعصابهم و الدقائق بتمر ساعات و الساعة تمر سنين.

قال محمد :
_ أن شاء الله تعدي على خير

حازم و سمر: يارب، يارب.

حازم: سمر أنا رجعة على طول.

هزت راسها بنعم

محمد : أجاي معك.

: شكرا

اتحرك بره المستشفى ، رن على عماد، اللي أول ما فتح:
حمد لله على السلامه كل ده غايب عننا، اخيرا افتكرت اهلك.


قال بسرعة: عماد ابعتلي فلوس.

سأل بخوف: في حاجة أنت كويس

: ابعت يا عماد

= عايز كام.

: اللي معك.

بعت عماد فلوس، سحبها حازم، و مشي حوالينا المستشفى كل جامع أو صندوق مكتوب عليها تبرعات يتبرع فيه

لو شاف حد غلبان يتبرع له بفلوس لحد ما كل الفلوس خلصت.

و بعدين دخلت الجامع صلى ركعتين قضاء الحاجة بنية خروج امل من العمليات بالسلامة.

خرجت أمل بعد ساعات طويلة

و طبعا الحالة النفسية سيئة جدا، لكن دعم حازم و سمر كانت قادرة على المواجهة ، و اللي خلها تحب الرجوع للحياة ،فاطمة بنت سمر، اللي محمد قرر يسمي بنته فاطمة على اسم حماته.

و بعد فترة أخيرا تخرج أمل و حازم من المستشفى اللي قعدوا فيها وقت طويل

اول خطوة بعيد عن المستشفى ،سجد حازم سجدة شكرا.

بصت عليه بسعادة و حب.

في المقابر

أول مكان قالت تروح عنده.

: وحشتني اوي يا ماما، زعلانة أنك مشيتي من غير ودع، و حاسة بالذنب ، أكيد بسبب زعلك عليا ،حقك عليا يا ماما.

الحمد لله أنا خفت صحيح لازم طول العمر امشي بعلاج و فقدت أني اكون ام، بس الحمد لله ،أنتِ عارفة حازم طلع رجل اوي معي، رفض يمشي بعد كل ده، الحمد لله اخترت صح، ربنا يرحمك يا ماما.

أمل تكلم في سرها، و حازم واقف ساكت.

قال: خلصتي.

= عايز ايه.

بص على قبر فاطمة و قال:
_ بصي يا ماما يعلم ربنا أني زعلان عليكِ و أن الموضوع اللي اتكلم فيه مش وقته، بس ده ضروري.

بصت امل عليه باستغراب، كمل هو:

_ لازم نعمل الفرح على طول، امولة تستهل يتعمل لها احسن فرح، ممكن حد يقول ليه الاستعجال أمل محتاجة فترة راحة، الكلام ده يكون معي، اكيد مش نخلي أمل تعيش في البيت لوحدها أو تروح بيت سمر أو سمر تسيب بيتها و تعيش معها، يبقي الحل نتجوز بسرعة.

سكت ثانية و قال: الله يبارك فيكِ، حاضر أمل في عيني.

بصت له باستغراب ، و سألت: هو ايه ده.

مسك أيدها و مشي و هو يقول: يلا الفرح الخميس الجاي مفيش وقت.

بصت بذهول: أنت مجنون.

: أيوة.

بعد ما اتفق مع محمد و سمر على كل حاجة و كالعادة في البداية أمل مش موافقة و هو يقنعها

يدخل البيت كان عماد و سماح و صباح قاعدين على السفرة .

: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

قامت صباح من على السفرة بعصبية و قالت:
حمد لله على السلامه ،لسه فاكر تجي، كنت خليك قاعد باقي عمرك في المستشفى جنب المحروسة، لحد ما تمرض زيها.

قام عماد و قال: اهدي يا ماما مش كده.

ردت سماح: اسكت أنت يا عماد ، خليها تتكلم ،أصل حازم نسي أهله علشان الست أمل.

عماد: احترمي نفسك يا سماح حازم اخوكِ الكبير.

صباح بصوت عالي: محدش يتكلم ،اي يا حازم معندكش كلام.

رد بهدوء: ازاي طبعا عندي، فرحي على الست أمل الخميس الجاي.

قال عماد بحماس: الف مبروك

: الله يبارك فيك .

= أنت جري ليك ايه تجوز واحد مريضة ليه ناقصك ايد أو رجل.

رد بهدوء: قصدك اكيد فيا حاجة زيادة عن باقي البشر علشان أمل تقبل الجوز مني.

و دخل اوضته و عماد وراه.

: أنتِ تقبلي كده

=لا طبعا على جثتي يتجوز أمل، مش هو عايز يعمل فرح و ماله نخلي الكل يتكلم على العروسة.

: ناوية على ايه

= كل خير

في الاسبوع ده كان حازم و أمل يجهزوا للفرح مع عماد و سمر و محمد.

رفضت سماح و صباح المشاركة في أي حاجة.

يوم الفرح

رفضت نوار الحضور لأنها كانت منهارة بسبب أن حازم يتجوز.

حازم و أمل كانوا طايرين من الفرحة.

حازم حتي بينه وبين نفسه مفيش مرة فكر أن أمل تكون ناقصة حاجة ،كان كل اللي شاغل باله أنها تكون سعيدة..

أما أمل رغم حزنها على نفسها و على حازم إلا أنها كانت مبسوطة أن حازم متمسك بيها و قررت تفرح زي اي بنت في ليلة العمر...

على جانب آخر
الكل مبسوط و سعيد
و صباح و سماح يلفوا على المعازيم و يتكلموا عن أمل بالسوء انها بنت مش محترمة و حازم كان قاعد معها قبل الجواز و أنها مريضة

في ناس فاهمه و تخاف ربنا قالت إنها ملهش ذنب و دي حاجة بايد ربنا.

و في ناس بدأت تنهش في شرف أمل.

سمعت سمر واحدة بتقول: و هي أمل عاملة فيها محترمة و هي عايشة معه قبل الجواز دي طلعت قليلة ادب.

ضرب،تها سمر بال،قلم مسكتها من شعرها و هي تصرخ: أخرسي قطع لسانك.

و للحديث بقية
كانت سمر ماسكة شعر البنت الي اتكلمت على أمل و قالت بعصبية:
_أنت واحده مش محترمة، علشان تكلمي عن اختي بالباطل ،منك لله يا شيخة. .

زقت سمر و قالت:
_ أنتِ عايزه، ايه ابعدي عني يا مجنونة.

الكل خد باله منهم ، جري حازم و محمد على سمر.

سال محمد:

_ في ايه يا سمر

مش عايزة تقول اللي حصل علشان أمل، بصت عليها لقيتها تبص عليها بخوف و حست انها مش قادرة اتحركت

ابتسمت لها بهدوء و هزت راسها أن مفيش حاجة.

حازم: مالك يا سمر ،حد زعلك.

عرفت سمر أن الكلام اللي منتشر اكيد صباح السبب، بصت علي صباح و بعدين حازم و قالت بهدوء:
لا مفيش حاجة روح شوف أمل.

مجرد ما قالت كده، جري على أمل بخوف، و كان ده هدف سمر، وفقت قدم صباح و سماح و قالت:

شوفتي اول ما نطقت شوف أمل جري عليها ازاي، بيموت فيها، يعشقها عشق زي الافلام بالضبط، موتي بغيظك يا صبوحة، و خدي دعوة كمان مني، ربنا قادر زي ما امي اتحرمت تشوف فرح أمل ،ربنا يحرمك تشوفي فرح الشيطانية بنتك، بس خدي بالك، الموضوع يختلف، أصل وصلت معكم الكلام في العرض و الشرف، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.

و مشيت سمر و نجحت أنها تخلي صباح و سماح زي جمرة مولعة من الغيظ.

كان حضن أيدها اللي ترتعش و يقول بهدوء:

ـ خايفة من ايه.

سألت بحزن:

اللي حصل.

باس ايدها و قال بحب:

ـ مفيش حاجة يا قلبي ،كبري دماغك، وسمر جت تقولك.

قام حازم من مكانه و خلي سمر تقعد، و رح لعماد:

حاسس أن المشكلة اللي حصلت ،أمك ليها يد.

قال بمزح:

حاسس مش متأكد ، أكيد أمك

: شوف الموضوع ايه و قولي.

رد بتوتر :

أنا عارف

: قول.

حكي له اللي سمعه من الناس و قال بغضب:

تصدق أنا جبت اخري من امك.

قال كده و أتحرك من قدمه، مشي وراءه و هو. يقول:

_يارب الليلة تعدي على خير.

: في ايه يا سمر

= مفيش حاجه يا قلبي، عادي خبطنا في بعض و كانت مش محترمة

: بجد

= ايوة، المهم مبسوطة.

تهلل وجهه بابتسامة عريضة و قالت:

مبسوطة اوي اوي ، شايفة حازم عمل كل حاجة علشاني.

= كلمة حق حازم راجل و زي الابطال ،حافظي عليه.

: أن شاء الله.

كانوا في مكان بعيد عن الناس

سألت صباح :
في ايه

انفجر بعصبية:
أنتِ بجد بتسالي في ايه، بقولك ايه تعالي نقلب الوضع، يوم فرح سماح.

قال عماد :

_الله يكون في عون اللي يرضي بيها.

قالت سماح بعصبية :

_ليه يا عماد هو أنا مالي.

حازم :
بس مش وقته ، نرجع لكلامنا ، و حماتها عملت زيك، ماشية على الضيوف تقول أنها مريضة و دي حاجة بتاعت ربنا، يعني ممكن تكوني أنت أو سماح.

ضربت على صدرها و قالت

_يالهوي تتمني ل أمك و أختك المرض.

: أنا بقول ممكن، المرض حاجة بتاعت ربنا، و ياريت بس كده، لا دي تتكلم في شرفها، يعني شرف أبنها ،تبقي مبسوطة لو ده حصل.

مردتش ، كمل هو :

أمل مراتي بفكرك اللي يزعل مراتي يزعلني، عيب عليكِ، المفروض تفرحي بينا، و تفقي معها لأنها يتيمة.

ابتسمت بسخرية و قالت:

مش كفاية أنت.

: عندك حق اصل في ناس محرومين من نعمة اسمها العطاء ،و أنتِ منهم.

سماح بعصبية:

تغلط في أمك قبل ما تجوز الله ينور عليك.

: اخرسي أنتِ خالص، المفروض أنك بنت تقبلي حد يتكلم عليك كده و في يوم زي ده

ردت بغرور:

_ معلش يا حازم بلاش مقارنة بيني وبين مراتك الفرق كبير.

عماد و حازم مع بعض:.

عندك حق، الفرق كبير اوي.

و مشي حازم و عماد

حازم راجع ل أمل، بعد ما طلب من مشغل الموسيقى الأغنية اللي أمل اختارتها علشان ترقص عليها سلو.

لف أيده حول خصرها، و هي لفت أيدها على عنقه ، و قالت بحب:

_ بحبك يا حازم

: مش اكتر مني.

= لا أنا اكتر

: أنا اكتر و بلاش نتكلم كتير.

= طيب شكرا أنك موجود في حياتي.

: أنا اللي المفروض اشكرك لأنك في حياتك.

قالت بعصبية:

بطل بقا أنا عايزة اقول حاجة حصري لي مش لازم تعلي عليا.

باس جبينها بحنان و قال :

_علشان دي الحقيقه يا أمولة ،أنتِ اجمل حاجه في حياتي ، من غيرك حياتي تكون ظلمة و ملهاش طعم، فاهمة يا قلبي.

أبتسمت بسعادة لدرجة عيونها دمعت، قال بسرعة:

_ لا لا مش عايز اشوف دموع، حتي لو الدموع الفرح.

هزت راسها بنعم، و سألت:
_ مش.

حط أيده على فمها علشان يمنعها من الكلام، و كأنه كان عارف هتقول ايه:

_ مش أندم على قرري، لأنه أحسن قرار خدته في حياتي كلها.

الليلة كانت سعيدة عليهم و تعيسة على صباح و سماح.

بعد ما الفرح خلص، سافروا شرم الشيخ زي ما أمل قالت.

كان شهر زي الاحلام، السعادة سببت الكل و جت عندهم فكرت أمل بعد شهر العسل زي معظم الناس الحياة تتغير و تظهر المشاكل.
مر شهر ثلاثة عشر شهور لحد ما مر خمس سنين و عايشين اجمل قصة حب بلا نهاية

العلاقة بين أمل و صباح و سماح مقطوعة تماما، لم كانت تروح مع حازم كانت ترجع حزينة ،فقرر حازم أن امل ملهاش علاقة بيهم.

وهو لأجل صلة الرحم بيروح كل جمعة يقضي اليوم هناك و أمل تقضي اليوم في بيت سمر و تكون مبسوطة مع ولاد سمر
فاطمة و أمل و الصغير أحمد.

عكس حازم اللي تكون زيارة تقيلة على قلبه لدرجة سأل شيخ لو اكتفي بالاطمئنان عليهم بالتلفيون يشيل ذنب ، قال إن لازم يستمر في الزيارة ليهم.

في شقة صباح

رجع عماد و حازم من صلاة الجمعة ، قال عماد:
عايزة اكلمك في موضوع مهم.

: أقول يا عمدة.

= أنت عارف كل السنين اللي فاتت كنت بكون نفسي علشان اكون جاهز.

: اوعي تقول ناوي تخطب.

حرك رأسه بنعم ، سأل حازم:

و مين العروسة؟

= نو.

قبل ما يكمل الاسم جت صباح و قالت بالسخرية المعتادة:

اهل بالحيلة

شاور على نفسه. قال :
أكيد انا.

صرخ بغضب:
طبعا أنت في غيرك وجع قلبي، ايه خمس سنين متجوز و مش عارف تخلف حتة عيل.

بص باستغراب لكلامها و قال:

أنا عارف أني مش أخلف و ده مش حاجة جديدة.

شاورت بايدها و قالت:
من خبيتك روحت اتجوزت واحدة ناقصة.

الكلمة جرحت قلبه و فكر لو أمل سمعت كلمة زي دي يكون موقفها ايه، صرخ بغضب شديد :

ايه الكلمة دي أمل كاملة و ست الستات و اللي حصل مش بايد حد ، ده أمر الله و احنا رضينا ، ايه اللي مزعلك.

ابتسمت بسخرية و قالت:
ايه اللي مزعلني ،نفسي اشوف حتة عيل.

: و أنا مبسوط و الحمد لله رضي، كفاية كلام في الموضوع ده بقيت أكره اجي هنا.

= لا و أنت الصادق ده مراتك اللي عايزة كده.

قالتها سماح ،رد عماد بعصبية:

أنا اكبر منك و ساكت علشان عيب نتدخل بين أمك و اخوكي الكبير ،احترمي نفسك شوية يا سماح.

قالت صباح :

_ براحة على نفسك يا عماد حتي أنت مش تتحمل كلمة عليها مش كفاية اخوك

مسح جبينه و قال:

يا امي كفاية كلام في الموضوع ده ،بجد كفاية بقا.

نزلت دمعتين و قالت:
اخس عليك يا حازم نفسي أشيل عيالك.

قال بهدوء: معلش الحمد لله على كل حال

= يعني انت مش نفسك تكون أب.

سكت هو مين مش عايز يكون أب ، اكيد نفسه في حتة منه تكون شبه ، بس هو كان قدمه خيارين يا اما يكون أب أو يختار امل، و اختار أمل و مش ندمان و لو لحظة حاس بالندم، لدرجة في كل صلاة يشكر ربنا على الزوجة الصالحة

لكن صباح تشتغل على نقطة ضعف و كل مرة تنهي الكلام بنفس الجملة.

و ماشية بأسلوب الذان على الودن أمر من السحر

مشي حازم من البيت كالعادة و هو حزين من امه و أنها تدوس عليه.

زفر بضيق و قال:
كل مرة يمشي زعلان مبسوطة كده.

ابتسمت بسعادة و هي حاسة كلامها يأثر فيه.

في شقة سمر

كانت أمل قاعدة و في حضنها أحمد عمره خمس شهور.

محمد : أهل يا امولة

= ازيك يا محمد معلش بقا كل جمعة بجي عندكم.

: اه الصراحة زهقنا منك. بقولك حازم جاي

خرجت سمر من المطبخ و هي معها أطباق و تقول:

اكيد مش يتحمل يقعد مع صباح.

قالت بحزن:
يصعب عليا اوي ،كل ده بسببي.

محمد : محدش ضربه على أيده ،اختار بمزجه و الحمد لله انتوا عايشين مبسوطين.

:الحمدلله

خبط الباب ،جريت فتحت أمل عمرها ثلاث سنين و هي تقول :

عمو حازم جه.

اول ما فتحت ، شلها و قال:
قلب عمو حازم امولة الصغيرة شبه امولة الكبيرة.

الابتسامة منورة وشه عكس و هو في بيت صباح.

قام محمد سالم عليه:
منور يا حازم.

: بنورك يا ابو أحمد.

قالت سمر:
تظبط معادك على الاكل

= علشان مراتي بتحبني.

نزل أمل الصغيرة ورح عندها قعد جنبها ،باس رأسها و قال:
وحشتني اوي..

= و أنت كمان يا حبيبي.

بص ل احمد وقال:
ما شاء الله ايه الحلاوة دي

= شفت جميل ازاي.

كانت عيونهم فيها دموع حزن و سعادة.

عوض ربنا ليهم في ولاد سمر ، فاطمة و أمل بيحبوهم جدا ، و احمد الصغير يعيشوا معه مرحلة الطفولة.

مبسوطين مش عايزين حاجة من الدنيا غير بعض بس في ناس عندها هواية تخرب البيوت حتي لو بيت تقرب الناس ليهم.

اجتمعوا على السفرة وسط كلام و ضحك و هزار و القعدة جميلة و الجو هادي.

مسكت أمل الملعقة و لسه هتاكل, قال:

استني خدتي العلاج.

هزت راسها لا.

قام بعصبية و قال:

اصل أنتِ عيلة صغيرة لازم أفكرك ، مية مرة قولت فكري في صحتك و نفسك دي اهم حاجة.

: و أنت.

= اولع مش مهم أنا ،عجبك كده يا سمر

قالت سمر:

ليه كده يا أمل.

فتح الشنطة و طلع شريط البرشام،بص ليها بغضب، و قال:

احنا بنلعب بقا.

انفجرت من الضحك عليه و قالت:

بحب اشوف خوف عليك.

حازم مش حافظ مواعيد العلاج، ده عارف عدد البرشام اللي في العلبة ،لما شاف العلبة عرف أنها خدت قبل الاكل.

قعد جنبه وقال:

لو كده احنا تحت الأمر تعالي كل يوم شوفي خوفي عليكِ.

أبتسمت سمر و قالت:
أنت بطل يا حازم ،محترم اوي بجد ربنا يسعدكم يارب.

محمد : اللهم امين نأكل بقا.

قضوا اليوم عند سمر و بعدين رجعوا البيت.

اليوم التالي
حازم في الشغل

و هي قاعدة على التلفيون،تشوف الرسائل اللي وصلت من جروب( قادرين)
خاص بكل ست او بنت خضعت لسرطان الرحم و اللي تم استئصال الرحم

وصلت رسالة من واحدة اسمها ريم: بنات حد موجود.

ردت أمل: أنا ،حمد لله على السلامه كنتي فين ياريم كل ده.

: عندي خبر يجنن.

= خير أن شاء الله

: أنا خلفت

و مع الرسالة دي جت كل البنات في الشات
و كل عمل على الرسالة 😮

كتبت امل: ازاي يا ريم أنتِ كويسة، خائفة تكوني مجنونة .

كتبت اشرح ليكم في فويس.

الكل مستني يعرف ازاي خلفت معقول الطب اتقدم و في حل.

مجرد أن واحدة شبيه ليهم قدرت تكون ام صحي الحلم اللي لسه عايش.

حطت أمل أيدها على بطنها و قالت:

هو أنا ممكن أكون ام.

و صل الفويس اللي الكل متشوق يسمعه، و محتواه:

براحة بس يا بنات تمام ،افهموا الموضوع ، أنا بقت ام عندي بنوتة جميلة اسمها سهر، طبعا السؤال ازاي و احنا من غير رحم الحل هو تأجير الأرحام، عارفة أن في كتير ممكن يقول حرام لكن ربنا رحمن رحيم بالناس اللي زينا.

انتهي الفويس، الرسائل على الجروب ملهاش عدد
بين معارضة و تقول حرام
و بين واحدة شافت إنها فرصة و تسال ازاي يتم الأمر.

بعت فويس تاني:

الموضوع ممنوع في مصر ،فلازم السفر برة في بعض الدول مصرحة بتأجير الأرحام

بعت خديجة و قالت و هي تزعق: استغفر الله العظيم يارب ،ايه ده يا ريم حرام عليكي الموضوع حرام شرعاً و كمان قانوناً مصر منع العمليات دي، ازاي تعملي كده.

بعت واحدة تانية: براحة عليها يا خديجة، احنا ربنا عالم بينا.

ردت عليها: بقينا نتحيل على الدين و القانون و حياتنا بايظة و نقول ليه يحصل كده في المجتمع استغفر الله العظيم و اتوب اليه، احنا كده نعترض علي حكمة ربنا ،

قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ.

صدق الله العظيم

دار الإفتاء حرمت الموضوع ده لان كده يكون في اختلاط انساب ،البنت مش بنتك يا ريم بنت اللي حملت فيها، معلش يا بنات أنا اقفل دلوقتي.

و قفلت خديجة و كل اللي نفس رأيها.

و اللي زي ريم بقت تسأل عن التفاصيل

و أمل في زيها تائهين مش عارفين يعملوا ايه.

تاجير الارحام حرام شرعاً ، بس في حتة جوه بتقول وماله.

قفلت أمل و بحثت على جوجل و عرفت أن الموضوع حرام شرعاً و القانون لم يتعرف بهذه العمليات.

كانت أمل تكلم نفسها و كأنها بتكلم حد تاني مش هي.

: أنا بعمل ايه، أنا متأكدة أن الموضوع ده حرام ،ليه ابحث و ادور

= بس كلام ريم صح ربنا رحمن رحيم و احنا معذروين.

: ده بقا نفس كلام الشيطان اللي يهمس بيه العبد لحد ما يفعل الذنب.

= طيب ما ريم عملت كده و كتير سألها عن التفاصيل

: في الزمن ده قليل جدا اللي ماشي وراء الحق، للاسف وصلنا للمرحلة الكل ماشي و راء الباطل.

= يعني ايه عمري ما أكون أم.

: ارضي يا أمل بقضاء الله

= حازم صعبان عليا و أمه مش هتفضل وراءه لحد ما يبعد عني علشان يتجوز و يخلف.

: سيبك من أمه هو عامل ايه، رجل بيفهم و حنين و شيلك في عينه.

= خالص ادخل اشوف التفاصيل بس.

دخلت شفت باقي كلام ريم مع البنات ، و اللي زود حياتها لما ريم بعت صورة البنت الصغيرة.


في نفس الوقت صباح تكلم حازم في التلفيون على نفس الموضوع.

في المساء

رجع حازم من الشغل، و أمل قالت بدون مقدمات :

حازم لقيت حل علشان نخلف

: بجد هو ايه خليني اريح أمي

تأجير أرحام

: ايه

و للحديث بقية
سيطر الشيطان على تفكير أمل، أنها تمشي في موضوع تأجير الأرحام ، رجع حازم من برة و هو مش طايق نفسه، بسب ذن أمه على نفس الموضوع.

جريت عليه و قالت:
_ حازم أنا لقيت حل علشان أخلف.

: بجد ايه خليني اريح أمي.

= تاجير أرحام.

: ايه.

مسك أيدها و قال بهدوء:

_ تعالي نقعد نتكلم بهدوء.

مشيت معه، و سأل بهدوء:

_ ايه الموضوع يا امولة.

= أنت عارف الجروب اللي انا فيه اللي حالتهم زي.

حرك رأسه بنعم و كملت هي:

في واحدة خلفت بنوتة بسبب الموضوع ده.

: مين خلفت؟

= ست ظروفها زي.

: يعني حملت تسع شهور و بعدين الولادة،يارب تكون الولادة طبيعي.

قالت بعصبية: طبيعي ايه هي تحمل ازاي اصلا و مفيش رحم.

: بجد مفيش رحم.

حست أنه يتكلم باستهزاء و قامت من مكانها، لكن مسك أيدها و قال:

_ اقعدي نكمل كلامنا.

شدت أيدها و قالت بغضب:

_ كلام ايه حضرتك، و أنت تتريق عليا أنا و اللي زي.

:أنتِ اللي تتريقي مش انا.

زفرت بضيق وقبل ما تتكلم قال هو :

_ أنتِ مش عارفه أن تاجير الارحام حرام شرعاً و قانونا مفيش تصريح بالعمليات دي.

= أيوة عارفة، بس ربنا رحيم بالناس اللي زي و اكيد يسامحنا ،علشان احنا معذروين.

: صح ، و كمان الشاب اللي مش قادر يتجوز علشان ظروفه صعبة يبقي حلال في حالته الز،،،،،نا.

و اللي محتاج علاج أو فلوس لانه فقير يبقي السر،،قة حلال في حالته، الست اللي تتعرض من إهمال أو عنف من جوزها، يبقي الخي،،انة حلال في حالتها، اه و نسيت الناس اللي تحجج بالفقر و غلاء الأسعار و الدنيا صعبة ، تعمل ايه بقا تخطف عيال و تحر،ق قلب أهليهم عليهم و اخرت العيال دي تجارة أعض،اء أو تسول ،يبقي حلال في حالتهم برضو ، و اللي يقول مش اصلي، ليه بس، يا عم ، يقولك أنا طول النهار مشغولة و مش فاضي، يعني الطالب فاضي يروح مدرسة و الدروس و يقعد مع صحابه ،ده غير الموبايل، و ست البيت فاضية تعمل كل الشغل لكن الصلاة لا و الرجل اللي يروح شغله فاضي لكل حاجه الا الصلاة

لو فضلت اعد ليكي كم الجر،ائم المخالفة للشريعة الإسلامية و القانون تحت بند اني معذور مش هنخلص من هنا لسنين جاية.

كلام حازم فوقها أنها غلط هي متأكدة من أنها غلط لكن ضعفت .

كمل بهدوء:

_ للاسف يا أمل بقينا نغلط علشان شهوات النفس ،،مثلا أنتِ علشان ترضي غريزة الأمومة عندك، حتي لو الطريقة غلط ،مش مشكلة ربنا رحيم بيكي صح.

قال الله تعالى في الآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}.
{سورة آل عمران}

صدق الله العظيم

و على فكرة يا حبيبتي الطفل اللي يتولد هو مش إبنك اصلا ابن الست اللي حملت فيا،و نقطة تانية ، ممكن يحصل اختلاط انتساب و شغلانة كبيرة كل ده ليه.

نزلت دموعها و قالت:

_ استغفر الله العظيم يارب، أنا لما سمعت كده حست بأمل.

كملت :
يبقي موضوع التبني.

رد بهدوء:

_ أنا رافض الموضوع ده، مش متقبل فكرة أنا اربي طفل مش مننا، اللي يعمل كده ربنا يجزيه خير، بس أنا فكرت كتير و مش قادر اعمل كده.

اتعصبت و قالت بصوت عالي:

_ كل حاجة لا لا ايه القر،ف ده.

مردش عليها هو عارف انها عصبية ، الأمر مختلفة بينهم ديما هو هادي و هي عصبية.

مسحت دموعها و قالت:
_ طيب عندي حل تاني، اتجوز يا حازم، اتجوز و أنا أكون خادمة ل إبنك و مراتك ، أنا بحبك و اكيد احب ولادك اكتر من نفسي، هترفض برضو.

بص لها بغضب و مردش عليها و قام دخل الاوضة.

قالت بصوت عالي:

_ زعلت ليه دلوقتي.

دخلت وراءه، وفقت على الباب و قالت:
_ زعلان ليه يا حزومي.

مردش عليها ،فتح الدولاب أخذ هدوم و كان يدخل الحمام، هي عارفة نقطة ضعفه، قالت بتمثيل الدموع:

_ حازم.

هي دي نقطة ضعفه تقول أسمه و صوته بيان عليها الحزن، هو متأكد أنها بتمثل ،بس حتي لو تمثيل يجري عليها، ساب الهدوم على السرير و رح عندها، مسك أيدها و باسها ،بيعمل الحركة دي كل ثانية،و حط أيده على خدها و قال بنبرة حنونة:

_ قلب حازم ،ممكن بلاش طريق الكلام دي.

ردت بحزن حقيقي:

_ أنت زعلان مني.

: أيوة زعلان و مخصمك كمان.

= آسفة.

وضع قبلة على جبينها و قال بحب:

_ بحبك و مقدرش أحب غيرك و مبسوط معكِ، ليه تقولي كده.

كادت أن تجيب، قال :

_ استني تعالي اقعدي علشان زمانك تعبانة.

= أنا كويسة، أنت صعبان عليا ، أنا قدري كده بس أنت.

: تاني يا أمل قدري هو قدرك، كفاية بقي، يا حبيبتي ده نصيب بلاش نعترض علي أمر ربنا.

= أنا الحمد لله راضية بس نفسي.

حط أيده على فمها و قال :

_ شوفتي نفسي، و النفس إمارة بالسوء.

= استغفر الله العظيم و اتوب اليه.

: قومي اتوضي و صلي ركعتين توبة من الذنب.

حركت رأسها بنعم، و مشيت.

وصلت رسالة من امه، و فيها كلامه يجرح اي راجل:

_ ايه يا جوز الست ،فكرت في كلامي، البت دي عاملة ليك سحر اسود ، علشان تقعد جنبها و تخيب خبيتها، و تخليك خاتم في اصبعها،قلبي غضبنا عليك.

زفر بضيق و قفل التلفيون من غير رد.

و قام دخل حمام تاني و غير هدومه.

كانوا قاعدين قدم التلفاز وقدمهم كل ما لذا و طاب، العشق ظاهر عليهم، ، الضحكة من القلب،حاسين بطعم السعادة،كل السنين اللي فاتت خلت الحب يكبر اكتر و اكتر.
هي أضعف منه، بس هو يقدر يحتويها، يقدر يقنعها برأيه.

أخذت قطعة تفاح و أكلته في فمه، و هي تقول ؛

_ أنا بحب الفيلم ده قوي.

نظر لها بحب وقال:
و أنا بحبك أنتِ

= ربنا عوضه كبير، لما ياخد مننا حاجة يعوضنا، أنا يتيمة أب و أم ،و محرومة أني أكون أم ، و عوضي كان أنت.

باس ايدها و قال:
_ بحبك يا أمولة، بحبك و مش عايز اي حاجه من الدنيا غيرك، مش فارق معي اي حاجه غيرك أنتِ.

ابتسمت بسعادة.

في اليوم التالي

رنت صباح على حازم اكتر من مرة و اخيرا رد، كان صوت سماح:

مش بترد ليه ،الحقني أمك بتموت.

مجرد ما قال كده، قام من على مكتبه و جري على برة

وصل البيت و هو مرعوب يحصل ل أمه حاجة ، دخل بالمفتاح ، قال:
سماح

خرجت من اوضة صباح و قالت:
_ تعال يا حازم.

دخل الاوضة ،كانت نائمة على السرير ،قعد جنبها باس راسها و قال:

_ الف سلامة عليكي يا ماما، مالك يا حبيبتي.

ردت بصوت متعب:
_ هموت يا حازم، هموت و قلبي مش راضي عنك.

سأل بحزن :

_ ليه كده يا أمي.

قالت سماح:

_ أمك نفسها تشوف عيل لك ،عملت جر،يمة يا حازم.

: الحمد لله أنا راضي.

قالت بدموع:

_ و أنا مش راضية ، لو فضلت على رأيك، يبقي لحد ما موت مش عايزة اشوف وشك، و لا اكلمك ، و اشهدي يا سماح ،لا يقف على غسلي و لا ياخد العزا فيا و لا يشيل كفني، فاهمة يا سماح.

سماح:

_ متقولش كده يا ماما حازم بيحبك و يسمع كلامك.

: ليه بتعملي كده ، ليه يا أمي، عايزني أسمع كلامك في دمار بيتي و سعادتي.

اتحركت سماح و قعدت قدمه، و همست :

_ دمار سعادتك ،احنا ندور على سعادتك يا حبيبي ،مش نفسك تشيل حتة عيل ، و حد يقولك يا بابا.

رد الرد اللي خلهم متغاظين من أمل اكتر:

_ أمل عندي بالدنيا.

قامت صباح اتعدلت، و بقا حازم في وسطهم:
_ يا بني يا حبيبي الواحد لما يكبر محتاج أبن يكون جنبه، دلوقتي أنت شباب و بصحتك ،لما تكبر محتاج حد ينسدك.

: السند ربنا، و أنا و أمل نسد بعض.

قالت سماح بهدوء شديد:
_ و نعم بالله بس تفتكر لو اتجوزت أمل تزعل ابدا.

و كملت صباح:
دي تفرح أمل بنت اصول و تفرح ليك، و كمان ولادك يكونوا ولادها.

افتكر حازم كم مرة أمل طلبت منه يتجوز و يخلف.

ابتسمت صباح و قالت:
و العروسة موجودة و بنتنا و مقدرة ظروف أمل

بص لها و قال :
_ عروسة

ردت : أيوة يا حبيبي نوار بنت خالتك بنت اصول.

: نوار مين دي اختي.

قالت سماح : أنا بس اللي اختك يا حزومي، اسمع كلامنا ,اتجوز نوار و تجيب عيل يفرح قلب أمل.

: أمل تفرح و أنا متجوز عليها.

قالت صباح: طبعا علشان تفرح قلبها بحتة عيل.

كانوا عاملين بالضبط زي الشياطين اللي يوسوس للإنسان.

قاعد في وسطهم زي الغرقان ،اختاروا الكلام بعناية، كل كلمة منهم صبت قلبه، محدش يقدر ينكر أنه اكيد نفسه يكون أب ،لكن رغم خبثهم كان حب أمل ملئ قلبه و عينه، قام من مكانه و قال:
_ واضح انك بخير يا امي أنا ماشي.

صرخت : و موضوعنا.

مردش عليها و مشي حازم ،قالت سماح بغضب:

_برضو رفض

ابتسمت صباح و قالت: هو يرفض و احنا ننفذ اللي في دماغنا.

: في دماغك حاجة يا ماما.

ورسمت صباح و سماح الخطة .

حازم أول ما نزل من العمارة ،رن على نوار، اللي اول ما شفت اسمه فرحت جدا،و قالت:

_ حازم ازيك عاملة ايه وحشتني اوي.

: الحمد لله عاملة ايه يا نوار

= كويسة علشان سمعت صوتك.

: ممكن طلب.

= أنت تؤمر طبعا.

: أنتِ طبعا عارفة أن أمل متقدرش تخلف، و خالتك و مش عجبها الموضوع ، و النهاردة بتقول ايه ، اتجوز نوار.

ضحك بصوت عالى و كمل:
_ مش عارفه أننا اخوات.

زعلت من الكلمة دي وهمست لنفسها: أنت مش اخوي أنت حبيبي

كمل حازم: فأنا بطلب منك لو اتكلمت معاكي في الموضوع ده ارفضي الموضوع و أني زي اخوكي.

استنا منها رد ،قال : ردي يا نوار.

= ماشي.

: شكرا يا نوار.

و قفل حازم و هو مطمن أن الموضوع اتفقل.

أما نوار لبست و رحت عند خالته و قالت على مكالمة حازم.

و رسموا التلاتة خطة علشان حازم يتجوز نوار

سألت سماح : ازاي يا ماما نعمل كده.

ردت عليها: هو مش هيجي غير كده نحطه قدم الأمر الواقع.

سألت نوار: يعني نجهز كل حاجة و هو مش عارف تفكتري يقبل يتجوزني اصل.

: هيقبل

= و امي.

: لا أمك مش هتعرف حاجة ، أنا أخد سماح و نروح نكلم أمك في موضوع الجواز و طبعا تسأل فين حازم ،نقول مش عايز يظهر في الصورة علشان مشاعر أمل.

= تفكري الموضوع يمشي.

: اه.

صابرين: لا طبعا مش موافقة بنتي تكون زوجة تانية، و تكسر قلب ست زيها.

صباح: أنتِ عارفة ظروف أمل و هي موافقة.

: و ليه مجتش معاكي علشان اعرف انها موافقة،حتي حازم مش موجود .

= نوجع قلبها ليه بس و حازم مجش علشان مشاعرها.

قالت بسخرية: ايه الحنية دي يا صباح ،أنتِ بتكرهي أمل و نفسك حازم يطلقها.

= اخس عليكي يا صابرين أنا برضو.

: أنا مليش دعوة بحياتك أنت ولادك ،أنا مش موافقة

خرجت نوار من أوضتها و قالت : أنا موافقة و بحب حازم و ده اليوم اللي بحلم بيه.

زعقت و قالت: اخرسي و ادخلي اوضتك مفيش جواز.

ردت بصوت عالي: أنا حرة و القرار قرري.

بصت بصدمة و قالت: تعلي صوتك عليا ، طيب اقولك مش اعترض و خليكي فاكرة الظلم ظلمات و أنتِ كده تشاركي في ظلم أمل، و حاجة كمان حازم يعشق أمل.

قامت صابرين دخلت الاوضة محدش أهتم بكلامها سوء صباح أو نوار شايفين أن ده حقهم.

بدوا بجهزوا الشقة اللي المفروض كانت بتاعت أمل من غير ما حازم و عماد يعرفوا حاجة

عماد يروح الشغل الصبح يرجع بليل كانوا يختاروا الوقت اللى عماد مش موجود لأنهم متأكدين أنه يبلغ حازم.

يوم الفرح ، اللي العريس مش عارف عنه حاجة.
و بلغوا عماد قبله بساعة و رفض يحضر.

في بيت حازم

كان حازم و أمل يعملوا الاكل سوء و المطبخ متبهدل و كأن في حرب، مع صوت اغنية الست أم كلثوم ، و أصوات الخبط و صوت الضحكه اللي تطلع من جوة القلب.

مبسوطين قوي ،اكتر ما حد يتخيل أن ناس في ظروفهم تكون كده.

: بقولك يا حزومي، تفتكر اللي أنتِ تعملوا ده يتأكل.

قال بغرور: بعد الاكل ده بفكر افتح مطعم.

: لا بلاش كفاية أنا ، نظلم الناس معنا ليه.

= قصدك ايه مش بعرف اطبخ.

: لا ازاي

= بصي نعمل حسابنا و نطلب الإسعاف

: بقول كده برضو.

خلصوا الاكل و كلوا بسعادة رغم أن الأكلة مش حلوة و حازم فشل في تنفيذ وصفة الأكلة ، بس كان طعمها حلو لانها ممزوجة بطعم الحب و السعادة.

بعد الاكل ، غسلت الاطباق و هو عمل عصير ، و شربوا العصير في البلكونة

صوت الست ، مع الجو الجميل و سعادتهم.

قاطع كل ده رنة الموبايل ، شاف الاسم تغير ملامحه للحزن، قالت بابتسامة:

رد يا حبيبي.

قال بحزن: مش عايز ارد عليها.

: معلش رد.

فتح الخط ،قالت صباح بسرعة:

حازم تعال بسرعة عايزك.

رد بتوتر: في حاجة.

صرخت بصوت عالي: تعال بس.

قفل معها ،سالت بتوتر: في حاجة

قال و هو يقوم : مش عارف اروح اشوف في ايه.

: ماشي يا حبيبي

لبس و قبل ما يخرج باس راسها و قال : آسف.

ابتسمت و قالت: على ايه ، روح شوف طنط عايزة ايه.

مشي حازم على العنوان اللي استغرب أنه قاعة فرح، لكن توقع أن صباح تحضر فرح حد.

كانت سماح مستنية على باب القاعة ،مسكت أيده و مشيت على اوضة خاصة بالعريس ،استغرب أن نوار بفستان فرح،

سأل : هو فرحك النهاردة وازاي معرفش مش انا اخوكي.

ردت صباح : فرح نوار و أنت العريس.

عقد حاجبيه بتعجب و سأل بصدمة: مش فاهم.

قالت بتهديد: من غير كلام كتير، اتجوز نوار حالا أو .

قال بصوت عالي: أو ايه أنتِ جرا لمخك ايه بجد، اتجوز مين ،ازاي عملتوا كل ده من غير ما أعرف.

و كان ماشي لكن قالت: مفيش وقت للكلام ،الناس برة و مش عايزين فضايح، أهل نوار فاهمين أن الجوزة طبيعي ، اتجوز نوار أو اقرا الفاتحة على أمل.

لف و سأل: بتقولي ايه.

بصت لسماح اللي فتحت الموبايل و في اتنين بيان عليهم بلطج،ية قدم العمارة، قالت بشر:

قول لا، الاتنين دول يخلصونا منها، و للأسف محدش يحلق ينقذها لأنها لوحدها و على ما ترجع البيت ، يكون كل شيء انتهى.

كملت سماح: دلوقتي تقول في أمن للعمارة، طيب بص كده.

كان الأمن نائم متخدر.

حس أنه مش قادر يقف ،هي دي ام بجد ، دي إنسانة عندها قلب زي باقي الناس، هي عارفة أن نقطة ضعفها هي، سأل بحزن:
_ ليه يا أمي ليه.

: علشان مصلحتك

= مصلحتي مع أمل.

: من حقي اشوف لك حتة عيل.

= مش من حقك، مش من حقك، لو فاكرة بكده اني أوفق أنتِ بتحلمي.

ابتسمت و قالت: حلو اوي كده.

خدت سماح الإشارة منها و قالت: نفذوا.

كان الموبايل متوجه في وش حازم، فعلا بدوا يتحركوا ،صرخ و قال: لا لا بلاش يا امي، لو بتحبني بلاش.

قالت بجنون: أنا قولت معمولك سحر اسود منها و هي اختها و امها ، اختار يا حازم علشان أنا مش أقبل أنك تعيش و تموت من غير اولاد.

بص لها و قال: أنتِ مجنونة و مش طبيعيه.

اول مرة يغلط فيها، لكن الموقف كان صادم.

بصت بصدمة و قالت: تغلط في أمك علشان أمل.

كان وصل البلطجية قدم باب الشقة، صرخ : موافق ،موافق.

قالت سماح: خالص يا رجالة ،استنوا تحت.

قال بضعف و ذل:

_أبوس ايدك يا أمي، علشان خاطري بلاش ،بلاش يا أمي، لو أمل عرفت تبعد عني و أنا مقدرش ابعد عنها اموت من غيرها.

كان يبكي و يتكلم بضعف و رجاء ،مرقش قلب أنه أو أخته علشانه.

و رغم أن نوار شايفة أنه عاشق ل أمل الا حطت كرامتها على جنب و قبلت على نفسها بكده..

قالت ببرود:

_ أنا بعمل كده لمصلحتك.

: أنا عمري ما اسامحك.

تم الجواز ، و شرط حازم أن امل متعرفش ،قبلت نوار على نفسها أنه تاخد واحد مش شايف غير مراته.

و نسيوا التلاتة أن الظلم ظلمات و هما مش بس ظلموا أمل كمان ظلموا حازم.
الشر تملك منهما لدرجة تخوف ، وصلوا أنهم ممكن يقتلوا علشان مصلحتهم.

عودة للحاضر

كانت لسه تبكي و هي في حضن سمر.

أما حازم قاعد يعيط زي الطفل قدم باب الشقة.

خبط على الباب ،فتحت سمر و قال: لو سمحتي يا سمر لازم اتكلم معها.

صعب عليها شكله ، هي متأكدة أن في سبب قوي علشان يعمل كده.

كمل بدموع و رجاء : سمر عايز اشوفها.

هزت راسها و دخلت بلغت أمل: لازم تكلموا يا حبيبتي ، علشان تعرفي تحطي النقط على الحروف.

: ماشي

= تحبي استنا أو أمشي.

: معلش يا سمر، بس عايزة نكون لوحدنا.

مشيت سمر، و هي خرجت ،كان الاتنين شكلهم ضعيف و حزين كانا مر سنين مش يومين،كان واقف يبص في الأرض بحزن و خجل.

: ليه؟

كان أول سؤال من أمل.

هز رأسه و كان منهار كأنه طفل صغير ،يبكي على أمه، هي فعلا أمه و أخته و كل حياته.

سألت بهدوء: ليه يا حازم قولي ليه عملت فيا كده؟

قربت منه و قالت بنفس النبرة الهادئة و هي تشاور على نفسها :

_مش أنا طلبت منك اكتر من مرة و اقولك اتجوز تقول لا بحبك ،مش عايز غيرك أنتِ، يبقي ليه تعمل كده ، رد عليا قولي ليه؟

معندوش كلام يتقال مش عارف يقول إنه خاف على حياتها و سمع كلام امه أو يسكت.

سالت تاني : رد عليا و قولي.

و هنا ارتفعت نبرة صوتها و هى تقول:

ليه، ليه عملت كده؟

=أنا آسف.

ابتسمت بسخرية و قالت: آسف لا خالص حصل خير، طالما آسف مفيش مشكلة، عارف لو مقولتش آسف كنت زعلت منك، صحيح كنت ناوي تقولي أمت ، لما تخلف صح، تجي تقولي يا أمل أنا اتجوزت و خلفت.

أنا مش عايزة غير اعرف حاجه واحدة ليه كدبت عليا، أنا كنت عايشة كدبة كبيرة معك، كل ده طلع وهم، وهم ، أنت ضحكت عليا و رسمت صورة حلوة ليك و أنا نايمة في العسل و الاستاذ يخطط علشان يتجوز .

كان بنفس الحالة يبص في الأرض من غير رد.

و هنا انفجرت ،مسكت صورة ليهم محطوطة على التربيزة و هي تسأل : ليه؟

ورسمت الصورة اتكسرت

بص عليها و قال: آسف .

حطت أيدها الاتنين على أذنها و تصرخ : متقولش اسف، اسكت ،اسكت.

و انفجرت صرخات متتالية و هو يعيط بانهيار.

بقت تبص حواليها و قالت: أنا عايزة امشي من هنا، طلقني، طلقني.

رد عليه: أنا اللي امشي، ده بيتك.

صرخت : أيوة لازم تمشي ،امشي امشي من هنا.

كان يتحرك للخارج ،بس قالت : استنا طلقني، طلقني ،طلقني .

و بقت تكسر كل حاجة تقدر تكسرها و هي تصرخ طلقني.

و فجأة لحظة صمت و سكون، مفيش صوت ،كان الدنيا فاضية و الصوت الظاهر صوت دقات القلب.

قال حازم ووووووو نكمل المواجهه الفصل الجاي

و للحديث بقية
لحظه صمت وسكون لما بصت امل لقيت في عين حازم دموع قربت منه اكتر حطيت ايديها على وشه رفعت راسه وسالت بنبره هاديه:
_ليه الدموع يا حبيبي؟ قول لي يا حازم قول لي في ايه؟ انا حاسه أن كل ده حلم لا لا ده كابوس ،أنت عمرك ما تعمل فيا كده،انا واثقه ان في حاجه قولي وأنا اصدقك، زي ما طول عمري بصدقك ،اقنعني زي ما كل مره بتقنعني ، في ايه ليه عملت كده ليه؟؟
لما لقت مفيش رد منه ولسه ساكت زي ما هو هنا صرخت بصوت عالي:
اتكلم حرام عليه عملت كده ليه.
برده هو ساكت مش لاقي رد مش عارف يقول ايه خايف يقول لها أن امه مش انسانه دي شيطانه،قعدت تصرخ بصوت عالي،مش قادره تصدق اللي حصل حاسه أن هي في كابوس كثير طلبت منه يتجوز ،ليه يعمل كده ويخبي المشكله انه كذب وهي واخده منه على الصراحه و الحقيقه.
لما شاف حاله الانهيار اللي هي فيها زعق بصوت عالي:
_ كفاية يا أمل أنا ما استاهلش كل ده أنا واطي و خاين وكذاب واستاهل الموت، كفاية علشان خاطري.
هديت مره ثانية و قربت منه وقالت بصوت هادي :
_لا تستاهل يا حبيبي، تستاهل كل حاجه حلوة ،عارف يا حازم أنا من وقت ما عرفت،وأنا ارجع في كل ذكرياتنا مع بعض افتكر مره يمكن زعلتني ما لقيتش، أو جرحتني بكلمه ما مفيش، طيب ممكن اللسان يكذب ، لكن العيون عمرها ما تكذب أنا طول عمري شايفة نفسي في عينك حلوة،حتى وأنا في فتره العلاج كنت بشوف لمعه في عينك تحسسني أن أنا جميلة،واليوم اللي المفروض كان فرحك فيه كنا مبسوطين ، في حاجات كتير مش عارفة أصدقها مش عارفه أنت كنت شاطر قوي،او انا اللي غبيه ما كنتش عارفه اشوف كويس كنت عاميه ،حازم انا مش عارفه أعمل ايه،مش قادره أقرب مش قادره أبعد عنك أنت كل حياتي وأنت عارف كده قول لي اعمل ايه.
قالت كده من غير كسوف من غير حرج لأن وقت فتره العلاج خليتهم قريبين من بعض لدرجه ما فيش حرج بينهم ممكن لو ست ثانيه تتكسف تقول لك،بس هي لا.
قالت كلام كتير و هو ساكت مش عارف يقول حاجة، هو كمان مش مكسوف أن دموعه تنزل قدمها.
قال بصعوبة: آسف.
: امشي ، أمشي.
خرج حازم من البيت من غير متاقشة، هي وقعت على الأرض، و هو قعد قدم الشقة على السلم…
عند عماد
كان ساب القاهرة و سافر الاسكندريه،علشان يبدأ بداية جديدة، لازم يبعد الفترة دي علشان يتخطى الامر، أن اللي كان يحلم تكون مراته بقت مراته أخوه.
و البلد دي مخبي لي كتير.
أما طارق ابو الطفلة بسمة.
سأل بهدوء: قولي يا بسمة اللي حصل.
مسحت دموعها و قالت: عملت فيهم مقلب، واحدة صاحبتي جربته و قررت اعمل زيه.
سأل بهدوء: و ايه المقلب.
= خدت تلفيونك، و عملت صور بالذكاء الاصطناعي ، و بعتها ليها.
فلاش باك
كانت في العربية مع أبنها الصغير ذو الخمس سنين ( سيف)
بصت له و قالت: كل سنة و انت طيب.
رد بابتسامة: و أنتِ طيبة يا مامي، يلا بسرعة علشان نروح نحتفل مع بابا و بسمة
ابتسمت و تحركت بالعربية، كانت قربت توصل للبيت ،رن التلفيون ، ردت : ايوه يا حبيبي أنا خالص قربت أوصل
كان صوت بسمة و هي ترد بخوف: ده أنا يا ماما.
سألت بفزع: مالك يا بسمة.
ارسلت لها صور على الواتس، وقالت: شوفي الواتس بسرعة.
ركنت العربية على جنب و فتحت التي، كانت صور لست شكلها غريب.
سألت: مين دي يا حبيبتي؟
ردت عليها:
بابا خرج من البيت و أنا لوحدي و الست دي قالت إنها صاحبتك و هي قاعدة معي دلوقتي.
صرخت في التلفيون : فين بابا رح فين؟ و ازاي تخلي حد يدخل البيت و محدش موجود، سبيي البيت و انزلي بسرعة.
و أتحركت بالعربية بسرعة جنونية ، و هي تقول:
ماما أنا خائفة.
قالت بدموع: متخافيش أنا قربت اوصل.
و هي تتكلم في التلفيون، ظهر قدمهم شاحنة كبيرة و خبطت فيهم.
خلصت كلامها و هي تحكي بدموع و ندم: أنا آسفة يا بابا، أنا كنت بهزر.
كان غضبان جدا منها، و في نفس الوقت خايف يقول اي كلمة تأثر في نفسيتها، بعد تفكير قال بهدوء:
غلط يا بسمة ،اللي حصل غلط مش لازم تمشي وراء تريند لأن مش كل حاجه تكون تريند تبقي صح…
كان يتكلم بحذر مهما كان هي طفلة، قرر أن لازم استشارة طبيب نفسي.
كانت ترتعش و تبكي بصمت و خوف، فكرة أنها قتلت أمها و اخوها علشان تقلد صاحبها تقضي عليها، كبرت قبل الأوان.
كان في حيرة ياخدها في حضنه و يهديها أو لا، بالنهاية ضمها في حضنه و هي انفجرت من البكاء.
كانت صابرين تحاول معها تسيب البيت و تبعد عن حازم.
: يا بنتي اسمعي كلامي وتعالي معي.
ردت بحزن: أنا بحب حازم و هو جوزي.
: و هو فين جوزك ،اختار مراته الاولى، مش عارفه طالما يحبها اوي كده طلب ايدك ليه.
بلعت ريقها بتوتر و سكتت.
كملت صابرين: محدش يخاف عليكِ قدي حتي خالتك،اسمعي الكلام يمكن لما تمشي يعرف قيمتك.
هي عارفة أن ملهاش قيمة عنده، لأن باختصار مغصوب على الجواز و ده اللي صابرين مش عارفه عنه حاجة ، لو مشت تبقي خسرت كل حاجة ، علشان كده قالت:
ده بيتي و أنا أفضل هنا.
قامت بعصبية و قالت : براحتك.
مشيت صابرين و نزلت نوار عند صباح
و اجتمع ثلاثي الشر
زفرت بضيق و قالت: وبعدين يا خالتي ،هو ده حال عروسة.
: منها لله أمل.
= و الحل يا ماما.
ابتسمت بخبث و قالت: الحل عندي ،علشان افرح بحفيدي عن قريب.
بصوا بانتباه و سألت سماح: ازاي يا ماما.
ردت بهدوء: الممرضة اللي جنبنا طلبت منها دواء مخدر تخلي الواحد مش حاسس بحاجة ،يبقي زي التايه.
نوار: قصدك ايه يا خالتي.
ردت بخبث: حازم يجي هنا، ويشرب حاجة فيها الدواء ده و بعدين نقول الف مبروك يا عروسة ،صباحية مباركة.
ابتسمت بسعادة و سألت : بجد يا خالتي.
هزت راسها بنعم و قالت سماح: حازم اكيد يرفض يجي هنا.
: عاملة حسابي، اطلبي عماد يا سماح
سألت باستغراب: ليه.
: أنا أقولك.
كان عماد يرتب الاوضة رن التلفيون : ازيك يا سماح.
= الحمد لله يا حبيبي
،عامل ايه؟
: الحمد لله بخير ،اخبارك و اخبار ماما؟
= الحمد لله ، استنا أنا في اوضتي، اخرج لماما علشان تكلمك.
دقائق صمت، كانت سماح قاعدة جنب نوار و صباح و فجأة صرخت و هي تقول: ماما
سأل بخوف: في ايه؟
= الحقني يا عماد ،لقيت ماما واقعة من طولها.
=ايه اللي حصل يا سماح و أنتِ كنتي فين؟
عيطت دموع مزيفة و قالت: كنت بذكر اتصرف.
:طيب افقلي و أنا اكلم حازم.
قفلت التلفيون و انفجروا ضحك بصوت عالي لنجاح اول خطوة في الخطة.
رن تلفيون سماح بصت الاسم بتوتر و دخلت الاوضة: تصل ليه دلوقتي؟
: ايه كل الغيبة دي ،وحشتني يا حبيبتي.
ابتسمت و قالت : و أنت كمان بس مش وقته.
صاح بغضب: مش استنا تاني، بكرة نتقابل في الشقة.
= حاضر ،مع السلامة.
حازم لسه قاعد قدم الشقة، رن التلفيون رد لانه عماد: حازم روح شوف ماما.
رد بحزن: أنا مليش دعوة بيها.
صاح بعصبية: أمك واقعة على الأرض و سماح لوحدها.
: ده كدب كالعادة
= أنا كنت بتكلم مع سماح بظروفها.
قام من مكانه و سأل: هي تعبانة بجد.
: أيوة.
جري حازم على بيت صباح علشان يطمن عليها.
وصل و في وقت قياسية.
دخل و هو يقول: سماح ،سماح
خرجت سماح و قالت بدموع: ما بدري يا اخوي.
حط أيده على قلبه اللي يدق بسرعة و قال: ماما عاملة ايه ؟
خدت كوبية المياة اللي فيها الدواء و قالت بهدوء: خد اشرب و خد نفسك.
شرب الكوب كله
:فين ماما
كانت تبسم عليه بخبث ،ردت ماما فوق مع نوار.
للاسف الدواء مفعوله سريع جدا ، و كمان يسرح بالعقل الباطن و الاحلام اللي نفسك تحققه و مترسخة فيه.
حط أيده على دماغه و قال : فوق فين؟
مسكت أيده و هي تطلع شقة نوار و همست: عارف مين فوق أمل.
حتي لو مش في كامل عقله بس قلبه يدق باسمها رد و قال: بجد أمل فوق.
: أيوة.
طلع معها لحد شقة نوار ، اول ما الباب اتفتح ، ظهرت و هي مرتدية ثوب جميل و مثيرة مع ادوات التجميل.
مش بس كده، من ضمن خطة صباح أن نوار تعطر نفسها و الشقة برائحة أمل علشان هو يحس أنها أمل مش نوار و عادي وافقت و قبلت بدافع الحب، الحب بري من اللي زيك.
مسكت أيده و قالت: تعالي يا حبيبي
رائحة العطر دخلت قلبه، قال بهمس: أمل أنا بحبك اوي.
ردت عليها نوار : و أنا بعشقك من زمان و نفسي تحس بي.
ابتسمت سماح و قالت: مبروك يا حبيبتي.
و نزلت سماح و قفلت الباب و هي تقول: تعالي.
قال بصوت مرتفع: أمل أنا بحبك اوي أنا اسف، أمل.
كانت في نوم عميق على الأرض مكانها، و كأنها سمعت صوت حد يقول اسمها ، قامت من مكانها
و قالت: نعم
فتح عينه ببطء حط ايده على دماغه كان حاسس بصداع رهيب يحاول يفتكر اللي حصل بيبص جنبه اتصدم لما لقى نورا قام اتعدل بفزع،خبط على دماغه وقول ازاي ده حصل امت وازاي وبدا يفتكر  امبارح اول ما وصل سماح جابت له ميه ،وبعدها  مش فاكر حاجه تاني بدا يجمع الخيوط وعرف ان اتفقوا عليه للمره الثانيه  عشان يحصل ده قام بهدوء دخل الحمام خرج واقف قدام باب الاوضه وقال بصوت عالي :نورا ،نورا. 
كانت شايفه ان بكده خلاص سيطرت على حازم، و مش هيقدر يبعد عنها بعد اللي حصل.
كانت مهوسه  انها تحصل  على حازم حتى لو بطريقه غلط حتى لو هو مش عايز، فكره مسيطره عليها أن من حقها تعمل اي حاجه طالما بتحبه. 
قامت اتعدلت بدلع وقالت: نعم يا حبيبي.
رد بصوت هادي: قومي اجهزي عشان ننزل ل أمي   نفرحها باللي حصل. 
قامت و هي  طايرة من  الفرح و قالت لنفسها كده الخطه نجحت. 
دخلت تاخد حمام عشان تنزل تفرح خالتها. 
اما في شقه صباح كانت لازم تحرق قلب امل بالخبر ده رنت عليها كانت أمل من وقت  ما قلقت بليل و هي مش عارفة تنام. 
رغم زعلها منها لكن ردت عشان  هي أم حازم: الو يا طنط ازيك. 
:أزيك يا حبيبه طنط  لكي خبر حلو يا امل انا عارفه انك هتفرحي بيه. 
حطت ايدها على قلبها هي قلبها  مقبوض  من امبارح،ايه اللي ممكن يكون حصل خصوصا ما لقيتش حازم قدام باب الشقه،سالت بهدوء: خير ان شاء الله.
ردت عليها بصوت فرحان: اسكتي مش دخله حازم ونورا كانت امبارح.
حست بنغزه في قلبها،ازاي هو يقدر يعمل فيها كده,بس ردت رد مش متوقع و قالت بهدوء :
_ الف مبروك ،عقبال ما تفرحي ب اولادهم.
اتغاظت صباح من ردها جدا و قالت بعصبية:
فعلا فرحانة و نفسك في ده يحصل. 
 ردت عليها: طبعا يا حماتي. 
أمل حاسة أن في حاجة في الموضوع، لا يمكن حازم يعمل كده ،لو كان عايز يتجوز علشان يخلف ، كان طلب منها و هو متأكد أنها توافق. 
و كملت بابتسامة: لازم افرح ليكي علشان خطتك نجحت.
سألت: أنتِ عارفة.
: اومال حازم  مش يخبئ عليا حاجة.
= بكرة حازم ينسي أن في واحدة في حياته أسمها أمل بعد ما يخلف.
قاطع كلامهم دق الباب ، رحت تفتح و لسه الخط مفتوح.
فتحت و لما لقت الابتسامة اللي وش نوار ،زغرطت و قالت بابتسامة: الف مبروك ،صباحية مباركة.
ردت يكسوف:الله يبارك فيكي يا خالتي.
جت صباح تحضن حازم بعد عنها و قال: تعالوا نتكلم جوة.
دخل حازم و نوار و صباح اللي نسيت التلفيون مفتوح.
بص لسماح و سأل بهدوء: عايزة اعرف المياة كان فيها ايه؟
بلعت ريقها بتوتر و مردتش.
سأل تاني: ردي يا سماح.
مردتش برضو، قرب منها و لف أيده على رقبتها بغضب و عنف، و صاح بغضب: انطقي عملتي فيا ايه، المياة كان فيها ايه؟
قربت صباح عليه : بتعمل ايه يا مجنون اختك هتموت.
ضغط اكتر و سأل نفس السؤال.
شاورت بعينها أنها هتكلم، فك قبضتها و قال: انطقي.
خوفاً على صحتها حكت خطتهم.
كان يسمع بذهول ،ازاي يعملوا فيه كده.
بص لصباح و قال: أنتِ بجد أمي، قولي الحقيقة لو أنا مش ابنك ، اصل مفيش أم تعمل كده في ابنها الا لو مجنونة زيك كده.
شاورت على نفسها و قالت: أنا مجنونة.
صرخ بغضب: مجنونة و شيطانة ،معندكيش قلب ، مفيش واحدة تهدد تقتل مرات ابنها علشان ابنها يقبل يجوز واحدة تانية غير لو ابليس، و دلوقتي حطيت دواء كمان موت و ارتاح منكم و من شركم.
بص على سماح : ليه يا سماح أنا عملت فيكي ايه، أو أمل عملت ايه علشان تستهل كده منك.
و بص ل نوار و قال: فاكرة أن كده أقبل بيكي كزوجة، أنتِ بتحلمي صح.
بص لها بقوة و قال:
_أنت طالق.
صرخت صباح و سماح.
و نوار   بصت بصدمه تحاول تتكلم مش عارفه، كان ماشي  مسكت في ايده و قالت برجاء:
بلاش تمشي ،أنا مليش غيرك،  انا عملت كل حاجه علشانك، 
أنا بحبك بلاش تمشي يا حازم ، لو لفت الدنيا مش هتلاقي حد يحبك قدي.
شد ايده منها بقوه وكان ماشي 
 نزلت على الارض مسكت في رجله و صرخت: لا لا بلاش تعمل فيا  كده، أنا ممكن اموت من بعدك حرام عليك ليه كده. 
انحني لحد ما كان وجهه مقابل وجهها و قال بصرخة: 
_ و أنا بكرهك،فاهمة بكرهك، و عمري ما حبيتك ،و أنتِ عارفة كده و رغم كده قبلتي الجواز مني  ، أنا  اتكلمت معكِ و قولتلك أنك اختي و محتاجك تقفي جنبي، لما أمي تطلب ايدك ارفضي، لاني بحب مراتي و و مقدرش  ابص لاي ست غيرها، عملتي ايه، انطقي، وافقتي على الجواز رغم أنك عارفة أني مش بحبك، مستنية مني ايه يا نوار ، يكون جوازنا طبيعي، و علشان توصلي لحاجة في دماغك عملتي خطة معهم ،كده فاكرين أنكم كسبتوا لا.
بص لسماح : من النهاردة مليش أخت. 
و بعدين على صباح و قال : من النهاردة أنا يتيم الأب و الأم ،انسي أن ليكي أبن، و أن شاء الله ربنا يسامحني. 
و مشي حازم و هو مقرر يقطع علاقته بيهم. 
لكن صرخت صباح: احرق قلبك عليك ،قبل ما توصل البيت هتكون هي ميتة.
تحركت خطوتين وقف قدمها و قال بتهديد: أنا خوفت قبل كده من التهديد ده و النتيجة  اني نتجوز بنت ابليس ، افتكري من دقايق قطعت علاقتي بيكم ،لو حد فكر يقرب من أمل اقتله فاهمين حتي لو كان مين اخلص الدنيا من شره.
خرج من البيت و كل تفكيره يقول ل أمل ايه.
كانت أمل لسه على الخط، و من رحمة ربنا صباح متصله علشان تحرق قلبها لكن بردت قلبها غصب عنها.
و مقدرتش تنكر أنها زعلانة من اللي حصل بين نوار و حازم، بس فرحانة أن الجواز و أنه قرب منها كله خارج ارداته.
كانت محتارة و مش عارفة تعمل ايه ، فرحانة و زعلانة قلبها يوجعها ، هربت للصلاة لعل تلاقي راحة البال.
كان ماشي في الشارع زي التايه يفكر يقولها الحقيقة أو يخبئ عليها.
أما عماد كان يرن على الكل و قلقان على صباح ،رن على  حازم و اخيرا رد: الو
عماد بخوف: في ايه يا حازم ليه محدش يرد عليا، اخبار أمك ايه. 
رد بنبرة مكسورة و حزينة: امي ماتت. 
افتكر عماد أن صباح ماتت ،قال بذعر: ماتت ازاي ،ليه محدش كلمني. 
رد بنفس النبرة: صباح لسه عايشة ،اللي زي دي لا يمكن تموت بسهولة بس بالنسبة ليا ماتت. 
سأل باستغراب: ايه اللي حصل يا حازم. 
و حكي حازم كل حاجة من يوم الفرح ، يمكن يا عماد يتوقع من امه و سماح كده لكن نوار لا يمكن طول عمره شايف أنها ملاك بريئة ،من أمت  بقت كده، أو هي كده و هو كان اعمي لأنه يحبها. 
رد بحزن: و أنت تعمل ايه يا حازم؟
: مش عارف ، أقول ايه ل أمل. 
= قول الحقيقة يا حازم ،و أن شاء الله هتفهم كل حاجة. 
: يارب. 
في بيت سمر
من وقت ما عرفت أن حازم اتجوز و هي تعيط من زعلها على اختها. 
قال محمد: اهدي يا حبيبتي.
: مش قادرة يا محمد ،أمل منهارة.
= أنا شايف أن في حاجة غلط في الموضوع، حازم لو عايز يتجوز كان عمل كده من غير ما يخبئ لأن حقه.
: أنا بقول كده ،تفتكر صباح السبب في كده.
= ممكن مش بعيد على صباح دي شيطانية.
عند طارق 
كان قاعد على اعصابه،الدكتور بلغه ان مراته حياتها في خطر كان رايح جاي من هنا لهنا،وبسمه قاعده بتعيط بصمت، مرعوبه ان امها تموت  زي ما اخوها عمل وتبقى لوحدها وتعيش بذنب انها قتلت امها واخوها وهي بتقلد اصحابها. دقائق وخرج الدكتور وقال بحزن للاسف البقاء لله صرخت بسمه وفقدت الوعي....... 
عند أمل 
خلصت صلاة و مستني حازم يرجع من بره هي عارفه انه خايف  يتكلم  مسكت الموبايل و رنت عليه رد من اول رنه وقال بصوت باكي:
_أيوة يا حبيبتي. 
قالت بصوت هادي تعال يا حازم احنا لازم نتكلم. 
رد عليها: حاضر. 
أما نوار كانت تبكي و تقول: و بعدين يا خالتي كده خلصت. 
ردت بعصبية: أعمل ايه تاني يا نوار
قالت: أنتِ ديما تقولي أمل عمل سحر لحازم. 
ردت بغضب: أنا متأكدة من ده 
اتكلمت بشر و خبث: يبقي نقلب السحر عليها، نعمل عمل للمحبة لي و عمل بالكراهية فيها وعمل تاني بالمرض
ابتسمت بسخرية و قالت: و هي ناقصة مرض. 
قالت بغل: ياريت تموت و ارتاح حازم لي غصب عنه و عنها.. 
خرجت سماح من اوضتها، سألت صباح :على فين؟
ردت بهدوء: مشوار كده
: طيب مع السلامة
مشيت سماح و قالت صباح: عارفة نفسي نخلص منها خالص. 
: هيحصل متخافيش. 
وصل حازم البيت ،كانت قاعدة على الكنبه ،قعد جنبها بصمت ، سألت هي: نعمل ايه دلوقتي ؟
بص لها و سأل: قصدك ايه ؟
: آخر علاقتنا ايه. 
= ملهاش آخر. 
: كنت فاكرة كده. 
أخذت نفس عميق و قالت.........
عند سماح وصلت شقة في العمارة و اللي بيان أن الجيران عرفينها كويس، لحد ما وصلت لشقة في الدور الرابع، خرجت  المفتاح و فتحت الشقة  و دخلت، كان قاعد قدم التليفزيون، قعدت جنبه
 و قالت بابتسامة: وحشتني على فكرة
مردش عليها ، قالت بهدوء: صدقني غصب عني كان في مشاكل كتير في البيت، أنا أقوم دلوقتي اعملك أكلة تاكل صوابعك وراءها. 
أبتسم و قال: هي اكيد حلوة لأنها من ايدك 
قامت غيرت هدومها و دخلت المطبخ. 
و هي في المطبخ 
قالت بسخرية: تصدق الجيران يتعاملوا معي على أني مراتك. 
رد عليها: مش احنا عملنا نمرة قدم العمارة و شوية من أصحابنا عملوا هيصة و قولنا أنك مراتي بس مفيش إمكانيات نعمل فرح 
سألت بدلع: و أمت بقا نتجوز بجد. 
رد عليها: لما نتأكد أننا ننفع لبعض ، ما هو ده هدف المساكنة يا حبيبتي. 
طفت الغاز و خرجت و قالت: عمري ما كنت اصدق اعمل الجنان ده، حياتنا شبه المتجوزين مع فرق بسيط مفيش عقد شرعي أو قانوني ، بس أنت عرفت تقنعني. 
: حبيبتي ده الصح علشان نعرف بعض كويس، و العقد و كلام الفارغ ده ملوش لازمة. 
ابتسمت بدلع و قالت: عندك حق الدنيا تتطورت.
و قربت منه، من غير تفكير في حلال أو حرام.
عايشة مع راجل غريب عنها و مثل الأزواج في كل حاجة ، إلا أن يكون في زواج شرعي ، تحت بند المساكنة اللي الشباب شاف إنها حل كويس ليهم..
أما نوار و صباح وصلوا إلى دجال لعمل سحر ل أمل..
و للحديث بقية 
:أنا مستعدة أدفع لك اي حاجه بس مقابل أنها تموت. 
قالتها نورا وهي قاعده وهي وصباح مع الدجال في مكان غريب ومخيف بس دول مفيش خوف في قلبهم من ربنا وكان الدنيا باقيه مش فانيه. 
رد عليها وقال: هتدفعي كتير. 
قالت صباح: اللي أنت عايزه بس احنا عايزين نشيلها من طريق ابني، عشان يشوف حياته.
: ماشي أسبوع وعدوا  عليا.
ردت نورا بسرعة:  لا لا أسبوع كثير ،عايزين نخلص في أقرب وقت.
: يومين وعدوا عليا يكون العمل جاهز.
قامت صباح ونورا بعد ما حطوا  قدام الراجل فلوس كتير وخرجوا الاثنين وهم مطمئنين أن يخلصوا   كده من امل. 
سالت نور: بقولك يا خالتي أنا أقول ل أمي  اني  أتطلقت ولا أعمل  ايه؟مش المفروض كده ارجع البيت. 
ردت صباح: كده كده حازم مش هيجي البيت غضبان علينا المحروس خليه ماشي وراها،وعماد مسافر مفيش غيري أنا  وسماح، أمك لو عرفت موضوع الطلاق مش هتسكت،خليكي معانا على ما نشوف الشيخ هيعمل ايه يمكن على آخر الاسبوع نخلص منها ويرجع لكي.
قالت بامل: يارب يا خالتي يارب.
عند عماد كان يتمشى في   شوارع أسكندرية في الليل الجميل مع نسمه البرد اللي تنعش القلب ،و يحمد ربنا انه  نجاه من نورا ويسال نفسه ازاي ما قدرش يشوفها على حقيقتها ، فعلا مرايا الحب عمي، يدعو الله أن حياة حازم وأمل تستقر ويبعد عنهم شر صباح ونورا وسماح.
قاعد  على الكورنيش بص على البحر، و هو سرحان بيفكر في حاجات كتير فجاه سمع صوت عياط بس حواليه  كانت  بنت قاعده قدام البحر بتعيط بقى محتار يسالها مالها او يمشي لكن العياط كان بيزيد  و هي تبص للبحر.
قرر يقرب يسالها يمكن محتاجه مساعده قرب منها وسال:
_خير يا انسة في حاجه؟
واتحولت من البنت اللي كانت بتعيط من شويه لبنت  نظرتها كلها غضب رفعت عيونها بصيت له وقالت بصوت عالي:
 وأنت مالك  كان حد طلب منك مساعده او حد سالك امشي أنا عايز أقعد لوحدي. 
اتصدم منها  ولسه هيتكلم،قالت هي: 
خلاص  انا عارفه أنت هتقول ايه، انا كنت جاي اساعدك وأنا غلطان والمفروض تشكريني حافظة الافلام دي يلا مع السلامه طريقك اخضر. 
قال بصوت عالي: تصدقي أنا غلطان يا شيخة يارب تعيطي لحد ما تموتي.
 ردت باستهزاء: اوعي ما تجيش في العزا ازعل منك طريقك اخضر.
مشي عماد من قدامها وهو مستغرب طريقه البنت دي،ازاي من شوية كانت منهارة من  العياط ودلوقتي بتتكلم كده.
الغريبه أن  أول ما مشي هي رجعت عيطت تاني وهي تبص للبحر وكانها مستنيه حد يطلع منه او حاجه تظهر لها.
عند حازم وأمل كانوا قاعدين جنب بعض كل واحد يبص  قدامه زي ما يكون خايفين يبصوا في عيون بعض قرر يتكلم،اخذ نفس عميق وقال :
أمل عايزه أقول لك حاجه.
بصت له وقالت: بحبك.
بص لها باستغراب وسال :
بتقولي ايه؟
أبتسمت قالت: ايه  يا حازم غريبه ولا ايه اوعى تكون أول مرة تعرف أني....
و سكتت، سأل بهدوء: أنك ايه امل.
سالت هي : قولي  أنت يا حازم انا ايه؟
بص في عيونها وقال بحب: أنت حبيبتي، أنت كل حياتي، أنت أمي وأختي وكل عائلتي ،  مقدرش  استغنى عنك، عندي استعداد اتخلي عن العالم كله إلا أنتِ.
همست حب وخجل: بحبك اوي ، بحبك اكتر ما حد في الدنيا يتخيل.
حضن وجهها بين كفوف يده و صوب عيونه على عينها و قال بهدوء: اسمعيني الاول يا أمل في حاجه لازم تعرفيها. 
: عارفه كل حاجه لاني  سمعت كل حاجه. 
=سمعتي ايه مش فاهم 
: الحقيقه سمعت الحقيقه عرفت ليه  اتجوزت نورا. 
عقد حاجبه باستغراب وسال:
 عرفت ازاي مين قالك ؟ عماد.
هزت  رأسها  بالنفي،وحكت له عن مكالمه صباح. 
رد بحزن و ندم: أنا اسف على كل حاجه. 
: بجد آسف على ايه لأنك انقذت حياتي من الموت،  رغم انك بسببي محروم تكون أب ، أنك مصمم تفضل معايا ،قطعت علاقتك مع  اهلك علشاني،انا اللي اسفه ،أنا اسفه يا حازم على  كل كلمه قلتها لك ، بس كنت مصدومة.
  شكرا انك موجود في حياتي و آسفه اني سبب عذابك شكرا لانك حبتني و آسفة أن حبك ليا سبب حزنك..
رد عليها وقال :سبب حزني حبك سبب حزني, حبك سعادتي من يوم ما شفتك والدنيا حلوة في عينه ازاي بتقولي كده، أنت الامل اللي نور  حياتي.
همست بحب و نبرة حنونة: و أنت حياتي كلها.
:قلب حياتك يا امولة، بصي بقى كفايه زعل وكفايه وحزن،لازم  نفرح من حقنا نفرح.
قالت  بحماس: و أنا موافقة حد يكره الفرح.
قام من مقعده و شدها و قال: يلا غيري هدومك و نخرج شوية 
مشت أيدها على كتفها دليل على برودة الجو ،و قالت:
 نخرج في البرد ده خلينا هنا احسن نقعد في البلكونه دفية شويه.
حرك راسه بالرفض و قال: 
لا يلا الشتاء هو ليل العاشقين، يلا بسرعة يا امولة.
:ماشي, بس هقولك حاجه أخيرة، من حقك تكون أب ، لو في يوم عايز تجوز علشان الحق ده أنا موافقة و متخافش مش اطلب الطلاق.
=صدقيني  أنا اتجوزت نورا عشان انقذ حياتك ومش حاسس أن انا ناقصني حاجه ،او محروم لانك بنتي مش مراتي وأنت عارفه كده لو أنا ناقصني حاجه مش عارف أقول ايه، شايف أن مفيش حاجة ناقصة في حياتنا، حبيت قلبي ده قدر و أمر الله ،ربنا له حكمة في كده، فأكيد ده خير لنا، و اه لينا يا أمل لأني من اليوم  خطوبة و أنتِ قدري و نصيبي.
: هو سؤال صغير واخير، أحبك اكتر من كده ايه.
رد بابتسامة : الي ما لا نهاية ،حب حازم و أمل لا يوجد له نهاية.
وضمها إلى حضنه بسعادة و حب ، و ضمته أكتر و قالت : طيب فكر بس تحب حد أو تجوز و أنا اقتلك و اقتلها.
ضحك بصوت عالي و قال: و حقي و كلامك العاقل الحلو ده.
= حق مين يا حبيبي ، أنت حقي أنا، عوض ربنا لي، عمري ما فرط فيك.
ضمتها أكتر و قال: بحبك يا أجمل شيء في حياتي.
رجعت صباح  و نوار من عند الدجال بعد ما طلب منهم شويه حاجات غريبه وعجيبه وقروا يعملوها رغم أنهم عارفين حجم الذنب اللي يمشي ورا الكلام ده 
سألت نورا: هي سماح لسه بره؟
ردت صباح: الظاهر كده، خليها تفك عن نفسها شويه كفاية الغمه اللي عايشين فيه بسبب البومه اللي دخلت حياتنا. 
ابتسمت بحزن وقالت: بس ابنك بيحب البومه دي يا خالتي ومش شايف غيرها.
:ما قلتلك يا نورا،ابني معمول له سحر وقوي كمان أنت مش شايفه بنفسك ،حتى عماد فجاة كده قرر يسافر مع أن شغله هنا  كويس ،يبقى ده كله ليه، هي  أمل عاملة  سحر علشان محدش يعيش مبسوط فينا.
=أنا عمري ما كرهت حد زي ما كرهت أمل دي 
: اصبري أنت بس ،وبكره يجي اليوم اللي يطلقها فيه ويبقى بتاعك أنت و تجيبوا الحفيد اللي بحلم بيه.
عند سماح بعد ما قضيت ساعات طويله معه : أنا لازم امشي بقى.
أتكلم بعصبيه: مش المفروض نقضي معظم الوقت مع بعض،عشان نعرف ناخد خطوه الجواز ولا لا. 
 ردت بهدوء:
 فاهمك  طبعا يا حبيبي، بس قول لي بقى أقول ل اهلي ايه هم أكيد مش  يفهموا دماغنا،ولا يفهموا ان اللي بنعمله ده صح بدل ما نتجوز ونرجع نتطلق،عشان كده  مش لازم يشكوا فيا لحد ما ناخذ قرار،
:الاهم خدي بالك ليحصل  حمل أو حاجه لاني أنا متفق معاكي واكد عليكِ تاني الفتره دي فتره إختبار يعني أخد الخطوه يا اما لا.
كان هو زي  اي شاب  عايز يقضي وقت مع بنت سهله و رخصت نفسها ، و لما انتشر موضوع المساكنة لقي أنها حجة جديدة و تاكل بعقل البنات اللي تنادي بالحرية،حريه في اللبس وأن الحجاب مش فرض، حريه في العلاقات و أن البنت من حقها زي الشاب تكون لها علاقات سابقة،ولازم المجتمع يتقدم و يقبل أن مش  شرط ان البنت تكون عذراء،كل ده ليس انفتاح ولا تقدم بل نشر  الفساد والابتعاد عن الدين والقيم والاخلاق،وصلنا إلى المرحله ناخد من الغرب كل شيء سيء،و نقلد من غير فهم و  أننا لنا عادات  وتقاليد و ملتزمين بالدين.
و للأسف بقا الصح قليل و المعظم ماشي وراء الباطل يبطل له بدون واعي و فهم....
قربت منه بدلع و قالت: عاملة حسابي يا حبيبي ،بس لو حصل تعمل ايه.
رد عليها رد واضح و صريح: مش ملتزم بأي حاجة أنتِ قبلتي بكامل إرادتك أننا نخوض التجربة، أنا كنت صريح معكِ.
= اهدي كده  أنا  عاملة حسابي.
مر شهر عليهم.
قرر طارق أن تذهب بسمة إلى طبيبة نفسية لمساعدتها في هذه المرحلة.
وسماح مازلت على  علاقه مع الشاب تحت بند التجربه. 
أما عماد فهو بالصدفه اكتشف أن البنت اللي شافها قاعده على البحر و بتعيط، بتيجي كل يوم في نفس الميعاد و تقعد عدد ساعات معين وبعدين تمشي.   
ولو حد فكر يقرب يسألها زي ما هو عمل فجاه تتكلم بشراسه و  بمجرد ما الشخص يمشي ترجع تعيط تاني مستغرب التركيبة  الغريبه دي. 
عايز يعرف ايه حكايتها مش بدفع اي حاجه غير الفضول وهو مش عارف ان ده أول طريق الحب 
وهو الحب ايه يا عمده غير  شويه فضول على شويه حاجات فوق بعض..
اما امل وحازم رجعت علاقتهم زي الاول ،علاقه قوية  مبنيه على الحب مش على اي حاجه تانيه و  وعلاقة  حازم مع محمد وسمر بقت زي الاول بعد ما عرفوا سبب الجواز. 
لكن الجديد أن أمل قررت زياره طبيبه نفسيه لانها مش قادره تتخطى أن هي هتكمل حياتها وهي محرومه أنها تكون ام وحازم كالعاده داعم  ليها هو و سمر ومحمد اللي بيعامل أمل كانها اخته الصغيره وعيال سمر اللي يحسسوا امل و حازم في كل وقت بالحنان.
نورا وصباح وسماح لسه شغالين يفكروا ازاي يفرقوا بين حازم وأمل ،عملوا  سحر وأعمال ولكن كل ده ما جابش نتيجه من آخر مره كان حازم فيها وطلق نورا 
و هو مقاطعهم زي ما قال و ل حتي بالتلفيون.
و أم نورا لحد دلوقتي مش عارفه ان حازم طلق نورا لان زيارتها قليله ونورا بطلت تتكلم مع أمها ،حتي نسيت أن ليها ام،وصابرين لانها مش موافقه على أفعال نوار  بطلت تسأل عنها و  تكاد العلاقه بينهم مقطوعه. 
دخلت أمل عيادة  الطبيبه النفسيه،بصت على مكان السكرتيره، لقيته فاضي، قعدت في الاستراحه على ما تيجي بصيت جنبها كانت بسمة، افتكرت أنها شافتها في المستشفى و كانت تعيط، كلمت نفسها: 
ليه  البنت الصغيره ،باين عليها الحزن كده و الزعل كأن عمرها 100 سنة حزينة و مهمومة  مش بتضحك تبص على  الارض دايما وكانها خايفه تبص لعيون الناس، يا ترى ايه حكايتك يا جميله؟ سبحان الله بنت في جمالك وتبقى حزينه كده، وهي لسه طفلة صغيرة، ربنا يهون عليك ِ.
خرجت السكرتيره من غرفة الدكتوره وقالت  بابتسامه:  اتفضلي يا بسمة.
قامت من مكانها وبيان عليها أنها حتى مش قادرة تمشي و   مش النفسيه بس اللي  تعبانه ده الجسد كمان تعبان اتحسرت عليها،وعندها فضول تعرف ايه حكايه البنوته دي. 
قالت  السكرتيرة وهي بتبص على امل: اتفضلي يا مدام.
قامت من مكانها وراحت عند المكتب وقالت: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. 
ردت:  وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اتفضلي حضرتك.
:لو سمحتي كنت عايزه احجز كشف عند الدكتوره. 
=لازم حجز مسبق علشان خاطر 
سريه المرضى، كان المفروض تتصلي بالتليفون الاول.
: أنا أسفه ما كنتش اعرف كده ،طب ممكن حضرتك تحجزي لي ميعاد. 
=حصل خير يا مدام حضرتك هتسيبي بياناتك ولما أثبت الحجز ابلغ حضرتك.
: تمام ،شكرا لحضرتك ،و ياريت   الميعاد يكون قريب. 
==ان شاء الله...
مشيت أمل من العياده وهي عايزه تعرف  ايه سبب حزن البنوته؟
 و كمان  إسمها بسمة، أسم جميل لكن إسمها ملوش علاقة بيها فهي حزينة ومش بتضحك
في غرفه الطبيبه تحاول مع بسمة  من وقت ما دخلت أنها تتكلم،دي الجلسه الخامسه بينهم ولا جلسه قررت تتكلم  وكل مره الدكتوره هي اللي تتكلم وتحاول تعرفها  ان اللي حصل كان غلط ولكن هي طفله مش  فاهمه ده ، و كمان أن الموت بايد ربنا ،صحيح  في أسباب وبسمه كانت سبب موت أمها و اخوها ،لكن يشفع لها انها طفله وبسمه لم تتحرك او تتحدث مع احد ،منذ وفاة والدتها كان آخر شيء فعلته هو صرخه ومنذ هذا الوقت وهي لم تتحدث شهر كامل ترفض  الحديث..
كان حازم  مستني قدام العماره لأن أمل رفضت انه يطلع معها، حبت تاخد التجربه دي لوحدها، حتي رفضت أن سمر تجي معها 
 ركبت جنبه في  العربية،سال: 
عملت ايه يا حبيبتي؟
ردت عليه قالوا لي لازم أخذ ميعاد الأول.
اتحرك بالعربيه وقال :
خير ان شاء الله. 
قالت بسرعة: فاكر البنوتة في المستشفى ،وكانت بتعيط وأنا سالتها مالك بس مردتش عليا.
فكر كده شويه وبعدين قال: 
 اه افتكرت.
وبعدين سال: و دي بتعمل ايه هناك ؟ليه تروح عند الدكتور نفسية؟ دي لسه صغيره جدا.
قالت أمل بحزن :مش عارفه بس بجد صعبانة  عليا قوي ،البنت صغيره جدا وشكلها حزين قوي كانها عندها 100 سنه مش عارفه ايه اللي ممكن يخليها تبقى حالتها كده.
تنهد  بحزن وقال : هي الدنيا كده، الكل تعبان فيها محدش مرتاح ربنا يهون على الجميع.
: اللهم امين.
عند نورا وصباح اللي كانوا زي المجانين ، أن مفيش أي حاجة جايبه مفعول و مش عارفين  يفرقوا بينهم 
قالت نورا :
مفيش غير حل واحد.
  ردت صباح بانتباه :ايه هو..
ابتسمت بخبث و قالت: الحل ده يفرق بينهم إلى الابد.
عندما عماد  كان بيراقب البنت اللي   كل يوم في نفس الميعاد من الساعه 10:00 للساعه 12:00 و هي قاعده قدام البحر وتبص عليه وتعيط بقى عنده فضول يعرف مالها عايز يسالها مالها لكن كل مرة  يفكر يقرب و بعدين يبعد.
 وفجاه قامت جريت ناحية البحر و عايزة ترمي نفسها فيه.
و للحديث بقية 
فجاه  جريت ناحية  البحر،وكانت هتنط ،جري عليها عماد ومسكها  وصرخ فيها:
 بتعملي ايه يا مج،نونه أنت اتجننتي عايز تنت،حري. 
زقت  ايده واتكلمت بحده :
وأنت مالك ، عايز ايه أبعد عني. 
قال  بغضب : تصدقي  أنا غلطان،ارمي نفسك ولا ولعي في  نفسك وانا مالي يا شيخه   أنت مج،نونه.
خلص كلامه ومشي وهي بصت للبحر وبعدين بصت على عماد وبعدين رجعت قعدت مكانها و كملت وصله العياط..
ماشي عماد في الشارع و متعصب جدا من البنت دي و يقول لنفسه:
 يا ريتني كنت سبتها  ترمي نفسي واخلص منها.
ويرجع الفضول تاني عايز يعرف حكايته هي ليه كده دايما قاعده هنا ملهاش أهل ،كمل طريقه للبيت ودماغه مشغولة بيها،و حرفيا نسي  نورا وحازم  وعائلته وكل الناس تفكيره بقى في البنت دي بس اللي حتى مش عارف يعرف أسمها ايه. 
كانت صباح قاعده مستنيه نورا تقول الخطة  اللي يخلصوا بها من أمل.
قالت نوار:  ايه رايك يا خالتي نحرق قلبها على عيل من عيال  سمر وهي بتحبهم قوي. 
قالت سخريه:  اسم الله عليكي يا أختي و ده يبعدها عن حازم ازاي، ايه الاستفاده من كده،اننا نق،تل عيل من عيال سمر غير ان قلب سمر يت،حرق عليه، وأنا البنت دي ما بطيقهاش بنت لسانها طويل بومه زي أمل و أمهم ،كان نسب اسود. 
قالت بهدوء: اسمعيني بس يا خالتي ,دلوقتي احنا لما نعمل كده أمل تكون مشغولة مع سمر ،و الفتره دي يكون حازم لوحده والطريق خالي مين بقى يقرب منه؟
ردت بتفكير: 
تفتكري،ما بلاش يا نور بلاش نوصل للق،تل وفي الأول في آخر حته عيل حرم علينا.
قالت بغضب وحقد :
أنا عندي إستعداد أعمل اي حاجه مش بس الق،تل عشان اوصل لحازم.
: طيب اهدي  بس،و اسمعي في خطط كثير ممكن نعملها ،و نخلص من أمل بعيد عن   الاطفال. 
=أجيب  واحد يرش عليها ميه نار ويحرق وش،ها عشان حازم يقرف يبص ليها و يرجع لي. 
ابتسمت صباح بصوت عالي وقالت :طالعه ناصحه زي خالتك مش زي أمك العبيطه اللي قلبها طيب وطول عمرها تسيب حقها. 
جت سماح من اوضتها وقالت: نقطه صغيره بس يا ماما حازم مش من حق نورا، حازم من حق أمل ،وكلنا عارفين كده أمل الاولى و نورا التانية 
صرخت  نورا بعصبيه : وأنتِ معنا ولا معها سماح. 
قعده بدلع  وقالت : معكم طبعا أنا كمان نفسي حازم  يخلص من أمل. 
بصت  نور عليها بتمعن ؛ وقالت: مالك يا بت  سماح ،شكلك متغير الايام دي. 
تعلب في شعرها بدلال وسالت:
 حلوة أو لا. 
ردت صباح:
 قمر يا اختي اسم الله عليكي،ده انت وشك منور وزي القمر. 
اتكلمت نوار: شكلك بتحبي يا سماح. 
ابتسمت بخجل قالت: ايوه. 
سألت صباح: مين ده يا بنت ازاي تخبي عليا
: يا ماما الموضوع لسه في الاول هو زميلي في الجامعه ولسه ما فيش حاجه اكيده طبعا لو في حاجه هقولك. 
ماشي يا قلب امك ربنا يسعدك. 
وقبلت الأم فكرة ان بنتها تحب  بدون اي رابط شرعي و يكون في فترة اغختبار. 
أما سماح اللي تعيش أحلي  أيام حياتها وهي مش حاسه بحجم الذنب اللي بتعمله يوميا شايفه أن هي بتعمل حاجة صح ومفيش حاجه غلط،ايه يعني تكون في علاقه كاملة بدون اي رابط شرعي ، تحت أسم مستعار و هو  المساكنه و الاسم الحقيقي لها الز،،نا.
ونورا الهوس والجنون والحقد متحكم فيها لدرجه أنها ممكن تق،تل و مش اي حد،تق،تل طفل ملوش اي ذنب في حاجه.
 غير ان هي عايزه تحرق قلب أمل،قررت أنها تحرق وشها بدل قلبها المهم انها تقضي عليها عشان شايفه أن هي عائق بينها وبين حازم اللي هو عمره ما افكر فيها وأن هي كانت قدامه قبل ما أمل تظهر في حياته. 
الثلاثي ده في منهم كثير يعمل الغلط و يكابر الأسوأ انه شايف نفسه صح وعنده مبررات،بل الاسوء  في  مجتمعنا دلوقتي ان بقي  اللي يعمل الغلط كثير ماشيين وراه و يطبلوا له واللي يعمل الصح واقف لوحده.
لكن مش مهم ، المهم انك تعمل الصح لان الدنيا فانيه مش باقيه خلي الكلمه دي في ودنك كويس أن الدنيا فانيه مش باقيه. 
عند أمل وحازم كانت هي قاعده في البيت وهو في الشغل لقيت الموبايل بيرن  بصت  للرقم بابتسامه و فتحت
 الخط،ردت بدلع :الو. 
رد عليها: عامله ايه
: الحمد لله بخير ،كنت  لسه هكلمك.
= خير أن شاء الله ، أنتِ تعبانة. 
:لا ما فيش حاجه, عندي معاد عن الدكتورة. 
= خالص انا جاي حالا. 
: خليك يا حازم  في شغلك ،انا اروح لوحدي. 
قال باعتراض: لا طبعا أنا اجي معكِ. 
: خلاص بقا سبيني براحتي. 
= حاضر علشان تكوني مرتاحة.
قفل معها و قال صديق حازم في الشغل: يا عم ركز في الحسابات.
قال بعصبية: أنا مركز ،ركز أنت مع نفسك.
بعد شوية ،وصلت أمل للدكتورة
دخلت عند الدكتوره وقعدت قدامها  تفرك أيديها بتوتر مش عارفه تبدأ منين،رغم أن ابتسامة الدكتوره،ابتسامه هاديه وجميله ، لكن هي  كانت متوتره. 
بدات الدكتوره كلامها :
أزيك يا مدام أمل. 
ردت بهدوء: الحمد لله.
:تحبي نبتدي منين 
بلعت ريقها بتوتر وقالت: الصراحه مش عارفه, أنا خايفه ومتوتره مش عارفه ابدا منين، مش عارفه انا عندي مشكله فعلا او لا المفروض أكون هنا أو لا كلام كثير يدور عقلي و مش عارفة فين الصح و فين الغلط؟
: تعالي نبتدي من الاول ،عرفيني عن نفسك ،و كوني هاديه ومش خايفه وكانك تكلمي نفسك. 
بدات أمل تحكي عن نفسها من البدايه تفاصيل صغيره وبسيطه زي أنها ليها أخت اسمها سمر والدتها متوفية والدها متوفي  متزوجه كل الامور دي،
لحد ما وصلت إلى المشكله اللي عندها انها راضيه  بقضاء ربنا،  بس في نفس الوقت مش قادره تتقبل فكره أنها محرومة من الأمومة.
مبسوطه أن حازم بيحبها،وان الازمه بتاعت  جوازه من نورا اثبتت لها انه بيحبها و انها اغلى حاجه عنده.
بس في احساس جواها احساس الغيره،غيره ايه يا ست على زوجها وحبيبها.
قالت بنفس الابتسامة :
كفايه كده النهارده يا مدام أمل، و ايه  رأيك لو تحضري جلسات جماعية ,دي بتساعد كثير
هزت راسها بالرفض وقالت:
 لا مقدرش  أتكلم قدام حد. 
:مش لازم تتكلمي  كفايه أنك تسمع و تعرفي أن الكل عنده مشاكل ونسبه التخطي تبدأ مننا وكل إنسان وقدرته. 
قامت من مكانها  وقالت:
 شكرا يا د دكتورة.
ومشيت أمل و حاسه بالراحه،على الاقل اتكلمت مع حد غريب عنها تقدر تبكي قدامه تقدر تتوجع لانها بتخاف تبكي قدام حازم او سمر عشان ما يزعلوش عليها.
عند عماد كان في الشركه اللي شغال فيها يحاول يشتغل لكن  كل تفكيره مع البنت، اللي  شغلت عقله و باله و اسئله كتيره تدور في دماغه،هي ليه دايما تقعد في نفس المكان؟ علاقتها بالبحر ممكن يكون البحر خد منها حد وهي مش قادره تتخطى الموضوع. 
وهو في مكتبه لانه شغال في قسم الاستشارات القانونيه في الشركة.
 ظهرت هي قدامه  فتح عيونه بصدمة ،لكن هي بصيت بغضب وعصبية ،قام من على مكتبه وسال: 
_أنتِ مين؟و  تعملي ايه هنا؟
ردت بعصبيه: وأنت مالك
بص بذهول و قال: حضرتك في مكتبي ايه قله الذوق دي. 
صرخت بعصبيه:
 أحترم نفسك يا اخ أنت.
خبط كف على كف خبط وقال:
 استغفر الله العظيم يارب،يا بنتي أنتِ في حاجه في عقلك ده مكتبي و  من حقي أسأل أنت عايزه ايه
ردت ببرود:
 اه تمام شغال هنا يعني.
ابتسم و قال: اه خير بقا.
قعدت على المكتب و قعد هو كمان مستني أنها تتكلم.
 قالت:
 بص يا  أسمك ايه انا عايزه منك خدمة.
: اسمي عماد وخدمه ايه ان شاء الله. 
بصت  نظرة مخيفه وقالت:
_ تحب تموت.
فتح عيونه بصدمة و قال : 
نعم يا اختي 
تكلمت بنفس النظرة: اهدي بس و اسمعني، الموت حلوة اوي.
في منزل طارق..
كان راجع من الشغل و للأسف عايش لوحده هو و بسمة و المسؤولين عن المنزل.
عائله مراته كلهم بره  مصر و هو كمان أبوه و أمه متوفين و معندوش اخوات.
طلع درج السلم بتعب، وهو صاحب شركه استيراد وتصدير دخل اوضه بسمة، صرخ بجنون لما لقاها على الارض و ايديها تنزل دم وجنبها مبرد اظافر. 
في منزل صباح 
كانت نورا قاعده مع صباح تكلم واحد عن طريق الفيديو كان مراقب امل من وقت ما خرجت من البيت هو حاليا واقف قدم عمارة الدكتورة
قالت  نورا بشر:
 أعمل اي حاجة بس تخلص منها، عايزها  تموت و وشها مشو،ه،وانا عندي إستعداد اديك كل الفلوس اللي انت عايزها.
كملت صباح بنفس الغل والحقد :
أسمع الكلام و نفذ  خلصنا منها النهارده.
رد عليهم:
 اعتبروا  حصل انتوا هتدفعوا كتير.
وصباح تخطط تقتل امل وتخلص منها ،كانت سماح في الحمام،هي ترتعش  من الخوف و هي  مسكه اختبار الحمل اللي كانت النتيجه ايجابيه، تتكلم بجنون:
_ يادي المص،يبة ،ازاي حصل أنا عامله حسابي كويس أعمل ايه؟  لازم ينزل، أيوة الطفل ده لازم ينزل، شهاب لو عارف ممكن يبعد عني. 
أما أمل كانت خارجه من عيادة الدكتوره وكان الشخص المستاجر لقتلها وتشو،يه وجهها بميه النار في الجانب الثاني ابتسم بخبث و طمع في الفلوس الكتير،   و خرج الزجاجة من جيبه و يتحرك في اتجاة أمل، و فجاةووووو.
و للحديث بقية 
:تحب تمو،ت. 
=لا معلش معنديش وقت دلوقتي عدي عليا وقت ثاني. 
رد على سؤالها الغبي بسخريه 
قالت بعصبية :أنت بتستظرف يا ابني ما تتكلم كويس.
=أنتِ مجنونة، أنتِ مش طبيعيه ايه يا بنتي في ايه، مو،ت ايه اللي عايزاني ام،وته. 
تغيرت نبرتها للحزن وقالت:
 الموت علينا حق صح.
استغرب حالتها اللي اتغيرت  في ثانيه بقى متاكد أن في حاجه والحاجه دي لها علاقه بالبحر
قال بهدوء: الموت علينا حق و الحياة حلوة و لازم نسعي فيها، أنتِ مالك؟ ايه مشكلتك ممكن اساعدك.
ابتسمت بحزن وقالت :
محدش يقدر يساعدني غير ربنا المهم أنا كنت جايه عشان أعتذر لك عن اخر مره وكمان أشكرك أنك انقذت حياتي.
=لا شكر على واجب بس أنت ماشية   ورايا لحد هنا ،كنتي خليها بالليل على البحر، علشان يبقي شاهد علينا.
رجعت للعصبيه تاني وقالت: أحترم نفسك، ايه خليها بليل  دي،و البحر شاهد  علينا ازاي، و بعدين  همشي وراك ليه اصلا أنت مين؟  أنا شغاله هنا وأنا معديه بالصدفة شفتك، فقلت أدخل أشكرك  و أكسب فيك صواب، بس صدق أنا غلطانه،اللي زيك خساره فيه الكلام. 
وقامت من مكانها وخرجت من المكتب وهو من كثر ما هو دايما مذهول من تصرفت  البنت دي مصدوم فيها قال:
 ايه البنت المجنونه دي،ليه تسالني تحب تموت. 
حط ايد على قلبه و قال بنبرة كوميدية : 
عيني  عليا و على شبابي ممكن تقتل،ني أكيد سؤالها  معناه كده.
كانت تبص عليه من وراء الزجاج من غير ما يشوفها، ابتسمت من طريقه كلامه.
قربت منها وقالت :يا سلسبيل من وقت طويل و الضحكة  مخاصما وشك.
تنهدت  بحزن ثم قالت: هو بمزاجي يا مها.
رتبت على كتفها وقالت: لازم تنسي وتتخطي الماضي 
ردت بحزن : حتى أنتِ شايفه أنه ماضي، هو حاضر و مستقبل ،ليه  كلكم حكمتوا عليه  بالمو،ت؟
ومشيت سلسبيل على مكتبها وراها مها،اللي  حزينه على صاحبه عمرها.
في بيت صباح 
خرجت سماح من الحمام،بتحاول تكون طبيعيه
 سالت صباح: ايه يا سماح  كل ده في الحمام؟
مسحت وشها بتوتر وقالت: معلش يا ماما تعبانة شويه ادخل ارتاح.
: الف سلامه عليك يا قلب ماما.
قالت نوار بحماس: يا بنتي خليكي معانا الراجل بتاعنا في طريقه علشان  يخلص من أمل،تعالي ابسطي عينك معانا.
قالت سماح  بتعب :معلش مش قادره. 
و جريت على اوضتها و لم تلاحظ صباح  ان بنتها متغيره، كل تركيزها في الشر أنها تخلص من امل.
قالت بغل و حقد : نفسي يا بت يا نورا أشوفها وهي بتتالم.
ردت التانية بغل:
هنشوف يا خالتي.
عند طارق 
خد  بسمة  بسرعه وجري بيها  على المستشفى وهي فاقده الوعي بين ايديه ومرعوب أنه  يخسرها،زي ما خسر  مراته وابنه، و طلب الدكتورة النفسية  تجي المستشفى علشان وقت ما تفوق تكون موجودة.
عند أمل كانت نازله من عمارة  الدكتورة،كان موجود رجلين واحد ماسك الموبايل بيصور كل حاجه عشان نورا وصباح  يشوفوا كل حاجة لايف.
و كان قاعد على المتوسكيل و مجهز نفسه علشان أول ما يخلص الشخص التاني المهمة يهربوا فوراً...
اللي  هينفذ كان هو على الطريق الثاني خرج الزجاجه من جيبه ومسكه في ايده و  أتحرك في اتجاه أمل.
الطريق كان هادي ، مش مليان عربيات لان العياده في مكان هادي ،هو يعدي الطريق ومش مركز غير على أمل ،ويفكر يعمل ايه بالفلوس الحرام اللي يأخذها لما يقضي على حياة واحدة ملهاش ذنب، و يحر،قها بسبب قلوب  لناس مشوهه من جوه ومن بره و طمع ناس من  نوعيه الراجل ده
كل حاجه مدروسه،تنفيذ الخطه سهل جدا،  كان مقرر  يخلص في ثواني.
لكن للقدر كلمة أخري
يشاء القدر وهو يعدي الطريق تيجي عربيه سريعه خبطت الراجل اللي رايح يقتلها ، و الزجاجة اللي فيها مياة نار،وقعت على وشه هو زي ما كان رايح يحرقها اتحرق هو
 كل ده متصور صوت وصوره لصباح ونورا اللي الحقد و  الغل زد أكتر  في قلبهم ، أنهم مش عارفين ينتصروا على أمل.
طب ينتصروا ازاي و دي معها ربنا لانها مش تأذي حد و  عايشه في حالها.
بسم الله الرحمن الرحيم 
قال الله تعالى في الآية الكريمة
"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا".
صدق الله العظيم 
( سورة الطلاق، الآيتان 2 و 3)
هذه الآية تنهي الجدال ، الحل تقوى القلوب.
اتجمع الناس، حتي هي وقفت و كانت تقرب تشوفه لكن جاه حازم و قال: أمل تعالي هنا.
اتحركت ناحيته و قالت بحزن: يارب استر.
: يارب اركبي.
= مش هتروح تشوف الموضوع.
: في ناس كتير .
اتحرك حازم من المكان كان خائف عليها تتعب خصوصا أن قلبها طيب و تزعل على اي حد.
رمت نوار التلفيون بعصبيه وقالت:
 وبعدين يعني لا سحر نافع ولا أعمال نافعه ،ولا حتى ق،تل نافع أعمل فيها ايه اقت،لها بايدي عشان ارتاح.
قالت جملتها الاخيره وهي تكسر الترابيزه. 
: اهدي يا نورا مش كده أنا كمان زيك متضايقه بس هنعمل ايه. 
شدت شعرها بجنون و صرخت: أهدي  ازاي  انا قربت اتجنن إبنك بيعمل فيا  كده ليه،هي  أحسن مني في حاجه، ليه حبها ومحبنيش طول عمري  قدامه  بحبه، ليه يعمل فيا كده.
خافت منها صباح حسيت انها مش طبيعيه.
أما سماح  سامعه كل حاجه بس خلاص دلوقتي مش  بتفكر  في حاجه غير في نفسها، مشكلتها اللي مش عارفه تحلها ازاي،هي  مش فارق معها  أنه حرام،و أن ده طفل غير شرعي،كل اللي فارق معاها أن شهاب هيسيبها ويمكن زي نورا بتحبه بجنون وعشان كده أول ما طلب منها تجربه المساكنه اقتنعت بكلامه ،ولو طلب أكتر ممكن تتنازل و توفق..
بعتت رساله لواحده صاحبتها عارفه  موضوعها مع شهاب،وحكت لها الوضع،و قالت لها صاحبتها متخافش وأن في حل وأن هي عارفه مكان يعمل العمليات دي، و في  كتير من صاحبهم جربوا.
اتفقوا يتقابلوا الساعه 12:00 بالليل. 
اما امل راحت مع حازم على بيت سمر عشان يتغدوا هناك كانت القعده جميله و هادية،ناس بسيطه عايشين في حالهم مش عايزين حاجه من الدنيا غير السعاده والهدوء،مش يبصوا على حاجات ، راضيين بقسمة ربنا  ليهم بس الناس مش بتسيب حد في حاله والحاجات البسيطه  يبقوا طمعانين فيها.
كانت أمل مع سمر في المطبخ سالت سمر: عامله ايه يا أمل
سمر مش مستنيه اجابه الاجابه واضحه على وش أمل من وقت ما دخلت البيت واضح السعاده والحب ردت بابتسامه:
 الحمد لله بخير. 
: عملت ايه عند الدكتوره. 
=ما فيش اتكلمت معايا شويه وطلبت مني احضر جلسات اللي هي جلسات جماعيه بس انا رفضت لاني مش هعرف اتكلم قدام حد. 
: حتى لو مش هتتكلمي روحي واسمعي الحاجات دي مفيده المثل بيقولك  اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته.
=هي قالت كده  لو مش هتكلم اسمع ان شاء الله اشوف كده الجلسة التانية بعد أسبوع.
: أنتِ كويسه مش محتاجه دكتور نفسي بس اعملي كده  طالما عايزة.
=بصي يا سمر خليني صريحه معاكي، أنا عارفه أني كويسة  الحمد لله ،ومتقبله الموضوع ومعنديش مشكله نفسية، بس عايزه حد يسمعني،اتكلم معاه بحريتي بخاف أتكلم معاكي  أنتِ وحازم ،عشان عارفه هتزعلوا عليا علشان كده بكتم جوايا بس دي فايدة  الدكتوره وأن شاء الله خير أنا كويسه ما تخافيش عليا.
صبت الشاي وبعدين بصيت لها وضميتها لحضنها وقالت بابتسامه :مش خايفه عليكب يا أمل و لا  عمري خفت عليكي، عارفة أنك  قويه وجامده وراضيه بقضاء الله، لو حد تاني  في ظروفك دي صدقيني كان تعب اوي.
=الحمد لله 
جاه صوت محمد من برة و هو يقول: الاختين هناء وشيرين لسه الكلام ما خلص هنشرب الشاي النهارده ولا السنه الجايه. 
رد حازم بمزح:  ياعم  شاي  ايه هو ده شاي ، كانهم بيعملوا لحمه جملي،بقالهم  ثلاث ساعات في المطبخ على كوبايتين شاي أنا بقول نشربهم على  القهوه أحسن.
وبس حازم على أحمد الصغير اللي على رجله و قال: ولا ايه رايك في الكلام ده يا حماده. 
ضحك الطفل الرضيع اللي مش عارف حاجه، قال محمد:
يا  سبحان الله  يا حازم، الود كانه عارفك وبيحبك قوي سواء أنت وأمل ،مش بس هو  حتى أمل و فاطمه بيحبكم قوي.
أبتسم حازم وقال:  الحمد لله هتصدقني يا محمد لو قلتلك  أني مش حاسس بنقص لاني بعتبر العيال عيالي،  أنا اسف ليك طبعا.
قال بعصبيه:  بطل هبل أنت اخويا وأمل اختي واولادنا هم واولادكم.
خرجت  أمل من المطبخ وشايله صينيه شاي ،وسمر وراها شايله  صينيه فيها كيك
و سألت سمر بصوت: خير أن شاء الله سمعه كده حد بيقول نازل القهوه.
شاور  حازم على محمد، ومحمد على حازم وهم يقولوا في نفس الوقت:  هو ده
ابتسمت أمل وقالت :
يا سلام على الرجاله أهم حاجه الثبات على الموقف. 
: طبعا 
قالوها  الاتنين مع بعض.
أمل: يلا يا بنات تعالوا علشان  الكيكه جت.
خد حازم حته وقال:
 تسلم ايديك يا سمر مش عارفه تعلمي أمل تعملها ازاي.
بصيت له غضب وقالت:
  ماشي يا أستاذ حازم ماشي شكرا قوي.
قالت سمر بابتسامه :
الصراحه يا أمل هو عنده  حق من  قبل الجواز وأنتِ تبوظيها عمرك ما عرفتي تعمليها رغم أن أنا وماما الله يرحمها حاولنا معاكي كتير.
بصت لها و قالت بعصبية: حتى أنت ِ
قال محمد : كل اعوانك خانوك يا ريتشر.
وجاءت البنات و سهروا  سهرة سعيده مع بعض. 
الساعه 12:00 بالليل خرجت سماح من البيت بحذر كانت صباح نايمه ونورا تقعد طول اليوم تحت وبالليل تطلع شقتها اللي  هي اعتبرتها شقتها. 
كانت ماسكه صورته  وتبص له بحب وتفتكر الذكرى الوحيده اللي بينهم اللي هو وقتها كان شايفها امل  مش نورا.
 رن التليفون كانت أمها نفخت بضيق  و قررت متردش عليها.
لانها عارفة هتقول ايه،زي كل مره تسيب حازم و ترجع البيت،  رغم أن  صابرين مش عارفة  حاجه عن الطلاق وان حازم قاطع علاقته بيهم كلهم،هي بتنصح بنتها لانها شايفه انها ظلمت  أمل، و أن الظلم ظلمات و لكل ظالم نهاية ، خايفة عليها من حساب ربنا، أنها اتجوزت واحد متجوز ومراته مريضه، ده كل  اللي صابرين  تعرفه عن بنتها،مش عارفه أنها   تخطط تقتل وتحرق وتروح لدجالين هي واختها وسماح. 
بصت نورا جنبها على الكومود ، رجعت بصت التلفيون و تقول:  ليه التأخير ده.
وصلت سماح مع صاحبتها في مكان مشبوه يتم فيه عمليات الاجهاض للبنات اللي زي سماح فقدت شرفها و دينها  بحجه الحب و التحضر. 
كانت ماسكه في أيد صاحبتها و ترتعش  من الخوف،كانت عياده قذره اقل ما يقال عنها سله زباله طبيعي يكون المكان كده ما كل مكان على حسب اشكال الناس اللي بيجيبوا.
قاعد على على ترابيزه صغيره راجل ضخم بص لهم و سأل:
 في حجز.
رد صاحبه سماح بخوف : ايوه حضرتك في باسم سماح. 
بص في الورقه اللي معاه وقال :  ايوه  يلا خشي الاوضه دي،الدكتور مستني. 
شاور على الاوضه اللي هيدخلوا فيها، ضغطت على ايد  صاحبتها اكتر ونزلت دموع وقالت انا خايفه.
وكانها قالت نكته ضحك الراجل بصوت عالي : لا بجد  خايفه يا بت،  اقولك جمله اتقالت  في كل الافلام و المسلسلات من قديم  الأزل ،خايفه دلوقتي مكنتش  خايفه وقتها صح، تعملوا  الغلط وانتوا مبسوطين، و وقت الردم على الغلط تبقوا خايفين، خشي يا حلوة ، أنتِ البنات اللي زيك يستاهلوا الحر،ق. 
قالت صاحبتها:
 يلا يا سماح مفيش حل تاني. 
اتحركت معها بصعوبة،  بتقدم رجل و تاخر رجل حاسه أنها مشيها برجليها لحد الموت ، دي اخر لحظه في حياتها،ندمت  ايوه دلوقتي ندمت  و افتكرت لما بحثت في الموضوع ده أول ما شهاب طلب منها ،ولقيت انه حرام شرعاً والقانون مش معترف بيه يعني لو قررت تحافظ على الطفل شهاب  مش ملزم باي حاجه ولا في معها إثبات أن بينهم علاقة.
وسيبقى هذا الطفل طفل غير شرعي  من غير اوراق و  مستندات و لو قررت رفع قضيه سنوات طويله في المحكمه و يظل الحكم  بعد المداوله الى أجل طويل المدى.... 
نسيت دينها و اخلاقها ،سماح مش مظلومة ، سماح ظالمة و صباح مش السبب، اللي ربت سماح هي اللي ربت حازم وعماد، سماح حبت الغلط لما بقا يتقال عنه تحضر ،انما البنت اللي تحافظ على نفسها دي رجعية.
 أمل و حازم خلصوا السهرة عند محمد و سمر.
و قعدوا على النيل ، و كعادتهم السعادة والحب و التفاهم بينهم.
مع صباح يوم جديد ، و يغير حاجات كتير 
تنزل نوار من شقتها بسرعة، و تخبط على الباب، قامت صباح بفزع و جريت تفتح، قالت بخوف: في ايه يا نوار في حاجة حصلت؟
دقت نوار على الباب و هي تقول بغناء : حصل و حصل و حصل.
خبطت كف على كف، و زعقت فيها: انطقي.
حطت أيدها على بطنها و قالت: مبروك عليكي و عليا و على حازم النونو الصغير.
فتحت عينها بصدمة و سألت: بجد و لا خدعة جديدة
دخلت بدلع و هي تمشي ببطئ: الوقفة غلط عليا.
قعدت على الكرسي و قالت: بجد طبعا ، جبت إختبار من الصيدلية ، لقيت إيجابية ،حبيت اتاكد عملت تحليل دم و بعتوا النتيجة على الواتس أنا حامل يا صبوحة.
تجمعت الدموع في عيونها قالت: أخيرا افرح بحفيدي ،مبروك يا نوار، أنا عندي إستعداد اعملك اللي أنتِ عايزاه قصاد الخبر ده.
: حازم.
كان ده طلبها ، جبت التلفيون و رنت عليها، كانت أمل في المطبخ و هو قاعد على السفرة، بص على التلفيون و مش عايز يرد بعد كم مره فتح الخط وقال  عصبيه: نعم.
قالت صباح بابتسامه :
مبروك يا حازم مبروك يا حبيبي نورا حامل،هتبقى اب. 
رد بذهول: ايه.
 قام وقف بصدمة و سأل  عدم تصديق: ده بجد أو خطة جديدة.
ردت بنفي: لا يا حبيبي حقيقية.
: يعني نوار  حامل بجد.
خرجت أمل من المطبخ على الجملة دي، كررت الجملة في عقلها اكتر من مرة علشان تاكد، همست لنفسها: نوار حامل.
وقع منها مج الشاي ،لف حازم بسرعة و بص لها و قبل ما يتكلم قالت هي. ووووووو
و للحديث بقية 
: نورا حامل. 
كان سؤال أمل لف ليها و قبل ما يتكلم ،قالت هي بابتسامة:
بجد نوار حامل.
عقد حاجبيه بتعجب و سأل : أنتِ كويسة صح. 
قفزت زي الاطفال  و قالت: طبعا كويسة جدا ، هتكون أب يا حازم.
بص لها باستغراب الحاله هنا كانت متغيره المفروض في موقف زي ده يكون النقيض ،  الست هي اللي تبقى زعلانه لان جوزها هيجيب طفل  من ست تانيه. 
واي حد مكان حازم كان هيبقى فرحان بعد سنين جواز اخيرا هيكون اب لكن حازم كان عكس كده حاسس بعد ما سمع الخبر  أن في  هم كبير على قلبه كأن حجر تقيل على صدره مش عارف يتنفس ،ازاي يكون عنده أبن  من ست ثانيه بسبب غلطه منه،  لما  سمع كلامهم أول مره،ولما صدقهم وراح عند صباح وقرب من نورا،  الطفل ده بالنسبه له غلطه مش هيقبل بيه. 
هي ليها راي تاني أخيرا حازم  هيكون أب وتقدر تتخلص من عقده الذنب اللي حاسه بيها لان حازم بسببها محروم يكون أب ،وكمان شافت إنها ممكن تعوض حرمان  الأمومة بابن حازم، هي ممكن تحب أي طفل في العالم أكتر من ابن جوزها و حبيبها، حتى لو كانت امه  نورا اللي بتعمل المستحيل عشان تفرق بينهم. 
بص لها بحزن قد ايه هي حنينة وطيبه، دي لو كانت أم هتبقى اعظم أم في العالم،مبسوطه و  فرحانة بطفل مش ابنها، أبن اللي كانت ضرتها.
شدها لحضنه و ضمها بقوه،مش  عارف ليه بيعمل كده، هل هي محتاجه تحس  بأمان دلوقتي؟ هل هي محتاجه تبكي أو  تضحك؟
حاسس أنه عايز يعمل كده، ضمها بقوة و كأنه عايز يعرف  هي محتاجة ايه دلوقتي ، و من خلال الحضن ده تأخذ اللي محتاجها،كلام في عقله مش مترتب ،تصرفات مش عارف معنها ،مش فاهم نفسه مش فاهمها، هي عايزه ايه؟؟
  لسه في حضنه، و يمشي أيده على شعرها بحنان ، و قال بنبرة حنونة:  بحبك يا أمل، بحبك أنتِ و مش عايز حاجة من الدنيا تاني.
ابتسمت بخجل و قالت: و أنا بحبك اوي يا حازم، مبروك يا حبيبي.
: مبروك على ايه؟
جت تبعد لكن ضمها اكتر، قالت باستغراب: مش عارف مبروك على ايه.
: لا مش عارف يا أمل، ممكن تبطلي كلام على الصبح يلا نفطر عشان امشي على الشغل. 
قال كده وبعد عنها وراح عند السفره وبدا يأكل،حطت ايديها في وسطها بتعجب و ذهول ، مشيت لحد عنده و سألت:
أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر.
مسك ايديها و قعدت  على الكرسي ،حط أكل في طبقها وقال بأمر : كلي يا  هانم عشان العلاج اللي بعد الاكل. 
مجرد ما قال  الجمله دي،ملامحها اتحولت للحزن،و زفرت بضيق و قالت:
انا تعبت بقى بقالي  سنين باخد العلاج   ولازم متابعه دايما انا هبطل العلاج. 
بص لها و يقول بهدوء:
نعم  ايه الجنان ده  أنتِ عارفة لازم نمشي علي العلاج ، عشان نتجنب اي مضاعفات،او  بعد الشر  المرض  يرجع تاني. 
زفرت بضيق من غير رد....
حاول يتملك أعصابه ، أكثر حاجه تضايقه لما تقول  نفس الجملتين دول كل  فتره للثانيه تقول كده،انها زهقت من العلاج وقررت توقف. 
حط أيده في الطبق أخذ معلقه سلطه، و قال بابتسامة:
 يلا يا اموله ، بسم الله افتحي بوقك. 
بصت بغضب وقالت: 
 أنا مش عيله صغيره، أنا هاكل، بس قررت اوقف  العلاج، شويه أنا تعبت. 
: حاضر ، يلا كلي. 
قالت  بصوت عالي : مش واكله مش جعانه هو بالعافيه، الاكل و النوم كل حاجة بمعاد، حتي  الاكل مش باكل اللي نفسي فيا، أنا تعبت كفاية. 
وصل لقمه غضبه، الخبر اللي سمعه  من شوية،  كفيل أنه يقلب يومه،  وتيجي أمل دلوقتي وتعمل فقرة الدلع بتاعتها، هي مش دلع، هي فقره زهق من روتين ط مرسومة  بالمسطره من اكل وشرب ونوم وكل حاجه بمواعيد وبنظام، كل فتره  تزهق بس هو دايما  يقدر يقنعك أنها لازم تكمل  ولكن هو دلوقتي معندوش طاقه. 
خبط على الترابيزه بغضب وقال: تصدقي أنا غلطان، أنتِ عيله صغيره لازم أقولك تعملي ايه وما تعمليش ايه براحتك، انا ماشي و سايب لك الدنيا كله، كلي  أو لا  خذي العلاج او لا براحتك.
قام من  مكانه وخرج من البيت بعصبيه بعد ما أخذ حاجته. 
أول ما باب  شقه اتقفل انفجرت من الدموع ، هي  مبسوطه أن نور حامل عشان خاطر حازم ،هو يستحق نكون أب يستاهل السعاده،وعندها إحساس أن الطفل ده هيعوضها هي كمان. 
بس جوة  قلبها حته الغيره غيرة  الحبيبه،أن يكون له أبن من واحدة تانية، خوفها ان العلاقه تكون قويه بينهم بسبب الطفل،هي مش مثاليه ولا تقدر تكون مثاليه مفيش ست بتحب تكون مثاليه، ازاي ست  بتحب تقبل أن جوزها يكون عنده طفل من ست تانية حتى لو التانية   هتعوضه عن حرمانه.
بعد ما خرج متعصب وقفل الباب بقوه وقف  قدام باب الشقه قلبه مش مطوعه ينزل ويسيبها زعلانه لانه كان حاسس ان في حاجه غلط ، ما  هي اكيد زعلانه لما تعرف خبر زي ده وكانت بتحاول قدامه تكون طبيعيه ومبسوطه علشان ميزعلش اللي هي مش عارفاه أن هو زعلان اكثر منها بالخبر ده وحاسس انه هم على قلبه،مستغرب نفسه ومستغربها. 
ازاي واحد في مكانه ما يفرحش انه هيبقى أب،  بس هو مش فرحان مش عارف يفرح كل اللي في قلبه وعقله هي.
 يبقى من امل يا اما بلاش. 
اخذ نفس عميق فتح الباب ودخل،كانت لسه قاعده مكانها وحطها رأسها  على ترابيزه السفره وتعيط راح ناحيتها ،مسك ايديها و قال:
قومي كلميني يا امل. 
شدت أيدها  منه بعصبيه وفضلت مكانها. 
شدها هو علشان تقوم،  و بص ليها و سأل: في ايه يا امل مالك زعلانه؟
مردتش علي سال تاني:أنتِ زعلانه مني؟
لسه ملتزمه الصمت و  مقرر أنها مش هترد ،لأن هي معندهش رد هو معملش حاجه علشان تزعل،موضوع العلاج هي عارفه أنه مرفوض بالنسبه له ان هي  تبطل العلاج..
حتى لما عرف حمل نورا بيان عليه انه زعلان ومش فرحان ، و كمان مفيش  كلمة قالها تزعلها أو تجرح قلبها  ،او يعمل زي اي حد في مكان يجري على نورا.
مسح دموعها بحنان وقلل بنبرة  حنونه: انا آسف يا حبيبتي انا زعلتك حقك عليا أني اتعصبت بس غصب عني لما  تستهتري بصحتك انا هزعل و هزعلك  ،حافظي  على صحتك مش عشان خاطرك علشان خاطري أنا،عارفه ان من غيرك مقدرش اعيش صح. 
بصت في عيونه من غير كلام. 
طبع قبلة  على جبينها، و قال بندم، هو شايف أنه غلطان في العصبية و خصوصا في الوقت ده:
حقك عليا يا اموله أنا آسف عندي إستعداد اعمل اي حاجه انت عايزها، بس بلاش تزعلي مني. 
ابتسمت ابتسامه بسيطه وقالت:: ربنا يبارك فيك يا حبيبي و يحفظ  عمرك و يرزقك  بالذريه الصالحه. 
بص عليها من غير كلام، قالت هي: حازم أنت طبيعي، بجد طبيعي ولا مجنون،أنت مش مستوعب، أن بعد  تسعة شهور أن شاء الله هتبقى أب، ازاي مش فرحان،  إذا كنت أنا فرحانه. 
باس راسها و أيدها و قال: انا ماشي يا أمل اتاخرت على الشركه عايزه حاجه 
وتحرك من قدامها لكن مسكت أيده وسالت: أنت رايح الشركه بجد؟
:ايوه بجد الوقت ده بكون فين.
=مش المفروض تروح تبارك ل نوار. 
بص لها نظره غضب و غيظ منها ومشي. 
بعد ما خرج من باب الشقه وقفل الباب  سالت نفسها :
معقول يروح فعلا عنده نورا بس مش عايز يزعلني، وأنا اعرف منين بقى لو راح او لا. 
حركت راسها بالرفض وقالت: وهو يكذب ليه لو كان عايز يروح كان قال. 
وصلت رساله على تليفونها  اخدت التلفيون ، كانت رساله من حازم  عباره عن فويس بيقول فيه: بعد أذنك يا هانم،نفطر وبعد الفطار ناخد العلاج و تصوري له كل حاجه لأجل التاكيد والتوثيق. 
ردد برساله مكتوبه :
مفيش ثقه خالص تاكيد وتوثيق.
 انهيت الرساله بالايموشن 🥹 
رد با ايموشن 👌👌.
كلمت نفسها: بيقول تمام،يعني مش واثق فيها ماشي. 
بعثت فويس : متخافش عليا أنا هفطر و أخد العلاج و عارفة أني بدلع عليك كتير بس أنت السبب ديما تدلعني أتحمل بقا، أنا آسفة و بحبك.
رد بفيوس: ادلع براحتك يا كبير  أنا مبسوط، بحبك يا امل حياتي، سلام يا قلبي.
خدت التلفيون في حضنها و هي تلف من السعادة، و رغم أن هي شهيتها ضعيفة، بسبب كلامه نفسها  اتفتحت على  الاكل و الدنيا كلها وصورت الفيديو وهي بتاكل وهي بتاخد العلاج....
أما نورا وصباح كانوا منتظرين،ان حازم اول ما يعرف الخبر يجري عليهم لكن ده محصلش مره اكثر من ساعتين و حتي من غير اتصال يبارك لك نوار.
سالت نورا:  في ايه يا خالتي حازم مش  جاي ولا ايه
ردت عليها : انا عارفه يا اختي ما انا مكلمه قدامك. 
قالت  بعصبيه : أكيد أمل رفضت يجي  يشوفني و  منكدة عليه دلوقتي.
ابتسمت صباح وقالت :زمانها غيرنا دلوقتي وهتولع منك خليها تموت بحسرتها
ضحكت  التانيه بشماته, وكأن الامر اجتهاد أو شطاره منها مش أن الحمل  بايد ربنا مش بايد حد:
يا خالتي لو من كتر غيظها تموت و نرتاح منها،وهو كده ميبقاش قدامه غيري أنا وابنه. 
نهت  الجملة و هي حط ايديها على بطنها.
: يارب يا اختي يسمع بقك ربنا،عارفه يا نورا أنا نفسي في ولد.
=أن شاء الله يا خالتي هيكون ولد عشان يبقى في ظهر حازم وحتى لو الثانيه دي كانت موجوده هو هيقدر يسحبوا لينا  ثاني ويرجعه عندنا.
: عندك حق ارن عليه اشوف  مجاش ليه. 
رنت عليه و  كالعادة  مش عايز يرد بعد كم مره رد بصوت بارد:  الو.
: ايه يا حازم تاخرت ليه؟
= في معاد بينا وأنا مش عارف.
: ميعاد ايه يا ابني، أنت بتكلمني بالطريقه دي انا امك وبعدين انت مش عارف أن نور حامل. 
=المطلوب؟
: تيجي تشوف مراتك 
=اولا هي طليقتي مش مراتي.
ثانياً اكيد أنت فاكره الجواز تم ازاي لما هددتيني بحياه مراتي اللي هي أمل ،و اوعي تكوني نسيتي الخطة اللي بسبها قربت من نوار،الجواز والحمل ده حصل بالخداع وأنا مش معترف بيه ولو فاكره أنك كده هراجع يبقى أنتِ بتحلمي ولحد دلوقتي مش عارفه دماغ ابنك ولا عارفه سعادة إبنك فين؟
انا سعادتي  مش في طفل سعادتي مع أمل ، الاطفال نعمة كبيره بس أنا سعادتي  الاكبر مع أمل وراضي ان ربنا مش كاتب لنا اطفال. 
وقفل السكه من غير سلام كانت صباح فاتحه من المايك ،سمعت نورا كل حرف وهي كتله من نار, قالت  بصوت عالي: يعني اعمل  ايه عشان يحبني اعمل ايه   عشان يقبل بي مش شايف الا هي و  هي متقدرش تخلف أنا أقدر.
قالت بهدوء:  اسمعيني يا نورا، العصبيه مش كويسة لازم تهدي عشان تحافظي على الجنين  وكده ولا كده هيفضل يهرب منك، بس عند الولادة هيكون امر واقع، ويفضل معانا احنا عشان خاطر ابنه  وحافظي على نفسك  الكام شهر دول .
أقتنعت  بكلام صباح و هديت محافظة على  الجنين.
قعدت  ولفت حواليها و سألت:
 هي البت  سماح فين؟  مبقتش ظاهرة خالص كده.
: عندك حق البنت دي متغيره اما أقوم اشوفها في الاوضه 
لسه صباح ماشية  ناحيه اوضه سماح لقيتها خارجه من الاوضه بس وشها باهت بيان على الضعف، خبطت على صدرها و قالت: مالك يا سماح أنتِ كويسه؟
حركت  راسها وقالت: ايوه يا ماما بخير.
سالت نورا :مالك يا سماح شكلك متغير ليه كده.
: مفيش حاجه ضغط بس من المذاكره أنا رايحه الجامعه يا ماما. 
=ماشي يا حبيبتي مع السلامه.
خرجت سماح وهي مقررة تقابل  شهاب عشان تحكي له اللي حصل. 
بعد شويه وصلت الشقه كانت واقفه قدمه و هو قاعد على  الكرسي ، اتكلم وقال: 
ايه يا سماح قولتي  نتقابل قبل الجامعه ليه. 
فركت  ايديها بتوتر وقالت :
عايزه اقولك  حاجه مهمة يا شهاب.
=قولي.
نزلت دموعها وقالت:
 أنت عارف أن  أنا كنت عامله حسابي كويس بس حصل حاجه غصب عني واحنا لازم نصرف أنا حامل.
قام من مكانه و سأل بعصبية:
 بتقول ايه؟استني كده مين احنا، مفيش  احنا في أنتِ، أنا طلبت منك تخلي بالك واتفقت معاكي أن احنا في فتره اختبار اي حاجه تحصل أنتِ اللي تتحملي لانك وافقتي.
قالت بدموع :غصب عني صدقني حتى امبارح روحت مع هايدي مكان علشان اعمل عملية إجهاض بس خفت و مقتدرش اعمل كده.
صرخ بصوت عالي: ما فيش حاجه اسمها غصب عني اللي عندي قلته وكان الاتفاق بينا واضح, أنا مليش فيه خلصي نفسك بنفسك،يلا عشان خارج.
:طيب روح أنت الجامعه أنا مش هروح النهارده، سيبني قاعده شويه لو رجعت البيت  كده يشكوا فيا.
=ده عشان قلبي طيب بس هسيبك هنا وفكري ازاي تخلصي  نفسك ،  وخدي حاجتك اللي  هنا ،لاني  قررت انهي العلاقة  بعد الفتره دي  شفت  احنا منفعش لبعض ولو اتجوزنا نتطلق.
سالت بصدمه: أنت بتقول ايه يا شهاب جاي تعمل كده دلوقتي  بدل ما تقف جنبي احنا بقى لنا سنتين مع بعض.
=السنتين دول الاتفاق بينك وبيني فتره إختبار مكانتش علاقه رسميه ولا جواز ،كنا متفقين  على المساكنه محدش ضحك عليكي يا حبيبتي ،كله بمزاجك.
نزلت عند رجله و قالت برجاء: أنا عارفة أني غلطانة ، و الاتفاق بينا كان واضحاً ،بس علشان خاطري أستر عليا، أنا كنت شايفة أن الموضوع عادي و مش فارق معي حاجة ،بس لما حصل الحمل حست برعب و خوف، اتجوزني كام شهر و نتطلق
زقها بعيد و خرج من الشقة 
و هي مشيت من الشقة بحسرة و خيبة.
مر اسبوعين و سماح قاعده في اوضتها مبتخرجش ومحدش واخد باله منها، لان نورا وصباح مشغولين بتجهيز حاجات البيبي قبل ما يجي.
عماد و سلسبيل بحكم أنهما شغالين في مكان واحد بقى يومياً يتقابله مره الصبح  في الشركه ومره بالليل لانه  لازم يروح في نفس الميعاد اللي هي بتروح فيه وهي بتعمل نفس العاده انها قاعده قدام البحر وبتعيط ولكن حاسه بسعاده بوجود عماد جنبها وهو كمان حاسس أن  قلبه دق ليها.
حازم وامل حياتهم زي ما هي هديه مستقر وحازم ولا مره راح ل نورا أو حتى أتصل بيها
  امل كانت في صراع مع نفسها، 
 مرة  تقول المفروض أطلب من حازم   يكون جنب نورا  في الفتره.
 و مرة تقول لا مش أطلب كده لانه حبيبي و من حقي حتي لو أنانية مني.
وفعلا كانت مش بتطلب منه يروح لنور بل وكانت بتعمل المستحيل عشان يكون مبسوط كاي  ست عايزة  تمنعه من زياره بيت مراته القديمة.
عماد شبه منقطع عن التواصل مع عائلته.
و حازم مقاطعتهم تمام 
اما بسمة حالتها  الجسدية  استقرت لكن النفسيه لا.
كان  ميعاد الجلسه بتاعتها وكالعاده هي صامته كانت راجعه مع باباها في العربيه و فجاه شاورت أنه يقف، سألها: 
نعم يا بوسي.
شاورت على النيل ،فهم أنها عايزة تقعد على النيل.
نزل من العربيه ،لف الناحيه الثانيه فتح لها الباب ومسك ايديها و نزلها.. 
مشي معها  قعدت قدام النيل  بصت له ،فهم  أنها عايزه تقعد لوحدها .
بعد عنها شوية و يبص عليها.
 بدأت تفتكر كل ذكرياتها مع امها و أخوها كانوا دايما يجوا هنا مع بعض.
وهنا انفجرت من العياط،  وأخيرا بعد وقت طويل عرفت تعيط وتخرج اللي جواها لما تخيلت شكل امها قدامها وهي تضحك. 
كان بيبص عليها وحزين بس في نفس الوقت بيقول الحمد لله انها بدات تخرج  اللي جوها. 
أما أمل كانت  نازله من العماره عشان تجيب طلبات للبيت وهي خارجه من باب العماره  ،كان طفل من اطفال العماره داخل من بره يجري ،خبط فيها وقع على الارض،مدت  ايديها و قومته  وسالت:
أنت بخير يا حبيبي مش تخلي بالك.
قبل ما الطفل يرد و كان يعتذر لانه غلطان، جت أمه  اللي كانت ماشية وراءه و شافت اللي حصل ، و قالت بعصبية: هو اللي يخلي باله و ل أنتِ يا أمل.
ردت بهدوء: أنا آسفة يا ام حمزة ،بس هو كان يجري بسرعة، الحمد لله عدت على خير و هو كويس.
صرخت بصوت عالي: خير فين الخير و ابني وقع على الأرض بسببك.
شاورت على نفسها وقالت: بسببي أنا ،أنا خارجه من العماره وهو جاي جري وأكيد انت شايفة اللي حصل، و  الحمد لله أنه بخير.
صاحت بغضب أكتر ، كانت عصبيتها غير مبررة: 
ايه يا أمل هو عشان أنت مش بتخلفي  و معندكيش زيه،عايزه تخلصي على العيال العماره عشان يبقى الكل زيك محروم،ايه الغل  اللي في قلبك ده،عشان كده اللي زيك عمرها ما تشوف ظفرهم. 
اتلم الجيران والكل بقى يحاول يهدي أم الولد  ويلومها على كلامها ل أمل...
هي واقفه بصمت و ذهول  تحاول تمنع دموعها  مش عارفه هي  عملت ايه؟ مش هي اللي غلطانه الطفل اللي غلطان مع ذلك اتكلمت معهم  بذوق 
مشيت من قدامهم قبل ما تنهار وتبكي كل كلمه كانت زي سكينه في قلبها،مشيت شويه وهي بتعيط في الشارع لحد ما وصلت للنيل ، لأن بيتها قريبة من النيل.
قعدت جنب بسمة و انفجرت هي كمان من العياط.
بص  طارق ابو بسمه على امل بحزن لان حالتها كانت تصعب على اي حد، لأن ده مش عياط عادي،كانها بتقول للكل انا مليش ذنب في كل ده.
سكت أمل للحظه لما سمعت صوت بكاء بصيت جنبها، اتفاجات أنها بسمة،
  مسحت دموعها سألت:أنتِ، بتعملي ايه هنا لوحدك؟  بتعيطي ليه يا حلوة؟ في بنت جميلة زيك كده حزينة؟
سكتت  البنت دقيقه و بصت ل أمل كانها بتقول لها حتى أنتِ  بتعيطي.....
 لحظه صمت من الاثنين ثم انفجروا الاثنين من العياط، كل واحده فيهم تبكي على وجعها..
رغم  اختلاف الاعمار بينهم ، جمعهم  الوجع و الحزن و الفقدان.
نزلت دموعه  و هو يبص على بنته و رغم مش عارفه ليه البنت اللي جنبها تعيط لكن حزنا عليها..
 سماح كانت شبه ميته خلاص مبقاش في حياة  لازم تحاول تتكلم معه، خبطت الباب لانه خد المفتاح منها لما نهى العلاقه وقال لها أن التجربه فشلت و احنا مش لبعض.
فتح الباب بعصبيه سأل  :عايزه ايه يا سماح جاية  ليه  تاني؟؟؟
عايزه أتكلم معك، لو سمحت اسمعني.
دخل وهي وراه وبيقول: مش عايزه أسمع كلام ملوش لازمه او سمعته قبل كده ،انا نهيت كل حاجه.
نزلت دموع بحزن وقالت:
 أنا عارفه أن أنا غلطانه،
 مكنتش عارفة حجم الغلط اللي بعمله ، كنت عايشة في بحر ذنوب و معمي على قلبي و عيني، و دلوقتي ندمت بعد فوات الاوان ،خليك جنبي لو سمحت ساعدني.
خد علبة السجائر و دخل البلكونة و ولع سيجارة و قال: خلصت كلام انا معنديش كلام اقوله ولا عندي كلام أرد عليه  بكلامك ده فلو سمحتي خلاص كده كانت فتره حلوه وعدت.
 دخلت البلكونه وراه كان واقف وسند  ظهره على الحيطه وقفت قدمه و قالت : بلاش تعمل فيا كده، أنا اخواتي لو عرفوا ممكن يقتلو،ني.
رد ببرود : الصراحة عندهم حق، و أنا عمري ما تجوز واحدة زيك ، أنتِ عبيطة في واحد يتجوز واحدة قبلت بالز،،نا تحت مسمي جديد و كده يبقي كيوت ، يا حبيبتي احنا بنزين القبيح و نحطه في قالب  حلو، نحلل الحر،ام علشان نرضي شهو،،،اتنا ، أنا و أنتِ عارفين أن المساكنة حر،،ام ،و نضحك على نفسنا، الموضوع ده مفيد للشباب اللي زيي ليه بقى يا سموحة ، عشان خاطر كنا زمان نضحك عليكم بورقة،لكن دلوقتي بقت سهله تعالوا يا حلوين نقلد الغرب ما احنا شايفين أن  الغرب متحضر واحسن مننا بكتير واللي ميعملش كده يبقى متخلف وراجعي ،وانتم تكونوا عايزين كده و مبسوطين كمان.
كل كلمه قالها شهاب كانت صح والغريبه انا عارف ده كله ولسه مكمل في الحرا،م ما هو الشيطان مسيطر عليه وعلى اللي زيه ،كمان مسيطر على سماح واللي زيها هي فاقت دلوقتي لما لقت انها غرست في الطين ،ما هي غرزه من زمان في الطين، و طالما خدنا حاجة من الغرب ناخد الكل، ليه هي متعملش زيهم و تجيب الطفل و تعترف أنه طفل غير شرعي هم عندهم الامور دي عاديه  خالص وبيتم عندهم التسجيل برده.
 لكن الحمد لله 
على نعمه الاسلام واننا عايشين في دوله عربيه فيها عادات  وتقاليد وفيها ناس لسه عارفه الحلال والحرام وتمشي بيهم . 
وطت على رجله  لثاني مرة، و بضعف و ذل: أنا مستعدة اعمل اي حاجه بس اتجوزني لو يوم واحد ،ننزل دلوقتي نكتب الكتاب و طلقني في نفس اليوم.
: قومي  يا سماح.
قامت بسرعه فكرت انه وافق مسك ايديها وبيشدها لبر  وهو بيقول: اطلعي بره.
مسكت في سور البلكونه و تصرخ:   لا لا حرام عليك استر عليا  حرام عليك.
هو يشد فيها بقوه وهي ماسكه في سور  البلكونه بقوه  لما زهق  منها ساب أيده ، علشان يختل توازنها  و تقع من  البلكونه....
و للحديث بقية 
وقعت سماح من الدور الرابع اتلم عليها الناس، بص البواب لفوق،كان شهاب واقف مكانه مصدوم ، بيبص عليها مش عارف يتحرك،صرخ البواب:
  شهاب قتل  الست سماح مراته.
الجيران عارفين ان سماح و شهاب متزوجين.
كانت سماح فاقدة  الوعي   و الدم  مغرق الدنيا.
طلب واحد من الجيران الاسعاف والشرطه. 
 صباح ونورا في الشقه اللي فوق يجهزوا اوضه للطفل قبل ما يجي هم شايفين أن كده انتصروا  على امل.
عماد  في الشركه راح مكتب سلسبيل اللي بتشتغل في العلاقات العامه قعد قدامها وقال :
أنا عايزه أعرف حكايتك يا سلسبيل مع البحر. 
 تنهدت  بحزن ثم قالت:
بلاش يا عماد موضوع صعب مش عايزه اتكلم فيه. 
: أنا من يوم ما شفتك أول مره و أنتِ سرقتي  تفكيري ،عندي فضول أعرف حكايتك ،مكنتش عارف أن الفضول ده اخره حاجه تانيه. 
هي مش فاهمه هو قصده ايه ،سالت بعدم فهم:
 قصدك ايه؟
أخذ نفس عميق و قال: تجوزني.
فتحت عينها و فمها بصدمة و بتقول: بالسرعة دي.
أبتسم و قال: من اول يوم و أنا قلبي مشغول..
اتكلمت بهدوء: لا يا عماد بدري اوي الكلام ده.
: احنا مش هنتجوز على طول ،اكيد في فترة تعارف.
كان قصده فترة الخطوبة، أما هي فهمت غلط، قامت من على المكتب و قالت: اطلع برة ، أنت فاكرني بتاعت  الصحوبية و نحب بعض و كده و بعدين نفكر في الارتباط ،برة يا حيو،ان.
قام بعصبية و قال: أنتِ مجنونة ،أنا اقصد فترة الخطوبة.
قالت بصوت عالي: و أنا مش موافقة.
رد بصوت عالي: احسن برضو، واحدة مأجرة  عقلها لحد تاني.
انفجرت من الضحك و قالت: حلوة ماجرة عقلي دي.
أبتسم بسخرية و قال: مفيش احلى منك.
كان خارج من مكتبها ،قالت بسرعة: مش عايز تعرف حكايتي مع البحر.
بص لها و قال: عايز.
: خالص نفس المكان و يكون البحر شاهد علينا.
ابتسم و خرج من المكتب و هو يرسم أحلامه و يتخيل عش الزوجي معها...
قرر يطلب أيدها مرة تانية النهاردة و لو وافقت يطلب من  حازم و أمه  يجوا و يتقدموا رسمي لها....
أما أمل كانت لسه تبكي و هي بسمة، مر وقت طويل و هما يبكوا.
مسحت دموعها و قالت: كفاية يا حبيبتي بقا، أنا اللي فيا مكفيني و مش ناقصة نكد.
سألت بسمة  بدموع: أنتِ زعلانة ليه؟
اتصدم طارق أن اخير بسمة اتكلمت، لكن قرر عدم الاقتراب منهم.
قالت أمل : قولي أنتِ الأول.
حست بسمة بالراحة مع أمل و أنها تتخلص من صمتها.
بدأت تحكي ليها اللي حصل.
مدت أنا  ايدها و مسحت دموع بسمة  و قالت بنبرة حنونة:
بصي يا بسمة احنا متفقين أنك غلطانة صح.
حركت رأسها بالموافقة ، كملت : 
بس يا حبيبتي أنتِ طفلة و القانون مش يعاقب الاطفال، و الله أعلم ربنا يسامحك لأنك لسه صغيرة ،بس ده مش يمنع غلطك الكبير أنك تقلدي كل حاجة بدون تفكير ، لازم تحاولي تكوني كويسة علشان خاطر مامتك تكون مبسوطة منك، و اتكلمي مع اصحابك أن الموضوع ده خطر من غير ما تقولي تجربتك لأن في أطفال مش كويسين ممكن يتنمروا عليكي.
كانت تسمع الكلام و حاسة براحة كبيرة، مسكت أيدها و قالت: أنا مبسوطة اوي بكلامك.
ابتسمت بحب و قالت: حبيت قلبي أنتِ ،اصلا من اول يوم  شوفتك و أنتِ شغالة بالي.
: أنتِ شفتني فين.
= في المستشفى.
: و أنتِ  زعلانة ليه .
= علشان نفسي يكون عندي بنوتة زيك....
: و ليه مش عندك.
= ربنا عايز كده، المهم يا بسمة لازم تكملي جلسات مع الدكتورة علشان تساعدك.
: حاضر، مش هنتقابل تاني.
= طبعا نتقابل ،انا بتعالج عن نفس الدكتورة.
: أنتِ كمان ليه بقا؟
= مش قولتلك علشان  معنديش  عندي بنوتة زيك.
بسمة مش فاهمة اوي ،لكن قالت بعفوية، لأنها حست براحة نفسية مع امل: 
 طالما مفيش عندك بنوتة زي، اعتبرني بنتك.
جملة بسيطة منها، لكن مش بسيطة على أمل، الجملة هزت كيانها، ذرفت الدموع و هي تقول: بنتي، أنتِ بنتي.
بايد صغير و حنونة مسحت دموعها و قالت: 
أيوة بطلي عياط بقا.. 
مسكت أمل أيدها و باستها.
أول لقاء و أول حديث بينهم ، غريب يكون كده، و كان فضل الله عظيماً.
بسمة ظهرت دلوقتي علشان تبرد قلب أمل المحروق من كلام جارتها.
و أمل عوضتها عن شوقها ل أمها في الوقت ده.
هما عوض لبعض.
كل ده طارق واقف يسمع الحديث بصمت دون تتدخل.
: صحيح أنتِ هنا لوحدك ازاي.
شاروت على طارق و قالت: مع بابا.
مسحت دموعها بحرج و قالت بصوت واطي : مش كنتي تقولي أنه هنا.
: ليه  يعني.
قرب طارق عليهم و قال: أنا بشكرك يا مدام ، بسمة كانت رافضة الكلام و الحياة كلها، شكرا ليكي .
= العفو أنا معملتش حاجة.
/لا ازاي بسب حضرتك اتكلمت بعد صمت شهور..
= الوضع صعب ، ربنا معها، بس هي وعدتني تكمل الجلسات.
بصوا الاتنين على بسمة اللي حركت رأسها بالموافقة.
مر بائع بطاطا ،قالت بسمة: عايزة بطاطا يا بابي.
فرحته كبيرة أن أخير سمع صوتها و مش بس كده ،صوتها فرحان و سعيد.
/ حاضر يا قلب بابا.
قالت بسمة : و هات ل 
و سكتت و سألت : هو أنتِ اسمك ايه ، و ازاي عرفتي اسمي.
اتكلمت بتأثر: بعد كل ده مش عارفه اسمي، اخس عليكي ، عرفت أسمك من العيادة ،و أنا أسمي أمل.
مدت ايدها و قالت بالانجليزيه: 
Hello, I'm Basma
مرحبا أنا بسمة..
مدت أيدها بابتسامة و قالت: 
و أنا أمل ، و على فكرة بعرف اتكلم انجليزي.
قالت بغرور: و أنا كمان.
ضحك طارق عليهم و مشي يجيب بطاطا....
الاسعاف خدت سماح على المستشفي 
و الشرطة خدت  شهاب على القسم.
و هما يسألوا ليه قتل مراته ،اعترف بكل حاجه عن علاقتهم و اللي حصل..... 
تليفونها يرن و هي متجاهلة ، قالت بابتسامة : حفيدي هيحب الاوضة دي اوي.
ابتسمت نورا و قالت: طبعا من عمايل ايدينا، هو ده اللي يحرق قلب أمل و يجيب حازم غصب عنها.
: مستنية اليوم ده بفارغ الصبر.
= ردي على التلفيون مش مبطل رن.
خدته بزهق و فتحت الخط: الو
/ بكلم حضرتك من المستشفى ،علشان بنتك عملت حادثة.
سألت بعدم فهم: بنتي مين؟
/ سماح.
هنا صرخت و قالت: سماح بنتي ،ايه اللي حصل، اتكلم مالها ،أنطق.
قالت نورا : اهدي يا خالتي.
خدت منها التلفيون و خدت عنوان المستشفى.
= يلا يا خالتي.
: استني رني على حازم يروح على هناك.
رنت و كالعادة مش بيرد.
زفرت بضيق و قالت: مش بيرد.
: رني على أمل 
بصت لها باستغراب ، شدت التلفيون من ايدها: مش وقت استغرب البيه مش بيرد عليا.
كانت أمل مع بسمة ياكلوا بطاطا و طارق واقف بعيد، رن تليفونها برقم صباح، قالت لنفسها:
 اكيد عايزة تقولي أن نورا حامل علشان اضايق ، بس مش مهم حازم عندي بالدنيا.
فتحت الخط، و اتكلمت بهدوء: الو.
اتكلمت صباح بذعر: الحقني يا أمل سماح عملت حادثة في المستشفى ، و حازم مش بيرد عليا.
قامت من مكانها بخوف و سألت: مستشفى ايه؟
قالت لها و قفلت و رنت على حازم، اللي رد من اول رنة: 
أيوة يا حبيبتي.
قالت بصوت عالي: حازم طنط صباح بتقول سماح عملت حادثة و في المستشفى.
ابتسم بسخرية وقال:
 دي خطه منهم كالعاده،لما انا مردتش  عليهم اتصلوا عليكي.
: لا يا حازم  صوتها  بيان عليها الخوف.
=بقولك كدب  اهدي بس.
: تمام خذ أسم المستشفى أتصل عليهم ،واعرف إذا كان في مريضة عندهم اسمها سامح او لا.
=اعمل كده عشان خاطرك وأنا متاكد انها خطة منهم. 
: ارجع كلمني تاني. 
=حاضر. 
قفلت معه، سألت بسمة: في ايه؟
: ما فيش حاجه،بس أنا لازم امشي دلوقتي.
سالت سريعا:  نتقابل تاني 
ابتسمت وقالت: طبعا.
اتحركت بسمه وامل في اتجاه طارق اللي سال  :
ممكن اوصل حضرتك.
ردت بابتسامه: شكرا ليك.
وضعت قبلة على جبين بسمة و مشيت في اتجاة البيت.
و مشيت بسمة مع طارق و هي في حالة تانية خالص.
قبل ما توصل البيت رن حازم وقال لها أن  فعلا سماح عامله حادثة وهو في طريقه للمستشفى قالت له انها كمان هتيجي. 
في الطريق رن حازم على عماد  اللي أول معرف الخبر ساب الشركه  علشان يسافر  القاهره من غير ما يبلغ سلسبيل أو يعتذر عن المعاد.
كانت نورا وصباح خروج من البيت متجهين المستشفى في نفس الوقت اللي حازم فيه  على طريق المستشفى وامل كمان. 
وصلت نورا وصباح الاول سألوا  في الاستقبال عرفوا انها في غرفه العمليات متوقعين انها حادثه بسيطة.
كانت صباح زي التايهه ماسكه في أيد نورا زي العيله الصغيره تفكيرها مشتت ، خايفه على بنتها لحد ما وصلت مكان اوضه العمليات ،لقت ممرضه خرجت سالتها بلهفة و خوف:
 بنتي عاملة ؟
ردت و هي ماشية : خير ان شاء الله. 
قالت نورا : اهدي يا خالتي ان شاء الله خير 
قالت : يارب يستر 
وصل حازم سال بخوف: 
سماح عامله ايه؟
ردت صباح بدموع : مش عارفة أنا خائفة عليها.
قربت منه علشان تحضنه و خائفة من ردة فعلها، قرب هو كمان و باس راسها و قال:
أن شاء الله خير..
كانت نورا مش واخده بالها من المكان اللي واقفه فيه، أنها في مستشفى وسماح  مش عارفين عنها حاجه، كانت بتبص عليه وعيونها بتضحك و مشتاقه ليه.
قالت بنبرة هادئة: أزيك يا حازم عامل ايه ؟
و كأنه مش شايفها أو سمعها مردش عليها ، قالت بدلع: ايه يا حازم مش ترد على أم ابنك.
كانت وصلت أمل في الوقت ده مجرد ما سمعت جمله أم إبنك تأكدت  أن العلاقه بين حازم ونورا،عمرها ما هتتقطع وهتفضل دايما بينهم علاقه عشان  عشان خاطر ابنهم.
مشيت خطوات بسيطه لحد ما وصلت عندهم،  محدش  خد باله انها موجوده قالت بهدوء:
 الف سلامه عليها طنط  أن شاء الله تعدي على خير.
الكل انتبه على صوتها، نظرات نورا ليها كانت كلها غيره وحقد وغضب.
بعدت  صباح عن حازم وقالت: 
جاية ليه يا  أمل ؟عايزه تشماتي فينا ايه اللي جابك؟
ردت بنبرة هادئة و هي مقررة تكون هادئة علشان الوضع صعب:
حاشا لله الشماته مش من طبعي أنا جاي اطمن على  أخت جوزي.
زعقت  صباح :واحنا مش عايزينك يا امل، و مش  عايزين نشوفك, العلاقه بيننا مقطوعه من يوم الجواز او أقصد أنك   سرقتي ابني مننا...
كانت نوار مبسوطة بكلام صباح مع امل، كانت نفسها تسمعها كلام جارح بس خافت من حازم.
 زفر بضيق و قال: استغفر الله العظيم يارب ،هو ده وقته   أمل جاية تعمل الواجب علشاني مش عايزه أسمع  صوت حد، خلينا نفكر في اللي جوه وادعي لها بدل ما أنت  تحدفي سم من بوقك.
جت تتكلم قالت نورا بهدوء : خلاص يا خالتي احنا في مستشفى.
وبصت على امل وقالت:
 نورتي يا امل.
رد هو: هي كده كده منوره خليكي في حالك ، هي مش بيتك عشان تعزمي بقلب  جامد كده. 
اتحرك ناحيتها بعد كلامه خله صباح و نوار يولعوا من حبه الزيادة ليها 
باس راسها و قال بهدوء: متزعليش يا حبيبتي.
ردت عليها: مش زعلانه أنا فعلا كنت جاية اطمن على سماح  مش قصدي حاجه تانيه.
حضن أيدها بحب و قال: أنا عارف. 
كانت  نورا تبص عليهم وهي هتتجنن من حبه الزيادة لها.
وصباح المفروض تبقى تفكر في بنتها دلوقتي،لكن   عينيها بتطلع نار عليهم الاثنين لو النظرات بتحرق كانت حرقت حازم وامل. 
بعد شويه خرج الدكتور،وسال من المسؤول عن الحاله قرب حازم
 وقال: أنا 
مد الدكتور ايده  بورقه وقال: امضي  الإقرار ده.
أخذ حازم الورقه وكان هيمضي ولكن سال : إقرار ايه حضرتك.
: عمليه استئصال الرحم. 
لحظات ذهول  وصمت على  الجميع.
أما أمل مجرد ما سمعت الجملة دي افتكرت كل حاجه عن مرضها و وكل التفاصيل اللي بتحاول تنساها لكن مش عارفه. 
سال حازم  بعدم فهم: انا مش فاهم حاجه ليه تعمل العمليه دي؟
رد الدكتور الرد اللي كسرهم كلهم: 
لانها اجهضت وحصل لها نزيف حاد، بسبب الوقعه من دور عالي وحفظا على حياتها لازم استئصال الرحم.
صدمه و راء  صدمه،  ومش فاهمين حاجه كأنهم  في فيلم او خيال كل واحد فيهم بيسال نفسه مين اللي حامل؟اجهاض،وقعت من دور عالي ازاي؟
قربت صباح من الدكتور وقالت: براحه كده يا ابني فهمني الموضوع مين اللي حامل؟
: المريضه. 
قالت نوار : يبقى أنت اكيد قصدك  حد تاني ، مش سماح. 
: المريضه تبعكم إسمها سماح،ولو عايزين كل بياناتها أكيد هتلاقوها في الاستقبال، حاليا  الوقت مش في صالحها، امضي على الاقرار حضرتك.
كان حاسس انه ضايع تايه تايه و مش عارف يعمل ايه؟
حطت أمل  ايدها على كتفه وقالت: امضي يا حازم خليهم ينفذوا حياتها.
صرخت  صباح:
 لو بنتي باعت شرفها خليها تموت يا  دكتور ،أنا اللي بقولك،لو هي فرطت في نفسها سابها تموت..
بص  حازم لامه نظرة  غضب ولوم وعتاب، و مضي على الإقرار..
و دخل  الدكتور يكمل العملية.
وقف حازم قدام صباح وسال: كل ده حصل ازاي و امت كنت فين ؟ هي ازاي حامل ؟
قبل ما ترد، وصل الظابط اللي حقق في الموضوع و قال: حضرتك أخو المجني عليها.
بص  حازم له وقال:
 مجني عليها.
رد الظابط عليه :  أنا احكي  لك كل حاجه عن اللي حصل ل اختك  سماح..
الظابط حكي لهم كل حاجه من بدايه تلقي البلاغ لحد  أنه عارف من شهاب كل الحقيقه. 
سوء صباح او نورا او حازم او امل يسمعوا الكلام بذهول و بصدمه ازاي وصلت لكده.
قال الظابط: بعد التحقيق مع شهاب وسؤال الشهود ومراجعه الكاميرات الشهود اكدت أنهم متزوجين و علاقتهم   كانت كويسه و ده الكلام اللي قالوا شهاب و سماح للجيران،و كاميرات  المراقبه اثبتت ان القتل كان خطا، وشهاب محاولش يقتلها يعني هو لو اخذ عقوبه هتكون من ست شهور او سنة بالكتير وغرامة  200 جنيه ولو محامي شاطر هيطلعوا منها براءه لانهم هو محاولش يقتلها و هي وقعت بالخطأ..
حط ايد على راسه وقال بتعب:  الكلام ده بجد ،أنت عايز تقول أني  اختي  كانت عايشه مع واحدة  مساكنة.
سالت صباح اللي مش  فاهمه حاجة : 
يعني ايه مساكنة.
صرخ في وجهها وهو بيقول: يعني ز،نا، ز،نا يا ماما، بس باسم جديد،  بنتك عايشة  في الحرام مع واحد على  أنهم متجوزين وحملت منه.
حطيت ايديها على ودنها وقالت:
 اخرس،  أختك لا  يمكن تعمل كده بنتي لا يمكن تعمل كده.
أبتسم بسخريه وقال:
  بصي حواليكي شوفي احنا واقفين فين ؟
 الدكتور لسه قايل ايه.
  الظابط بيقول ايه،بصي لنفسك بالمره شوفي أنت علمت في بنتك ايه،  مشغوله بحاجات تانيه على أنك تعليمها الصح من الغلط.
ضربته على صدره بعنف و قالت: بتعمل كده ليه بتقول على اختك الكلام الكذب ده ليه ،علشان أمل، عشان عايز سماح   زي أمل اللي مستحيل تخلف، عايزة  اختك زيها، انطق تعمل كده ليه..
أمل ونورا  الاثنين واقفين مصدومين ، خايفين يتدخلوا في الكلام .
 الظابط قرر الانسحاب،لما عرف أن سماح ما تقدرش تتكلم حاليا
مسكت  أمل أيد حازم وقالت: حازم اهدي مش وقته الكلام ، نطمن الاول على سماح.
صرخ بغضب: نطمن عليها،  يا رب تموت ونخلص منها و  من عارها.
=علشان خاطري كفايه  احنا في مستشفى. 
خدت امل حازم و قعدوا  بعيد شويه،و نوار رحت ل صباح اللي قعدت على أول كرسي.
: براحة على نفسك يا خالتي.
بصت لها وقالت: الكلام ده كذب يا نوار صح.
سكتت نورا ،كملت صباح: سماح عمرها ما تعمل كده.
طبطبت على كتفها من غير كلام. 
كان بيمر الوقت بصعوبة عليهم، و على عماد اللي نفسه يطير علشان يوصل.
و هما في الحالة دي، كانت الناس تنهش في عرضهم و شرفهم.
انتشرت الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي.
علشان تكون سماح وشهاب حديث الساعة
الخبر كان في البداية أن زوج حاول قتل زوجته و بعد اعترافات شهاب، الكلام اتحول عن شاب و شابة يعيشون معنا بدون زواج تحت مسمى المساكنة و حقيقة الأمر هي الز،نا.
بعد مرور وقت خرج الدكتور و قال بتعب: الحمد لله تم إنقاذ المريضة بس الحالة صعبة.
همس حازم بصوت مسموع: الموت كان اهون ليها.
ضغطت على أيده و هي حاسة بحالته الصعبة.
سألت نوار: ممكن نشوفها.
: للاسف الحالة صعبة و احتمال حدوث مضاعفات
أخذ نفس و مش عارف ازاي يبلغهم القرار.
كانوا عيونهم على الدكتور اللي واضح أنه شايل كلام كتير  ، و أخذ نفس عميق و قال: 
و للحديث بقية 
: للاسف هي وشها مشو،ه تماما. 
جمله قالها الدكتور خليتهم يتصدموا اكثر ما هما مصدومين
سألت نورا: وشها مشو،ه ليه يا دكتور وازاي؟
: هي وقعت من الدور الرابع لما وقعت، وقعت على وشها فا  اصيب بتشو،هات حادة  وغريبه  في نفس الوقت لان الارض مفيش عليها ازاز  او مادة تعمل كده، التفسير الوحيد ان الوقعه كانت قوية.
 صباح رافضة  تصدق كل اللي بتسمعه،  حاسه ان كل ده كدب  ولسه شايفه أن أمل سبب كل مشاكل حياتهم، قالت بنبرة هاديه:
 أنت كداب أنت خارج دلوقتي وبتقول أن بنتي  وشها  مشوه،ومبقتش جميلة،ومن شويه بتقول أن هي خسرت الجنين وخسرت الرحم وهي اصلا مش متجوزه، قولي  مين  طلب منك تعمل كده ؟ أمل  صح،عايزه تنتقم من بنتي ومني علشان احنا كنا رافضين أنها تكون مرات حازم،علشان هي محرومه من الامومة.
استغربت امل، ليه صباح مدخلها في كل حاجة،عايزه تطلعها شريره وخلاص.
زفر  بضيق وقال: شكرا يا دكتور، كنت اشكرك أكتر لو كنت خرجت دلوقتي وقلت  أنها ماتت.
مشي الدكتور و هو مقدر حالتهم ...
بصت  صباح  لحازم وقالت:
 نفسك اختك تموت عشان خاطر مراتك تنبسط.
هز راسه بالرفض وقال:
 أنا نفسي أعرف هي مراتي  عملت معاكي  ايه ،عشان تبقي كارهها كده ، أنت مش مستوعبه اللي احنا فيه أنت شايفه المصيبه اللي احنا فيها ولا لسه عامية.
رفعت ايديها لاول مره  ضربته بالقلم ، و هي تصرخ:
يا قليل الادب تصدق   أنت  متربيتش عشان تغلط في أمك وتشتمها..
وصل عماد  في الوقت ده، جري عليهم ، وسال بخوف :في ايه؟
محدش رد عليه كان حازم حط ايده مكان القلم و يبص على صباح بغضب
اما نورا خدت خالتها و بعدت عنها وهي بتلوم عليها ازاي تعمل كده في حازم.
وأمل بتلوم نفسها انها جت  وانها السبب في كل اللي بيحصل بين حازم و صباح.
وقف عماد قدم حازم وسال :
حد يرد عليا في ايه؟
حازم  كان  مصدوم  هي ازاي تقدر تعمل كده.
قعدت  صباح ونورا جنبها وقالت بعتاب :
 غلط يا خالتي  اللي أنتِ عملتيه ده. 
بصت  ناحيه حازم وقالت:
 يستاهل هو السبب عشان يغلط في أمه وأخته عشان خاطر مراته.
صاح بنبرة حادة: بطلي تجيبي سيرة مراتي.
و كان ماشي في اتجاهه ، مسكت أيده و قالت بدموع:
عشان خاطري يا حازم اهدي وكفايه بقى احنا في مستشفى واللي بيحصل ده مش وقته ولا مكانه ملوش لازمه الكلام ده،انا همشي يا حازم  و ابقي اطمن بالتليفون.
بص لها بمعنى أن هو محتاج وجودها جنبه، نزلت دموعها وهي بتقول: 
تفتكر أنا عايزه اسيبك في الوقت، بس وجودي هنا هيعمل مشاكل علشان كده لازم أمشي.
عماد مش فاهم اي حاجه ، و  هيموت من الخوف، سأل بصوت عالي:
حد يقولي في ايه ؟
رد حازم: بصي يا عماد اختك المحترمة كانت عايشة مع واحد في الحرام و قال ايه، تحت اسم المساكنة ،تجربة  قبل الجواز ، و بعدين الف مبروك اختك بقت حامل، الشاب رفض يستر على اختك و قال إن التجربة فشلت، و هما يتكلموا في البلكونة وقعت اختك و الحمد لله ، اجهضت و شلت الرحم و وشها اتشوه، كل ده بقا 
شاور على صباح و كمل: أمك شايفة أنه كدب و إن أمل متفقة مع الدكتور و الضابط ،علشان تنتقم منهم، ايه رايك في الحدوتة الجميلة دي.
كان حازم يتكلم باستهزاء و سخرية..
رد عماد على كل الكلام ده: الكلام ده بجد.
صرخت صباح: لا يا عماد كدب ،كدب.
كمل حازم: ايوه يا عماد كدب أنا اللي اخترعت اللي حصل أنا ومراتي.
حست انها مش قادرة تتحمل تاني ، و ممكن تقع في أي لحظة، خصوصا أن معاد الأدوية عدى، قالت بهدوء: لو سمحت أنا امشي، و خليك أنت.
مسك أيدها و قال : تعالي اوصلك.
قالت برفض: لا أنا أمشي لوحدي لازم تفضل هنا أنت الاخ الكبير.
مشي معها و قال: تعالي اوصلك لحد برة.
مشي معها و قالت واستهزاء: امشي معها يا جوز الست.
و نورا عيونها كلها حقد و غل عليهم...
بص عماد و سأل: أنتِ بتعملي ايه ؟ 
قالت بهدوء: اوعى تصدق يا عماد، اختك لا يمكن تعمل كده.
خرجت ممرضة و قالت: المريضة انتقلت لغرفة تانية و الزيارة ممنوعة حاليا، وجودكم هنا ملوش لازمة، علشان كده اتفضلوا لو سمحتم و تعالوا بكرة حفاظا على راحة المرضى.
: أنا أقعد مع بنتي.
= بنتك في العناية المركزة ، و ممنوعة من الزيارة و ممنوع وجود مرافق علشان كده اتفضلوا 
سأل عماد: ممكن اعرف حالتها؟
كان نفسه أن كلام حازم يكون كدب و تكون صباح صادقة، لكن رح الامل لما قالت الممرضة تشخيص حالة سماح.
مشيت الممرضة و هي تقول: لو سمحتوا يلا علشان شوية و الامن يمر.
بص عماد على صباح و أتحرك من قدمهم.
مسكت نوار أيدها و قالت: يلا يا خالتي و نجي بكرة.
قدم باب المستشفى 
قالت أمل: حبيبي علشان خاطري خليك هادي و لازم تكون جنبهم، و بلاش عصبية.
باس راسها و قال: اطمني أنتِ و بلاش قلق ، و ارتاحي و خدي العلاج لأن شكلك تعبانة، أكيد مخدتش العلاج.
ابتسمت بحزن، أنه عارف أدق التفاصيل عنها  و من شكلها يفهم حالتها، و أنها مش قادرة تكون جنبه زي ما هو جنبها ديما.
حركت رأسها بنعم، و ركبت التاكسي، و قالت: لما اوصل ابعتلك  رسالة.
اتحرك التاكسي، و خرج عماد و عروقه بارزة من كتر الغضب، بص حازم و قال: عرفت المصيبة اللي احنا فيه.
: احنا لازم نغسل عارنا يا حازم.
رجعت  بسمه البيت،وهي حاسه ان الحياه رجعت لها تاني شعور راحه وسعاده غريب بمجرد أنها اتكلمت مع امل.
قال طارق: ايه رايك يا بوسي نغير هدومنا و ننزل نعمل اكل مع بعض. 
ردت بحماس:  موافقه يا بابي
بعد شويه كان طارق وبنته في المطبخ عاملين حرب بعد ما قرر  طارق عدم تتدخل اي حد من اللي شغالين و  يكون واقفين يتفرجوا بس، كانت بسمه تضحك من  قلبها،ضحكه صافيه و بريئه، ضحكتها  رجعت الحياة   لطارق.
قاعدين على السفره و بياكلوا من أكل  الطباخة لانهم فشلوا انهم يعملوا أكل.
:شكلنا  وحش قوي 
=فعلا ،بعد ما طلبنا منهم اننا نعمل اكل فشلنا. 
: أنا شايف نظرات الشماتة في عينهم.
 = عندك حق وخصوصا دادة إسعاد.
: عندها حق بعد ما قلنا لها هنريحك النهارده من الطبخ، فشلنا فشل زريع.
ضحكت بصوت عالي ، مسك  ايديها وقال بهدوء: 
ضحكتك وحشتني يا بسمة، أنا عارف اللي عدى عليكي صعب وأن عقده الذنب مش سهل  تنسيها و هتفضل عايشه معاكي العمر كله، بصي  يا قمر أنتِ  غلطانه و  محدش يقدر ينكر أنك غلطانه لانك مشيتي وراء حاجة من غير ما تفكري، لمجرد ان هو ترند يبقى نعمل كلنا زيه غلط يا حبيبتي كل الترندات معظمها غلط وكمان حرام.
تخيلي  في ناس تغضب ربنا لمجرد ترند، الترند ده كتير زيك عملوا ، حتي لو الشخص مش مات  ولكن كفايه أن هم دخلوا قلوب غيرهم  الخوف و الذعر.
عارفة رسولنا الكريم قال ايه في كده... 
كانت تسمع الحديث باهتمام كبير ، و الدموع متحجرة في عيونها.
أكمل هو:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
لا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا.
قالت بدموع: عليه افضل الصلاه والسلام.
: عارفة معني الحديث.
= حرام اللي انا عملته لأني خوفت  ماما و سيف، و كنت سبب في موتهم.
كمل بنفس الهدوء و هو لسه  حاضن أيدها بحنان : 
 نتكلم في النقطة التانية ، كل واحد لينا له عمر، زي القطر ، يمشي في طريقه و كل واحد له دور ينزل المحطة بتاعته ، محطة ماما و سيف كانت هنا ، و حان الوقت تنتهي رحلتهم في الدنيا، تعددت الأسباب و الموت واحد.
اللي حصل كان سبب ، مش معني كده أنك مش غلطانة لا غلطانة، و لكن  غلطك كان سبب، عذرك الوحيد أنك طفلة لو إنسانة عاقلة و كبيرة كان الموضوع اختلف و هنا يكون في شبهة جنائية ، لكن القانون عفا عنك لأنك طفلة، يبقي المفروض نتعلم من الغط ده باقي حياتنا فاهمة يا روحي.
قامت من مكانها و حضنت طارق و هي بتقول: فهمت و آسفة ليك و لماما و لسيف، و التجربة دي اتعلم منها طول عمري.
طبط على ظهرها بحنان و قال: برافو عليكي و لازم نكمل جلسات مع الدكتورة.
= حاضر.
وصلت أمل البيت.
قعدت على أول كرسي بتعب و هي تستعيد ذكريات اليوم الغريب، اليوم مليان أحداث.
بداية من كلام أم حمزة ليها.
و كلامها مع بسمة اللي ريح قلبها.
و انتهى بحادثة سماح و تصرف صباح معها.
حطت أيدها على دماغها و قالت: ربنا يقويك يا حازم على المصيبة دي، كان نفسي اكون معك ، الله يسامحها أمك.
قامت من مكانها دخلت المطبخ ، فتحت الثلاجة أخدت تفاحة و أكلتها بصعوبة علشان تاخد العلاج، و كل شوية تفتكر كلامها مع بسمة و  تبتسم بتلقائية ، جملة اعتبرني بنتك، تخلي قلبها يدق بسرعة.
أخذت حمام و اتوضات و قضت الصلاة و تدعو ربنا يعطي القوة لحازم و عماد على الأزمة دي.
و فجأة سمعت صوت صرخات عالية، خرجت بسرعة من باب الشقة لأنها بالاسدال
كان كل الجيران واقفين قدم الشقة اللي قصادها شقة ام حمزة، و الباب مفتوح و في ناس كتير جوة الشقة.
سالت أمل بخوف: في ايه يا جماعه ؟
ردت واحدة من الجيران: بيقولوا حمزة كان نايم  و جنبه تلفيون امه محطوط في الشاحن، و انفجر الشاحن و ولع في السرير و الحمد لله سيطروا على الحريقة.
سألت بخوف: و حمزة.
ردت بدموع: ربنا يرحمه.
حطت أيدها على قلبها و قالت بدموع: أن لله و ان اليه راجعون ،ربنا يصبر امه و يعوضه خير.
و دخلت الشقة، مش قادرة تقف، قالت: آسفة يا جماعة عن اذنكم.
قفلت الباب و قالت بدموع : يارب اليوم ده يعدي ، انا تعبت من الأحداث دي.
أمل مجاش في بالها لحظة أن اللي يحصل ده عقاب كل حد ظالمها.
صحيح هي مش عارفة أن سماح و صباح نهشوا في عرضها و شرفها و ده كان سبب قهرة أمها و سبب موتها، بس عارفة أنهم مش بيحبوها و يعيروها بمرضها.
و مجاش في بالها أن ده درس قوي ل جارتها اللي عيرتها أنها مش بتخلف، علشان تعرف أن الأطفال رزق بايد ربنا مش بايد حد..
هي مش مثالية منها، في منها كتير، قلبهم طيب بزيادة ينسوا الاذي و يتفكروا الخير...
من وقت ما رجعوا من المستشفي كل واحد قاعد في جنب و ساكت و مفيش حاجة كسرت الصمت ده غير خبط الباب.
قامت نوار تفتح كانت أمها اللي عرفت اللي  حصل.
: ينفع كده يا نوار تقولي اللي حصل بعد ما رجعتوا من المستشفى.
 = معلش يا ماما مجتش فرصة.
دخلت صابرين ، قعدت جنب صباح و قالت: ربنا يعديها على خير..
بصت لها و قالت: في حاجه حصلت جايه دلوقتي يا صابرين.
هي مش مصدقه اللي حصل هي مصدقه بس رافضه تصدق بتكابر  في الغلط.
:مفيش حاجه يا حبيبتي، قومي نامي  شويه في اوضتك.
: أنا كويسه ما فيش حاجه قلقانه بس شويه لان سماح اتاخرت في الجامعة.
ضحك عماد  بصوت عالي : جامعه. 
:صابرين عيب كده يا عماد  أسكت امك مش ناقصه.
و كملت صابرين وهي تبص  على نورا اللي باين على وشها التعب: أنتِ كويسه يا نورا،لازم ترتاحي شويه علشان أنتِ لسه حامل في الأول.
حطت ايدها في بطنها وقالت وهي بتمثل  التعب يمكن حازم   يحس  بيها: تعبانه قوي يا ماما. 
: خلاص اطلعي ارتاحي في شقتك فوق وأنا قاعده مع خالتك هنا ، أنام معها النهارده.
ضم  حواجبه باستغراب وسال: شقه مين يا خالتي؟
: ايه يا حازم نسيت ولا ايه شقه نورا ، شقتكم يا حبيبي اللي فوق. 
=شقتنا ازاي مش فاهم ،أنتِ لسه قاعده هنا ، أنا مش طلقتك بتعملي ايه هنا.
ضربت على صدرها وهي بتقول:
 طلقت مين يا  حازم، طلقت بنتي الكلام ده من أمت..
=أنتِ مش عارفه يا خالتي ولا ايه الكلام ده من قبل ما نكمل أسبوع جوز، من بعد ما بنتك واختك وبنت اختك اتفقوا عليا وحطوا لي مخدر عشان اقرب من بنت وانا مش في واعي يعني الحمل اللي في بطن بنتك دلوقتي هو حرام لان حصل بالاكراه. 
قامت من مكانها وقالت بصدمه:
يا مصيبتي ،هي وصلت  لكده يا نورا ، تقربي لوحد بالغصب ،شايفه بيقول ايه على  إبنك وابنه،  ابن حرام لانه حصل بالاكراه، ليه تعملي في نفسك كده..
 وأنت يا صباح ،اللي بيحصل دلوقتي هو جزء من الديون  اللي عليكي وعلى سماح ولسه الدور جاي على نورا،  قولتلكم الظلم ظلمات ، و أنتم ظالمين.
مسكت أيد نوار و قالت بغضب و تهديد: يلا يا بنت بطني على البيت. 
شدت أيدها  بعصبيه وقالت:
 لا يا ماما ده بيتي و بيت ابني و مش أمشي.
قال عماد بسخرية:
 معلش يا نورا ، حاجة بسيطة كده تائهة عنكِ، حازم لا عايزك ولا عايز ابنك ويا ريت تمشي  و كفاية اللي  عملتوا مع امل و  حازم. 
اتكلمت بصوت عالي: أنت مالك يا عماد،هي أمل عملت ليك سحر أنت كمان.
وقف بعصبية و قال بنبرة هادئة لكن كلها تهديد : لو فكرتي تقولي حرف زيادة على أمل، انسي وجود خالتي و تشوفي مني وش عمرك ما شفتي.
نزلت دموعها و سألت: وجود خالتك بس، مش علشان كنت مراتك و حامل في ابنك.
: أنتِ غبية صح، لازم كل شوي أقولك أنك واحدة رخيصة علشان الجواز حصل بالتهديد و الحمل و أنا غايب عن الوعي.
كانت صباح قاعدة ساكتة ،كانها مش موجود معهم، 
سألت صابرين بعدم فهم: تهديد.
رد حازم : ايوه يا خالتي، تعالي اقولك بنتك عملت ايه.
حكي لها عن الجواز الحمل تم ازاي، و ده اللي يعرفوا ، في حاجات كتير محدش يعرفها غير ثلاثي الشر.
كانت بتسمع بصدمة ، مش متخيلة أن حب نوار لحازم يتحول لجنون، بصت لها و قالت: أمشي معي او اتصل بعمك يجي و احكي له عن عمايك السودة.
بصت على صباح على أمل تمنع صابرين، بس صباح في دنيا تانية.
مشيت نوار بخوف من عمها، اللي ممكن يقتلها لو عرف حاجة عن أفعالها....
عند  سمر
كانت تصلي قيام الليل.
و تدعو الله الدعوات التي محافظة عليها من سنين.
قعدة على سجادة الصلاة و  و ضمه كفوفها و تقول بدموع و حسرة مظلومة منتظر حقها من سنين:
اللهم يا ناصر المظلومين، يا قوي، يا عزيز، اللهم انصرنا على من عادانا، واجعل كيدهم في نحورهم، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرًا لهم، وارزقنا النصر والعزة ، واجعلنا من الذين ينصرهم الله بالجنود الغيبية. 
حسبي الله ونعم الوكيل في من ظلم أمي و أختي ، اللهم أنت حسبي ومولاي.
اللهم إنا نشكو إليك وحدك وإنك القادر على كل ظالم وكل من ساهم في ظلم أمل و وجع قلب امي قبل ما تموت، يارب الحق عندك، يارب الحق عندك.
دعوة المظلوم لا ترد ، و  أنا عندي يقين أن لكل ظالم نهاية ، بس قل صبري و ضعفت قوتي و ليس باليد حيلة، عايزة ابرد النار اللي في قلبي من اللي ظلم أمي و أختي، يارب أنصر المظلوم ، حسبي الله ونعم الوكيل في صباح و سماح و نوار اللي حرقوا قلب أمي و أختي، و اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
و انتهت من الصلاة و الدعوات اللي تقولها كل صلاة و مع كل صوت أذان ، و قبل الفجر ، و مستنية يوم الحساب لصباح و سماح و نوار بفارغ الصبر.
خرجت من الاوضة، كان محمد قاعد يتفرج على التلفزيون قعدت جنبه و مسكت التلفيون و فتحت الفيس بوك ، علشان تتفاجأ أن كل الصفحات تتكلم عن سماح.
بصت بابتسامة كبيرة، سأل محمد: ايه الابتسامة دي، كسبتي مليون جنيه.
قالت بدموع: اكتر ، اكتر.
نزلت على الارض و سجدت سجدة شكر لله.
سأل بعدم فهم: مالك يا سمر في ايه. 
الحمد لله الحمد لله ربنا جاب حق أمل و امي الله يرحمها،  حق  المظلوم رجع.
مكانش فاهم حاجه قال:
 مش فاهم حاجه.
قامت و دخلت الاوضة وهي تقول: شوف الفيس.
فتح التلفيون و فهم حالة سمر، و توقع هي راحة فين، شوية و خرجت لكن بملابس بطلت تلبسها من سنين، من وقت وفاة فاطمة و سمر بطلت تلبس ملابس ملونة و كل ملابسها الوان غامقه ، كأنها مستنية أخذ الطار اللي عند صباح، توكلت على الله في أخذ حقها اللي عند صباح، كل اللي عليها تدعو الله، و كل دعوة سمر قالتها تحققت بالحرف.
سأل باستغراب و قال: مش اللي في دماغي صح.
ابتسمت و قالت: اللي في دماغك، إن الاوان.
قام من مكانه وقال بهدوء:
 سمر اهدي ، مش عايزين ننسى  أنها أخت حازم، علشان خاطر امل وحازم انسي  اللي في دماغك ،الشماته صفة سيئة.
قالت  بصوت عالي:
 النهارده لا يهمني حازم او أمل ولو أمل عرفت الحقيقه يبقى ده وقتها وربنا عايز  كده،
 النهارده أيا كان ما فيش حاجه هتمنعني.
قال  بهدوء:  طيب يا سمر لو قلتلك عشان خاطري بلاش.
ردت عليه: لو طلاقي قصاد المشوار ده اختر المشوار ده يا محمد.
تاكد أن ما فيش فايده وأن ده حقها ولازم تروح  علشان قلبها يبرد ،قال :
طب استني يا سمر خمس دقائق البس و أجاي..
وهي في طريق بيت صباح مش  محتاجه ترتب الكلام اللي هتقوله لأن من سنين وهي تتخيل المشهد ده.
المشهد وهي واقفه قدام صباح وبتقول لها أن حق أمل وامها رجع اضعاف مضاعف كلام محفور في عقلها و قلبها ،لحظه مستنيها من سنين وان الاوان تاخد حقها.
وصلوا البيت طلعت سمر وهي سعيده الفرحه باينه على وشها  مش  فارق معها  حازم وان اللي حصل ده يضر  حازم  كل اللي فارق معها أن  ربنا استجاب دعوتها.
الباب خبط فتح  حازم ،تفاجأ  بوجد سمر ومحمد،كمان بلبس سمر لان الالوان فاتحه بزياده.
اتوقع أنهم جايين يقفوا جنبه في اللي حصل وأنهم عرفوا من أمل لانه لسه مش عارف أن سماح  حديث السوشيال ميديا،مش عارف أن أمه سبب موت حماته...
قال بهدوء:  تفضلوا،  اتفضل يا محمد اتفضلي يا سمر.
دخلت سمر و هي تبحث عن صباح، و ابتسمت سمر و هي شايفة صباح بيان عليها الحزن و. الكسرة ،قربت منها و قالت:
 بصي يا صبوحة اللهم شماتة بس أنا شماتنه فيكي.
و ضحكت بصوت عالي ،بص حازم وعماد على سمر باستغراب وهم مش فاهمين ليه  سمر بتقول كده. 
رفعت صباح عيونها و بصت على سمر و سألت :
جاية ليه يا سمر.
ابتسمت وهي تقول :
جاي اتفرج عليكي جاي احمد ربنا ان كل دعوة دعيت بها  اتحققت زي ما طلبت،  فاكره ولا نسيتي.
على فكره عادي لو كنت ناسيه ده الطبيعي،الظالم ممكن ينسى انه ظالم ، لكن المظلوم عمره ما ينسى انه مظلوم ولو بعد 100 سنه،فاكره انا قلتلك ايه يوم ما قتلت امي. 
اتصدم حازم و  عماد من الجمله و سال حازم:
 بتقولي ايه يا سمر قتلت امك ازاي؟
كملت كلامها :
فاكره يا صباح  أنك قتلت أمي وهي مقهوره لما  عملتي فضيحة  قدام الجيران عشان أمل مريضه و  حازم اللي هو جوزها قاعد معها  في المستشفى ،لان مفيش حد يقف جنبها،اوعي تكوني نسيتي أن أمي ماتت بجلطه لانها مقدرتش تتحمل كلامك على بنتها لما خوضتي في عرضها بالكذب، أنت عارفه ده ايه ده قذف محصنات، و مش بس كده يوم فرحها كان نفسك تكسري فرحتها و اتكلمتي أنتِ و بنتك عليها بالسوء.
خدت نفس و كملت: 
 أنتِ تفتري و تظلمي أكتر و أنا أرفع ايدي و أقول يارب، بنتك يكون مصيرها نفس مصير أمل مع فرق بسيط أن اللي حصل مع اختي قضاء و قدر، جالها مرض خبيث و لعين، رضيت بقضاء الله ، وانتصرت على المرض بفضل الله ثم  حازم ، الصراحة ديما أسأل نفسي ازاي ده إبنك.
طبيعي الشيط،انة سماح تكون بنتك، بس حازم و عماد  مش شبهك خالص.
تخيلي يا صباح ، أن بنتك شلت الرحم، عمرها ما تكون أم او زوجة ، أما اختي صحيح اتحرمت من الامومة بس الفرق بينهم كبير، اختي طاهرة نقية و شريفة أما بنتك عاشت في الحرام .
و مصيرك يا صبوحة كان نفس  مصير أمي، القهر  ، بس أمي ماتت مقهورة من الظلم، و أنتِ تعيشي بقهرتك و أنتِ شايفة عقاب ظلمك لعباد الله ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ، عارفة و أنا بفكر كده أن سبحان الله كل دعواتي استجابت، و أن أنتِ و بنتك مكتوب عليكم ما تشوفوا الفرحة في حياتكم أمي اتحرمت تشوف فرحة أمل و أنتِ كمان، بس الفرق كبير بلاش تنسي دي، يا فرحة قلبي و أنا بشوف الناس تنهش في عرض بنتك على السوشيال ميديا، اومال سماح حديث الساعة. 
بعدت خطوة للوراء و قالت: تعالي نعد مع بعض عقابك، الفضيحة و حرمان أنك تشوفي بنتك عروسة اصل مين يتجوز عديمة الشرف دي ، حرمان بنتك من الامومة ، و متأكدة أن اللي جاي عليكي دم،ار يا صباح.
كان حازم وعماد مذهولين و هما يسمعوا كلام سمر، و أنها السبب في قتل أم سمر.
قامت من مكانها بكل جبروت و دخلت المطبخ و  دقيقة  خرجت و أيدها وراء ضهرها، و  قالت: 
 قولي كده بقى يا سمر كل اللي حصل لسماح بسببك أنتِ واختك أنا كنت متاكده أن بنتي عمرها ما تعمل كده ودي خطه منك أنتِ  واختك.
ابتسمت وقالت: ياه يا  صباح كل ده لسه ما فهمتيش لسه الشيطان متحكم فيكي،افهمي بقى ان كل ده بسبب ذنوبك وظلمك  ل أمل ،و قهرت أمي قبل ما تموت.
ضحكه بصوت عالي وقالت: 
 لو أنتِ فاهمه أن أنا ممكن أصدق  كلامك ده ، و أن  بنتي  ممكن تبقى زي اختك بتحلمي انا عارفه ان دي خطة منك أنتِ و أختك، علشان تحرقوا قلبي على بنتي.
و صرخت و هي بتقول : علشان كده اقتلتك يا سمر .
كانت السكي،نة وراءها ضهرها ، رفعتها على سمر، بس في ثانية ،حازم شد سمر للوراء و السكين،ة جت في حازم.... 
اتصدم الكل و صباح وقعت الس،كينة من أيدها و هي تصرخ..
و للحديث بقية 
رجعت  سلسبيل بيتها، انتظرت عماد كتير بلا فايدة،ندمت أنها وافقت تقابله،بصت  على أركان  بيتها المظلم،هي عايشه وحيده ملهاش حد وطول عمرها قافله على نفسها مش عايزه تتدخل حد في حياتها لأن من وجهه نظرها كل اللي تتعلق بيه يروح.
 كان أول شخص تقبل تكسر معه القاعده دي هو عماد لانها حسيت معه براحه لكن حتى هو خذلها  لانها  هي متعرفش اللي هو بيمر بيه حالياً.
أمل قاعده في اوضتها على السرير  ضم  رجليها على صدرها ولفه ايديها حوالينا رجليها، و تبكي بانهيار وهي سامعه الصرخات اللي جايه من شقه أم حمزه.
افتكرت وفاه امها و أن  أمها رحلت بدون وداع،الوقت ده كانت محتاجه حازم معها هو اللي يقدر يهون عليها ،كل ما تقول  أكلمه ،ترجع تقول بلاش لأن دلوقتي اهله محتاجين اكتر منها..
و كان طوق النجاة ليها، رن التليفون ،ابتسمت بسعاده لان الرقم رقم بسمة مسحت دموعها و ردت بحماس :الو.
بسمة: اوعى يكون صحيتك يا اموله. 
: لا  يا حبيبتي أنا صاحيه، عاملة ايه؟
=الحمد لله كويسة، عايزه أقول لك على حاجه لما جيت من بره اتكلمت مع بابا ،و كنت مبسوطه قوي و أنا بتكلم معه  بقوله كل اللي جوايا.
: ربنا يسعدك يا قلبي، المهم نكمل جلسات الدكتوره صح 
=ايوه صح على فكره يا اموله بابا هو اللي  قاللي اكلمك.
: ليه؟
=عشان أشكرك، دي رساله من بابا بيقولك شكرا على اللي أنت عملتي معايا وأن من غيرك كنت هفضل زي مانا، بابي بيقول لو في اي وقت محتاجه مساعده هو موجود. 
: أنا معملتش حاجه، حتى أنا كنت محتاجك وجودك  معي  و  هونتي عليا كتير ،سواء الصبح أو  دلوقتي شكرا لكي يا بسمه.
=العفو أنا عندي جلسه بكره
: وأنا كمان لاني جلستك قبل جلستي فانا كل مره كنت بشوفك و أنتِ  خارجه من عند الدكتور ، انا جلستي المره دي جلسة جماعية.
=أنا كمان الدكتورة قالت  إنها تبقى جلسه جماعيه مع أطفال كثير قريبين من سني.
اتكلمت  أمل مع بسمة لمدة ساعه في حاجات كتير ،حكيت لها بسمه هي بتحب ايه و  بتكره ايه ، ايه الاكلات  المفضله لها كلام كثير و الاتنين كانوا في قمة السعادة حتي طارق اللي كان سامع صوت بنته و هو في اوضته، و يحمد ربنا أن بسمة قابلت أمل...
 صباح  بعد ما ضربت حازم،خدوا محمد وعماد وسمر معاهم المستشفى.
دخلت اوضة حازم و قالت: يلا.
 حازم الأكل جاهز.
دخلت اوضة عماد و بعدين سماح و قالت نفس الجملة.
وبعدين قعدت على السفره في مكانها شالت من الاكل المعمول بقيت تحط في الاطباق، حطت في  ثلاث اطباق،وهي بتقول يلا يا ولاد الاكل سخن. 
سكتت شوية و بعدين قالت: الله يسلمك يا حازم بالهنا والشفاء يا جابر خاطري.
سكتت شوية كمان وبعدين قالت: ايه يا سماح مش هنفرح بيكي  بقى مش ناويه تقبلي باي عريس من اللي يتقدموا ليكي.
ضحكت بصوت عالي وبعدين قالت: دمك خفيف يا عماد
كانت قاعده و  بتتكلم وبتاكل كانهم موجودين وكانهم حواليها يمكن دلوقتي بدات تدرك أن هي لوحدها محدش معها ولادها اتفرقوا أو بمعني اصح ضاعوا ، كل واحد فيهم ضياع في مكان و مش عارفين يرجعوا.
بدات تحس أنها السبب وكل اللي بيحصل هي المذنبة الوحيدة.
دخل عماد لقها قاعدة على السفرة قدامها أكل كتير ابتسم بسخرية وقال:
 ايه يا ماما عامله العزومه دي على روحنا ولا ايه؟ على روح ولادك اللي ضاعوا...
وأول ما ظهر قدامها وسمعت صوته، رجعت زي ما هي ، صباح الجبارة اللي عمرها ما تغلط هي شايفه كده أنها مش بتغلط وأن اي حاجه بتعملها في مصلحتهم كانت صدمته لما قالت:
_ ما تقولي يا عماد أنت سبت البيت و زعلان اوي كده ليه؟
قعد قصادها وسال:
 تفتكري ليه يا ماما؟
ابتسمت باستهزاء وقالت : 
علشان نورا صح. 
فتح عيونه صدمه و ذهول، هي معقول  تكون عارفه حقيقة مشاعره و مع ذلك قبلت أنها تجوز نوار لحازم.
أكدت  كلامه لما حركت راسها بالموافقه وقالت : 
ايوه يا عماد ،كنت عارفه أنك بتحب نورا،بس كان الاهم أن أشوف عروسة  لحازم علشان يخلف بدل مراته اللي أرض بور،اوعى تفتكر أني شريره او فضلت حازم عليك بس أنا كنت عارفة أن نوار بتحب حازم من زمان.
سال بهدوء :
وده سبب, طالما  نورا بتحب حازم يبقى تكسري قلبي،حتى لو ازاي تقبلي تعملي كده كنت فرحانه وأنت شايفه ابنك الثاني متعذب لان حبيبته بقت مرات أخوه أنت طبيعيه
: هتقول نفس كلام  اخوك الغبي أني مش طبيعيه وأني  مجنونة  وإني دمرت حياتكم صح..
خبط على الطاوله وقال بصوت عالي:
هو أنت لسه مش شايفه بجد.
قام  مكانه ويمشي في البيت ويقول: 
بصي حواليك كده هي فين سماح؟ فين حازم؟ فين أنا؟ أنا فين؟ ازاي قلبك يطوعك  تعملي فيا كده؟ أنا كنت بموت  في الدقيقة  ألف مره وأنا بفكر في مرات أخويا ،وأنتِ عارفه وساكته وقبلتي و سعيتي أن نورا تتجوز حازم.
 حازم مش بيحب نورا ليه غصبتي عليه؟
قامت من مكانها ،وقفت قدامه و صرخت :  
عشان مصلحته ، كل حاجه بعملها عشانكم.
صرخ باعلى صوت:
 كفايه بقى،تقولي نفس الاسطوانه اللي تقولها من زمان من يوم ما أبويا توفى وأحنا أطفال صغيرين،كل لحظه وكل ثانيه وكل دقيقه وكل يوم يمر لازم تقولي نفس الجمله، محدش طلب منك تضحي عشاننا.
شاورت على نفسها و قالت بحزن: تصدق أنا غلطانه، أبوك مات وانا لسه شابه مكملتش 25 سنه، أكبر واحد فيكم كان حازم اللي عمره خمس سنين،دفنت شبابي و شقيت عليكم،بقيت الاب والام ، بحارب بره وجوه علشانكم، والآخر عايز تنسي  كل السنين دي.
رد بهدوء شديد: 
عارفه يا ماما أنتي عملتي  كل ده ليه عشان الكل يشاور عليكي و يقولوا شوفوا الست دي جوزها مات وهي لسه صغيره و سايب لها ثلاث عيال صغيرين سهرت عليهم لحد ما بقوا شباب زي الورد،كنت بتيجي علينا علشان خاطر صورتنا تكون  حلوه قدام الناس بس،مش مهم احنا  بنحس بايه او محتاجين ايه كل ده مش مهم،  المهم الصوره الحلوة قدم الناس ، على فكره يا ماما احنا كنا اوقات كتير نبقى بنعيط و خايفين وعايزين نجري عليكي ،بس مينفعش طبعا ، علشان   الناس تقول صباح ربت اولادها يعتمدوا على نفسهم  و هما لسه أطفال، أنتِ لو كنتي ركزتي معنا شوية زي تركيزك مع كلام الناس و ده بيقول ايه عنك و دي غيرانه منك لانك احلي منها، و دي تحسدك لأن ولادك هادين و مؤدبين، اللي محدش يعرفوا أننا   بنفذ تعليماتك لأننا خايفين منك،محدش فينا كان عنده شخصيه مستقلة بسبب افعالك و قسوتك علينا،تعملي كده علشان نفسك مش علشان حد فين ..
صقف و قال: علشان الكل يقول شفته صباح عملت ايه بصوا صباح العيله الصغيره لما جوزها مات وساب لها ثلاث عيال عملت ايه شوفوا حازم اللي متخرج من كليه تجاره واشتغل في شركه كبيره في الحسابات ولا عماد اللي خلص كليه حقوق ولقى الشغل مستنيه في شركة  كبيره،  وسماح اللي دخلت  كليه اعلام  و  هتبقى مذيعه قد الدنيا، سماح كان نفسها  تبقى مشهوره والحمد اللي حصل بنتك مشهوره وحديث السوشيال ميديا، حديث من نوع خاص، طع،ن في شرفها وعرضها، شوفتي وصلنا لفين بسببك.
صرخت بصوت عالي: أنا عملت كل ده،  انا اللي عملت في سماح  كده  قولتلها  تمشي في الحرام.
 عملت كل حاجه علشان خاطركم،  جت على نفسي عشان خاطركم ،و أنت  قلتها بص  لنفسك وبص لاخوك حازم وصلته لفين ، أنا السبب في كل ده مش حد ثاني جاي دلوقتي تقول أني ضيعتكم .
نزلت دموعه بحزن على أخوه و أخته و نفسه و أمه و البيت اللي شايف أنه اتهد، قال بحزن:
 أنتِ عارفه المشاكل بدات من امتى؟ من يوم ما قرر حازم أنه يخرج على الطريق اللي أنت رسمه لكل واحد فينا، أنتِ رسمة لكل واحد طريق و لازم يلتزم بيه، لما اعترض  انه يسيب أمل  يتمسك بيها ،هنا بدات كل حاجه تبوظ و بقا   كل تركيزك مع حازم وأمل ونسيتي سماح ونسيتيني،سيبك مني أنا بحمد ربنا أن ده حصل عشان أعرف حقيقه نور  أنها رخيصة.
لكن سماح يا  أمي صدقيني لو كان كل تزكيتك فيها زي زمان عمرها ما كانت وصلت لكده، أنا مش بقول انها مش غلطانه و أن  كل الغلط  عليكِ، للاسف الغلط غلطك وغلطي وغلط حازم والغلط الاكبر هو غلط سماح في حق نفسها، بعدنا عن بعض بعدنا قوي، مش جيب اللوم  على  حازم لأنه بعد لما لقي بيته يتخرب بسببك و بسبب افعالك، انا اللي غلطت المفروض حتى لو كنت بعدت، أكون دايما باتصال بيكم انا عارف اني غلطان كلنا غلطانين وحصل اللي حصل دلوقتي الندم مش هيفيد ،انا مش عارف هنعمل ايه؟
متخيله نظرات الناس ليا وانا جاي دلوقتي اهل المنطقه  شايفين أننا  عيلة معنديش أخلاق  واحترام نعمل ايه في المصيبه دي لو كان الموضوع مش معروف كنا جبنا الواد ده وبوسنا رجله عشان يقبل يستر عليها قولي لي نعمل ايه طول عمرك عايز شكلنا حلوة قدم الناس عندك حل.
كل الكلام اللي قاله هي مش مستوعبه منه غير حاجه واحده إن كل حاجه في حياتهم باظت من وقت ما حازم قرر ان هو يتمسك بامل وهنا تيجي لنفس النقطه اللي هي مش شايفه غيرها قالت بهدوء :
عندك حق يا عماد،كل حاجه باظت في حياتنا من وقت دخول أمل ، حياتنا كانت  هاديه وجميله و كنا دايما مع بعض من وقت ما هي دخلت و خربت البيت وخربت حياتنا.
ضرب كف بكف و حط ايده على راسه بتعب وقال :
أنتِ مش معقوله ،لا بجد نفسي أعرف سبب الكراهيه الشديده دي ل أمل، أنتِ في  نقطه كده غايبة عنك ، كرهتي امل و رفضتي وجودها هنا  لمجرد أنها مش هتقدر تجيب أطفال تخيلي أن بنتك عمرها ما هتكون عمرها ما هتكون زوجه لراجل محترم زي حازم. 
طلع على أيده ثلاث صوابع وقال: اقفي قدام نفسك و أعرفي الفرق بين  أمل و سماح ونورا، وقته هتعرفي حازم متمسك بها كده ليه، افهمي بقى  خلاص مبقاش في وقت بنتك ضاعت و أنتِ لسه مش شايفه اي حاجه كل اللي شايفه أمل ،عندك هوس إسمه أمل.
و كان خارج من البيت بص و  لف تاني و قال: 
أنتِ حتى ما سالتيش على ابنك اللي قتلتي بيدك،اه عندك حق اكيد أمل السبب. 
وكان ماشي لكن لف للمرة الثانيه وقال:
 عارفه ايه سبب كرهك  ل أمل مش أنها مش بتخلف ، السبب ده جالك على طبق من ذهب ، حاولتي  في البدايه تكوني  كويسه معها و تقربي  منها عشان تسمع كلامك في كل كبيره وصغيره،و  فعلا هي  عملت كده ،  كنتي  عايزة  تسيطري عليها زي ما أنتِ مسيطره علينا، بس   كنت شايفه أن حازم بدأ يخرج من سيطرتك عليه، و ده مش على كيفك، و عرفتي بمرض أمل لكن حازم طلع راجل و اتمسك بيها،جنونك بيزيد كل ما تشوفي تمسك حازم بها اكثر وأنها قادره تسيطر عليه ،عارفه سيطرت عليه ازاي لانها ملكه قلبه الحاجه اللي انت معرفتيش تعمليها..
و خرج عماد من البيت ومش عارف هيروح فين...
بصت على طيفه وقالت : حتى أنت يا عماد أمل مسيطره عليكِ....
في عربيه محمد كانت قعده سمر جمبه وعماله تعيط، وهو يسوق بيقول لها :
كفايه بقى يا سمر.
بصيت في الكرسي اللي ورا وقالت للمره المليون:  أنا اسفه يا حازم.
ضحك حازم و محمد عليها وقال حازم : 
يا سمر خلاص بقى اعتذرتي كتير ،أنتِ ذنبك ايه أنا اللي آسف على اللي حصل لماما فاطمه الله يرحمها  و آسف على اي فعل ماما عملته ضرتكم بيه. 
مسحت  دموعها وقالت: 
 أنت ذنبك ايه حازم تفتكر أنا لو كنت شايفه أن أختي مش مبسوطه معاك كنت فضلت ساكتة السنين دي كلها.
قال محمد : كفايه عياط  يا سمر، والحمد لله الجرح سطحي، و زي القرد قدامك اهو.
حط ايده على كتفه  المجروح وقال:  اخص عليك يا محمد ده أنا متخيط عشر  غرز، عايز ايه اكتر من كده.
قال بمزح:خلاص يعني ابقى اجيب لك 2 كيلو موز.
قالت سمر بهدوء : حازم أنا مش عايزه أمل تعرف حاجه عن اللي حصل قبل كده، مش عايزه تعرف أن ماما ماتت  مقهوره.
قال  بحزن:
 حاضر يا سمر وشكرا ليكم،  لأن  لو كان الكلام ده اتقال وقتها أنا متاكد  أن أمل كانت سابتني وده بالنسبه ليا موت.
سأل محمد : ولو سألت على الجرح. 
كان الجرح في ايده الشمال،لما شد سمر رفع أيده حاول ياخد السكينه من صباح جت في منطقة الكتف و من رحمة ربنا كانت بعيد عن الأوعية الدموية و العضلات و تم الخياط.
: مش هقول حاجة , انتوا عارفينها تخاف من أقل حاجه،اللي حصل النهارده، زي اللي حصل من زمان ،امل ما تعرفش عنه حاجه. 
نزل حازم من عربيه محمد  بعيد عن البيت ، لتكون أمل  قاعده في البلكونه وتشوفهم مع بعض وتبدا تسال،أول ما قرب من البيت، قلبه وقع في رجله، لما لقى ناس كتير قدام العماره وافتكر شكلها انها كانت تعبانه قبل ما ترجع من المستشفى بسرعه وسال البواب، و عرف اللي حصل لحمزة.
قبل ما  يدخل شقته دخل شقتها، كان بيتم تجهيز الطفل علشان الدفن.
فتح الباب ودخل الشقه، دخل على الاوضة، كانت قاعده زي ما هي من بعد ما قفلت مع بسمة  وهي كل ما تسمع صوت صرخه تبكي معهم..
قعد جنبه حط أيده على رأسها ، انتفضت من الخوف لأنها كانت مغمضة عيونها و مش حست بيه من صوت الصراخ.
قال بهدوء: ده أنا يا حبيبتي مالك.
رمت نفسها في حضنه و هي تبكي و تصرخ، نفس الحالة اللي كانت عندها يوم وفاة فاطمة.
يحاول يهديها و يفهم منها سبب الحالة دي ايه.
: كفاية يا أمل، في ايه لكل ده، أنتِ زعلانة علشان حمزة.
حركت رأسها بنعم وهي لسه تبكي في حضنه، كمل: اهدي عمره انتهى لحد كده، ربنا يرحمه و يصبر اهله ، أنتِ عمالة كده يبقي أمه عمالة ازي.
بعدت عنه و قالت: 
صعبانة عليا اوي يا حازم، كل ما أسمع صوت صرختها قلبي يوجعني، الله يكون في عونها و يصبر قلبها، و افتكرت ماما الله يرحمها ، مشيت من غير وداع.
غمض عيونه بندم و حزن و قال: ربنا يرحم الجميع، مينفعش نكون هنا دلوقتي كل الجيران واقفين معاهم يلا قومي نروح عندهم و أنا أروح معهم المقابر.
قامت من مكانها علشان تغير هدومها ، وقفت و سألت: أنت جيت ليه؟
: مش عايزني اجي.
= لا طبعا أنا بس مستغربة ليه سبتت طنط لوحدها.
: مقتدرش ابعد عنك.
ابتسمت ابتسامه صغيرة و قالت: كدب اوي، اليوم النهاردة بالنسبة لي غريب و عجيب، ابقي اقولك بعدين.
قام من مكانه باس راسها و بعدين أيدها و قال: أنا آسف.
سألت بعدم فهم: على ايه؟
: على كل  حاجه.
= مش فاهمة .
: مفيش حاجه يلا بسرعة.
كان حاسس بالندم والذنب أن أمه السبب في موت فاطمة..
حازم رح مع الرجالة الدفنه و أمل قعدت مع الستات.
كانت أم حمزة جوة و رفضها تشوف حد، لكن كل دقيقة تسأل على أمل، لحد ما عرفت انها برة.
أمل قاعدة و قدمها صورة حمزة و دموعها تنزل بصمت و هي تفتكر لقائهم النهاردة و تلوم نفسها و تقول ياريت كنت اعتذرت له و حضنته زي العادة.
 كل أطفال العمارة بيحبوا حازم و أمل ، ربنا ارد يزرع حبهم في قلب كل طفل يشوفهم كعوض عن حرمانهم من شئ غالي.
خرجت من الاوضة و هي تقول بصوت عالي: أمل ، أمل.
وقفت أمل و رحت عندها و قالت بحزن: البقاء لله يا...
كانت هتقول زي المعتادة يا ام حمزة لكن سكتت شوية و كملت : شيماء.
مسكت أيدها و قالت بدموع:
 قصدك يا أم حمزة صح، حمزة رح يا أمل، حقك عليا ،سامحني.
بصت بعدم فهم و سألت: اسامحك ليه؟
: ربنا خد حقك مني ، بسبب كلامي ليكي الصبح ابني رح علشان اعرف أن الأطفال رزق بايد ربنا مش بايد حد، أنا عمري جرحتك بكلمة.
حركت رأسها بالنفي ،كملت شيماء: كنت زهقانة و مخنوقة و ده مش مبرر أنا غلطانة وخدت عقابي، سامحني.
ردت عليها: مفيش حاجه صدقني و أنا مش زعلانة منك، و ربنا يرحمه ده عمره أنا زعلانة عليه ، يعلم ربنا بحب كل أطفال العمارة.
حضنتها شيماء و هي تبكي بانهيار و تستغفر ربها ، كان الدرس قوي ليها  و في اغلى حاجة على قلبها علشان تفوق و يروح منها أبنها الوحيد، و تكون زي أمل من غير أطفال ،الفرق أنها تقدر تخلف تاني أما أمل لا.، و شيماء عرفت معاناة أمل و اللي زيها...
اما نورا من وقت ما رجعت البيت وهي قاعده في اوضتها وقافله على نفسها ورفضه تتكلم مع أمها. 
وللأسف مش قاعده بتفكر في الماضي و ندمانة على  اللي عملته او بتحاول تغير من نفسها لا دي بتفكر ازاي تنتقم من أمل لانها زيها زي صباح شايفه ان أمل السبب أن حازم مش بيحبها ولو مش موجوده هتبقى  سعيدة مع حازم.
كل فكره تخطر على دماغك عشان تنتقم من أمل اسوء  من الفكره اللي قبلها اللي زي نورا مش محتاجه الشيطان يوسوس لها لانها الشيطان بذات نفسه يمكن يكون الشيطان واقف يسقف له أفكار شيطانية ، مش عملت حساب دين و لا  ربنا في حساباتها وأنا شايفه أن في موت وفي حساب وفي قبر وفي نار كل اللي شايفه قدامها ان حازم لازم يبقى ليها،تقتل امل او تتكلم في عرضها و شرفها  مش مشكلة الطريقة  المهم أنها تخلص منها...
ولما اختارت فكره مسكت تليفونها و رنت على حد وهي بتقول عايزك في خدمه وعندي إستعداد ادفعلك كل اللي أنت عايزه،بس الاهم كل حاجة تنفذ زي ما أنا عايزه...
قفلت الموبايل و عدي وقت، وصلت الرسالة اللي مستنيها.
 وقامت عشان تخرج كانت الساعة ٣ الفجر بليل ، صابرين نايمة،خرجت من غير ما تحس بيها
كان  في تاكسي مستنيها تحت،ركبت التاكسي بعد شويه وصلت المقابر.
ابتسمت و قالت : منورة يا امولة.
و للحديث بقية 
ابتسمت نورا و قالت: منورة يا امولة
قبل ذلك بساعات..
نورا طلبت  من بلطجية  يخطفوا أمل كانوا اثنين لما وصلوا عند العماره اللي ساكن فيها أمل،كان مفيش بواب و العمارة  كانت فاضيه من تحت لان المعظم في الدفنه طلعوا بحذر، لحد ما وصله شقه أمل بالصدفه بصوا جنبهم كانت  قاعده في شقة أم حمزة.
طلع صورة من جيبه و قال : هي دي.
: ايوه، بس  هنعمل ايه،  وازاي نخطفها  وسط الناس دي كلها.
كان في طفل نازل من فوق وداخل شقة شيماء ، قال واحد البلطجية : أنت يا بطل
رد عليه: نعم..
شاور على أمل و قال: شايفة الست دي.
بص للوراء ورجع قال: ايوه طنط أمل.
:شاطر ادخل اقولها حازم عايزك تحت.
حرك رأسه بنعم و دخل قال لها  اللي أول ما سمعت نزلت بسرعة و هي خائفة يكون حصل له حاجة و رجع من الدفنة.
قبل ما تخرج من باب العمارة تم التخدير، واحد شالها وحطها في العربية.
رن تلفيون نوار، ردت بحماس: طمني.
سكتت شوية و بعدين كملت: روحوا على المكان و جهزوا كل حاجة و أنا أول ما أعرف أخرج من البيت أعمل كده.
قامت من مكانها فتحت باب الاوضة , نفخت بعصبية لما لقت صابرين لسه صاحية و كده مش هتعرف تخرج ..
وصلت أمل المقابر و هي مخدرة، فضلت  في العربية و نزلوا يحفروا قبر علشان نوار قررت تدفنها صاحية.
في نفس المقابر لكن بينهم مسافة ،قعد طارق قدم مدفن مراته و ابنه ويحكي لهم عن التطورات في حاله بسمة و أن  كل ده السبب فيها بنت  إسمها أمل، و متعود يزورهم دايما ويحكي لهم عن كل حاجه و تفاصيل حياتهم. 
المدفن ده غير المدفن اللي حمزه بيدفن فيه. 
بعد ما عماد خرج من البيت ماشي في الشارع مش عارف يروح فين ودماغه هتنفجر من التفكير،ازاي أمه تعمل فيه كده،وصل قدام  النيل خبط على دماغه وهو بيقول:
 غبي غبي, ازاي نسيت معاد سلسبيل، أعمل ايه دلوقتي كده هتفهمني غلط؟
خد دقيقه في التفكير وقرر أنه يرجع اسكندرية دلوقتي عشان يعتذر لها.
حازم و الرجالة  رجعوا من الدفنه وكانوا واقفين مع والد حمزه يهونه عليه...
وشويه طلع حازم ،دخل الشقه ، كانت فاضية ، توقع أن أمل  لسه عند الجيران دخل خد حمام وخرج صلى الصلوات الفائته وكانت لسه مجتش ،رن عليها لكن تليفونها هنا، فتح الباب و طلب من طفل من اطفال الجيران يقول لها تيجي.
شويه وخرج وقال:
 عمو حازم طنط أمل مش جوه.
سأل باستغراب:
 أنت متاكد يا عمار.
هز رأسه بنعم 
دخل الشقه تاني هو يفكر ممكن تروحوا فين في الوقت ده خصوصا الوقت متاخر أخذ موبايله و المفاتيح  ونزل يشوفها في  السوبر ماركت،لكن مكنتش موجودة ، وقف في نص الشارع و هو هيتجنن ، و سأل نفسه: 
 ممكن تكون راحت عند سمر، بس ليه و  من غير ما تقولي..
و بدأ يدور عليها في الشوارع زي المجنون بالضبط، فكرة أنها بعيدة عنه و هو مش عارف مكانها، مخلي يفقد أعصابه ، و سيناريو واحد في دماغه هو أنها تعبت و قررت تروح للدكتور من غير ما تعرفه..
مر ساعتين 
طارق في المقابر يتكلم مع مراته وابنه ومش حاسس بالوقت..
أمل لسه غايب عن الوعي في قلب العربيه والبلطجيه جهزوا المدفن.
حازم بيلف في الشوارع و  المستشفيات من غير ما يبلغ سمر عشان ما يقلقهاش. 
وأخيرا صابرين  نامت  ونورا عرفت تخرج..
قرب عماد انه يوصل اسكندريه وبيفكر هيقول لها ايه،ممكن يقول لها على موضوع أخته...
فتحت عينها ببطئ ،بصت حواليها لقت نفسها في عربية و مكان ضلمة، اتعدلت بفزع و خوف و تكلم نفسها: 
اخر حاجه نزلت أكلم حازم أنا ايه اللي جابني هنا وايه اللي حصل.
خبطت على الازاز  المفقول اتكلم واحد وقال:
 دي فاقت روح  هاتها يلا.
اتحرك واحد ناحية  عربيه وهو شكله مرعب،فتح العربيه صرخت اول ما شافته وقالت برعشة:
 أنت مين وعايز مني ايه؟
من غير رد شد أيدها بعنف، وقعت على الارض وهو يجريها بدون ادني رحمه، دي أوامر نوار..
 بتبص حواليها لقيت نفسها في المقابر، صوتها ما كانش طالع الجو ضلمه و المكان مخيف، و الشخص شكله يخوف، خايفه و مرعوبة ومش عارفه تعمل ايه؟ تسال نفسها أنا بعمل ايه هنا؟
رماها قدام المدفن بصيت على المدفن المفتوح و الراجل اللي جنبه و هو يضحك بسماجة ،لكن ضحك مخيفة ، حضنت كفوف  ايديها، وهي ترتعش.
بصعوبة صوتها طلع وهي بتسال: أنتم مين أنا بعمل ايه هنا؟
و جاء الرد من شخص غير متوقع بالنسبة ل أمل، أبتسمت و قالت: منورة يا امولة.
بصت باستغراب وسألت:
   نورا بتعملي ايه هنا ؟
ضحكت بصوت عالي و قالت:
 تفتكري بعمل ايه يا أمل ؟
كانت مش فاهمه حاجه وعمر ما يخطر على بالها أن  نورا تدفنها  حية.
عكس نورا رغم وقوفها في المقابر ،المكان اللي هو اخرت كل إنسان ، القبر  الضيق اللي عايزه تدفن في أمل وهي صاحيه مجاش في بالها و تفكر لما تكون هي فيه في يوم من الايام ،ويجي وقت الحساب والاسئله هتعرف ترد ،هتلاقي إجابات  على كل ده الشيطان مسيطر عليها لدرجه كبيره،نسيت أن في جنة و نار.
بكل كراهية و حقد قالت: أصل أنا قررت قرار  صغير كده.
انتظرت تكمل كلامها، كملت و هي تشاور على القبر: ادفنك صاحية.
حركت رأسها بعدم فهم و سألت: ايه؟ و ليه تعملي كده؟
صرخت بصوت عالي: علشان حازم يكون لي، أنتِ سرقتي مني حبيبي.
ردت بنبرة حزينة: أنا سرقت منك حبيبك، بتكلمي بجد ، أنتِ اللي سرقتي حبيبي مني، حازم جوزي و حبيبي أنا و أنتِ و خالتك و سماح اتفقتوا علشان تسرقوا مني، حرام عليكم أنا مليش في الدنيا غيره، كان ممكن تتجوزي و تخلفي و تعيشي حياة طبيعية، لكن أنا حياتي ناقصة و أنا راضية و حازم راضي و مبسوط مالكم أنتم بينا، و مع ذلك لما عرفت أنك حامل فرحت اوي، علشان حازم هيكون أب.
عيون نورا لا يمكن يكونوا  عيون  إنسانة طبيعية، مليانه غل وحقد و كراهيه،كل كلمه قالتها امل صح نور اللي سرقت حازم  مش امل اللي سرقته.
لكن هي  شايفه ان العائق بينها و بين حازم أمل، و لازم تشيلها باي طريقة.
: بصي يا أمل أنا عايزه انهي الحوار ما معنديش طاقه للكلام..
 وحطت ايديها  على بطنها علشان  تفكر أمل بجرحها اللي ينزف و قالت ببرود: 
زي ما أنت شايفه أنا حامل والمفروض ارتاح. 
بصت على الرجاله وقالت: نفذوا..
كل واحد فيهم ماسكها من ايد ويشدوا فيها بقوة ناحية القبر،  وهي تصرخ :
حرام عليكي يا نورا حرام عليكي، بلاش تعملي فيا كده، أنا عملت لك ايه عشان تعملي فيا كده.
بصت ناحية  القبر،أكيد المنظر مرعب لاي حد و خصوصا اللي يخاف ربنا..
و بدأت تترد بعقلها : اللهم يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي اجعل نقمتها بردا وسلاما علي، كما جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم.
لسه قاعد عند  القبر وهو من عادته ،لما يقعد ينسى الوقت كأنه قاعد معاهم بجد و يتكلم معاهم و يسمعه و يردوا عليه..
 لكن فجاه سمع صرخات ،اتوقع أنه خيال، لكن الصوت يعلى بص حواليه هو بيقول:
 اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أنا غلطان برضو اقعد لحد دلوقتي و المكان مش ليا.
عليت  الصرخات أكثر و زي ما يكون استغاثة ، تحرك ناحية الصوت.
قرب منهم و شاف إثنين  يشدو حد و يدخلوا   القبر مكانش واضح له منين اللي يحاولوا يدفنوا صاحي لأن ضهره له، و شاف واحدة واقفة تبص بابتسامة ، للحظه مش عارف إذا كان ده فعلا حقيقه أو خيال، لكن قرر يتصرف، خرج المسدس من جيبه و سأل: ايه اللي بيحصل هنا؟
أول ما سمعت صوت حد توقفت عن الصراخ و تطلب من ربنا النجاة.
بصيت نورا و الرجاله ناحيته كان موجه المسدس ليهم، سأل تاني : أنتم مين و بتعملوا ايه هنا؟
بص على الرجالة و قال: نزل إيدك منك له.
قالت بغضب شديد: أنت مالك بنعمل ايه، امشي من هنا بدل ما يكون مصيرك زيها.
ضحك بصوت عالي و قال: تصدقي خوفت، امشي يا حلوة بعيد.
و سكت شوية و قال: زيها، هي ست، سيبك إيدك منك له.
محدش أتحرك ،ضرب طلقة في الهواء، و كمل بتهديد: مش عارف الطلقة التانية تكون فين.
سابوا أيدها و هربوا من المكان بخوف، صرخت نوار : استنوا رايحين فين.
ضحك و قال: هربوا يا حلوة مش عيب واحدة زيك تعمل كده ..
وجه المسدس ليها وخرج تليفونه وقال:
 نكلم الشرطه بقى عشان تلحق اللي يهربوا وتلحقك.
هنا التفتت أمل وقالت :
لا أنا مش عايزه ابلغ..
بس بصدمة  وقال:
 أنتِ، أمل.
قامت بصعوبه و قالت برجاء: ممكن توصلني، عايزة امشي من هنا.
: ماشي لكن لازم نبلغ.
حركت  رأسها بالرفض ودموعها كانت تنهمر بشده وقالت :
مش عايزه أبلغ  عايزة أمشي.
قال بعصبيه:
 أنتِ  مجنونه دي كانت عايزه تدفنك حية ، أنتِ خايفه منها ليه هي ماسكه عليك حاجه قوللي أنا اساعدك أنتِ ليكي دين كبير  في رقبتي .
تحركت أمل من غير رد، و  هو بص على نورا وبعدين مشي وراءها و قال: 
غلط تمشي لوحدك دلوقتي..
و لو لحظة فكرت أن أمل قالت مش عايزه أبلغ عنها ، مش  تسال نفسها عن السبب او تعرف حقيقة نفسها، و أن قلب أمل الطيب  سبب أن حازم يحبها.
 لا دي بتفكر في حاجه ثانيه ايه علاقة طارق بأمل؟
واضح أن هم يعرفوا بعض،وبسرعه خطه تانيه خطرت  على بالها مشيت وراءهم..
كانت ماشيه بصعوبه وهو حصلها لأن خطوتها ضعيفه وتعبانه و مهزوة: 
أنا عايز أفهم ازاي مش عايزة تبلغي ،أنتِ طبيعيه ولا انسانه مجنونه ،شايفه المكان اللي أنتِ فيه،  عارفه هي كانت ناوية تعمل فيكي ايه؟لو كنت مش موجود كان زمانك مدفونة حية.
كملت مشي من غير رد ،صاح بنبرة حادة: 
استني هنا كلمني.
وقفت أمامه و صرخت :
و أنت مالك.
و جت لها الفرصه كانوا واقفين قصاد بعض ،صحيح في مسافه بينهم ،لكن لو اي حد يشوف  الصور يشك فيهم. 
: تصدقي  أنا غلطان براحتك،بس اللي زي دي ونظراتها مش سهله وممكن تحاول 1000 مره عشان تخلص منك. 
 و أتحرك  طارق وهو يقول:
 يلا عشان اوصلك.
مشيت وراه بتعب  لحد  العربية بتاعته.
بصت لي الصور بابتسامه وقالت: حلو كده اوي.
 طارق يسوق وهي راكبة جنبه سند رأسها على الشباك بتكلم نفسها: 
أنا عارفة أني غلطانه أني سكت  ل نوار  المفروض  فعلا كنت بلغت، انا بفكر غير اي حد، نورا حامل في ابن حازم انا ممكن احبس أم ابنه،حازم مش متقبل الحمل ده اصلا لو قلت له كده تزيد  المشاكل بينه  وبين نورا و ده يأثر على الطفل، اكيد ابو بسمة  واي حد  مكانه يقول إني هبله و عبيطه و مجنونه كمان وهي ماسكه عليا ذلة، أنا بفكر غير اي حد كل تفكيري في  عقده الذنب اللي عندي نفسي اتخلص منها وده مش هيحصل غير لما حازم يكون أب ،اللي أنا مستغربه نورا ازاي تقدر تعمل كده، أنا عبيطه ولا مش فاهمه الناس،يا ترى حازم عامل  ايه دلوقتي وأقول كنت فين؟.
و هي بتفكر تخترع كذبه علشان تخبي  على جر،يمة  نورا
 نورا كانت بتفكر تبعت الصور لحازم عشان يشك فيها..
 طارق يسأل نفسه دي ممكن حد يحاول يقتلها وهي تقبل تسكت كده 
 متعصب منها جدا..
أما حازم اللي لف كل المنطقه وهو يدور عليها ورح القسم  رغم انه متاكد  مش يتحركوا  قبل مرور   24 ساعه، وبالفعل طلبوا منه الانتظار. 
ماشي زي التايه في المنطقه عمال يلف  زي المجنون ، شاف كل  محل في المنطقه وكل المستشفيات واي عياده دكتور دور عليها فيهم.
لحد ما أخيرا افتكر كاميرات المراقبه  
خبط على البواب اللي كان نايم وفتح , و سأل : 
خير يا استاذ حازم.
: عايز اشوف كاميرات المراقبه ضروري. 
= خير أن شاء الله حاجه حصلت.
قال بعصبية: خلص يا عوض. 
=طيب اتفضل.
دخل حازم ورجعت  الكاميرات،لكن تتفاجأ ان تسجيل اليوم كله ممسوح بص  لعوض وساله:
 ازاي ده حصل؟
رد عليه:
  مش عارف يا أستاذ حازم.
و تأكد  حازم أن في حاجه غلط والا ليه كاميرات المراقبه تتمسح..
 وده بالفعل اللي فكرت فيه نورا لما طلبت من هكر يمسح كل التسجيلات بتاعت اليوم...
اتحرك من مكانه قرر لازم يتصل على  سمر مفيش حل ثاني يمكن تكون عندها،صحيح مكانش عايز يقلقها لكن كل الابواب اتفقلت قدمه.
طلع موبايله وصلت رساله على الواتس تم إرسال صور من رقم مش معروف،كان يتجاهل الرساله لكن الرساله  الثانيه، صدمته حرفيا لما لقى مكتوب:
 شوف مراتك بتعمل ايه.
فتح الرساله بسرعة و شاف صور ل أمل مع واحد مش عارفه ،معالم المكان مش ظاهرة في الصورة، لكن كان الجو ضلمه و ده يثير الشكوك أكتر..
حس برعشة  أيده اللي ماسكه التلفيون،وعيونه  مفتوحين على اخرهم، وهو يتأكد  أن الصور حقيقية أو كذب.
في الوقت ده هي كانت وصلت و نزلت بعيد عن البيت كان هو واقف قدام العمارة ،قالت بصوت مهزوز : حازم..
 رفع عيونه و الدموع متحجرة في عينه نظر لها و  سأل بحزن: 
كنتي فين كل ده؟
خلص جملته وبص عليها و رجع بصي في التليفون الصورة موضحه ان ده نفس اللبس وكمان هدومها مبهدلة و عليها تراب ، و حجابها  مش مظبوط، وبيان عليها التوتر الخوف.
: ممكن نطلع فوق تعبانه. 
شاور لها من غير كلام، تحركت و هو وراءها.
في الاسانسير 
هي تتلاشى تبص في عينه وتفكر في كذبه تقولها له. 
وهو بيحاول يبص في عينيها اللي بتهرب منه عشان يقرا مكتوب فيها ايه.
أول ما اقفل الباب سال :
كنت فين يا أمل  كل ده؟
بلعت ريقها بتوتر و مسحت جبينها من العرق و همست بصوت ضعيف و تعلثم:
ك.ن.ت ،......كنت بجيب حاجة.
بنبرة هادئه سال :
ايه الحاجه دي أمل؟
حاولت التهرب منه وقالت كلام مش مرتب و مش مظبوط:
 حاجه، حاجات، يعني حاجات خاصة ليا وكده 
تحركت عشان تدخل جوه لكن مسك أيدها و سأل تاني: 
كنت فين يا امل؟
قالت بعصبية :
أنا رديت يا حازم  في ايه؟
و دخلت الاوضة و هو فتح الصور  تاني.
هو يتفرج على الصور وصلت رساله من نفس الرقم بس المرة دي مختلفه كان  فيديو ل  أمل وهي بتنزل من عربية  طارق قبل البيت بشويه..
قفلت نورا التليفون و ابتسمت  وهي بتقول :
كده تمام قوي ما هو  مفيش راجل يقبل كده.
فقد أعصابه مفيش ذرة عقل، كل اللي في دماغه الصور و الفيديو و الرسالة.
قال بصوت عالي: أمل ، أمل.
و دخل الاوضة فتح الباب بعنف وقال: لآخر مرة أسالك كنتي فين؟
خافت منه لكن قررت تكمل كدب: كنت بشتري .
لكن قبل ما تكمل  ضربها بالقلم...
و للحديث بقية 
حطت أيدها مكان القلم و قالت بصدمة:
أنت بترفع أيدك عليا.
ضغط على قبضته بغضب شديد و سأل بعصبية:
كنتي فين يا أمل؟
نزلت دموعها من غير رد.
بص له بحزن لأنه ببساطة مر سنين على زواجهم و دي  أول مرة يرفع أيده عليها ، حتي مش  يرفع صوته عليها و ديما يعاملها بحنية كأنها بنتها و يعوض معها حرمان أن يكون أب..
لكن في نفس الوقت فكرة أنها خرجت من غير ما يعرف و راجعة نص الليل و تكذب عليه، هو متأكد أنه تكذب، و الشك  لم يتسلل إلى قلبه، لأنه باختصار يثق فيها ثقة عامية.
لكن القلم كان تفريغ غضب و من خوفه عليها...
تبص عليه و هي دموعها تنزل بغزارة ، كل دمعة تحرق قلبها المتعبة و قلبه هو كمان  ، هي متأكدة أنها غبية و غلطانة، بس هي من بداية اليوم كانت بتمني اللحظة اللي يأخذها في حضنه علشان تحس بالأمان و تنسي كل حاجه حصلت في اليوم الطويل ده.
نفسها تصرخ بس صوتها مش طالع، عايزة  ترمي نفسها في حضنه بس خايفة يرفضها، لسه حط أيدها مكان القلم، و للأسف هو ترك اثر نفسي مش جسدي.
دماغه تقوله زعق و اتعصب عليها و اسألها كانت فين؟ و قلبه رافض كلام العقل.
خرج من الاوضة من غير كلام، فتح الموبايل و بعت رسالة مكتوبة: 
مش عايز أعرف أنت مين أو ليه بتعمل كده؟ بس خلني ابرد قلبك و اقولك  أن الصور  دي متهزش شعري من رأسي ، لاني بثق في مراتي ثقة عامية، و ابقي  فكر تلعب في الصور بال Ai  علشان وقته اجيبك لو تحت الارض ، نصيحة مني أمسح الصور أحسن لك.
و عمل حظر الرقم  و قرر أنه مش يسأل أمل على حاجة لانه في الأساس عمره ما يشك فيها، العصبية و الغضب  بسبب خوفه عليها...
دخل الاوضة كانت لسه وافقة مكانها ، صحيح تبكي بس من غير صوت، و لسه أيدها مكان القلم، كأنها مش قادرة تصدق أنه عمل كده.
قرب منها و سحب أيده ، طبع قبلة مكان القلم  ثم أيدها و قال بندم: أنا آسف ، حقك عليا.
هزت راسها بالرفض و زاد بكائها.
حضن وجهها بين كفوف يده و قال بحزن: حقك عليا يا أمل ، مش عارف عملت كده ازاي ، كنت زي المجنون و أنا مش عارف أنتِ فين؟ حست نفسي ضايع تايه، زي العيل الصغير اللي عايز حضن أمه.
باس رأسها و كمل: أنا غبي ، متسرع و متهور ، بس بحبك.
صوت بكائها يزيد بالتدريج حتي وصل صوت البكاء إلى صرخات، كل الي حصل في اليوم كوم و اللي حصل في المقابر كوم تاني.
شدها لحضنه و هو يلوم نفسه أنه السبب في حالتها.
دفنت وشها في حضنه و مغمضة عينها بشدة علشان  اللي حصل في المقابر يتكرر قدمها، و أيدها ملفوف حول خصره بقوة.
و صوت صرخاتها يهز أركان البيت.
حاس  أنها خائفة مش خايفة دي مرعوبة،  ينهال على نفسه بالشتائم أنه سبب خوفها ، لأنه رفع أيده عليه.
نزل دموعه عليها و هو يدعو على نفسه.
مجرد ما سمعت كده بعدت عنه و سألت : انت بتقول ايه ، حرام الدعاء على النفس و الغير.
: اللي زي حلال فيه.
= و أنت عملت ايه ؟
: رفعت ايدي عليكي ، يارب كانت...
حطت أيدها على فمه قبل ما يكمل الدعوة، و قالت بعصبية: أنا مش زعلانة منك و مش بعيط بسببك، أنا استاهل مليون قلم لاني غبية و هبلة و عبيطة.
و مسحت دموعها و قعدت على السرير، قعد على الأرض قدمها و قال: لا يا أمل أنا غلطان ، كان لازم اهدا و أسمع منك ،قبل ما تدهور ، كنت اتجنن و أنا مش عارف أنتِ فين؟روحت قسم الشرطة و دورت في كل المستشفيات و اي عيادة دكتور في المنطقة سالت عنك فيها، و السوبر ماركت و كل شبر في المنطقة ، خوفت أكلم سمر علشان متقلش عليكِ ، أنتِ عارفة بتخاف عليكِ من الهواء.
حست بالندم أكتر لما سمعت كلامه و أنها كانت بتعاني و هي كمان بيعاني و يدور عليها، دموعها في سباق ،و قالت بنبرة حزينة: 
 النهاردة كان يوم صعب اوي عليا، الحاجة الحلوة هي بسمة.
: بسمة مين؟
قالت بسرعة و بدون تفكير: بنت طارق.
: طارق مين؟
غمضت عيونها من غبائها الشديد، بس قررت تحكي له عن اللي الأحداث اللي حصلت في اليوم الطويل ده.
مسكت أيده و طلبت منه يقعد جنبها ، حطت راسها على كتفه، تنهدت بحزن ثم قالت: احكي ليك عن اللي حصل النهاردة ، حاسة أني على وشك الانهيار ، نفسي اعيط و أصرخ اكتر من كده.
طبط على ظهرها بحنان و قال : وأنا مستعد اسمعك ، بس ممكن تقومي تاخدي حمام ساخن و أنا أحضر الأكل علشان اكيد امولة قلبي مخدتش العلاج النهاردة.
حاولت تهور معه يمكن تنسي اللي حصل النهاردة  ، بعدت عنه و قالت: تصدق الظاهر كده نسيت العلاج.
أبتسم و قال: أنا قولت أنك طفلة و لازم أفكرك بالعلاج، أمل امشي من قدمي حالا.
قالت بصوت عالي و لكن بمزح: مش ماشية ،قولي تعمل أيه تمد إيدك عليا تاني صح.
قالت الجملة بهزر ، بس جرحت  قلبه هو لانه ديما مصدر أمانها و اللي عملوه خلها تخاف منه، و ده من وجهه نظر حازم ، لكن هي شايفة أنها غلطانة و تستحق و خصوصا لما عرفت أنه كان يدور عليها زي المجنون.
قال بندم: بجد آسف حقك عليا.
قربت منه ، و ابتسمت وهي تقول: قولتك مش زعلانة بطل تعتذر ، الغلط غلطي أنا ، يلا بقا روح أعمل أكل جعانة..
أبتسم و مشي  على المطبخ، و هي أخذت ملابس و دخلت الحمام.
نورا كانت في الحمام،لما خرجت مسكت  الموبايل و شافت رساله حازم اللي جننتها حرفيا،قعدت على السرير وقالت بعصبيه :
أعمل معاه ايه، بعد كل ده لسه متمسك بيها هي فيها ايه أحسن مني.
و قررت تفكر في خطه تانيه.
 حازم  بيعمل أكل في المطبخ،هو حزين من تصرفه معها..
اما هي من وقت ما دخلت الحمام وهي مرعوبه عماله تتلفت حواليها حاسه أن حد معها، عمر ما حصل لها  قبل كده،شكل المقبره مش بيروح من دماغها وأنها كانت ممكن تتدفن صاحيه،كل ما تفتكر ان المكان كان مرعب تتعب اكثر  بتتلفت حواليها زي المجنونه،حاسه بوجود حد معها خدت حمام بسرعه وخرجت.
جريت  على السرير  وغطت نفسها وهي عماله ترتعش و تنتفض من الخوف،وصوتها عالي.
جري عليها لما أسمع صوتها قعد قدامه سأل : مالك يا قلبي ايه اللي حصل؟
ردت وهي ترتعش: أنا خايفه انا خايفه، حاسة أن في حد معي.
: حد غيري.
حركت  رأسها بنعم و قالت:
 كنت حاسه أن في حد في الحمام.
حط أيده على راسها وقال:
 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،اهدي حبيبتي مفيش حاجه.
قام قاعد جنبها واخدها في حضنه،حطيت راسي على صدره وهو يمشي ايده على شعرها ويقرا عليها آيات من القران الكريم ،و جسمها كلها ينتفض،و  منهارة كلياً.
سأل بنبرة حنونة: 
مالك يا حبيبتي ؟
ردت بصوت مبوح: 
 تعبانة اوي ،اليوم كان طويل و صعب.
كمل بنفس النبرة، و أيده تمشي بحنان على خصلات شعرها: ايه اللي حصل لكل ده.
بدأت تحكي  من بداية كلام أم حمزة و أن الكلام جرح قلبها و عن مقابلة  بسمة و كلامها معها، و حادثة سماح و موت حمزة و كلام أم حمزة لها للمرة التانية وان موت حمزة عقاب من ربنا لها بسبب كلامها لها.
و سكتت و هي بتاخد نفسها، هو عارف أن كل اللي فاتت صعب، لكن هو لما شافها قبل ما يروح الدفنة مكنتش نفس الحالة، متأكد أن في حاجة حصلت و هي السبب في حالتها.
مسك أيدها و باسها و سأل بهدوء: و بعدين يا حبيبتي.
خرجت من حضنه و بلعت ريقها بتوتر و قالت: أقولك بس علشان خاطري اوعدني أنك مش هتعمل حاجه.
: ايه اللي حصل يا أمل؟
= اوعدني الاول.
: اوعدك على حاجة مش عارفها.
= اوعدني أنك مش هتعمل حاجة علشان خاطري .
زفر بضيق و قال: اوعدك.
مسكت أيده ، محاولة منها أن يكون هادي و هو يسمع اللي حصل..
بدأت تحكي و هي عيونها ترقب تعبيرات وجهه ،ظهر على ملامحه العصبية و الغضب و هو يسمع كلامها ، مجرد ما خلصت ، قال ببرود: 
أنتِ غبية يا أمل.
مردتش عليه، كمل هو بنفس البرود:فهمني كده ازاي نسكت على اللي حصل.
خبط على دماغها بخفة و كمل: دي جر،يمة، و الزفتة دي من غير عقل،  و مجر،مة ، فاهمة كانت ناوية تعملي فيكي ايه، واحدة تفكيرها صور لها تدفنك صاحية، و تقولي مش ابلغ.
ردت بهدوء: يا حبيبي أنت ناسي أنها أم إبنك.
قام من جنبها بعصبية و اتكلم بنبرة حادة: 
أنا مش فارق معي ابني، و ده مش سبب بقولك دي مجر،مة مكانها السجن.
قامت من مكانها وقفت قصاده و قالت بصدمة: سجن، ازاي ندخل نورا السجن و هي حامل.
 نفخ بضيق و قال: استغفر الله العظيم.
حضن وجهها بين كفوف يده و قال بهدوء: حبيبتي بلاش الطيبة الزيادة دي ، في ناس تستحق الحر،ق و نورا دي أولهم.
: أنت وعدتني.
طلع تليفونه و فتح الصور و قال: شوفي اللي أنتِ خائفة عليها عملت ايه تاني...
بصت للصور ثم له و سألت: أنت شكت فيا.
: بطلي جنان و هبل ،،أنتِ فعلا عبيطة و هبلة، ممكن أشك في اي حد إلا أنتِ، أنا لما شوفت الصور اتجننت لأن حست بالخطر عليكِ، و أنتِ دلوقتي خائفة على نورا ، حبي نفسك و كوني أنانية مع نفسك،قبل ما تفكري في الناس ،فكري في نفسك ، مش كل الناس تستحق التضحية.
=أنت وعدتني مش هتعمل حاجة ل نورا صح.
بص لها بغضب و قال: بعد كل الكلام ده، مفيش فايدة.
بصت له برجاء و قالت: علشان خاطري.
: الطيبة الزيادة مش حلو و بكره تندمي...
كان يتحرك من قدمها مسكت أيده و قالت: ريح فين؟
: أحضر الأكل.
= استنا أنا جاية معك
: استغفر الله العظيم.
خرج و هي معه، كان ينفجر من الغيظ بسببها ، خائفة بسبب اللي حصل و مع ذلك خائفة على نورا...
حضر الاكل و كانت قاعدة هي على طاولة المطبخ و قالت: أنا خدت العلاج لما رجعت من المستشفى.
: و كلتي ايه.
= تفاحة
: طيب أعمل ايه يارب، ارحمني يارب.
ابتسمت و قالت: مليش نفس اكل بعد كل ده، هي سماح عاملة ايه ؟
مردش على السؤال، كملت هي: حازم هي غلطت بس لازم تكون  جنبها.
التزم الصمت علشان تكمل هي: ممكن تشوفوا الشاب ده
قاطع كلامها و قال: نعمل ايه ؟ كان ممكن ينفع لكن بعد الفضيحة دي مبقاش ينفع.
= طيب و الحل
: أسكتي يا أمل لو سمحتي.
قامت من مكانها ، أتحركت لحد عنده و طبعت قبلة مكان القلم اللي خدوا من صباح و قالت بحزن: أنا آسفة أنا عارفة كل اللي أنت في بسببي.
أخذ نفس عميق و قال: أنا محاط بمرضى و مجانين، كل حد عنده مرض شكل، أمي عنده مرض التملك و السيطرة عايزيني من غير راي، و نورا هوس بالتعلق الجنوني، و أنتِ..
و سكت، و سألت هي بترقب: أنا ايه؟
كمل : عندك عقدة ذنب ،فاكرة كل حاجة تحصل ليا بسببك ، فعلا كل حاجة بتحصل ليا حلوة بسببك ، مفيش حاجه وحشه تحصل بسببك يا امولة ، حاولي تتعالجي.
ضربته على دراعه و قالت بغضب: أنا مش مجنونة.
ضحك بصوت عالي و قال: لا مجنونة ، بس مجنونة بي صح.
ابتسمت بخجل و قالت: صح
أنا لي من غيرك اصلا، أنا حياتي هي أنتِ و سمر ولادها و محمد اللي هو زي اخوي، أو تبعد عني أو تزعل مني اتفقنا.
: اتفقنا.
عند عماد ، كان قاعد على البحر مستني النهار يطلع علشان يروح الشركة و يتكلم مع سلسبيل.
و اخيرا انتهى الليل و مر يوم كان طويل و مليان احداث.....
نزلت من التاكسي، اتفاجات بيه  قدم الشركة.
كملت طريقها و هي متجاهلة وجوده، مشي جنبها و قال: أنا عارف أني غلطان بس صدقني غصب عني، أنا آسف.
كملت طريقها بدون رد، قال : اختي كانت بين الحياة والموت.
وقفت لما قال كده و قالت: كدبة جديدة صح.
حرك رأسه بالنفي و قال: صدقني دي الحقيقه.
بصت لملامحه كان بيان عليه الإرهاق و التعب، قال بتعب: أنا تعبان و مش نايم  و سفر و طريق طويل ، لو سمحتي خلني افهمك.
أخدت نفس و قالت: تمام، اتفضل نقعد  على البحر.
أبتسم براحة و قرر يحكي لها كل حاجة عن سماح علشان تكون البداية مبنية على الصراحة.....
فتحت عينها ببطئ و تبص حواليها و اتكلمت بصوت ضعيف: أنا فين؟
الممرضة مش سمعت أول مرة، كررت السؤال تاني، ردت الممرضة: حمد لله على السلامه ،أنتِ في المستشفى.
: ليه؟
= أنتِ مش فاكرة حصل ايه؟
رجع  عقلها فلاش باك للحادثة و نزلت دموعها و سألت بخوف: حد عارف أني كنت حامل.
ابتسمت بسخرية و قالت: ابدا العالم كله عرف، حضرتك حديث السوشيال ميديا.
وصلت صباح المستشفى و كانت قاعدة برة، خرجت الممرضة و أذنت لها بالدخول.
تمشي بخطوات ثابتة مش مهززة أو مكسورة ، و كأن مفيش حاجه حصلت، بصت سماح لها و قالت بندم: أنا آسفة يا ماما.
ردت بمنتهي الهدوء: على ايه؟
حاولت تخرج الكلام بصعوبة و نطقت: سامحني.
ردت بنفس النبرة : للاسف يا سماح خسرتي حبي و ثقتي فيكي ، دلوقتي اتمني أنكِ تموتي علشان الناس تنسي أنك بنتي، الناس اللي كانت طول عمرهم يشاروا عليا و يقولوا شوفوا صباح ربت ولادها تربية تشرف و تعليم عالي ، دلوقتي كل ده اتمسح بسببك ، بدعي عليكي تموتي علشان يفتكروا بس الحلوة اللي فيا...
سألت بحزن: الناس و أنا..
: ضيعتي نفسك و ضيعتني معاكي، و خلتي أمل تشمت فيكي.
  و خرجت صباح مش من الاوضة من المستشفى كلها و هي ماشية رفع راسها في السماء زي العادة....
خلص كلامه و قال: ده اللي حصل و بقت فضحية كبيرة على السوشيال ميديا.
: سيبك من السوشيال ميديا بكرة الناس تنسي و تلاقي حاجة جديدة يتكلموا فيها، الاهم تكون جنب أختك ، هي غلطت لكن خليك جنبها.
.
حرك رأسه بالنفي و قال: حاليا مش قادر.
: هيجي يوم و تقدر، دلوقتي التفكير يكون إنها تتجوز من الشاب اللي عمل كده، حتي لو الطلاق تم في نفس اليوم اسمها متجوزة ، لازم تعملوا كده يا عماد.
= ربنا يسهل ، دلوقتي أنا في معادنا السابق كنت ناوي اطلب إيدك ، عارف أن الظروف اتغيرت و يمكن ترفضي، و عندك حق لأن السمعة  في الارض، أنا كنت جاي اعتذر و اقولك انا حاسس أن قلبي اول مرة يدق و يعرف يعني ايه حب، صحيح الفترة قصيرة لكن تعلقت بيكي، يلا الحمد لله ، أنا أطلب نقلي  للشركة في القاهرة ، بس يارب بعد انتشار الخبر مش يطلبوا مني اسيب الشركة.
و قام من مكانه و مع أول خطوة قالت: أنا موافقة على الجواز وبحبك.
بص لها بصدمة و سأل: بتقولي ايه؟
قالت بنبرة هادئة:أنا زيك شايفة الموضوع ماشي بسرعة غريبة، بس يمكن ده ترتيب ربنا ، ظهرنا في حياة بعض في الوقت المناسب ، أنا كنت مدمرة نفسينا و فكرت في الان،تحار لكن من يوم ما ظهرت في حياتي و هي اتغيرت للافضل، بقيت احب اروح الشركة علشان اقابلك و اسمع كلامك البايخ اللي يضحك,و حببت البحر اكتر.
قعد جنبه و سأل : البحر ، ايه حكايتك مع البحر بقا.
بصت ناحية البحر و تنهدت بحزن ثم قالت: حكايتي زي حكاية ناس كتير ، بدأت القصة لما قرار اخوي يهاجر هجرة غير شرعية ، وهو فاكر أنه يروح و يجمع الدهب و الفضة و يرجع.
حذرته كتير قولته بلاش ، كل اللي ماشي في الطريق ده يا مات أو مفقود أو  اتقبص عليه، كان شايف أن السفر هو طوق النجاة من كل المشاكل، و سافر و سبني لوحدي و هو عارف أني وحيدة و مليش غيره، خرج من البيت الساعة عشرة بليل  و المركب و تتحرك  من المينا ١٢ بليل ، و مر أسبوع و شهر و سنة و دلوقتي عدى سبعة سنين و مفيش خبر عنه ،مش عارفه إذا كان مات أو عايش ومبسوطة و نسي أنه له أخت أو مقبوض عليه أو ضايع في البحر ،مش عارفة عنه حاجة، و عندي أمل في يوم يرجع ,من وقت ما سافر أنا مش عايشة و لا ميتة أنا ما بين الحياة والموت، بستنا كل يوم من عشر ل ١٢ يمكن يرجع في يوم.
خلصت جملتها و انهارت من البكاء ، كان يسمع كلامها بحزن، و قال لنفسه نفس جملتها:
 ده ترتيب ربنا ، و ظهرنا في حياة بعض في الوقت المناسب ،هي كانت تعبانة و أنا كمان.
علشان تبدأ حكايتهم و كل طرف يدوي جروح الطرف الآخر.
كانت  أمل  مع حازم  اللي صمم يحضر معها الجلسة و اكيد السبب الغيرة من طارق لانه عارف أنه هيكون هناك.
: مش فاهمة أنت ليه جاي معي.
= حقك عليا يا هانم ،اعتبرني زي جوزك.
ابتسمت و قالت: هو أنت متعصب كده ليه.
مردش عليها ، كان مسك أيدها بتملك عاشق متيم و مجنون و هي مبسوطة بكده أنه بيغار عليه.
خرج من الاسانسير و هي وراء، دخلوا العيادة ، كان طارق مستني بسمة ، خطف نظرة سريعة و بص قدمه.
رحت أمل عند السكرتيره ،و حازم راح عند طارق أول ما طارق لقه  جاي عليه قام واقف،
 مد ايده وقال باحترام:  أنا حازم جوز المدام..
و شاور على أمل، مد طارق أيده و قال :  اهلا وسهلا أستاذ حازم.
: أنا بشكر حضرتك على مساعدتك ليها مش عارف لو   حضرتك  مش موجود كان ايه اللي حصل.
=العفو ،صدقني اي حاجه اعملها قصاد اللي  المدام عملته في حاله بسمه مش نقطة في بحر،أنا بنتي كانت بتضيع مني والحمد لله ربنا  بعت  لها المدام عشان تساعدها تتخطى الازمة..
و الغريب رغم أن حازم جاي و في ذهنه أنه هيكون مضايق من طارق، لكن حدث العكس أن الاتنين اندمجوا في الكلام و خصوصا أن شركة طارق نفس مجال الشركة اللي حازم شاغل فيها.
سماح رجعت البيت بعد أسبوعين.
نورا الدكتور طلب منها الراحة لأن في احتمال الجنين ينزل و قررت تنفذ التعليمات لأن الطفل هو مفتاح الجنة بالنسبة لها..
بلغ عماد أهله أنه عايز يخطب لكن صباح اعترضت لأن عماد يستقر في أسكندرية و ده كان قرار سلسبيل ، و تم إعادة السيناريو زي ما أمل سيطرت على حازم، سلسبيل سيطرت على عماد و صباح مكانش قدمها غير الاعتراض على قرر عماد.
و كأن كل اللي حصل مش فارق معها.
سماح عايشة لكنها ميتة، ديما قاعدة في اوضتها  وخصوصاً أن وجهها مشوه، عماد و حازم طلبوا من شهاب يتجوز سماح لو يوم واحد، و افق بشرط أن يأخذ مبلغ كبير، و اتجوزت سماح الصبح و أتطلقت بليل.
و تمر الأيام و الشهور 
نورا وصلت للشهر التاسع و هي و  صباح مستنية الولادة بفارغ الصبر...
سماح زي ما هي تدعي تموت و ترتاح لأنها م،يتة فعلا، بقت اوضتها كل حياتها.
عماد و سلسبيل كتابوا الكتاب من شهر و يجهزوا الشقة علشان الجواز 
و يتوصل مع أمه و أخته يومياً لانه مقتنع أنه قصر في حقهم ، حتي حازم  يمر  كل يوم عليهم ، لكن العلاقة بينهم و بين أمل زي ما هي .
أمل و حازم زي العادة عايشين في حب و سعادة و شوية شد و جذب و خصوصا على موضوع الطفل أمل تعد الايام علشان يوم الولادة  و حازم مش فاكر نورا و لا فاكر ابنه اللي في بطنها.
علاقة بسمة و أمل علاقة جميلة  الاتنين يعوضوا بعض عن الحرمان.
و طارق و حازم بقوا أصحاب جدا.
المعظم بقت حياته سعيدة الا سماح و صباح و نورا....
كان قاعد في مكتبه
وصلت رسالة على تلفيونه ،بص فيها و قام بسرعة، سأل صحابه: على فين يا حازم...
: ماشي و احتمال مش راجع النهاردة ..
خرج بسرعة جدا و كأنه في سباق ،خطواته كانت سريعة ، ركب العربية ، و أتحرك لمكان معين. 
و بعد شوية كان في العيادة، قال للسكرتير: أنا جبت التحاليل من المعمل ممكن أدخل للدكتور 
: المعمل فعلا بلغوا  الدكتور و  هو في انتظرك.
الدكتور يقرأ التحاليل و حازم منتظر بفارغ الصبر، سأل بتوتر: طمني يا دكتور.
أخذ نفس و قال: للاسف يا استاذ حازم ،أنت تعاني من عقم ، عندك عيب خلقي يمنعك من الإنجاب و مستحيل تكون أب...... 
و للحديث بقية 
: للأسف يا أستاذ حازم ،أنت عندك عيب خلقي و مستحيل تكون أب..
قبل شهر.
كانت نورا  في الشهر الثامن 
و مش هي بس اللي مستنية لحظة الولادة، دي كانت صباح تعد الايام، و الأكثر حماس منهما  هي أمل، اللي منتظرة يوم الولادة بفارغ الصبر ، و أن أخيرا حازم هيكون أب، و مش علشان حازم بس، لا كمان كانت شايفة أن الطفل هيكون عوض لها هي كمان..
رجع حازم من الشغل، جريت امل عليه و قالت بابتسامة: 
حمد لله على السلامه.
وضع قبلة على جبينها و قال: الله يسلمك يا حبيبتي ، عاملة ايه ؟
: الحمد لله ، عندي مفاجأة ليك.
= ايه؟
مسكت أيده و مشيت قدمه ، و دخلت اوضة مخصص الاطفال اللي وقت تجهيز الشقة صممت تكون في اوضة أطفال.
سابت أيده و لفت في الاوضة و هي بتقول بابتسامة: ايه رايك ؟
كان مصدوم و مش متخيل  أن ممكن زوجة أب تعمل كل التربيتات دي علشان أبن جوزها من ست تانية..
الاوضة متزينة بشكل جميلة، و كانت مجهزة للاستقبال الطفل.
مشيت ناحية الدولاب و فتحته و قالت: شوف اشتريت الهدوم دي ، أنا مش عارفة هو بنت او ولد، جبت لبس ينفع للاتنين، طلبت منك أكتر من مرة تسأل نورا عن نوع الجنين، مش مشكلة دول ينفعوا للاتنين.
قفلت الدولاب  و قالت: شوف كده التجهيزات في حاجة ناقصة.
و هي بتلف في الاوضة و تحكي له عن كل حاجة ، كان يبص لها بحزن شديد، مفيش حد كده، تفرح للكل الناس ، في قلبها حنينا تكفي الدنيا كلها.
قربت منه و سألت: أنت ساكت ليه؟ في حاجة مش عجبك؟
مردش عليها ،قالت هي: اه فهمت ، ممكن تكون تقول أن نورا ترفض أنه يجي هنا صح ، بس اكيد  هي مش هترفض أنه يخرج معك و ابقي تعالوا هنا شوية صغيرة و أنا عمري ما أكون مرات أب.
نهت جملتها و ضحكت بصوت عالي و قالت::اوعي تكون خايف على إبنك مني.
: أنا جعان.
ضمت حاجبيها باستغراب و قالت: ايه.
خرج من الاوضة و هو يقول: حضري الاكل على مأخذ حمام.
بصت على طيفه بتعجب و دخلت وراءه، و سألت: رايك ايه في الترتيبات.
أخذ ملابس من الدولاب و دخل الحمام من غير رد.
خرجت حضرت الاكل و هي متعصبة منه جدا...
أما هو خرج من الحمام ، وقف قدم المرايا ويكلم نفسه: ليه حاسس بخنقة كبيرة ، و كل ما يتفتح موضوع الطفل أحس أني مخنوق و مش متقبل الفكرة ، مش عارف ليه يحصل كده و المفروض أكون فرحان بالخبر.
كانوا قاعدين على السفرة بصمت تام، ياكل من غير ما يبص لها أو يوجه لها كلام.
و بعد الاكل دخل المطبخ دقائق و خرج و هو معه كوبية  شاي و دخل الاوضة تاني.
دخلت وراء وقفت قصائده و سألت : هو في ايه.
رد ببرود: مفيش حاجه ،تعبان.
جت تتكلم لكن قال: لو سمحتي يا أمل مش قادر أتكلم...
خرجت أمل و هي متعصبة منه...
مرت الأيام و وصلت نورا الشهر التاسع و هو قلبه مقبوض من الفكرة لحد ما قرر يعمل تحاليل و يشوف يقدر يخلف أو لا 
علشان يكتشف أنه عقيم و أن احساس الكراهية تجاه تجاه الجنين كانت لها سبب..
عودة 
خرج من عند الدكتور و هو مش زعلان، لكن مصدوم أن نورا وصلت أنها تعمل كده.
كان مستني قدم العمارة في العربية ، نزلت أمل و ركبت جنبه و سألت: خير ليه طلبت مني أنزل؟
بص بابتسامة و قال: مفاجأة.
و أتحرك بالعربية ،سألت : ايه هي المفاجأة ؟
: اصبري يا امولة
بصت باستغراب و قالت: احنا بنعمل ايه هنا.
= انزلي بس.
: انزل فين، أنت عارف أن طنط مش بتحب وجودي.
فتح العربية و نزل ، ورح ناحيتها مسك أيدها و نزلها، و قال: طلبت من خالتي و نورا يجوا علشان في حاجة مهمة لازم أقوله قدم الكل.
قبل ما ترد ،وصل عماد وسلسبيل اللي طلبت منه تجيب نفسها تطلب من صباح وسماح حضور الفرح لانهم رفضوا.
سلم على بعض هو  و حازم،و سلمت سلسبيل على أمل، و طلعوا مع بعض فوق.
كانت صباح وصابرين ونورا مستنيين حازم اما سماح زي العادة في اوضتها،رن الجرس نورا تفتح وهي مبسوطه لان اللي جاء في دماغها ان حازم يكتب عليها مرة تانية  عشان الطفل.
اتصدمت لما لقت أمل معه، سألت باستغراب : بتعملي ايه هنا يا أمل.
أول ما سمعت اسمها، خرجت بسرعة و هي تصرخ: اوعي تفكري تدخلي بيتي ، ملكيش مكان هنا 
تجمعت الدموع في عيونها و بصت لحازم بعتاب و لؤم.
مسك أيدها و قال: وسعي كده يا نورا.
: هي بتعمل ايه هنا؟
 = دي مراتي و ده بيتي و أنتِ نسيتي أن لي ورث في البيت يا ماما.
همس عماد و قال: عايزة تقنعني ماما ، اتفضلي يا اختي دي ماما.
قالت بخوف: أنا خائفة.
: و أنا كمان.
حازم: الكل يجي كده و يدخل لاني عندي الخبر الموسم.
صرخت بصوت عالي: أمل تخرج من هنا الاول.
قال ببرود: اقعدي يا ماما، لأن الخبر اللي أقوله صعب عليكي.
دقائق صمت و الكل قاعد مستني كلام حازم، كان هو واقف قدم الكرسي اللي أمل قاعدة عليه و مسك ايدها، بص على نورا و سأل: بقولك يا نورا اللي في بطنك ده ابن مين؟
كان السؤال صدمة للكل، لكن قبل ما تجوب هي، ردت صابرين بحزن: أخس عليك يا حازم ،طول عمري بقول أنك ابني ، و أنت تقول كده على بنتي.
: أنا آسفة يا خالتي حقك عليا بس دي الحقيقة.
توترت نورا و تفرك في أيدها و الكل يبص عليها، شدت أيده و قال : عيب كده يا حازم.
: اصبري.
و كمل بصوت عالي: اتكلمي يا نوار.
قامت وقفت وقالت بعصبيه:
 تتجننت ولا ايه قال كده اللي في بطن ابنك طبعا.
ابتسم بسخريه وقال :
اسكتي مش انا مش بخلف عقيم.
الاول صدمه ان الطفل مش ابن حازم دلوقتي صدمه أن حازم مش بيخلف.
قالت  صباح: أنت أتجننت ولا ايه أنت عايز ايه جاي لي.
: جاي أقول أني مش بخلف، يعني اللي في بطن نورا مش ابنى.
صابرين كانت قاعده ساكته مصدومه هي عارفه ان حازم مش بيكتب طالما مش بيخلف يبقى مش بيخلف معقول تكون بنتها وصلت انها تعمل كده. 
وعماد وسلسبيل بيراقبه الحديث بصمت.
اما امل كانت مصدومه وهي كمان قررت تكون تسمع الكلام بصمت. 
صباح انا بتدافع عن نورا بكل طاقتها، عندها استعداد تعمل اي حاجه ولا تخلي أمل تحسي بالانتصار وانها زيها زي حازم، حقدها من أمل عمى قلبها و عقلها.
قال بصوت عالي :
بطلي أنتِ بتدافع عنها بقول لك مش بخلف،يعني اللي في بطنها مش ابني.
و ضحك بصوت عالي و قال: لو مش مصدقه يلا نعمل تحاليل مش ليا لا ده حنين للجنين التحاليل DNA.
 الغريب أن ان نورا كانت بتسمع الكلام جامده ومش خايفه قالت بصوت هادي ايوة يا حازم مش ابنك، بس بلاش تشيل هم او مش أبن حد غريب برده ده أبن أخوك عماد. 
و قبل ما حد يتكلم كانت صباح قالت: أيوة حصل أنا شفته و هو نازل من شقتها و لما سألته قال إنه يحبها من زمان ، تنكر يا عماد أنك مش بتحب نورا.
كان مصدوم هو كان بيحب نورا لكن ده محصلش، و ليه أمه تقول كده، دي لا يمكن تكون إنسانة طبيعية.
 ضحك حازم بصوت عالي وقال:
 أنتم الاتنين شياطين مش عايزين مستشفى امراض عقلية انتوا عايزين نار  جهنم تتحرقوا فيها، هي عندها هوس و تعلق مرضي اني اكون لها.
و أنتِ نفس الهوس بس كراهية ل أمل ، ليه مش عارف ، و انتوا فاكرين بقا اصدق الكلام ده على اخويا، سهلة يا نورا تعمل التحليل و نثبت الكلام ده.
صرخت نورا و هي تقول: أنت عايز ايه، ليه بتعمل معي كده انا بحبك و عمري ما حببت حد غيرك ليه بتعمل كده.
: ده مش حب ، لو فعلا حب كنتي فكرتي في سعادتي لكن ده جنون أنتِ مجنونة، حب ايه و أنت سلمتي نفسك  لحد تاني ، دلوقتي حالا عايزة اعرف اللي حصل، لاني متاكد اني مقربتش منك، اتكلمي بالذوق.
مش خايفة أو حتي قلقانة من حاجة ، كل تفكيرها أن كده حازم ضاع منها ، لكن مفيش خوف من ربنا أو خوف على أمها اللي قاعدة من غير كلام..
قالت بدموع: عندك حق محصلش بينا حاجة لأن اول ما طلعت الشقة نامت على طول و طول الوقت تقول أسم امل امل، كأن مفيش غيرها، بس أنا قولت لازم أضحك عليك علشان تفضل لي، صدقني مكنش في بالي خالص اني اخونك.
فلاش باك 
بعد ما حازم طلق نورا باسبوع و كان لسه قاعدة في الشقة، باب الشقة خبط فكرت سماح أو صباح لكن لقيت حد تاني خالص.
: اياد بتعمل ايه هنا؟
= كنت معدي من هنا قولت اطمن عليكي 
: أنت جر لمخك حاجة جاي بيت جوزي تسأل عليا، لو حد شافك.
= متخافيش حماتك و سماح خرجوا من البيت.
: و أنت مرقب البيت ليه.
ضحك و قال: وحشتني يا نورا، أنتِ عارفة أني بحبك من زمان و طلبت منك الجوز أكتر من مرة و ترفضي، مش انا أحسن برضو على الأقل جيران و الباب في الباب و بحبك مش حازم.
قالت بعصبية: اوعي تجيب سيرته أنت فاهم.
= أنا عارف أنه طلقك.
: عرفت منين.
= لبني صاحبتك.
: أنت عايز دلوقتي 
لهجتها معه كانت فيها قبول مش رافض ، كانت مبسوطة لكل كلمة يقولها علشان تحس أنها جميلة و مرغوبة.
و مش لحظة ضعف قبلت بكده، لا كانت شايفة ده يخدم مصلحتها علشان حازم يصدق أنهم متزوجين، و من الناحية التانية سعيدة بالحب اللي تشوفه من اياد، بقت تستغل اي وقت سماح و صباح مش في البيت علشان يجي اياد، غريبة خافت من الإنسان و مفيش خوف من رب العالمين....
لما حصل الحمل ، فرحت اكتر.
الكل كان مصدوم و هو بيسمع كلامها ،تحكي من غير خوف و كأنها عملت شئ عادي.
عماد يحمد ربنا انه نجاه منها.
أمل و حازم مبسوطين أن مفيش حاجة حصلت بينه و بين نورا.
صابرين فقدت النطق و النفس و فارقت الحياة و هي تسمع كلام  بنتها.
صباح مش زعلانة من نورا أو على نورا زعلانة على الطفل أنه مش أبن حازم.
قال حازم: بصي يا نورا، أنا مليش حكم عليكي، و الحمد لله أن ربنا أنقذني منك، و ربنا يعين خالتي على واحدة زيك، أنا كلمت عمك و فتحت التلفيون علشان يسمع مغامرات بنت أخوه.
خبط الباب ،فتح حازم و قال::اتفضل يا عمي.
خافت من عمها ، جريت وراء امها و قالت: الحقني يا ماما.
شدها عمها و مشي.
رح حازم و عماد عند صابرين و قال حازم: أنا آسف يا خالتي.
مفيش رد ، كمل عماد: خالتي أنتِ بخير.
و ماتت صابرين بسب الحسرة على بنتها...
في الأرياف
وصلت نورا مع عمها قرية صغيرة و هي تبكي و تصرخ بخوف.
داخل غرفة صغيرة مليانة حشرات من كل الانواع ،كانت نورا مربوطة  من أيدها.
دخل عمها معه الكربك، صرخت و هي بتقول: تعمل ايه يا عمي أنا قولت كده علشان حازم هدد أنه يقتلني ، اللي في بطني ابن حازم صدقني.
من غير ما يرد، نزل عليها ضرب و هي تصرخ ، ظل نص ساعة كاملة يضرب فيها لحد ما تعب و هي نزفت كتير و فقدت الواعي..
و امها ماتت و ادفنت من غير ما تكون معها و لا تعرف.
و هي مرمية على الأرض ،حست بجردل مياة عليها ، شهقت و هي تقول : مين.
: اهدي أنا جاي اهربك من هنا.
= بجد
: أيوة يلا بسرعة.
و سندها لحد برة كانت في عربية ركبت فيها معه، و بعد شوية وصلت المقابر، سألت و هي تبص حواليها : احنا بنعمل ايه هنا؟
نزل الشخص اللي ساعدها في الهروب، شدها بقوة و قال: تعالي معي.
بقت تصرخ و هي مش فاهمة في ايه ، بصت بصدمة لما لقت حازم واقف قدم مقبرة مفتوحة، فهمت هو ناوي على أية 
قال هو: برافو عليكي هو كده، عايزك تجربي نفس  الشعور اللي كنتي عايزة  أمل تجربه.
مجرد ما خلصت جملته، شدوها إلى المقبرة و قفلوا عليها...
و للحديث بقية 
حازم قفل على نورا  القبر و هي تصرخ و تخبط على الباب: حرام عليك افتح يا حازم ، بتعمل ليه كده، أنا عملت كل ده لاني بحبك، افتح يا حازم.
جاء عماد من وراء و قال: حازم افتح و كفاية كده دي ممكن تموت.
صاح بغضب: خليها تموت ، هي كانت عايزة تقتل أمل.
قال عماد: و تشيل ذنب القتل في واحدة زي دي.
قال عم نورا: أفتح يا حازم، أنا وافقت على طلبك علشان تريح قلبك، بس الجاي بتاعي علشان ده عا،ر و لازم اغسلوا بايدي.
سأل حازم: ناوي على ايه.
شاور لوراء و قال: جبت الود اللي غلطت معه علشان يكتب عليها بعد الولادة و ياخدها و يغور.
حازم: و كده أنت عملت ايه تكمل حياتها عادي.
أبتسم بسخرية و قال:لحد الولادة هو و هي هيشوفوا العذا،ب ألوان  ،و  خد عندك بقا  المحروس يشرب مخدر،،ات، و مش لقي ياكل و حرامي و بتاع نسوان و ياكل من عرق الستات  اللي يمشي معهم ، هو ده اللي يغسل عاري و يبرد قلبك.
قال عماد بحزن: مش صعبان عليا غير خالتي الله يرحمها ما,تت بالحسرة على بنتها.
قال حازم لنفسه: ياريت كانت صباح و أنتِ لا يا خالتي.
فتحوا ل نورا و مشي حازم و عماد
و نورا و اياد رجعوا بيت عمها، و رجعت المكان اللي كانت قاعدة في و هو اوضة تانية و بدأ عمها يعذبها هي و هو اسوء عذب من ضر،ب و إها،نة و ذ،ل و جوع و عطش.....
خرجت من المطبخ و معها صينية عليها أكل و قالت:
_ تعالي يا سلسبيل علشان ناكل اي حاجة.
بعد كل اللي شافته خافت و حست أنها اتسرعت في كتب الكتاب و أنها توافق على الجواز من عماد و دخل الشك في قلبها و أن كلام نورا صح..
قعدت أمل جنبها و قالت: محدش يحس بيكي قدي ، بس صدقني عماد راجل محترم اوعي تكوني صدقتي كلام نورا.
قالت بحزن: طنط  قالت كده.
: كدب ،صدقني كدب، عماد مش كده.
قامت من مكانها بسرعة و قالت: أنا لازم أرجع اسكندرية حالا.
قامت هي كمان و قالت: مقدرة خوفك بس اهدي و صدقي كلامي ، نورا دي مجنونة ،مش متخيلة هي عملت فيا ايه، اقعدي و أنا احكي لكي ، بس يلا نأكل لاني لازم أخد علاج و لو حازم رجع و أنا مخدتش العلاج يتعصب عليا و أنتِ السبب.
تنهدت بحزن ثم قالت: أنا اتسرعت يا أمل و حاسة بالغربة.
: حاسة بيكي، طيب تصدقي أني من بعد الجواز  دي أول مرة ازور بيت حماتي.
بصت باستغراب و قالت: بجد.
: أيوة بجد ، اقعدي نأكل و احكي ليكي حكايتي....
في شقة صباح 
صباح قاعدة زي ما هي من وقت  ما خرج حازم و عماد و معهم صابرين.
و افتكرت حازم لما قال لها:
أنتِ مرتاحة دلوقتي ، شايفة عملتي فينا ايه، خليتي واحدة مجنونة زي نورا تعمل كل حاجة علشان بس تكون لي، نسيتي بنتك و فكرتي ازاي تكسري أمل، و المفاجأة اللي اتكسرت سماح مش أمل، عندك استعداد تضيعي ابنك علشان ثبتي أن اختيارك كان صح و نورا هي الزوجة المثالية و اختياري أنا كان فاشل لما اخترت أمل، مفكرتش في عماد و  مراته اللي جاية تعزمك على الفرح، فكرتي في نفسك بس، على فكرة يا ماما أنتِ مش تحبي نورا ، لأنك ببساطة بتحبي نفسك بس، كل اللي احنا فيه بسببك أنتِ، أختك ماتت محسورة بسبب عمايل بنتها اللي أنتِ مشاركة فيها، و مفيش دمعة من عينك نزلت عليها، أنتِ ايه؟ اللي حصل لسماح مش فارق معكِ و  موت اختك عادي عندك.
و أتحرك علشان  يمشي، لكن رجع تاني و انحني علشان يكون في مستواها و قال:بعد كل حاجة عملتيها ،و أنا برضو  لا يمكن أكون أب،كنتي عايزة تعارضي القدر، أنا عقيم يا ماما، عقيم.
قال الكلمة بوجع حقيقي، فرق كبير أن الإنسان يختر شيء و أنها تكون مفروضة عليه.
حازم اختر يكمل مع أمل و تخلي عن حلم أن يكون أب و كان راضي و سعيد، لكن لما اكتشف أن مريض و مستحيل يكون أب حاس بوجع كبير...
خرج حازم و عماد و راحوا بيت صابرين اللي تم تجهيزها من الجيران بدون حضور بنتها و أختها و كأنها يتيمة...
كلمت نفسها و هي تقول بصوت عالي: أنا صح مش غلط ، رأي كان صح أنت اللي غلط يا حازم يوم ما تجوزت أمل.
: كفاية بقا يا ماما.
بصت وراءها و قال باستهزاء: ايه يا سماح اخيرا خرجتي من اوضتك.
سماح بقت عبارة عن باقية انسان ، هزيلة و ضعيفة وجهها شاحب و تحت عيونها اسود، قالت بصوت ضعيف:
يمكن وحشتني ، بقعد ساعات في الاوضة من غير ما تفكري تسالي عليا، ناسية زمان لما كنا ديما نفكر و نتكلم مع بعض.
: ده كان زمان ، لما كان عندك عقل و تفكري مش تروحي ترمي  نفسك رمية سودة.
=  أنا غلطت يا ماما بس محتاجة وجودك معي
: أقف معكِ بعد ايه .
= أنتِ عمرك ما تتغيري ، حازم عنده حق أنتِ عندك هوس اسمه  أمل، كل اللي يفرق معكِ تكسري قلبها و بس، و الحقيقة احنا اللي مكسورين مش هي، هي عايشة مبسوطة مع حازم اللي يعشق التراب اللي تمشي عليه، يعاملها بحب و حنينة،، و احنا بقينا عايشين لوحدنا حتي عماد فين و فين على ما يسأل علينا .
: مش محتاجة حد فيهم ، كل واحد ماشي وراء مراته و حتي عماد اللي سمع كلام مراته و قرر يعيش في اسكندريه علشانها.
= بجد مفيش فايدة فيكي.
دخلت سماح اوضتها تاني لأن مهما اتكلمت مع صباح مفيش فايدة ،مقتنعه أن كل المشاكل بسبب أمل و دلوقتي ظهرت سلسبيل كمان.....
حكت أمل حكايتها ل سلسبيل و هي كمان حكت لها حكايتها..
: و لسه عندي أمل أن اخويا يكون عايش و يرجع بالسلامة.
= أن شاء الله..
: أنتِ كمان حكايتك صعبة.
=يلا الحمد لله على كل حال.
وصل حازم و عماد.
: يلا بقا يا عماد اتحيل عليك تتطلع 
= مش عايز اطلع ، ارن على سلسبيل تنزل و نشوف اي اوتيل.
قال بعصبية: اليوم كان طويل و صعب عليا جدا و مش ناقص جنان اخلص يا ابني.
اتحرك حازم و عماد وراء.
قال عماد بحزن:   اللي صعبان عليا في كل ده خالتي.
= الله يرحمها و يغفر لها ، الفرق كبير بينها و بين أمك.
: هي ازاي تقدر تقول عليا كده.
= كل اللي فارق معها  أننا نقول انها صح و كل كلامها مظبوط، فطبيعي مش عايزة تقول إن نورا اختيار غلط .
: توصل معها لدرجة دي يا حازم.
= للاسف و اكتر من كده.
: و سماح.
=مالها.
: نتفرج عليها و هي بتموت  يوم بعض يوم ،  لازم نعمل حاجة هي غلطت ، بس ربنا يقبل التوبة لازم نقف جنبها.
= حاولت معها اكتر من مرة ،و طلبت منها تجي تقعد معي هنا تغير جو و رفضت.
: و أنا  طلبت منها أكتر من مرة تجي معي اسكندريه و ترفض .
وصلوا للشقة، رن حازم الجرس، قامت أمل تفتح، و قالت بهدوء: حمد لله على السلامه.
: الله يسلمك ، تعال يا عماد.
حازم: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
سلسبيل: و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
عماد: عاملة ايه.
سلسبيل: الحمدلله.
حازم: أمل حضري الاكل بسرعة ميت من الجوع.
: حاضر.
سلسبيل : اجي اساعدك
عماد.: لا عايز أتكلم معكِ.
حازم: ادخلوا البلكونة و اتكلموا و أنا اساعد أمل.
دخل عماد و سلسبيل البلكونة
و حازم و أمل المطبخ 
: أنا عايزة أرجع اسكندرية دلوقتي.
=أنا قولت لحازم كده لكن رافض.
: أنا مليش دعوة بحد أنا عايزة أرجع دلوقتي.
لاحظ طريق كلامها العصبية و كمان الحزن المخفي في نبرة صوتها و عيونها، سأل: مالك؟
: بجد بتسال مالي، لا ابدا روح اسال الست نورا.
= اوعي تقولي أنك صدقتي الكلام ده.
: مصدقتش كلامها لكن كلام طنط كذب برضو.
= ايوه كذب
: في أم تعمل كده في ابنها.
قال بحزن: ايوه أمي تعمل كده.
: أنا حاسة اني اتسرعت في الموضوع ، و عايزة اخد وقت.
 رد عليها بحزن و وجع: اصلا الفرح يتأجل علشان خالتي ، خدي وقتك.
قالت بصوت عالي: تمام.
= وطي صوتك و اهدي.
: ملكش دعوه بي.
و بصت الناحية التانية و هو وقف بصمت و يقول في نفسه: الله يسامحك يا أمي.
في المطبخ.
: أنا مش فاهمة حاجات كتير ، ليه تعمل تحاليل تشوف بتخلف أو لا ، و فعلا التحاليل حقيقة أو كدب.
سأل بعصبية: ايه التحاليل كدب، قصدك اني كاذب و مزور.
: اكيد مش قصدي كده أنا اقصد.
قاطع كلامها و قال: بس مش عايز اعرف قصدك أو اسمع حاجة منك، خلاص شايفة اني كاذب و مزور كمان 
زفرت بضيق و قالت: أكيد مش قصدي كده ، أنا عايزة افهم ، مش فاهمة حاجة خالص.
= ده الطبيعي بتاعك و من أمت بتفهمي اصلا.
طفت الغاز و بصت عليه و شاورت على نفسها و قالت: قصدك أني مش بفهم.
رد بطريقة مستفزة: ده العادي.
قالت بصوت عالي: و حيات أمك ، اخس عليك يا حازم.
= بطلي كلام كتير و خلصي لاني جعان.
: طيب مفيش أكل 
أبتسم من غير رد.
: أنت بارد على فكرة...
عند نورا اللي مربوطة من أيدها و وافقة على رجليها من ساعات  من غير اكل أو شرب، بتقول بصوت متعب: عطشانة حد يجيب مياة.
محدش رد عليها، و على الناحية التانية اياد اللي كان يتوعد ل نورا لأنها سبب كل اللي حصل له....
في شقة حازم
نامت سلسبيل في اوضة و عماد في اوضة 
في اوضة الاطفال 
: عارفة أنا ليه اخترت نتكلم هنا؟
= ليه؟
: علشان الاوضة دي بالنسبة لي سبب وجع قلبك و حزنك، مش كل حاجة  الإنسان يحلم بيه و عايزه تحصل.
قعدت على السرير بحزن و تعب و نزلت دموعها و قالت: لو قولتلك كان نفسي فعلا يكون ابنك علشان يبقي عوضك و عوضي تقول هبلة صح.
: ايوه ما أنتِ هبله أنا متاكد من كده ، اسمعني يا  أمل كويس.
قاعد جنبها وماسك ايديها بحب وحنان وقال: 
ربنا بيعمل كل حاجه  و ليها سبب،تعالي نفكر مع بعض،  تخيلي لو أنا كنت سبيبتك زمان لما عرفت أنك مش بتخلفي ، و أتجوزت واحدة تانية، كان نصيبي يكون زيك هي هتبعد عني لاني مش بخلف، ربنا ارد اتمسك بيكي علشان نكون عوض لبعض، و كمان نحس بوجع بعض، جوازي من نورا في ميزة حلوة ، تأكدت أنك عندي أهم من اي حاجة في الدنيا، و حمل نورا كان سبب علشان  اعرف أني مش بخلف و الميزة هنا علشان تخلصي من عقدة الذنب و  اني محروم بسببك من الأطفال، كده احنا الاتنين زي بعض ربنا ارد لنا عدم الانجاب، بس عوضنا بحاجات كتير ، الحمد لله مستوي معيشية كويسة، بينا حب و تفاهم كبير، ناس كتير عندهم عيال بس مش مبسوطين، حبنا اقوي من اي حاجة و عوض ربنا لينا حب كل طفل يشوفنا، حتي طارق اللي مفيش علاقة بينا بيكون مبسوطة لو طلبنا منه بسمة تقضي معنا اليوم، في ظل الظروف الصعبة و أن الناس فقدت الثقة في القريب قبل الغريب، لكن ده عوض ربنا لينا، لازم نقبل بالأمر الواقع و نقفل الموضوع ده خالص ، أنا لا يمكن أكون أب و أنتِ لا يمكن تكوني أم.
= طيب ايه السبب أنك تعمل تحاليل؟
: كنت ديما مش مرتاح و بحس جبل على قلبي، لحد ما يوم نازل من البيت ، لقيت واحدة قربت عليا و بتقول عايزني في موضوع مهم.
فلاش باك 
: أستاذ حازم.
توقف عن السير و سأل: نعم.
: عايزه اتكلم مع حضرتك لو سمحت موضوع مهم. 
عقد حاجبيه بتعجب و قال: اظن اني مش عارف حضرتك، يبقي ايه الموضوع المهم اللي ممكن يكون بينا.
: نورا.
= مالها.
: بتضحك عليك.
= مش فاهم قصدك ايه.
: اللي في بطن نورا مش إبنك.
و سكتت شوية و بصت في الأرض بخجل و كملت: مفيش حاجه حصلت بينكم لأنك بعد ما خدت المخدر نامت.
شاور لها بايده بمعني تسكت و قال بهدوء: براحة كده و فهمني.
كملت هي: أنا صاحبة نورا و عارفة كل حاجة عنها، محصلش بينك و بينها حاجة ، و بالتالي الطفل مش إبنك.
سأل بعصبية: اومال ابن مين؟
: اياد واحد جارهم كان بيحبها من زمان و تقدر تقول كنا شلة مع بعض، فأنا قولته أنها أتطلقت و هو رجع يتقرب منها تأني و حصل اللي حصل.
سأل بهدوء: أنتِ متأكدة من كلامك ده، اصل لا يمكن نورا تنزل للمستواه ده.
قالت بحزن: للاسف حصل و طلبت منها اكتر من مرة تبطل تفكير فيك و تجوز هي و اياد علشان الطفل لكن رفضت، نورا عملت حاجات كتير مش كويسة و اللي حصل ده طبيعي هي بقت ترتكب الذنب بسهولة من غير خوف أو تنايب ضمير علشان كده عندها مناعة ضد فعل الذنب، أنا عارفة أنها صاحبتي و يمكن أكون غلطانة اني بقول كده، بس بجد أنا ضمير يوجعني و أنا عارفة أنها تضحك عليك.
أبتسم إبتسامة بسيطة و قال: شكرا يا.
: لبني.
= شكرا يا لبني.
و مشيت لبني و هو كان مصدوم عقله مش مستوعب أنها تعمل كده لان في جرائم كتير هي عملتها و هو مش عارف عنها حاجة.
فقرر أنه يعمل تحاليل للتأكيد...
عودة.
: بجد مش مصدقة أنها تعمل كده لمجرد أنها بتحبك.
= نورا مش بتحبني نورا مهوسه بيا ده مش حب ده مرض، حتى أمي مش بتحبني ومش بتتمنى اني  أكون اب قد ما بتتمنى انها تكون مسيطره عليا في كل حاجه انا تعبان يا أمل  تعبان بجد،محتاجك تكوني معايا. 
نام على رجليها مسكت ايده وقالت :
وانا معك يا حبيبي عمري ما هسيبك. 
نزلت دموعه بحزن و قال: انا قلبي بيوجعني قوي على أمي، مش عارف ازاي تقدر تعمل كده وانها  هتفتري على عماد النهاردة، عارفه امي مش بتحبك ليه.
مسحت دموعه  و قالت : ليه يا حبيبي ؟
= من واحنا صغيرين و هي تختار لنا  كل حاجة من هدوم و اكل و مدارس حتى أصحابنا  هي اللي كانت بتختارهم ، مكانش حد فينا  عنده قرار أو  رأي ،  اول قرار اخده في حياتي هو أنتِ لما قابلتك في فرح و قررت أني اخطبك ، لما سالت عليكِ  وافقت، لكن حسب بالقلق منك وقت  تجهيزات  الشقه لما هي تختار حاجه وأنت تختاري حاجه تانية ، وأنا أوفق على رايك، هنا  حست اني أخرج عن  سيطرتها، لما عرفت موضوع تعبك توقعت أنها فرصه أني اسيبك وترجع تاني تسيطر عليا ، لكن أنا رفضت و تمسكت بيكي، كل مره اتمسك بيكي تكرهك اكثر واكثر لكن هي لا يفرق معها اكون اب ولا يفرق معها اي حاجه، بدليل النهارده قبلت تورط عماد بس علشان تثبت لي ان اختياري غلط و هي كانت صح،هي شايفة نفسها صح بعد ما ضيعت سماح و ضيعتنا كلنا..
كان يتكلم و هو يبكي زي الطفل الصغير و هي تمسح دموعه و تمشي أيدها على شعرها بحنان..
نزلت دموعها حزن عليا ،و كانت مش عارفة تقول ايه ،  قالت بحزن : معلش يا حبيبي ربنا يهديها.
وضعت قبلة على رأسه و قالت بحب: أنا بحبك اوي يا حازم و بشكر ربنا انك موجود في حياتي، و طول الوقت كنت داعم لي في مراحل حياتي  ، صحيح أنت اكتشفت النهاردة أنك مش بتخلف لكن زمان من غير ما تعرف وفقت جنبي و قبلت بي، ربنا يديمك في حياتي، بحبك اوي اوي.
 باس أيدها و قال: أنا بحبك اكتر.
في وقت ما أمل مبسوطة مع حازم..
كانت سماح تبكي على نفسها اللي ضاعت
و صباح قاعدة تبص حواليها على بيتها و اولادها اللي ضاعوا
ونورا تشرب كاس المر جزاء أعماله 
كل واحد يحصد اللي زراعه...
مر الوقت و لدت نورا، الطفل اللي كانت شايفة أنه تميمة الحظ لها، علشان يكون الطفل مشوه.
و كتب الكتاب على اياد و مشيت معه بعد ما عمها قال إنه ملوش علاقة بيها.
و عاشت نورا معه في اوضة في السطح في عمارة في منطقة شعبية.
و تحولت حياتها من البنت اللي أمها كانت تسعي علشان تعيش حياة كريمة ،ل بنت  خرجت مع أبنها الطفل الرضيع للتسول طول اليوم و تصرف هي على زوجها المد،من اللي ياخد منها كل الفلوس و يشرب بيها مخدر،ات ، و ياريت بس كده ،ضرب إهانة اغتصاب كل انواع الذل تعيشه معه، و هو شايف انها لع،نة و هي ابنها على حياته
اياد اللي كان يتمني نظرة منها مبقاش يطيق يبص في وشها.
في إشارات المرور 
تخبط على زجاج السيارة ،شايلة أبنها على دراعها و مد أيدها و تقول: ساعدني باي حاجة يا بيه علشان خاطر العيل الصغير.
فتح الشباك علشان يتفاجا أنها نورا ، بس بشكل تاني مبهدلة و بيان عليها علامات الضرب و الارهاق، قال بصدمة : نورا.
نزلت دموعها اول ما شافته و قلبها وجعها اكتر لما لقت أمل قاعدة جنبه، بصت في الأرض من غير رد.
قال هو: ايه اللي عمل فيكي كده.
كانت ماشية من غير رد ،  لكن قال بصوت عالي: استني يا نورا، مد أيده في جيبه و خد مبلغ كبير من غير ما يعرف عددهم و قال: خدي يا نورا.
خدت الفلوس و مشيت.
و فتحت الإشارة و مشي حازم.
هي لم تندم بعد أو تفوق و تطلب التوبة من رب العالمين  ، لا  لسه شايفة أمل سبب كل اللي هي فيه و أن مكانها المفروض يكون جنب حازم و هي سرقت المكان منها.
في البيت.
مدت ايديها بكوبية شاي و قالت: اسمع كلامي علشان نعدي الفقر.
اخد رشفة من الشاي و قال: بس الحكاية فيها سجن  .
: سجن  ايه ، احنا نرتب للعملية صح، من غير من نسيب دليل ورانا، نخليهم  برة البيت   و ناخد كل الفلوس و الدهب، بقولك العربية اللي ركبها تعدي النص مليون ، ما بالك الدهب و الفلوس.
حط ايده على رقبته و. قال: أنا خايف.
حطت أيدها على كتفه و قالت: بكرة الجمعة يقضوا طول اليوم عند سمر أخت أمل  و يراجعوا متأخرين  ، و العمارة هادئة و كل واحد في حاله أسمع كلامي و نفذ اللي اقولك عليها و احنا نعدي من غير دليل ورانا...
اقتنع اياد بكلامها علشان طمعان في الفلوس و هي نفسها تنتقم من حازم و أمل و نفس الوقت طمعانة في الفلوس.
الساعة ١٢  بليل.
لبس قناع على وشه علشان محدش يتعرف عليه من الكاميرات، وصل قدم الشقة، فتح بمفتاح يفتح اي باب، و دخل بهدوء و حذر، كانت الشقة هادئة جدا، بقا يفتح أبواب الاوض براحة لحد   اوضة النوم ، بسرعة فتح الدولاب و  اخد الفلوس و الدهب و اي حاجة غالية و خفية، و أبتسم بسعادة أن العملية كانت سهلة و سريعة، خرج من الاوضة ، و تتفاجأ أنها خارجة من البلكونة و قبل ما تصوت جري عليها حط أيده على فمها و خرج سك،ينة و طعنها في بطنها اكتر من طعنة.
وقعت على الأرض و هرب بسرعة..
و للحديث بقية 
لطمت نورا على وشها و تقول::
يا نهار اسود قتلت سماح.
قعد بعصبية و قال: و أنا أعمل ايه فجأة طلعت قدمي ، الغلط غلطك مش قولتي مفيش حد في البيت.
: و كلامي صح أمل و حازم مش في البيت، بس سماح بتعمل ايه عندهم؟
= مش عارف ، المهم نعمل ايه دلوقتي؟
: و لا حاجة ، احنا نهدي شوية و نشوف ايه اللي يحصل، و يمكن أمل تروح  فيها و تنعدم و ارتاح منها.
 = بتحبي أمل اوي أنتِ
ضحكت بصوت عالي و قالت: اومال، المهم محدش شافك.
= ايوه.
في شقة سمر 
زي العادة متجمعين مع بعض يوم الجمعة.
كان حازم و أمل قاعدين في البلكونة لوحدهم.
: هتفضلي كتير كده.
بصت بعصبية من غير رد..
: يعني ينفع كده.
ردت بنبرة حادة: هو أنا كده من غير سبب مثلا، أنا ديما كنت بطلب منك تقف جنب سماح و اقولك أنها غلطت بس خليك جنبها، و لما قولت أنها تجي تقعد عندنا كام يوم فرحت جدا، بس تقولي أن أمي ماتت مقهورة بسبب أمك، وأنهم عملوا ليا سحر و اعمال، و مش بس كده كمان كانوا عايزين يحرقوا وشي بمياة نار و يقتلوني ، و يتكلموا عليا بالباطل في فرحي كل ده ليه؟ أنا عملت فيهم ايه؟ ازاي في حد بالشر ده؟ و مش بس كده أنت  و سمر و محمد خبتوا عليا أن أمي ماتت بسبب كلام أمك، و أن أمك حاولت تقتل أختي كل ده و  عايزني أكون مبسوطة عادي، بص يا حازم طول ما اختك في البيت أنا أقعد هنا لحد ما تغور في داهية لاني مش طايقة اشوف وشها، و أنا اللي هبلة و عبيطة و قلبي طيب، بجد مش أقدر أصدق ازاي يعملوا كده فيا..
قالت كلام كتير و هو مش زعلان منها و شايف عندها حق، بس أنها تقول أقعد هنا و تقرر تسيب البيت ،الجملة وجعت قلبه، قال بحزن: عايزة تسيببي البيت يا أمل؟
= على ما أختك تمشي من البيت.
: اهون عليكي تبعدي عني.
= لا ، بس أنا زعلانة منك و من سمر انكم خبتوا عليا.
جت سمر و قالت: عملنا كده علشان مصلحتك، لما خبيت أنا و محمد في الأول ،خوفنا لو عرفتي حاجة زي كده تبعدي عن حازم و دي حاجة صعبة عليكي في الوقت ده صح.
و المرة الثانية لما روحت لصباح حازم خاف تعرفي و تزعلي منه، عملنا كل حاجه علشان خاطرك ،اوعي تقولي أن انا و حازم مش خايفين عليكي و أو كل اللي يهمنا أنتِ..
=أنا مقلتش كده.
:بس اسكتي خالص، احنا خايفين عليكِ و أنتِ واقفة عاملة لينا محكمة، عارفة أنا لو مكان الراجل الغلبان ده ،كنت سبتك تتكلمي من غير ما ارد عليكِ.
أبتسم و قال: مقدرش اسيبها زعلانة.
= بس أنا زعلانة فعلا.
: أنا آسف.
قبل ما تتكلم رن التليفون،بس للرقم وقال باستغراب:
غريبة ده رقم البواب. 
قالت امل بتوتر:  خير أن شاء الله ،افتح يا حازم  شوف في ايه؟
 فتح الخط، قبل ما يتكلم اتكلم البواب وقال بصوت عالي: 
الحق يا أستاذ حازم تعال بسرعة البوليس في الشقة.
سأل بذعر: بوليس في الشقه ليه ايه اللي حصل؟
رد البواب: مصيبه 
صاح بصوت عالي :اتكلم بسرعه ايه اللي حصل. 
: الست أختك مقتولة في الشقة.
جمله تقيلة سمعه حس أن توازنه أختل مش قادر يقف، مسك في السور و الايد اللي ماسكه الموبايل بترعش وسال  علشان يتاكد : أنت بتقول ايه؟
قفل البواب الخط.
بصت أمل بخوف وقالت: في ايه ؟
قال  بصوت ضايع :
مش عارف بيقول ايه .
رفض يقول الجملة و قال : 
 مش عارف
:طيب يلا حبيبي نروح نشوف في ايه.
مسكت  أمل ايده يمكن أول مرة تحس أن هو ضعيف كده ومحتاجها بجد، ومشيت امل مع حازم و معاهم محمد وسمر على الشقة..
اما صباح رغم أنك لما كانت سماح معاها في الشقه كانت مش بتتكلم معاها ولكن دلوقتي حسيت بالوحده ، زي ما بيقولوا تبكي على الاطلال قاعده حزينه وحيدة حست بالغلط  بس رافضه تعترف ولسه بتكابر انها كانت صح و اي حاجه تعمليها علشان  مصلحه ولادها..
عماد وسلسبيل اتاجل الفرح بسبب وفاه صابرين والنهارده مر ثلاث شهور على  وفاة صابرين وتم تحديد الفرح وحجز القاعه بعد اسبوعين. 
كانوا قاعدين على البحر في جو شاعري و رومانسي.
ابتسمت وقالت:
 أنا بحبك قوي يا عماد بجد حساسة  أن أنت عوض ربنا لي.
رد عليها بحب:
 وأنا كمان حاسس أنكِ عوض ربنا لي، وحاسس براحه كبيره لمجرد أني قلتلك كل حاجه عن مشاعري تجاه نورا ،في الماضي،  لان لازم العلاقه تكون مبينة على الثقة،عارفه ايه اكثر حاجه تعجبني في علاقه حازم وامل الثقه والوضوح و الصراحة، أنا نفسي تكون علاقتنا زيهم قوية.
: أن شاء الله يا حبيبي.
= قلبي يا ناس.
و كأنا مش مكتوب ليهم الفرحة ، كل ما يحدود معاد الفرح يحصل ظرف يمنع الفرح.
وصل حازم مع امل وسمر ومحمد كانت العماره من تحت مليانه أفراد الشرطة و ناس  كتير ، كان  ماشي بصعوبة شديدة كأنه لسه يتعلم المشي من البداية، كانت امل ماسكه ايده من ناحيه و الناحيه الثانيه محمد ماشي جنبه.
وصلوا للشقه قبل ما  يدخلوا سأل العسكري: على فين ؟
رد محمد : احنا اصحاب الشقة.
: طب اتفضلوا. 
اول حاجه عينه جت عليها هي الجثه المرميه في الارض و متغطيه، كان يردد جوه عقله اكيد دي مش سماح  اكيد دي مش اختي
سأل الظابط  : 
انتم اصحاب الشقة.
رد محمد : حازم صاحب الشقة و عايشة هنا مع مراته.
: و أنت مين؟
 = أنا جوز أخت مدام الاستاذ حازم.
 و بدأ الظابط يسأل أسئلة معتادة ، زي كنتوا  فين، و بتشكوا في حد.
طول الوقت كان حازم ساكت اللي رد هو محمد و أمل بس.
و في النهاية تم أخذ جثة سماح إلى  الطب الشرعي و هما راحوا القسم علشان التحقيق الرسمي..
: البقاء لله يا استاذ حازم.
رد بنبرة حزينة: و نعم بالله.
: كنت فين ساعة وقوع الجريمة؟
و بدأت الأسئلة المعتادة.
في شقه صباح الباب خبط جريت بسرعه وهي مفكره أن سماح رجعت.
فتحت الباب وكان حازم ابتسمت وقالت :
حمد لله على السلامه اخيرا جيت  انت فين كل ده؟
نزلت دموعه و قال: مش عارف كنت فين تعالي معايا يا امي. 
: احنا هنروح فين؟
= عند سماح
ابتسمت و قالت : طيب ثانيه واحده. 
دخلت تغير هدومها وهو لسه واقف على الباب، خرجت بسرعة مسك ايديها علشان يروحوا الطب الشرعي..
دخل هو وهي المشرحه مكانش لسه قالها حاجه، وقفوا قدام الجثة  المتغطية ،
سالت وهي تبص  على حازم:
 احنا بنعمل ايه هنا؟
شال الغطاء وقال: سلمي على  سماح.
اول ما الغطاء اتشال صرخت  بصوت عالي و هي تقول: سماح، سماح مالك بتعملي ايه يلا عشان نمشي انا عارفه انك زعلانه مني بس خلاص انا سامحتك و هقف جنبك و نبدا من جديد، قومي يا سماح قومي عشان خاطري.
حضنها وقال: خالص هي مشيت 
صرخت وهي ماسكه في هدومه: لا متقولش كده, هي هتقوم دلوقتي وهنرجع البيت وأنت كمان هترجع معايا و عماد كمان.
شدها وخرج بره وهي تصرخ و بتنده على سماح.
وقعت في الارض وهو قاعد جنبها.
كان  الكل واقف حزين عشانهم و  المشهد صعب.
همست امل لمحمد:  عماد لسه ما يعرفش لازم نقول له. 
تولى هو المهمه وقرر يبلغه الخبر، علشان للمرة الثالثة فرحته تكسر بخبر يقسم القلب و الضهر و سافر عماد و سلسبيل.
في الوقت ده تم تشريح الجثة.
مره ثلاث ساعات وحازم قاعد في الارض و أمه في حضنه و هي عاملة تعيط و تقول : سماح، أنا آسفة ،حقك عليا بس ارجعي.
وصل عماد و هو يجري وراه سلسبيل ، قابلوا محمد و قال: أن لله و ان اليه راجعون.
قال بصوت ضعيف :
عايزه اشوفها.
مشي محمد معه لحد المشرحة ، وقف هو برة و دخل عماد و دقائق و خرج مقدرش يشوفها ، من اول نظره بص عليها وجري بره، وقاعده على الارض جنب ام من الناحيه الثانيه و مسك أيدها و قال:
اكيد كل اللي يحصل ده حلم صح.
كانوا الثلاثه منهارين من الحزن، بس هي الاكثر لانها دلوقتي و اخيرا شفت الحقيقة و شفت أنها غلطانة و هي المذنبة في كل اللي حصل.
تم تجهيز الجثة و راحوا المقابر.
بعد الدفن كل الناس مشيت فضلت  صباح قاعدة قدام القبر وعماد وحازم معها.
وامل ومحمد وسمر و  سلسبيل واقفين قريب منهم. 
قال حازم : يلا يا امي كفايه كده.
حركت راسها بالرفض و دموعها تنزل بغزارة ، وقالت:  لا مش أمشي و اسيب بنتي.
قال عماد: القاعدة ملهاش لازمة.
: قلت لا مش امشي، امشوا انتوا.
بص حازم ل أمل بمعني أنها تمشي، و قام عماد و قال:
 أمل ممكن تخلي سلسبيل معكِ النهاردة و بكرة ارجعي إسكندرية.
قالت باعتراض : مش ارجع من غيرك.
قالت امل: أنا أخدها معي عند سمر لان ممنوع ادخل الشقة على ما التحقيق يخلص ، متخافش عليها..
رجع عماد تاني مكانه، و قال محمد: يلا يا جماعة.
أمل : غلط القعدة في المقابر.
محمد: طبعا غلط و خصوصا بليل ، يلا كلها شوية و النهار يطلع.
مشي محمد والبنات معه، وصلوا البيت نزل هو شقة أمه في الدور اللي تحت و ساب الشقة.
مر أسبوع كامل و صباح رافضة تسيب المقابر و عماد و حازم قاعدين معها.
و التحقيق كان شاغل.
عند نورا كانت تتسول في الشوارع علشان محدش يشك فيها، لكن ابنها تعب ،فرجعت قبل معادها،علشان تلاقي اياد ياخد الدهب و الفلوس و عايز يهرب.
سألت : أنت رايح فين؟
رد بتوتر و قال: مفيش المكان هنا مش أمان، اخد الحاجة في مكان تاني.
: و فين المكان ده؟
= بعدين يا نورا.
حطت الود على الكنبة و قالت بصوت عالي: لا بقا شكلك عايز تهرب بالفلوس لوحدك.
رد ببرود: أنا ابدا ، لو كنت عايز كنت هربت من زمان.
: طيب قولي فين المكان.
زعق بصوت عالي: قولت بعدين.
قربت منه و مسكت هدومه و قالت: غور في ستين داهيه بس سيب الحاجة بتاعتي.
زقها و قال: الحاجات دي ، أنا اللي سرقتها و عرضت حياتي للخطر.
: و أنا اللي خططت لكل حاجه.
= بقولك ايه مش عايز صداع ، ابعدي عن وشي احسن لك، كان يوم اسود يوم ما قابلتك و شوفتك أنا مش طايقك و لا طايق الود المش،وه ده.
قالت بجبروت:طالع مش،وه ليك ،هيجيبه من بره.
ضربها بالقلم بقوة، ردت القلم ليه.
صرخ بغضب شديد و مسكها من شعرها و خبط رأسها في الحائط ، كانت على قد ما تقدر تبعده عنها،لحد ما قدرت تبعده و جريت جبت السكينة و ضربته بيها اكتر من مرة.
كل ده و الطفل يعيط، صرخت فيه: اسكت ،اسكت مش عايزة اسمع صوتك.
و الطفل مستمر  و يزيد في العياط، حطت  أيدها على فمه علشان تمنعه من العياط، و ارتاح الطفل المسكين و مات،ت..
و هي فتحت الغاز علشان تحرق البيت بلي فيه.
و للحديث بقية 
فتحت نورا الغاز و قررت تمحي آثر زوجها و أبنها و تهرب بالفلوس، مسكت الولعة و قبل ما تضغط عليها خبط الباب ، بصت بخوف على الجثث، و كتمت نفسها و كأن محدش هنا.
خبط صاحب البيت بقوة و قال: أنا عارف أنكم جوة و مش عايزين تفتحوا ، عايز الايجار المتاخر .
محدش رد، صاح بصوت عالى أكتر: افتحوا بدل ما اكسر الباب عليكم.
قفلت الغاز بسرعة و فتحت الشباك لان نفسها اتكم من الريحة.
صاحب البيت شم رائحة الغاز و قال: ليكون مش هنا بجد و الغاز مفتوح، هيولعوا في البيت ولاد المجا،نين.
كسر الباب ، كانت وافقة و مسكة السك،ينة في أيدها ، بص على آياد اللي غرقان في د،مه بفزع و رعب.
جريت ناحيته لكن قفل الباب بسرعة، و لأن الباب مكسور مش مقفول، كان مسكه بصعوبة شديدة و هي تشد من جوة.
طلع التلفيون ،طلب رقم عامل عنده و قال: هات الرجالة و أطلع فوق السطوح بسرعة.
قفل معه و رن على الشرطة.
سابت الباب لما فقدت الامل ، و بقت تدور تهرب ازاي ، لكن مفيش مفر للهروب ، مفيش غير شباك واحد و ده يطل على الشارع و هي في الدور العاشر.
قعدت بقلة حيلة......
أمل و سلسبيل مع بعض في نفس الاوضة.
تنهدت بحزن و قالت: أنا قلبي وجعني على حازم و نفسي أكون معه.
حطت التلفيون بإحباط ، بعد ما فقدت الامل أن عماد يرد عليها، و قالت: طيب نعمل ايه ؟ محدش فيهم بيرد علينا
: فكرة أنهم حاليا الساعة واحدة بليل في المقابر و كمان بقالهم أسبوع على كده حاجة ترعب.
= طنط صباح رفضت ترجع، و الغفير حذرهم من كده و هي مصممة تفضل هناك، اكيد مينفعش حازم و عماد يسبوها لوحدها.
: طبعا، طيب أنتِ شايفة نعمل ايه نروح ليهم؟
 = مش عارفه يا أمل. 
فردت جسمها على السرير و شدت الغطاء عليها و قالت بتعب: حاسة اني تعبانة ، انام شوية.
سألت بخوف: أنتِ كويسة ، أقول سمر تجيب دكتور
ابتسمت ابتسامه مكسورة و متعبة و قالت: مش كفاية حازم و سمر أنتِ كمان تخافي عليا من اي حاجة.
قالت بهدوء: أنتِ بطلة يا أمل ، المرض ده وحش اوي.
: الحمد لله ، أنا كويسة ،هنام شوية، لو عماد رد عليكي ، خلي يقول لحازم يكلمني.
و غمضت عيونها قبل رد من سلسبيل..
تتاؤب و قالت: أنا كمان انام شوية..
في المقابر.
صباح تخبط على القبر وتقول بصوت عالي: سماح, سماح افتحي  أنا ماما أنا جيت.
مسك حازم و عماد  ايديها بصعوبه اللي بتخبط بيها  وقال عماد : يا ماما حرام عليكِ كده، القاعدة هنا غلط.
صرخت بصوت عالي:
 ابعدوا عني، ابعدوا عني، أنتم مين؟ أنا ما اعرفش حد فيكم ابعدوا عني ،أنا عايزه اولادي  يا سماح يا حازم يا عماد.
نزلت دموع حازم و قال:  احنا ولادك يا ماما أنا حازم وده عماد وسماح في حته أحسن من هنا بس يلا يا ماما كفايه كده الغفير حذرني يطلب الشرطه لو فاضلنا هنا. 
شدت ايديها منهم ونامت على الارض وقالت : أنا هفضل هنا جنب بنتي مش امشي من هنا.
بصوا لبعض بقله حيله،من  أسبوع على الحال ده رافضه  تمشي  وتنام هنا و هما لا يمكن يسيبوها لوحدها، لكن اكتر من شيخ حذرهم من كده، و كمان الغفير هددهم يطلب البوليس.
رن تلفيون حازم، مفكرش يبص فيه، فهو من يوم الوفاة مش بيرد على حد و عماد زيه.
تتكرر الرنين  اكتر من مرة على غير العادة لأن اي حد يرن مرة واحدة بس.
طلع التلفيون من جيبه، بص في الرقم و قال: الظابط.
قال عماد: رد بسرعة.
فتح الخط: نعم يا فندم.
سكت يسمع كلامه شوية و بعدين قال: مسكتوا القاتل.
قامت بسرعة و هي تجري ، و هما وراءها.
بعد شويه وصلوا القسم 
في غرفة الظابط.
سألت بدموع: مين اللي قتل بنتي؟
الظابط: اهدي يا حاجة لو سمحتي ،اتفضلي اقعدي.
قعدت صباح على الكنبه و ولادها جنبها، كل واحد مسك أيد و كأنهم يقولها احنا جنبك و عمرنا ما نسيبك.
دقائق و الباب خبط، و دخلت نورا، و لكن بكل جمود مفيش خوف و مفيش ندم و لا دمعة واحدة نزلت.
اتصدموا و سأل حازم: هي؟
الظابط: ايوه هي العقل المدبر و جوزها اللي نفذ.
قام عماد لف أيده على رقبتها بغضب و قال: أنتِ شيط،انية، ازاي كنت مخدوع فيكي كده، ايه الجبروت ده يا شيخة.
قرب العسكري و بعدوا عنها و هي كانت تبسم ابتسامة مستفزة.
بصت لحازم و قالت: و أنت مش عايز تقول حاجة.
رد ببرود شديد: اه عايز اقول، شوفي بعد كل اللي عملتي علشان تفرقي بيني و بين أمل، من محاولة قتل و سحر و اعمال و سرقة ، لسه بحبه و لسه مراتي و هتفضل كده لحد اخر يوم في عمري.
كانت عايزة تستفزه لكن هو اللي استفزها.
سأل عماد: ممكن يا فندم نعرف ايه اللي حصل.
الظابط: الحقيقة المتهمة كانت مطيعة جدا و اعترفت بسهولة.
و قال لهم على كل الجرائم اللي عملتها و آخرها قتل جوزها و ابنها.
حرك حازم  رأسه بالنفي و قال: أنتِ مش إنسانة ، تقتلي ابنك و في غيرك يتمني ضفر عيل، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي.
كل ده صباح قاعده ساكته بتسمع بس لحد ما بصيت لها وسالت :
ليه يا نورا قتلت سماح؟
ردت بهدوء شديد :
من غير قصد  يا خالتي هي اللي كانت موجوده هناك في الوقت الغلط، أنا كان غرضي سرقه بس كنت عارفه أن حازم و أمل يكونوا عند سمر في الوقت ده.
رد حازم: عايزة تسرق بيتي و أنا عطفت عليكي بمبلغ كبير.
: مش عايزة عطف، عايزة حقي.
خبط كف على كف و قال: حقك ، ايه هو حقك، ملكيش عندي حق و لا عمر كان ليكي عندي حق.
: لا ليا حق عندك ، و العز اللي أمل عايشة فيا من حقي.
= عارفة معنديش كلام غير الآية الكريمة
 بسم الله الرحمن الرحيم 
خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰۤ أَبۡصَـٰرِهِمۡ غِشَـٰوَةࣱۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ ﴿٧} 
سورة البقرة
كمل عماد: عندك حق في كلامك ، عملت ذنب وراء و مع كثرة الذنوب خدت مانعة ضد الذنب، ربنا ينتقم منك ،حسبي الله و نعم الوكيل فيكِ.
مشي حازم و عماد عند صباح، كل واحد مسك أيد و قال حازم: يلا يا ماما نمشي.
مشيت معهم بصمت لحد ما وفقت قدم نورا وسالت تاني : ليه يا نورا  قتلتي سماح؟
زفرت بضيق و قالت: بقولك ايه يا باشا رجعني الحبس احسن..
الظابط: يا عسكري رجعها الحجز ، أتحركت نورا علشان تمشي، لكن صباح شدت أيدها من ولادها و مسكت أيد نورا و كررت نفس السؤال و هي تصرخ.
و الغريب نورا كانت بتضحك و مبسوطة و هي شايفة حالة خالتها كده..
خدها العسكري و مشيت.
في نفس الوقت موبايل حازم مش مبطل رن و كانت أمل اللي مش عارفة تنام و عايزة تطمن عليه.
باس حازم  راسها و قال بحزن: سيبك منها دي واحدة مجنونة.
كمل عماد: يلا يا ماما نمشي.
خرجوا  من القسم على البيت بصعوبة كبيرة لأن صباح عايزة ترجع المقابر.
خرجت من الاوضة و هي بتعيط، خبطت على سمر مردتش ، دخلت الاوضة لان محمد مش موجود ، قعدت على السرير جنبها و قالت بدموع: سمر، سمر قومي.
قامت مفزوعة و اتكلمت بخوف: في ايه ؟ أنتِ تعبانة.
حركت رأسها بالرفض و قالت : لا.
مسحت دموعها و سألت: اومال يا قلبي.
زادت في العياط و قالت: تخيلي حازم مكلمنيش و لا مرة من يوم وفاة سماح، و كل ما ارن عليه مش بيرد، هو  ممكن يكون زعلان مني؟
مسكت رأسها و خلتها تنام على رجليها و تمشي أيدها على شعرها بحنان و قالت بهدوء: الله يسامحك يا امولة وقعتي قلبي في رجلي، حازم يزعل منك ليه ، هو ظروفه صعبة دلوقتي.
: مش مبرر ،يعني مش فاضي دقيقة واحدة يرد عليا علشان أسمع صوته.
= يمكن مش فاضي الدقيقة دي، حالة صباح شكلها صعبة كان بيان عليها يوم وفاة سماح.
: لا هو زعلان مني، يمكن علشان قبلها كنت بقولها مش ارجع البيت الا لما اختك تغور في ستين داهية، يفتكر اني كده داعت عليها.
= بطلي عياط و اهدي ، أنتِ هبلة عمرك ما تزعلي من حد و لا تدعي على حد، كنتي عملتي حاجة مع نورا اللي دفنتك صاحية، صدقني هو مش فاضي يرد، بدليل عماد مش بيرد على سلسبيل.
: أنا غيرها و هو عارف كده، عارف أني من غيره و غيرك بكون ضايعة ، أنا فاهمة و حاسة بيا و كان نفسي اكون جنبه زي ما هو ديما جنبي ، بس هو يبعد عني ليه.
= اهدي و بطلي عياط، و كلامك صح لازم تقفي جنبه و تعرفي أن اللي حصل مش شوية ، و المصائب تنزل عليه زي المطر، لازم تكوني جنبه.
قامت من على رجليها و قالت: أنا عايزة كده ، هو اللي مش عايز ، مش فاضي دقيقة يكلمني.
و عيطت بانهيار لأنه بالنسبة لها مش مجرد زوج ، و هو كل حاجة لها في الدنيا، من غيره تحس بالضياع، و اسبوع كامل مش عارفه تسمع صوته.
خدتها في حضنها و قالت: اقولك حاجة خدي سلسبيل بكرة أن شاء الله و روحوا البيت و اطمنوا على حماتك.
في بيت صباح 
جابوا دكتور و قال لازم تروح مصحة أمراض نفسية.
و خدت حقنة منومة و نامت..
قاعدين في الصالة كل واحد على كنبه
سأل عماد: هنعمل ايه ؟
: في ايه؟
= نسمع كلام الدكتور .
: مش عارف ، بس اكيد لو رحت مستشفى تتعب اكتر.
= أنا بقول كده برضو، بص أنا أطلب نقلي للقاهرة تاني و اعيش معها هنا.
: و الشقة اللي جهزت هناك و سلسبيل و احتمال يرفضوا نقلك اصل مش لعب عيال.
= لو رافضوا النقل اسيب الشركة خالص، و سلسبيل لها حرية الاختيار أنا وافقت في البدايه لما قالت  نعيش في اسكندرية لأنها مرتبطة بيها، بس حاليا أمي اهم من اي حاجة.
: شوف موضوع النقل و كمان أسأل سلسبيل على رأيها، و بالنسبة لماما أنا قررت أعيش هنا معها.
= و أمل.
: مالها؟
= هتوافق تعيش هنا بعد كل اللي حصل.
: اكيد هتوافق أمل قلبها طيب 
= و لو رفضت.
: هيكون اختيارها ، بس أنا أعيش تحت راجل أمي، و مهما عملت فين هي أم و لازم نشيلها على رأسنا.
= تصدق كنت فاكر نفسي زعلان منها اوي ،بس أول ما شوفت حالتها كده قلبي يتقطع عليها.
: ربنا يشفيها و يرحم سماح و خالتي و ينتقم من نورا.
 = اللهم امين ، بقولك يلا تنام شوية قبل ما ماما تصحى.
في الصباح
واقفين أمل و سلسبيل قدم بيت صباح و مكسوفين يطلعوا.
: على فكرة أنتِ بقالك سنين متجوزة و حازم جوزك  يعني المفروض تشجعني.
= قولتلك هي مرة اللي جيت فيها هنا من يوم الجواز ، و بعدين ما عماد جوزك.
: لا كتب كتاب بس تفرق.
= يعني هنفضل واقفين كده ، احنا جينا نطمن على حماتنا و أزواجنا ، وراي يا بنتي 
طلعت أمل و سلسبيل وراءها.
في البيت كانت صباح في اوضة  سماح و حرفيا فقدت عقلها، عاملة تدور عليها تحت السرير و في الدولاب و تحت السجادة و رمت كل الهدوم على الأرض و تدور عليها، و هي تقول : سماح ، سماح كفاية لعب أنا تعبت.
و هما مش قادرين يسيطروا عليها.
خبط الباب ، قال حازم: شوفوا مين أقفل باب الاوضة وراءك.
خرج عماد و بص في العين السحرية و رجع قال: أمل و سلسبيل.
أخذ نفس عميق و قال: افتح لهم بس متكلمش كتير معاهم ، خليهم يمشوا على طول، بلاش حد يشوف أمك في الحالة دي، حتي لو كانت أمل اقرب ليا من روحي مش عايزها تشوف أمي كده..
كانوا زهقوا من الخبط و تأكدوا أن حازم و عماد مش عايزينهم...
و اتحركوا علشان يمشوا، لكن الباب اتفتح و قال بصوت متوتر: على فين؟
لفت بسرعة و رمت نفسها في حضنه و هي بتقول : وحشتني اوي يا عماد، عامل ايه يا حبيبي؟
طبطب على ضهرها بهدوء و قال: الحمدلله، اتفضلوا.
أمل: ازيك يا عماد
: الحمد لله.
دخل عماد وهما وراءه و كان يدعو الله ،انهما يمشوا.
قعدوا و قال هو: عاملين ايه.
ردت سلسبيل: الحمد لله بخير ، انتوا عاملين ايه ؟ و طنط عاملة ايه؟
: الحمد لله ، مرجعتيش اسكندرية ليه.
حست بالاحراج و قالت: قولت اطمن عليك ،بس ارجع النهاردة.
كذبت عليه ، كانت ناوية تفضل جنبه، أما هو بص في الساعة و قال بسرعة: كويس يلا بقا علشان توصلي قبل الليل.
ابتسمت بحزن و قالت: حاضر امشي، بس على فكرة الساعة ٢ الظهر و الطريق بالكتير ٣  ساعات بس حاضر امشي.
و خرجت سلسبيل بسرعة ، بصت امل عليها و بعدين عماد، و عيونها تدور عليها.
قال عماد: أمل روحي وراءها و فهميها قصدي.
حركت رأسها بنعم و هي أصل مش فاهمة حاجة ، و قبل ما تسال على حازم ،كان عماد قام و خرج على باب الشقة ، تصرف صريح أنها وجودها غير مرغوب فيه...
خرجت بخجل و كسوف و نزلت درجة سلم و بصت لعماد اللي كان هيفقل الباب، و قالت برجاء: لو سمحت يا عماد عايزة اشوف حازم حتي لو ثانية واحدة.
دخل عماد و دقيقة و خرج حازم، بصت عليها بحزن خسر كتير من وزنه ، ذقنه طويلة بيان عليه الهم و الحزن و التعب، قربت منه بهدوء و حضتنه من غير كلام ، كانت تطبط على ضهره بهدوء ، أما هو أيده جنبه ، مفكرش يحضنها.
بعدت عنه و  مسكت أيده الاتنين و لفتهم حول خصرها و رجعت حضتنه.
أبتسم إبتسامة بسيطة لأنها تعمل كده لما يكون زعلان منها و رفض يحضنها.
مرت دقائق و هي نفسها الوقت يقف هنا حتي هو، لكن بعدت عنه، وقفت على طرطيفها  و طبعت قبلة على جبينها، و بعدين مسكت أيده و طبعت قبلة عليه، و أتحركت من غير اي كلام 
مش شرط الكلام هو اللي يعبر لأن احيانا يكون الإنسان مش قادر يسمع أو حتي يتكلم.
الحضن اللي ممكن يكون بسيط ، كان اعتراف منها أنها جنبه و تدعمه.
قبلة الجبين تعبر عن الحب  والتقدير.
  قبلة اليد تعبر عن الاحترام.
هي اكتر حد عارف أن حازم مش في حالته الطبيعية، صدمة وراء صدمة و كل صدمة اكبر من اللي قبلها ، بداية من اللي حصل لسماح و أن هو عقيم و هي عارفة يعني حد يشعر بالنقص ، و حتي لو مش بيحب نورا لكن ضحكت عليها ، و ثقته كراجل اتهزت، و موت سماح و اكيد حالة صباح مش كويسة و ده بيان عليه هو و عماد ، و غير أن طول عمره عايش كأنه يتيم من غير أهل و ده بسبها علشان اختارها هي.
محدش يحس بيه قدها و حتي لو زعلانة منه ده مش وقت زعل.
اللي عملتها كان لها تأثير السحر عليه، أخذ طاقة كبيرة منها.
اما وصلت نص السلم ، بصت عليه و قالت: عارف المثل الشعبي اللي يقول لأجل الورد يستقي العلق.
حرك رأسه بنعم ، كملت هي: و علشان خاطرك يا اجمل حاجه في حياتي، أنا مسامحة ماما صباح و سماح، مش زعلانة منهم ، و مفيش في قلبي اي حاجه ، و ادعو ربي يرحم سماح و يبرد قلب ماما عليها..
نزل بسرعة و حضنها و رفعها  من على الأرض و قال: بحبك ، بحبك كل يوم تثبتي ليا أنك تستحقي ابيع الدنيا علشانك.
ضربته على ضهره و قالت بعصبية مختلطة بدموع: ابقي ارد عليا أنا كنت أتجنن الأيام اللي فاتت.
قال بندم : أنا آسف حقك عليا.
اما سلسبيل وافقة قدم البيت مستنية أمل و هي تبكي، رن التلفيون وكان عماد،فتحت الخط بدون كلام، و هو كمان دقائق صمت تقيلة عليهم الاتنين هو غلط فيها و شبه طردها، و مش بيرد عليها، المفروض يقدر ظروفها و أنها اكيد حزينة و خائفة بسبب تأجيل الفرح اكتر من مرة.
و أخيراً أتكلم و قال بصوت مخنوق: أنا آسف.
ردت بدموع: أنا مش زعلانة منك، و مقدر موقفك ، المهم أني اطمن عليك.
تنهيدة طويلة خرجت منه و قال: تعبان اوي يا حبيبتي.
: ربنا معك و يهون عليك يا حبيبي.
= خليكي جنبي و بلاش تزعلي مني و كل حاجة تهون.
: أنا جنبك و عمري ما اسيبك.
قالت أمل: أنا ماشية محتاج حاجة.
سند مقدمه رأسه على رأسها و قال بهمس: محتاجك أنتِ ، مش محتاج غيرك.
لفت أيدها على رقبته و قالت بابتسامة: أنا معك يا حبيبي.
أخذ نفس عميق و قال: ماما تعبانة و مهما حصل هي أمي و مينفعش تفضل لوحدها.
قبل ما يكمل  كلامه ،قالت هي: حزومي اي قرار تاخده أنا موافقة عليه يا حبيبي.
ضمها بحب و حس أن هم كبير انزح من على قلبه ، كان خائف ترفض بسبب اللي حصل من صباح.
: موافقة طبعا يا حبيبي..
= قال بسعادة : بجد يا سلسبيل ، فكري كويس.
: من غير ما أفكر  الاهم عندي هو أنت، صحيح أنا مرتبطة با اسكندرية و على أمل اخويا يرجع لكن أنت الاهم.
قال بحزن: و اسف مش نقدر نعمل فرح.
: مش مشكلة الفرح الحقيقي أننا مع بعض.
تنهد بحب ثم قال: أنا بحبك اوي يا سلسبيل.
ابتسمت و قالت: أنا بحبك أكتر.
مر خمس شهور
تم الحكم على نورا بالاعد،ام شن,قا
أمل و حازم عاشوا مع صباح في شقتها.
أما سلسبيل و عماد تم نقلهم في فرع القاهرة،و  عاشوا في الشقة اللي كانت فيها نورا.
حالة صباح تسوء اكتر و اكتر..
و يعتبر المسؤولة عنها هي امل 
 لأن حازم و عماد و سلسبيل يكونوا في الشغل.
لكن أمل تعيش اسوء أيام حياتها.
كانت وافقة في المطبخ تحضر الاكل، سمعت صوت صباح تقول: سماح ، سماح.
طفت الغاز و قالت: استغفر الله العظيم يارب.
خرجت من المطبخ و قالت: نعم يا ماما.
سألت: فين سماح؟
: بتجيب حاجة من برة.
مسكت أيدها و قالت: تعالي اقعدي علشان تاخدي العلاج.
مدت ايديها التانية و خربشت أيد أمل جامد، لدرجة أنها جابت دم..
صرخت بألم و قالت: : ليه كده.
قالت بصوت عالي: علشان أنتِ كاذبة ، سماح ماتت و أنتِ السبب؟
عقدت حاجبيها بتعجب و قالت : أنا السبب؟ لا السبب هي أنتِ و نورا، مش أنا خالص، ربنا كبير و عادل، حاولتي كتير تؤذني و حتي من غير ما أعرف و ربنا نجاني منكم ومن الشر اللي في قلوبكم.
اتكلمت صباح: هي فين سماح؟ أنتِ مين؟
ابتسمت بسخرية و قالت: بقولك ايه أنا متأكدة أنك كويسة و مش مجنونة و اللي معرفتش تعملي و أنتِ عاقلة ،قررتي تعملي و أنتِ تمثلي الجنون نفسك حازم يبعد عني.
قامت مشيت في الشقة و هي تمثل الجنون، أما أمل دخلت المطبخ..
في المساء
كانوا قاعدين الأربعة على السفرة.
سأل حازم: أمي تعبتك النهاردة ؟
ابتسمت و قالت: ابدا ، ماما صباح دي نسمة.
سلسبيل: أنا آسفة يا أمل لأني مش بقدر اساعد في شغل البيت.
: عادي مفيش حاجه.
خلصوا أكل و دخلت أمل تشطب المطبخ.
في اوضة حازم.
كان هو نايم على السرير ، و هي تصلي قيام الليل.
خلصت صلاة و قعدت على السرير و قالت: أنا بيتي وحشني اوي.
شدها لحضنه و قال بابتسامة: البيت بس طيب و أنا.
قالت باستهزاء : أنت معي اهو.
داعب أنفها و قال: مالك يا امولة شكلك زعلانة.
قامت قعدت و قالت بعصبية: 
أنت مش شايف اللي أحنا فيا، تخيل أننا عايشين في نفس المكان لكن زي الأغراب.
قام قعد قصادها و قال بحب: حقك عليا أنا عارفة فعلا أني بعدت عنك، لكن غصب عني أمي مش كويسة ، أنا عارفة من حقك تزعلي و أنا كمان زعلان بس.
قبل ما يكمل قالت: من غير بس قوم روح ل أمك لأنها وصلت.
بص ناحية الباب ،كان خيال أمه وراء الباب و تحاول تفتح باب الاوضة.
قالت بعصبية: لو الباب مش مقفول بالمفتاح كانت دخلت من غير استأذن.
قام من على السرير و قال: هي مش طبيعيه يا أمل.
فتح الباب، و قال بهدوء: نعم يا ماما.
قالت بنبرة مرتعشة: بدور على سماح.
قال بهدوء: تعالي يا حبيبتي ندور سوء.
خدها و رح ناحية اوضتها.
بصت صباح على أمل نظرة  انتصار.
قالت بعصبية: هي مش طبيعيه يا أمل ،  أنت اللي مش طبيعي يا حازم ، أنا عايزة أفهم في ايه، الست دي تصرفاتها قدم الكل كأنها مجنونة ،قدمي أنا ست العاقلين و تستغل الفرصة و تضربني بغل،لما يكون تاخد علاج يخليها تنام لحد الصبح، يوميا تعمل نفس الحوار علشان تاخد حازم ينام معها، مش بتعمل كده الصبح ليه، الا لو ده هدفها تبعد حازم عني، و فعلا من وقت ما جيت هنا ، خمس شهور و أنا في عذب منها و أنا و حازم كانا اغراب عن بعض.
خدت الموبايل و بصت لصورة بسمة و قالت بحزن: و أنتِ كمان سافرتي عند أهل ابوكي في وقت غلط ، وحشتني اوي يا بسمة.
نامت زي كل ليلة و هي تعيط..
و تمر الأيام و مفيش جديد بالنسبة لكل شايفين أن كل حاجة طبيعي و مفيش مشاكل، غير أمل اللي حياتها جحيم في البيت في ده.
قاعدة على السرير و عيونها على الباب و ترتعش من الخوف.
حازم بلغ أمل أن يتأخر في الشغل، و عماد و سلسبيل في شقتهم و هي و صباح لوحدهم في البيت.
صباح تحاول تفتح الباب بكل قوتها، و أمل تموت من الرعب، مسكت التلفيون و رنت على حازم و كان الموبايل مقفول.
و رنت على عماد و سلسبيل مفيش رد لانهم نايمين و عاملين التلفيون صامت.
ملقتش قدمها غير سمر، ردت من اول رنة بخوف: مالك يا حبيبتي ترني في الوقت المتاخر ده ليه؟
قالت بصوت واطي علشان صباح متسمعش: الحقني يا سمر صباح عايزة تقتلني و أنا لوحدي في البيت، قفل الباب عليا و هي تحاول تكسره، الحقني أنا خائفة.
قامت بسرعة و هي تصرخ : يا نهار ابوها اسود، متخافيش يا قلبي أنا جاية مسافة السكة و اطلب البوليس.
قام محمد على صوتها سأل : في ايه ؟
صرخت بصوت عالي: انزل جهز العربية بسرعة اختي في خطر.
من غير يسأل نزل جري كان لبس بنطلون و تشيرت بنص كم ، و هي لبست عباية سمرة و طرحة بسرعة و نزلت وراءه.
في العربية 
طلبت البوليس: الحقني يا باشا أختي حماتها عايزة تقتلها.
في البيت 
أمل فتحت الموبايل علشان تصور فيديو ،لانها متأكدة محدش يصدقها..
صباح مسكة سكينة و مصممة تقتل أمل، بعد كل اللي حصل شايفة أن دخولها حياتهم هو سبب كل المشاكل، صرخت بصوت عالي:
_ افتحي يا أمل أنا مستنية الفرصة دي من شهور ، دلوقتي أنا و أنتِ لوحدنا ، و الكل عارف أني مجنونة يعني مش اخد فيكي يوم واحد، و أخد طار بنتي منك.
قالت بدموع: حرام عليكي أنتم ظلموتني و أنا بقلبي الغبي و الطيب قررت اسامح, أنا اللي  ليا طار عندك  مش أنتِ..
ضحكت بصوت عالي و قالت: 
_ عندك حق أنتِ فعلا غبية صدقتي أني مجنونه وإني فقدت عقلي كل اللي انا عملته ده كان خطه يا امل خطه عشان اوصل للحظه دي عارفه ان مهما عملت حازم  مش هيقدر يسيبني وهيفضل جنبي،  و يطلب منك تعيشوا هنا ،وقد كان
وأنتِ لأنك هبله صدقتي و قبلتي ،  أحسن حاجه مفرحني  أنك عايشة خدامه ليا، عندك حق يا امل لما قلتي اني كويسة   و بعمل كل ده عشان افرق بينك وبين حازم فعلا من شهور وأنتِ وحازم عايشين  زي الاغراب طول النهار هو في الشغل وانت هنا تخدميني وبالليل اخده منك اللي انا ما عرفتش اعمله وأنا عاقلة ،عملته و أنا مجنونة، ودلوقتي خلاص الكيل طفخ لازم اقتلتك عشان ارتاح.
صرخت بدموع و هي تقول: عارفه مين اللي صعبان عليا هو حازم اللي المفروض ابنك اللي بالرغم من كل حاجة عملتيها     مقدرش يبعد عنك في ظروفك دي، وكان تحت رجليك أنتِ عامية عن الحق، اللي  قتلت سماح هي نورا مش أنا، نورا خلفيتك في الشر و الحمد لله خدتت عقابها ،عقبالك يارب، ربنا كبير و عادل و مش يظلم عباده ولا يرضى بالظلم و أنا مظلومة و بقول يارب..
كل ده كانت امل قاعده على السرير و بتترعش ومش قادره تسيطر على خوفها، وصباح بكل غل بتحاول تكسر في الباب اللي مقفول بالمفتاح.
صرخت وهي بتقول : افتحي يا امل أحسن لك، افتحي الباب.
ردت عليها: حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ، مش مسامحاك مش مسامحاك على كل حاجة عملتيها فيا ، منك لله.
واخيرا الباب اتكسر وقع قلبها في رجليها وفضلت قاعده مكانها مش قادره تقوم من مكانها،حتى لو قامت هتهرب فين
 ضحكت  صباح بصوت عالي و ماشيه بخطوات ثابته ناحيه امل وهي رافعه السكينه في وشها وقالت  ابتسامه:
_ اخيرا أخد طار بنتي وارتاح منك يا أمل، عمري ما كرهت حد قد ما كرهتك كنت عايشه مبسوطه انا واولادي ما كانش حد فيهم يقدر يخرج عن طوعي لحد ما ظهرتي في حياتنا سرقت ابني مني أنتِ حراميه و قاتلة  وأنا لازم انتقم منكِ.
غمضت عينيها وهي بتردد:
 اشهد أن لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله.
وصلت الشرطه وكسر الباب ودخلوا كانت صباح واقفه قدام امل بالظبط ورفع الس،كينه مستعده انها تضربها.
  وامل مغمضه عيونها وتنطق الشهادتين 
 قال الظابط بصوت عالي: ابعدي عنها.
لكن هي ما اهتمتش وشايفه انها تاخد براءه لأنها مجنونة، فعلا رفعت السكينه وضربت امل في كتفها،صرخت امل بصوت عالي، تزامنا  مع طلقه خرجت من مسدس الظابط  استقرت في ظهر صباح. 
و للحديث بقية 
رفعت صباح السكينه وضربت أمل في كتفها،صرخت  أمل بصوت عالي ، تزامنا  مع طلقه خرجت من مسدس الظابط  استقرت في ظهر صباح. 
علشان و أخيرا تموت صباح بعد كل الذنوب دي ،مات،ت من غير توبة و هي مقتنعة أنها على حق.
قرب عناصر الشرطة و بعدوا جثة صباح  و تأكدوا أنها مات،ت.
السكي،نة جرحتها في كتفها، و كانت تبكي بانهيار و ترتعش.
سأل الظابط: أنتِ كويسة.
مردتش كانت بتعيط بس، وصلت سمر و محمد، جريت على جوة اول ما شافتها سمحت  سمر لدموعها تنزل اللي كانت مسكها اول ما أمل كلمتها ، و جريت عليها ، و سألت بتوتر: أنتِ كويسة، ردي عليا.
حركت رأسها بنعم، خدتها في حضنها و انهاروا الاتنين من العياط.
بص محمد على جثة صباح، قال الظابط؛ للاسف لو كنا تأخرنا شوية كانت خلصت عليها.
بعدت سمر عن أمل و صرخت: يلا خدت الشر و رحت في جهنم وبئس المصير يا صباح، حسبي الله و نعم الوكيل فيكي.
سأل الظابط: مين عايش هنا تاني؟
رد محمد: جوزها و هو حاليا  في الشغل و في عماد و مراته و دول في الشقة اللي فوق.
أمر الظابط عسكري يطلب منهم ينزلوا..
نزل عماد جري و هو مش فاهم حاجه لأن العسكري مقلش حاجة ، و سلسبيل وراه..
وقف بصدمة و هو شايف جثة أمه على الارض، و بص على أمل اللي تعيط في حضن سمر، حطت سلسبيل أيدها على فمها بصدمة
قرب عماد و سأل بتعلثم: ه، و ، هو ايه اللي حصل؟
قبل ما الظابط يرد ، ردت سمر بصوت عالي: اللي حصل يا أستاذ عماد حضرتك نائم في العسل مع مراتك و سيبك أمك المجنونة مع اختي، و حاولت تقتل اختي.
بص بعدم فهم و سأل : بتقولي ايه ؟
رد الظابط: كلامها صح، وصلنا بلاغ منها أن اختها في خطر لأن حماتها تحاول تقتلها، لما وصلنا هنا كانت المتهمة رفعها الس،كينة عليها و رغم التحذير ،ضربتها بالسكينة و كان لازم نتصرف.
:  الكلام ده كدب.
قال محمد بغضب : بص على ولادتك و شوفها مسكة ايه، و بص على المسكينة أمل اللي تنزف و منهارة، و حضرتك نائم و جوزها سيبها ، رمتوا الحمل عليها و هي اللي فيها مكفية، بس قولتوا فرصة واحدة طيبة و غلبانة تشيل، و كل واحد  يشوف مصلحتها و هي تخدم واحدة مجن،ونة و مجر،مة.
كملت سمر: الغلط على اختي اللي جت على نفسها و قبلت تعيش مع مجر،مة زي أمك و تشيل مسؤولية  البيت كله و مراتك هانم في نفسها، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم فرد فرد..
بص الظابط و سأل: مدام أمل تقدري تتكلمي دلوقتي؟
قالت سمر بحنان : قولي يا حبيبتي براحة ايه اللي حصل.
أسنانها بتخبط في بعض ،الرعشة تنهش في جسدها، شاورت على التلفيون برعشة، حاولت تتكلم معرفتش.
مدت سمر أيدها و خدت التلفيون ،و توقعت أن أمل ممكن تكون صورت، و فعلا فتحت الفيديوهات و شافت هي الفيديو و دموعها كانت تنزل و نفس الوقت ملامحها متعصبة ، و كانت تتمني صباح تكون لسه عايشة علشان تقتلها هي بايدها..
قال محمد: هاتي يا سمر.
خد الظابط  التلفيون من محمد، و بعدين مد أيده لعماد و قال: شوف كده.
اتفرج عماد و سلسبيل بصدمة.
محمد: حضرتك أنت شايفة حالة امل، لو ممكن تمشي دلوقتي.
الظابط : أكيد طبعا.
وصل حازم في الوقت ده، شاف عساكر كتير و نفس مشهد قتل سماح يتعاد تاني، التوقع اللي جه في دماغه أن أمه عملت في نفسها حاجة ، يسأل العساكر محدش يرد عليه..
وصل لحد جوة و قبل ما يسأل في ايه ، شاف جثة أمه، و حالة أمل و شكل عماد المصدوم.
ابتسمت بسخرية و قالت: لسه بدري، خليك شوية كمان.
بص محمد لها بمعني أنها تسكت.
سأل بعدم فهم: هو في ايه؟
صرخت سمر بصوت عالي: شغلانة بقا كل شوية حد يجي يسأل هو في ايه ؟ لما أنت و هو عارفين أن أمك مجنونة سيبنها ليه خليكم جنبها.
اتحرك ناحية أمل و هو شايف حالتها، و سأل: مالك يا أمل؟
و حط أيده على كتفها المجروح لكن هي بعدت عنه و كانت أول جملة  تقولها: ابعد عني.
قالت سمر: شايل ايدك كتفها مجروح ،ربنا ينتقم  من صباح ، و تولع في نا،ر جه،نم، يلا يا أمل.
أتحركت مع سمر ، سأل: أنتِ راحة فين يا أمل.
لكن محدش رد و مشيت أمل مع سمر و محمد.
و حكي الظابط كل حاجة، و تم التحفظ على التلفيون لحين انتهاء التحقيق ، و تحويل الجثة الي الطب الشرعي.
و لأن الشرطة شاهدة على الواقعة ،مفيش قرار أن الشقة مقفولة لحين انتهاء التحقيق..
مشي عماد و سلسبيل على  المشرحة وراء صباح، أما حازم قاعد في البيت و كل تفاصيل الفيديو محفورة في عقله، و يفتكر أن أمه خدعتها للمرة المليون و هو صدق، و قدم لها أمل على طبق من ذهب ، يفتكر خوف أمل و هي بتحاول تتصل على حد يلحقها.
قام كسر كل حاجة في الشقة و هو يصرخ : ليه ،ليه , ليه عملت كده هي امي ، اكيد دي مش أمي، أيوة أنا مش ابنه عاشت عمرها كله علشان تتدمر حياتي، ليه ،ليه؟
لما تعب قعد على الأرض و يبكي....
رجعوا البيت بعد ما خيطت الجرح ،دخلت الاوضة مع سمر اللي قالت: نامي و ارتاحي على ما اعمل ليكي اكل.
حركت رأسها بالنفي بينما هي تكلمت : لا يا قلبي علشان الجرح ، ارتاحي أنتِ بس...
خرجت سمر و هي انفجرت من العياط..
خبط الباب وقال : أمل. 
ردت بصوت متعب : اتفضل 
أبتسم و قال: ايوة كده اتكلمي و سمعنيا صوتك.
ابتسمت ابتسامه بسيطه ، قال بهدوء: عارف أن حياتك صعبة مش سهلة و آخرهم اللي حصل النهاردة،و متاكد أن دماغك مش هتبطل تفكير بس عايزك و أنتِ بتفكري تفصلي حازم عن صباح.
بصت له بعدم فهم ، علشان يكمل ويوضح لها: يعني حازم جوزك و حبيبك و بعد ربنا و هو سمر الدعم و السند ليكي، حازم باع الكل علشانك، اللي عمله مع صباح ده يثبت أن راجل بجد و أبن بار ، بعد كل عمايل صباح كان تحت رجليها، هو صحيح أبن صباح ، بس محدش ينكر أن مش شبها و عمل كتير يا أمل، لو هو غلط ، و أنا بشوف ده غلط غير مقصود،لان شاف أمه مريضة، حتي الدكاترة خدعتهم أنها مجنونة، متوقعش أن كل ده خطة منها علشان تخلص منك، يبقي نزعل منه بس مش كتير.
ردت بهدوء: نسيت تقول حاجة يا محمد ، مش سمر و حازم بس الدعم و السند لي في أنتِ كمان، مفيش حاجه حصلت ليا الا و كنت جنبي، و أظن لو فعلا عندي اخ شقيق مش يكون غير زيك ، ديما بيتك مفتوح لي، وقت ما أطلب سمر نص الليل تكون معها.
ابتسمت و كملت  بمزح: أنا شايفة أن أنت تعبان معنا اوي.
بص حواليه بخوف و قال: عندك حق.
: شكرا على كل حاجة
= أنتِ أختي يا امولة، يلا اسيبك ترتاحي بس الكلمتين دول قولتهم علشان ضميري يرتاح.
و خرج محمد زوج الاخت الشهم الجدع، اللي بأفعاله وصل لمكانة الاخ.....
و شوية و دخلت سمر بالاكل ، كلت أمل و خدت العلاج و نامت بمفعول الأودية....
رجع عماد و سلسبيل البيت ، طلعت الشقة و هو دخل عند حازم..
بص على البيت المبهدل و قعد جنبه و قال : تصريح الدفن طلع و ندفنها بكرة أن شاء.
غمض عيونه بحزن و مردش.
قال عماد بندم: أنا آسف يا حازم.
مردش برضو و فضل ساكت، قال عماد: خليك قوي يا حازم..
بص له بعيونه الممتلئة بالدموع و قال: مفيش أم تعمل كده في ابنها، أنت تصدق أنها تحاول تقتل مراتي.
رد عماد بحزن:تصدق أنت ،أن أمك كانت عارفة أني بحب نورا و مع ذلك سعت علشان تكون مراتك..
فتح عيونه بصدمة كبيرة و قال: أنت بتقول ايه؟
: هي دي الحقيقة،أنا كنت بحب نورا بس الحمد لله أن ربنا بعدني عنها.
و ساد الصمت ، و كل واحد فيهم بيفكر في اللي حصل ،و ازاي في أم بالشر ده.
و حازم بيفكر لو كانت سمر اتاخرت كان ايه اللي حصل ل أمل.
مر ساعات الليل و جاء النهار و هما لسه زي ما هما ...
راحوا استلموا الجثة و تم الدفن مكنش في حد ، ملهاش احباب علشان يحضروا الدفنة
في شقة محمد
يفتح الباب و بص لهم بصمت، و هما كانوا يبصوا في الأرض بخجل و ندم.
قال حازم بندم: أنا آسف يا محمد.
قال عماد: حقكم علينا احنا غلطانين.
سألت سلسبيل: ممكن نشوف أمل..
قال محمد: اتفضلوا.
: محدش يدخل
كان صوت سمر العالي، و قربت وفقت قدم الباب و قالت: على فين؟
قال حازم بحزن: أنا آسف يا سمر.
ردت بصوت عالي: بعد ايه، قولي بعد ايه، لما أنت  عارف أن أمك مجنونة ، كنت قعدت معها أو جبيت حد يشيلها ,مش تخلي  أختي تقعد معها.
محدش رد عليها و كان يبصوا في الأرض بخجل، كملت هي:
المفروض يا استاذ حازم لما أنت هتاخر في الشغل، كنت طلبت من اخوك و مراته يقعدوا مع امك على ما ترجع، و المفروض من غير ما يقول كنت أنت يا عماد باشا ، قعدت مع أمك، بس  أنت  أخدت مراتك و طلعت و مش مهم بقا أمك المجنونة اللي أن شاء الله تولع في نار جهنم  تقعد مع أختي لوحدهم ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم كلم، على الخوف اللي أختي حست بيا، كان نسب اسود على دماغكم.
خلصت كلامها و  رزعت الباب في وشهم....
كانت أمل وافقة قدم الاوضة و سمعه كلامهم و تبكي....
دخلت سمر  عند أمل و قالت : لازم أعمل كده علشان يعرفوا غلطهم.
حركت رأسها بنعم و قالت : عارفة...
مر أسبوع و كل يوم حازم يروح بيت محمد و سمر تطرده من على الباب بعد ما تسمعه كلمتين زي السم.
: خلاص بقا يا سمر نفتح لهم و ندخلهم و نسمع عايزين يقولوا ايه.
وافقت بسهولة و قالت: ماشي.
و بصت على أمل و قالت: ادخلي اوضتك و اوعي تخرجي فاهمة.
حركت رأسها بالموافقة و دخلت الاوضة ، و بصت سمر على محمد و قالت: لو سمحت يا حمادة اوعي تمنعني اقول كل اللي عايزها.
أبتسم و قال: ربنا يستر..
فتح محمد لهم و قعدوا ، و بدأ حازم بالكلام و قال: أنا عارف أني غلطان، بس أنتِ عارفة أني بحب أمل و مقدرش ابعد عنها.
ضربت على رجلها و هي تقول بعصبية: على راي المثل اسمع كلامك اصدق ،اشوف امورك استعجب،  و عملت ايه يا حازم علشان تثبت كلامك،خليت امل مع واحده مجنونه ما بتكرهش في حياتها قدها. 
قال بصوت متعب: لو سمحت يا سمر من غير تجريح واهانه كل كلامك ده انا عارفه وعارف ان للاسف وصعب عليا اقولها أن أمي ست مش كويسة وست ظال،مة، واكيد أنتِ متاكده أني محبتش في حياتي قد امل فلو سمحتي انا عايز مراتي.
قالت بسخرية :مراتك وكانت فين مراتك دي لما سبتها لوحدها بدل ما توصي  أخوك عليها لا كبرت دماغك. 
اتكلم عماد : عندك حق يا أم أحمد ،بس  أنا اللي غلطان   مش حازم ، كان المفروض من نفسي أكون الليله دي تحت، لكن صدقيني محدش  كان يتوقع انها تكذب علينا.
ردت عليها: وهي طبعها ولا تشتريه على راي المثل ديل الكل،ب عمره ما يتعدل  وفي الحاله دي كل،به مش كل،ب.
بس محمد لها بغيظ وقال:
 كفايه أمثال يا سمر.
بصت على سلسبيل اللي قاعده ساكته من وقت ما دخلت وقالت لاستهزاء :
وأنتِ معندكيش كلام تقولي.
قالت بنبرة خجوله:
 انت عندك حق يا ام احمد في كل كلمه تقوليها ، أنا مكسوفه من نفسي و  شايله ذن،ب كبير.
: بعد ايه يا حبيبتي على راي المثل بعد العيد يتفتل الكحك الذنب اللي انت شايلاه ده كان هيبقى لازمة ايه لو اختي حصل لها اكتر من كده ، فاكرة  انا كنت اسيب حد فيكم ده لما يكفيني العيلة  كلها.
سكتت شويه وقالت بسخرية : و  صحيح هي فين العيله دي؟ على راي المثل عد غنمك يا جحا واحده نايمه وواحده قايمه، وهو بينطبق عليكم واحدة  مقت،وله وواحده مش،نوقه والثانيه مقت،وله مكرر يلا في داهيه. 
كانت أمل سامعه كل كلمة بتقولها و متضايقه من الكلام لانه يجرحهم قوي وكمان محمد متضايق لكن في نفس الوقت مقدر زعلها وخوفها على اختها،فقرر يسيبها براحتها.
قال بحزن: سمر عايز مراتي. 
: بشروط. 
رد بدون تفكير:  وأنا موافق طبعا.
: أول  حاجه الشقه تتوضب أقصد شقتكم مش الشقه بتاعت  المخفيه أمك، شقتكم أنتم ،تتوضب  من أول وجديد توضيب  عروسه.
= موافق وكنت ناوي اعمل كده اصلا بعد اللي حصل فيها. 
: والشبكه المفروض دي هدية  العريس بس لا احنا اللي نختار الهدايا بنفسنا. 
اتكلم  عماد بصدمه: توضيب  جديد وشبكه هو  يتجوز من أول وجديد ولا ايه يا ام أحمد 
: هو ده اللي عندنا مش عاجبك خد اخوك في ايدك و مراتك و يلا من غير مطرود، والباب يفوت جمل. 
= اسكت أنت يا عماد ،انا موافق. 
: أنت و أمل ربنا مش ريد يكون ليكم اطفال، ولازم تضمن مستقبل أمل الشقه والعربيه يكتبوا باسمها ،من عارف النفوس بتتغير بكره  اخوك ده يقف لنا ويقول أنا هاخد  حقي في الشقه. 
ابتسم وقال:  أنتِ عارفه يا سمر أنا كاتب الشقه من يوم ما اشتريتها باسم أمل ،و كمان  العربيه، و  هي متعرفش و لاي حد  يعرف.
 بس  أنا عملت كده لما فكرت نفس تفكيرك.
: تمام تشكر يا سيدي لازم تحط لها مبلغ في البنك باسمها. 
أبتسم نفس الابتسامه ،سالت هي:
 ايه عملت  كده برضو.
 حرك راسه بنعم، و  قالت: بس لازم نتاكد.
قال برجاء: حاضر يا سمر،  اعمل كل اللي انت عايزة ،بس من فضلك من فضلك انا نفسي اشوفها انت عارفه ان اسبوع كتير قوي عليا من غيرها، و متاكده اني بحبها. 
هي كانت ناويه متوافقش أن يشوفها و كل اللي عملته ده من وجهه نظرها عشان تعرفوا غلطه وكمان تغلي اختها قدامهم لكن لما شافت الدموع في عينه وهي واثقه ومتاكده ان هو بيحبها،
 قالت بهدوء: اتفضلي يا حازم هي في الاوضه.
قام سعاده وقال:
 شكرا يا سمر شكرا.
اول ما سمعت انه جاي شعرت بالتوتر مشتاقة له و نفس الوقت زعلانة منه، قعدت على السرير،وخلت ظهرها للباب.
خبط خبطة صغيرة و داخل ، من غير كلام مشي لحد عندها قعد قدامها على الارض، حط رأسه على رجليها و لف أيده حول خصرها ، رفعت أيدها علشان  تحطها على رأسها لكن حاجة منعتها تعمل كده...
غمضت عيونها ودموعها تنزل بصمت وهو نفس الكلام دموعه وتنزل بصمت مر ثواني ودقايق ومحدش منهم  كسر الصمت.
العلاقه بينهم مش مبنية على الكلام ،مبنية  اكثر على  الافعال يفهموا صمت بعض بتعرف تقرا صمته زي ما هو يقرأ صمتها.
فهمت هو عايز يقول ايه الحركه اللي عملها دي بتحمل معاني كثير قوي و شايله كلمات كتير قوي، يعتذر عن اللي حصل، بيقول  انه ضايع وتايه من غيرها،شفت أنه  مكسور وضعيف كان بيقول لها ارجعي لاني من غيرك مش ميت ولا عايش انا بين الحياة والموت.
هو ده الكلام اللي في قلبه و معرفش يقوله بلسانه من غير ما يقولوا هي فهمت وحست..
عدي دقائق كمان و بعد عنها مسك ايديها اليمين طبع قبلة عليها ثم أيدها التانية و من ثم قبلة على جبينها، وخرج من الاوضه من غير ما حد فيهم يقول كلمه ده الظاهر لكن المخفي اني اتقال كلام كثير و قلبه همسُ لقلبها بأسرار..
اول ما حازم مشي  من بيت سمر، راح على الشقة و طلب عمال علشان يبدوا بتوضيب الشقة.. 
بحث في  جوجل عن اشهر  محل مجوهرات في القاهره و ارسل  العنوان لسمر وطلب منها ينزلوا  بكره،كان يتعامل  كانها خطيبته مش مراته على ما ينفذ طلبات سمر. 
مش بس كده قرر يستدعي اكثر واحده قادره انها تسعد امل رغم انه كان محرج لكن  قرر ياخد الخطوة.
كان بيتكلم مع طارق فيديو كول
: انا اسف بجد يا طارق، و محرج  وانا بكلمك بس المدام في حالة نفسيه صعبه،والوحيده اللي قادره تغير مودها هي بسمه أنا بجد اسف وعارف انك بتقضي اجازتك مع عيلتك مش من حقي اطلب منك كده، بس مفيش حل تاني.
رد بهدوء: عيب كده يا حازم احنا اخوات،وبعدين بقى بسمه مش مبطله تطلب مني ان احنا نرجع القاهره وانا متاكد ان عشان خاطرك انت والمدام بنتي بتحبكم،
 تخيل لما كنا بنزور مكان هنا، قالت في وسط الكلام ان المكان ده جميل قوي و كان  نفسها تيجي مع ماما أمل،مكدبش عليك في الاول اتصدمت وبعدين قلت بسمة  محرومه من امها و  شافت مشاعر الحب و الأمومة من زوجة حضرتك، وعمري ما هنسى اللي بنتي  اتكلمت  تاني بفضل ربنا ثم زوجتك انا أحجز أول طياره نازله مصر.
ابتسم و قال: 
شكرا يا طارق والله أنا ساعات بستغرب في الزمن الصعب اللي احنا فيه ده والغدر بيجي من القريب،  ازاي أنت واثق فينا كده وتثق أنك تخلي بنتك معانا. 
: طب أنت عارف وده كان عيب فيا و أم بسمة الله يرحمها كانت دايما تقول لي اني بزعل الناس مني لاني برفض ولادي يكونوا في اي مكان و أنا أو  ولدتهم مش معاهم حتى لو عند جدهم و جدتهم، بس انا كمان زيك مستغرب و سألت نفسي،  ازاي واثق فيكم قوي كده والمعرفه مش قويه ما فيش رابط دم و  مش بقالنا سنين نعرف بعض ،لحد ما لقيت الإجابة.
: و ايه هي.
= سبحان الله ربنا ارد يعوض بسمة  بيكم عن فقدان الأم وكمان الحرمان من جو العائلة لأننا عايشين لوحدنا.
و مكملش الجملة أن بسمة عوض ربنا ليهم علشان ميجرحش مشاعر حازم، لكن حازم كمل و قال:
_ كمل الجمله صح يا طارق بسمه عوض ربنا لينا.
=صح كلامك.
و قفل حازم مع طارق،و أتصل طارق فورا على شركه الطيران عشان يحجز على اول طياره نازله مصر...
ثاني يوم نزلت سمر مع امل وحازم واللي فعلا كانوا زي المخطوبين ، حازم قدام بيسوق وسمر هي وأمل راكبين وراء ومفيش حد كرر يتكلم، وصلوا عند المحل و انصدمت سمر و أمل و سألت سمر: 
_ايه يا حازم ده انا ملقتش كده بلاش المحل ده غالي اوي.
رد بابتسامة: مفيش حاجه تغلي على أمل.
قالت سمر: انا عارفه ان ربنا فرجها عليك وان الحمد لله الحالة  متيسره بس مش كده، حازم عايزة اقولك.
قاطع كلامها: ما تقوليش حاجه يا سمر فاكرة  مش فاهم او مش عارف انك بتعملي كده عشان تعرفيني غلطي، سمر احنا مش عشره يوم ولا سنه، احنا عشره سنين، و عمري ما شوفت حاجة منكم وحش، بداية من ماما فاطمة الله يرحمها و أنتِ و محمد اللي فتحته لنا بيتكم و خلتونا نحس ان عيالكم عيالنا أنتم عائلتي، صدقيني مزعلتش منك وكل كلمه أنتِ قلتيها عندك حق فيها أنا اللي آسف ليكي وآسف لماما فاطمه الله يرحمها،و آسف لكي يا  أمل، و يلا بقا خلينا ندخل.
قالت سمر بمزح: معك فلوس والله هننظف المحل. 
: هننظف المحل. 
كل ده وأمل واقفه تسمع الكلام بصمت...
دخلوا المحل الثلاثه والحقيقه كانت سمر وامل مش راضيين ينقوا حاجه و لانه عارف ذوق أمل اختار هو، و مش بس  كمان جاب هدايا لفاطمة و أمل ولاد سمر...
و أخذهم اتغدوا بره و بعدين رجعهم البيت.
في اليوم التالي 
وصلت بسمة مصر ،و استقبالهم حازم في المطار و خد بسمة و طلع على بيت سمر.
كانت قاعده في اوضتها و تقرأ قرآن كريم، دخلت بسمه براحة من غير ما تخبط ، كانت أمل  مديه ظهرها للباب قربت منها  براحه،حطت ايديها على عينيها من غير ما تتكلم،مشت  امل ايديها علشان تعرف مين توقعت  تكون امل او فاطمه لكن دي مش ايديهم فضلت حاطه ايديها  وخايفه تنطق الاسم يكون مش هو قالت وضربات قلبها سريعه: بسمه صح. 
جت قدمها و قالت: أنت عرفتيني ازاي، وحشتني اوي.
ورمت نفسها في حضنها ،مشاعر أمل كانت مشاعر ام، و حتي بسمة كمان مشاعر بنت لامها .
لفت ايديها الصغيره على رقبتها قوي وكانها خايفه تبعد عنها تاني وقالت :   كنت كل يوم اقول لبابي عايزه ارجع عشان أنت وحشتيني قوي، وحشتيني يا ماما.
بعدتها عنها بصدمة و سألت: قولتي ايه؟
نزلت دموعها و قالت: قولت ماما، أنتِ ممكن تزعلي مني، و كمان ماما تزعل مني لاني قولت كده بس بابا قال  إن ماما الله يرحمها هتكون  فرحانة علشان أنا فرحانة، أنا بحبك اوي و بحس انك ماما.
بكت بانهيار تام  وهي بتحرك راسها بالرفض و بتقول: ازعل منك أنت عارفه انا طول عمري نفسي اسمع الكلمه دي الحمد لله أنا  راضيه، بس كان نفسي اسمعها اوي، و لما تجي منك أنتِ ازعل ، أنا بحبك اوي يا بسمة.
مسحت دموعها و قالت بابتسامة: خالص يا ماما بقا، بلاش عياط و أنا أقولك ماما كتير اوي.
و قامت تجري حواليها و هي تقول ، ماما...
قعدت بسمة طول اليوم مع أمل ، وصلت لها رسالة مكتوبة من حازم : 
اتمني الهدية تنال إعجابك سيدتي الجميلة، و معكِ تصريح أن بسمة تقضي الليلة معكِ.
بعت له فويس وهي بتقول: بجد يا حازم بسمة تنام معي النهاردة.
بعت فويس: وحشني صوتك اوي ، وحشني أسمع اسمي منك، ايوه يا حبيبتي ، و بجد بسمة تقضي الليلة معاكي النهاردة، أنا خدت الموافقة من طارق.
ردت بسعادة : أنت كمان وحشتني اوي.
فردت ذراعها و نامت بسمة عليه، وضمتها بحب و حنان، كانوا الاتنين مبسوطين.
و كل واحدة فيهم تحقق حاجة كان نفسها فيها.
بسمة اللي مشتاقة لنفس الحضن و اتحرمت منها من بعد وفاة أمها.
و أمل اللي نفسها تجرب شعور الامومة، صحيح كانت بتعمل كده مع اولاد سمر و هما قالوا لها ماما لكن هي رفضت، و قالت:
أن مكانة الخالة مكانة غالية جدا، و أنا بحب اسمع منك كلمة خالتو احسن.
ناموا في سعادة.
بعد أسبوع آخر الشقة خلصت.
و خد حازم أمل ، اللي نسيت كل زعلها منه، أو بالاحري هي  مزعلتش من الاساس،  و لول سمر كانت رجعت معه من أول يوم.
هي دي أمل موجود منها كتير وسطنا ، قلبها ابيض من الثلج، مش بتعرف تزعل من حد، تنسي بسرعة، تفتكر بس اللي يعمل لها خير، لو لقت حد في مشكلة و حتي لو الحد ده غلط معها تجري تساعده بدون مقابل.
في عز غضبها تقول مش اسامح اللي ظلمني طول عمري، و لما تفكر مع نفسها، تقول لازم اسامح يمكن أنا غلطت في حاجة.
فتح حازم باب الشقة و قال: غمضي عينك..
: ليه؟
= غمضي يا أمولة.
غمضت عيونها و مسك أيدها و دخلوا و قفل الباب، و قال: فتحي يا حبيبتي.
تفتح عيونها ببطيء و تبص حواليها بانبهار ، الشقة في غاية الروعة و الجمال، كل حاجة جديدة، و شموع و بالونات و  زهور كأنهم عرسان و دي ليلة الزفاف.
تجمعت الدموع في عيونها و سألت : كل ده علشاني؟
كانت واقفة قدمه و هو وراها ، لف أيده حول خصره و همس لها بحب:
_ لو جبت الدنيا كلها تحت رجلك مش كفاية، أنا آسف على اللي حصل، آسف على حاجة حصلت جرحت قلبك ، سامحني لاني كنت غبي ، و صدقت انها فعلا مجنو،نة.
لفت له و قالت بهدوء: ممكن بلاش نتكلم في الماضي، أنا نسيت كل حاجة و انت عارف أمل حبيبتك قلبها طيب و عبيط  بزيادة ، و تنسي كل حاجه.
حرك رأسه بالنفي و قال: قلبك مش عبيط، قلب ابيض و نقي و طاهر، أنتِ إنسانة طاهرة و نقية بزيادة، كل يوم بسال نفسي عملت ايه في حياتي علشان ربنا يرزقني بيكي.
ابتسمت و قالت: الطيور على اشكالها تقع ، و الطيبون للطبيبات ، و أنت كمان قلبك طيب و نقي، و راجل ، الكلمة دي كبيرة اوي مش كل ذكر يكون  راجل، كنت ديما اكبر و اهم داعم لي و عمرك ما تخليت عني، هو في  حد في ظروفك يعرف أنه اب و يكون زعلان.
قاطع كلامها و قال: ما بلاش نتكلم في الماضي.
كملت كلامها: قصدي يا حبيبي بعيد عن اللي عملته نورا، أنت كنت مخلص لاقصي درجة و على فكرة بقا أنا اللي بسال نقسي، أنا عملت ايه في حياتي حلو علشان ربنا يرزقني بالزوج الصالح.
طبع قبلة على جبينها و تنهد بحب ثم قال: عملتي كتير يا قلبي، عندك السامح و المغفرة و تحبي الخير للغير و قلبك طيب ، و صفات كتير ملهاش عدد.
ابتسمت بسعادة و قالت: ده عيونك اللي حلوة.
: اتفق أني عيوني حلوة لأنها اختار اجمل زهرة في الزهور.
الوصف دخل قلبها من غير استأذن ، جميل أن تشعر الزوجة أنها جميلة و مميزة في عيون زوجها و شريك العمر.
ابتسمت بخجل و قالت: بحبك 
أجاب بابتسامة عريضة و حب: أنا بعشقك و  بحبك اكتر من نفسي و من النهاردة بداية جديدة.
جميل من حازم أنه يفكر يبدأ بداية جديدة مع أمل بعد اللي حصل.
بعد سنة.
مر عام على زواج عماد و سلسبيل 
و قرر عماد يعمل الفرح اللي متعملش و تلبس سلسبيل فستان زفاف زيها زي اي عروسة، و عمل الفرح في اسكندرية في نفس المكان..
لكن هما استقروا في القاهرة في الشقة اللي كانت فيها نورا و هما كمان جدودا الشقة..
في فندق خمس نجوم في اسكندرية.
تجري بسمة و أمل وراءها و تصرخ: حازم أنا زهقت تعال شوف بنتك دي.
كان واقف قدم المرايا ويضبط شعره، و زفر بضيق و قال: 
أنا خلصت لبس و أنتِ و بنتك لسه، تحبي نكون آخر الحاضرين..
وقفت أمامه بعصبية و قالت: أنا السبب ولا بنتك ،ما شاء الله عليك واقف تهندم نفسك زي ما تكون عريس و أنا لسه مخدتش شاور.
جريت بسمة اللي كانت مستخيبة وراء الستارة على حازم، نزل لمستواها و قال: بسم الله ما شاء الله ، ايه القمر ده، عروسة جميلة.
لفت حول نفسها و قالت: أكون احلي من العروسة صح.
باس أيدها و قال: صح يا حبيبتي ، بس قولي مزعل ماما ليه.
قالت بزعل طفولي: أنا عايزة شعري مفرود و هي مصممة تعمل ديل حصان.
بص عليها  و هي متعصبة و قال: عندها حق يا امل ، شعرها كده جميل ما شاء الله.
: أنا عارفة كده ،بس خائفة عليها من العين.
بص على بسمة و قال: هي عندها حق.
قالوا الاتنين مع بعض: أنت معندكيش حاجة تقولها غير هي عندها حق.
و مشيت بسمة ناحية أمل و قالت: تعالي يا مامي نحل مشاكلنا من غير طرف تالت.
و مشيوا الاتنين و هو ضحك عليهم.
خرجت بسمة و كلام أمل مشي و عملت ديل حصان و قالت: يلا بقا نروح لبابا.
مسك أيدها و قال: يلا يا بوسي.
مشيوا مع بعض لحد اوضة طارق هو موجود في نفس الاوتيل علشان يحضر الفرح.
خبط حازم و ثواني و فتح طارق و كان لبس البدالة، قالت بسمة: ايه يا بابي القمر ده.
شالها من الأرض و قال بحب: مفيش قمر غيرك.
: صح أنا أكون احلي من العروسة.
أبتسم حازم و طارق و قال طارق: طبعا بس خلي ده سر بينا، علشان حرام العروسة تزعل 
: ماشي يا بابي..
= طيب يا طارق اسبقكم على تحت.
حرك رأسه بنعم و دخل طارق و بسمة الاوضة.
قعدت على السرير و مسكت الموبايل تلعب فيه و سألت: قربت تخلص علشان عايزة انزل قبل العروسة.
= دقيقة واحدة.
دخل اوضة تانية ، و مسك صورة مراته و ابنه و نزلت دموعه و قال:
_ أنا عارف أنك زعلانة مني، علشان خلت بسمة تقول ماما لواحدة غيرك  و علشان احساس الذنب ده طلبت منها تقول لحازم بابا علشان نكون متساويين ، أنتِ فاكرة أني مش زعلان و أنا شايف بنتي عندها اب و ام غيرنا، أنا عملت كده لمصلحتها لقتها مبسوطة معهم، و لقت عندهم اللي مش عندي أنا وحيد اهلي و اهلك مش معنا، كنتي أنتِ عائلتي، و بعد ما مشيتي ده اثر علي بسمة، هي لقت عندهم عيلة متكاملة ،  أب تاني و أم تأني و اخوات ، اعتبرت ولاد محمد اخواتها و عندها خالة  و عم ، لقت حياة ، أنا من وقت رحليك و أنا بين الحياة و الموت و مش عايز بنتي تكوني زي علشان كده بلاش تزعلي مني.
كانت بسمة وافقة و سمعت كل كلامه قربت منه و لفت أيدها على رقبتها و قالت: مهما أحب عمر ما احب حد اكتر منكم ، أنت بابا حبيبي اغلي حد عندي، و هي ماما حبيبتي ، و اخوي حبيبي ،مفيش حد يعوض غيابهم.
طبطب على أيدها و قال: و احنا بنحبك يا بوسي.
مش اي زوج يقدر يتخطي وفاة زوجته و يتجوز غيرها ، في ناس تقدر و في ناس صعب عليا  نسيان أول حبيب زي طارق مش قادر ينسي مراته، رغم أن كتير قاله اتجوز علشان تجيب لبسمة  أم و اخوات لكن هو مقدرش ، فكان فرحان بعلاقة بسمة مع حازم و أمل.
و رغم العلاقة القوية بين بسمة و أمل الا العلاقة بين طارق و أمل معدومة طريق التواصل هو حازم، مفيش كلام بينهم نهائى ، عد المرات اللي تكلموا في ،يوم النيل و المقبرة بس.
غير كده مفيش كلام بينهم أو مقابلات و حتي لما كانت بسمة  تحكي ل أمل عنها أهلها طلبت منها بلاش تتكلم عن ابوها و نفس الكلام طارق طلب منها بلاش تتكلم عن امل، عملوا كده لتجنب الشبهات ، و دي اول مناسبة طارق يحضرها معهم و ده كان طلب حازم علشان خاطر بسمة.
في الفرح.
كانت اغنية رومانسية شغالة 
يرقص عماد مع سلسبيل 
و محمد مع سمر
و طارق مع بسمة اللي وافقة على كرسي
و حازم و أمل.
: محمد عايزة اقولك شكرا على وافقة معي و مع امي و اختي في كل وقت
أبتسم و قال: ده واجب عليا و مش محتاج شكرا، ده واجبي أني أكون معاكي طول الوقت لاني زوجك ،و الزوج هو الشريك ،يكون شريك في الحلوة و المره.
: ربنا يبارك فيك و يحفظك من كل شر.
= و لكي بالمثل يا حبيبتي و يفرح قلبنا با اولادنا...
ابتسمت و قالت: اللهم امين............
باس أيدها و سأل  بحب: مبسوطة يا حبيبتي.
ردت بصوت كله سعادة: أكيد يا عماد مبسوطة، بجد كان نفسي أطلب منك كده بس قولت بلاش.
: غلطانة كان لازم تطلبي، ده حقك عليا ،تفرحي زيك زي اي عروسة.
قالت بصوت حزينة: كان نفسي أخويا يكون معي.
مسح دمعة نزلت من عينها و قال: على الأقل عرفتي أنه مات.
قالت بحزن: رح في البحر اللي كان متخيل أنه لما يعديه يجمع الدهب و الفلوس و يرجع.
أبتسم و قال: ربنا يرحمه ، بس خلينا تفرح بقا، النهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقي تمام.
=عندك ليك خبر.
: أستر يارب
= أنا حامل.
اول ما سمع الجملة ،ضحك بهستريا 
لدرجة. الكل بص عليه، قالت بخجل: 
_في ايه؟ مالك تضحك كده الناس تتفرج علينا.
حاول يسيطر على نفسه و قال: أصل متخيل واحد يوم فرحه و مراته حامل.
ردت بغيظ: أنت عبيط ،احنا بقالنا سنة متجوزين و النهاردة عيد جوزنا..
: ايوه عارف بس حاجة تضحك.
بصت بحزن من غير كلام، قال بهدوء: 
_حقك عليا، الف مبروك يا حبيبتي ، يارب نخلف  بنت شبهك في الشكل و الطبع.
سألت بزعل : بجد مبسوط.
قالت بابتسامة: طبعا مبسوط.
طبع قبلة على مقدمة رأسها و قال بحنان: الف مبروك يا حبيبتي ، ربنا يقومك بالسلامة.
ابتسمت بدون رد.
: هو عماد اتجنن ولا ايه.
= أنا عارفة هو ماله.
: قولي يا امولة.
داعبت أنفه و قالت: هتبقي عم يا حزومي.
أبتسم و قال: بجد، أنا اروح ابارك لهم.
مسكت أيده و قالت: اولا تسيبني كده في ساحة الرقص لوحدي، ثانيا مش وقته خليهم لوحدهم.
قال بمزح:  حاسس أني اسيبك في ساحة المعر،كة مش الرقص، بس تمام خلينا وقت تأني 
= ايوه كده شاطر.
بص حواليه و قال: بقولك تجي نهرب من الفرح.
قربت منه و همست : نروح فين؟
: البحر ينادي على العشاق، و اظن  مفيش.
كملت هي بدلع: عشاق احسن من حازم و أمل.
مسك أيدها و خرج من القاعة و مشيوا على البحر.
تحت ضوء القمر، و همس الأمواج و لون الماء يسحر القلوب، و الرمال التي ينعكس عليها ضي القمر..
يسير و هو يحتضن يدها بحب و حنان و احتواء كعادته.
توقف  عن السير، وقف أمامها، و نظر في عيونها بتمعن، و هي فعلت المثل، و تركوا  الحديث للعيون.
هو : كنت بلا هدف أو شخصية، مثل الضائع يسير على طريق مرسوم، حتي سطعت الشمس و أشرقت بنورها ، و ظهرت أمل، التي جعلت لحياتي هدف ،كنت أعيش بلا حياة ، أشعر دوماً أني بين الحياة والموت حتي رأيتك و جعلتي حياة ممتلئة بالأمل...
هي = كنت أعيش حياة هادئة و جميلة و انتظر بفارغ الصبر أن يجمعني الله بك، و أدعو الله سرا و جهرا أن يكون لدي الكثير من الأطفال ، حتي ظهرت الحقيقة المؤلمة ، و تحولت حياتي الجميلة المزدهرة إلى حياة قبيحة و مظلمة، و هنا شعرت بالموت، وسط عتمة الليل كنت أنت، في الطريق المجهول أجدك ممسكا بيدي، من بين دموعي تزدهر ابتسامة و سببها أنت، كنت بين الحياة والموت و لكن جذبتني معك الى حياة جميلة و هادئة ممتلئة  بالحب و السعادة  و الأمل...
اقترب منها و ضمها إلى حضنه و قال: بحبك 
ضمته إليها أكثر و صرخت بصوت عالي: بحبك يامن جعلت حياتي مثل أسمي أمل.
و تمت بحمد الله و ليس للحديث بقية 

تعليقات